كفاح الإمام ابن حزم وجهوده فى شتى مناحى الحياة

لقد كافح العلامة ابن حزم وجاهد فى كافة مناحى الحياة الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ونجح رضى الله عنه فى تقديم مشروع نهضوى متكامل .
ففى النواحى الدينية خلص الشرع من الأقيسة والآراء والظنون والأقوال الفرعية التى لا طائل منها سوى الخلاف وإيقاع الفرقة ما دامت مفتقدة غلى الدليل والبرهان .
وفى النواحى الثقافية قدم برنامجا علميا اصيلا فى رسالته مراتب العلوم وفى غيرها ، وراح يزج بالمنطق وسط المعترك العلمى لاستخدامه فى استنباط الأحكام الفقهية فى الوقت الذى كانت فيه اصوات تروج لمقولة " من تمنطق فقد تزندق" .
كما ربط بين الفلسفة والشريعة برباط جعل من أتوا بعده يتلقفون هذا الرباط ويدعون بقوة إلى ضرورة الجمع بين الشريعة والفلسفة .
وفى المجال السياسى أصل نظرية سياسية متكاملة شملت النظام السياسى للدولة الإسلامية من خلافة ووزارة وأمراء ودوواين وقضاء وفتيا وما شابه ذلك ، وهو الأمر الذى تلقفه عنه الماوردى فى كتابه الأحكام السلطانية ن ولا زال الجميع ينسب للماوردى تأصيل اول نظرية سياسية متكاملة ، وفى الحقيقة الرجل مع احترامنا له ولعلمه كان عالة على ابن حزم الذى نقل عنه من كتابه الموسوم " بالسياسة" ولم يصرح .
وفى المجال الاجتماعى ناقش أحوال العبيد والرقيق ، والاسرى ، وحالة المراة وخلافة مناقشات ماتعة ، وقدم طروحات جلها يخبر عن عقل ناشط وذهن متوقد .
وفى المجال الاقتصادى ندد بالضرائب غير الشرعية ، وأصل نظرية عبقرية حول زراعة الأرض وإحياء الموات ، ودعا إلى تأصيل عملية الفلاحة بين الزراع بطريقة تلقفها من اتى بعده وعلى راسهم ابن العوام الإشبيلى .
أتمنى من الباحثين النابهين ان يتلقف كل واحد منهم جانبا من هذه الجوانب ويجليها ، ولن يعدم من يكتب فى هذه الموضوعات من وجود النصير والمعين إن شاء الله .