بين عطاء أهل الظاهر ولؤم خصومهم !

بين عطاء أهل الظاهر ولؤم خصومهم !

المتأمل لأحوال المخالفين لأهل النص ومنهم الظاهرية يجد أنهم شنعوا على الظاهرية وأهل النص ليخفوا عورات لهم :
* إما أنهم يتمكن من مقارعة الحجة بالحجة فآثروا أسهل الحلول وأقصرها وصولا إلى المحافظة على المكتسبات والأرزاق, وأسهل الحلول هو مصادرة الرأي الأخر أو التشنيع عليه أو على صاحبه أو كليهما .
* وإما أن الأمر لا يعدو أن يكون انتقاما للنفس , وممارسة للإرهاب الفكرى دون ضابط أو قيد .
فابن حزم مثلاً كشف عورات وزلات وأخطاء من يقلدون ويعظمون ويقدسون فبدلاً من أن يصححوا نهجهم ويتبعوا النص تجدهم يحاولون الانتقام بالتشنيع لئلا يصدق أتباعهم السذج المغفلين ما يقوله أهل الحق فيصورون لهم أن هؤلاء الظاهرية أهل تجهم ويبولون في الماء ثم يشربون منه ويتوضأون !!!
بل ووصل الأمر بأحدهم في هذا القرن (حمود التويجري) واتهم الإمام ابن حزم في عدالته بسب كتابه طوق الحمامة فهذا قلة ورع من بدوي متعصب لا يعرف الحب ولم يذقه ويعتبرالكلام فيه من كبائر الذنوب متجاهلاً أو جاهلاً أن بعض من يقدسهم ويعتقد عصمتهم كابن القيم له كتاب مشابه !.
*وإما بسبب وجود حرج في نفوسهم من الإعراض عن النص فيدفعهم عقلهم الباطن إلى تصوير الظاهرية ومن وافقهم بأنهم أهل باطل لعل نفوسهم المريضة تهدأ وتسكن بذلك وهذا مرض نفسي معروف سبق ذكره على الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1764
وإلا فهم فليسوا بأول من يستفيد مما يكتبه أهل الظاهر ثم يقابلونه بالجحود , والكتمان والكنود والنكران , فيستدرون فوائده باطنا وهم في الملأ يذمون (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) ……. على حد قول الأول :
يذمون دنيا لا يريحون درها ………….. فلم أر كالدنيا تذم وتحلب .
فتجد بعض العلماء المشهورين في القرن السابع الهجري أخذوا عن ابن حزم أقوال وفتاوى شتى ومسائل خالفوا بها المذاهب الأربعة كالطلاق ثلاثاً ونبذ التوسل البدعى والصلاة في المساجد ذات القبور وأقواله في الصوفية والرافضة وغيرها ثم تجدهم يداهنون الجمهور ويشنعون على أسيادهم الظاهرية ويصورونهم في صورة الحمقى ويتهمونهم بالتجهم بينما أصحاب القرن السابع هؤلاء أساطين للغلو في بعض أبواب الأسماء والصفات على حساب الاتباع الحقيقي لمحمد صلى الله عليه وسلم ولله في خلقه شئون .

لله درك يا ابا محمد بارك الله فيكم وسلمت يداكم
الحقيقة أن عطاء أهل الظاهر واضح لكل ذى عينين إلا من تعامى وغفل عن الحقيقة .
فداود بن على الظاهرى رحمه الله كان يحضر مجلسه أربعمائة من المطيلسين ، واستفاد منه جل من كان فى طبقته ومن أتى بعده فى رواية الحديث ن بل من فرط إعجاب الشافعية به وبعقله ضمنه السبكى ضمن كتابه عن طبقات الشافعية .

وابن حزم أفضاله على الكثير من العلماء وعطاءاته لا حصر ولا حد لها ولقد أحصينا من ذلك الجم الغفير فى أطروحتنا للماجستير عن ابن حزم الظاهريى .
ومنها أن الغزالى استفاد من ابن حزم استخدام المنطق فى استنباط الأحكام الفقهية .

ومنها الاستفادات الجمة التى استفادها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فى الفقه ، والمطالع لفتاوى ابن تيمية ولكتب ابن القيم لا سيما زاد المعاد يجد ذلك واضحا للعيان .

ومنها أن الماوردى استفاد نظريته السياسية التى طرحها فى كتابه الأحكام السلطانية من كتاب لابن حزم كان قد وسمه باسم السياسة ، نشرت نتفا منه فى مجلة تطوان ، وعول عليه المالقى فى كتابه الماتع الشهب اللامعة فى السياسة النافعة .

ومنها أن ابن خلدون استفاد فلسفة التاريخ او نقد الخبر التاريخى من ابن حزم وسنفصل ذلك لاحقا .
يتبع إن شاء الله .

» اهل الظاهر بين المدح والذم
» ترجمة الوَضين بن عطاء بن كِنانة الخزاعي الدمشقي
» أهل الظاهر في كل قرن
» أقسام المياه عند أهل الظاهر
» هل من جديد حو رجال أهل الظاهر؟