نساء الأخدود: وفاء وكاميليا و....

أرض الكنانة, يا أرض الكنانة, يا كنانة الاسلام, مالي أرى السهام إثر السهام والنصال تتكسر على النصال,

ثم لا تنكأ لنا عدوا ولا تدفع صائلا, ما لي أرى السلاح لم يصوب إلى صدور الأعادي, بل إنه غدا بساحتك

يفري لحوم المخدرات العفيفات, ما لي أرى الضباع تنهش أطراف الحرائر, ما لي أسمع صرخات المؤمنات

القانتات في أقبية نجسة مظلمات؟ ما لي أرى قسس الضلال وعبيد الصلبان قد استأسدوا على النساء؟

أحق ما أرى وأسمع؟ أأندلسا جديدة لا نملك لها إلى المراثي والعبرات؟ أيغرز الصليب في قلوب أسلمت؟

أتفتن في الدين أنفس آمنت, أتقتل بمصر صبية وحدت؟ نبئوني فإني أصبحت متحيرا؟

بالأمس وأدوا لنا أختا علمتنا الوفاء, علمتنا أن الايمان فداء, أرض الكنانة ما هذا الجفاء, بأي جرم وئدت وفاء,

بأي ذنب سيقت إلى الموت إماء؟ أصار اليوم جرما أن نخلص لرب الأرض والسماء؟ مهلا أرض الكنانة, رويدك, ماذا

دهاك؟ أما كانت وفاء وقد رفعت لواء التوحيد أهلا للوفاء؟

دم وفاء دين لا بد له من وفاء, وفاء أولى نساء الأخدود, أخدود حفره القسس والرهبان بالأظافر والصلبان,

ونفثوا فيه من صدور تغلي بالحقد كالمراجل حتى اشتدت النيران, ألقوا فيه وفاء وأنت تنظرين يا أرض الكنانة,

الأخدود باق لم يزل,و ذكرى وفاء حية لم تبل, وهذه كاميليا تذكرنا بوفاء, وتكتب بدموعها رسالة عتاب

لأرض الكنانة:أما آن لك أن تبلعي هذا الأخدود الكريه بجلاديه وتقبلي هذه الأيادي الناعمة

التي تمتد إليك مبايعة بالاسلام؟

قذفوا بكاميليا في الأخدود, أسروها وهي توشك أن تبايعك يا أرض الكنانة بالاسلام,

أسروها وهي تترقب من وراء خمارها ماذا يكون من أمرك؟ أتضمينها إليك كما تفعل الأم بوليدها؟

أتتك كاميليا طائعة بالاسلام مبايعة, فما دخل القسس والشرط والعسس والرهبان؟ أشعر بالدوار لغرابة ما جرى؟

أرض الكنانة, رفقا بالقوارير, وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم قبيل الرحيل, هذا خالد نفر لنصرة

كاميليا الاسيرة,

فمابالك كممت فاه وأخرست صوته وكسرت قلمه؟ ما بالك ألقيته في قبو مظلم؟ أرض الكنانة:

( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)

فتن كقطع الليل المظلم, أيأمن القسيس وقد توشح بالصليب وشد الزنار وكفر بالواحد القهار وتخاف أمة لربها توحد

ولغيره لا تسجد؟ أتقتلون أمة أن تقول ربي الله؟

أيأمن الفاجر الصليبي وهو يجهر بالطعن في القرآن ثم يرسل جلاديه ليأسر مؤمنة رفعها القرآن؟ يا أرض الكنانة

عودي إلى رشدك وأزيحي عنك من عتى في كفره.

أبشر بشر يا إمام أهل الشرك والصلبان, أبشر أبا جهل فدم سمية يحرق الطغيان ,

يا وضيع يا شين الرجال, دينك قلته ربات الحجال, تصدع بينانك وتداعت أركانك, ديرك هدمته صبية

وزلزلته نسوة.

أرض الكنانة, يا أرض الاسلام, هذه آثار الأصحاب لم تبل وهذه محاريبهم لم تزل تصدح

بالذكر والدعاء, هذه سيرة الليث تعبق بالجود, ففيم هذا الجحود, أم أنك مثل الحرائر ترسفين في القيود؟

أتراك مع السبايا في أقبية العلوج؟

لو كنت أرض الكنانة هنالك فحق علينا فداك, حق علينا أن نتسور على الأسافل الأسوار,

حتى نعيد للإسلام كنانته وحتى نخلص حفيدات آسية من براثن عباد الأوثان.

قلت فأجملت فأصبت فأحسنت
فك الله أسر الكنانة وغفرلنا ولك