لا أدري لماذا استرجعت أول ما سمعت مساء أمس عن تداعيات السفر المفاجئ للرئيس التونسي زين العابدين بن علي عقب مظاهرات تونس أحداثا سابقة في تاريخنا العربي الحديث ؟؟ فقد توارد الى ذهني أسماء الشيخ خليفة آل ثان أمير قطر الأسبق و السيد ولد معاوية الرئيس الأسبق لموريتانيا و عصام الحضري حارس النادي الأهلي المصري الأسبق و المنتخب الوطني ..
ثمة أوجه للشبه ترآءت أمامي بين جملة الأسماء هذه ...
فأمير قطر السابق عُزِلَ من الحكم بعد أن انتهز نجله الحالي سفر والده للخارج عام 1995 فلم يرجع الا عام 2004 لحضور دفن احدى زوجاته .. لكن هذا بما كسبت يداه ، فهو نفس ما فعله الأب بوالده في انقلابه الأبيض عام 1972 .. كما تدين تدان ..
و ولد معاوية .. الذي استغل العسكريون مرتين فرصة خروجه خارج البلاد فحالوا بينه و بين كرسي سدة الحكم في البلاد ...
و الأخير الحارس الكبير الذي لطخ - للأسف - مشواره الجميل بهروبه المفاجئ للخارج كمن يتسلل لواذا !!
فما هي خفايا الرحيل المفاجل للرئيس المسافر ؟؟ ناهيكم عن مسمار جحا التونسي - الغنوشي - الذي أعلن عن توليه مقاليد الحكم مؤقتا بدعوى العمل بالمادة 56 من الدستور !!! و المادة نصها صريح في أن يتم اسناد مهام الرئاسة للوزير الأول بتفويض من الرئيس شخصيا !!! فهل فُوِّضَ من الرئيس بهذا ؟؟ أم أنها تمثيلية هزلية كما ترآءى للعامة ؟؟؟ و سكون الجيش في تونس ربما يهيء عودة الرئيس - المسافر - ريثما تستقر الأوضاع لديه في تونس خاصة و أن قوات الأمن - الداخلية - لا تزال تمارس سياسات قمع ضد المتظاهرين من الشعب لصالح الحكومة .. بمعنى أني لا أرى بشائر - حتى اللحظة الحالية - تفيد بأن الأمور تسير جديا في عزل الرئيس التونسي هناك ..
في ذات مرة قال لي عمي الأكبر - و هو واحد من ضباط الجيش المخضرمين الذين خاضوا حروب مصر الأخيرة - بأن الشعب - أي شعب - قد يجد صعوبة في احداث انقلاب ناجح مادام الجيش في يد الحاكم و سيتكبدوا في ذلك أرواحا مهدرة ، أما لو انقلب الجيش على الحاكم فإن درب الاطاحة به مفروش بالورود .. و لهذا وجدت أحد التوانسة الأكاديميين في احدى جامعات أمريكا يناشد - عبر قناة الجزيرة - قيادات الجيش و الشرطة بالوقوف جانب الشعب و مطالبه ليقينه بأن في حدوث هذا فلن يرجع بن علي للبلاد أو على الأقل لقصر الرئاسة ..
أما أطرف تعليق سمعته البارحة عن تداعيات أحداث تونس : " عمر المسمار ما يكون زي الخابور "
قد تنضح الساعات المقبلة بما هو أعظم
د . محمد م كمال نوار
Kafr Shukr
المصدر
- Spoiler: