ربح البيع يا شباب مصر ، و محيي الدين أفلت من الثورة !!

ربح البيع يا شباب مصر :

من أهم ثمار ثورة 25 يناير 2011 م هو اجبار
النظام للتحدث الجدي مع كل قوى الشعب ، لكن هناك من يعبث أو يريد أن يعبث بمقدرات
الأمة المصرية ، فالثورة بدأ الاعداد لها لتكون يوم عيد الشرطة للمطالبة فيها بردع
رجال الأمن المتسلطين و الدعوة للاصلاح السياسي و الاجتماعي ، و بعد أن أذعن
الرئيس لكافة مطالب الشباب و أعلن أن الأشهر القليلة القادمة هي آخر ما تبقى له في
حكم مصر ، تصاعدت حدة التظاهرات بميدان التحرير يوم الجمعة الماضي مصرين على تنحي
الرئيس . الغريبة أن أصدقائنا من نواة الشباب الذين فجروا الثورة و لم يدعوا فيها
لاسقاط الرئيس بادئ الأمر انفضوا بعد خطاب الرئيس الأخير ، لكن بقي آخرون أصروا
على تنحي الرئيس . و كُنتُ قد وجهت و زملائي دعوة لفض التظاهر و إمهال النظام
فرصته هو الآخر ليثبت صدق كلامه و نواياه و ليمنحنا برهة من الزمن تلتقط فيه
بلادنا أنفاسها . فكم من مكاسب حققتها ثورة الشباب ، لكن التمادي فيها بدون إعمال
العقل و الروية تبعا للمعطيات و المتغيرات الحالية قد يرجعنا للوراء و لسنوات من
الشقاء ، فلو أفردت أصابع يداك تحصي عليهما خسائر مصر المادية و المعنوية حتى الآن
ما وسعتها أصابعك . و ماذا لو انسحب الشباب و انفض التظاهر ؟ حتى و لو كانت هدنة ؟
و الهدنة ليست بعيب فكم من هدن أبرمها المسلمون مع الكفار .. فما بالكم مع أناس من
بني جلدتنا ؟ .. قد يبادرك أحدهم ليسأل و يقول : و ما هي الضمانات التي تبرهن على
التزام النظام بما وعد به ؟ و ماذا يضمن أنه لو قمنا بفض التظاهر لا يتعقبنا
النظام فيقوم بتصفيتنا و التخلص منا ؟ فقل له : أي ضمان تريد ؟ شيك على بياض مثلا
أم ماذا ؟ فكلمة الرئيس نطاق حول عنقه و يعلم حتما بالعواقب لو أخلف . و لو فرضنا
بسوء النية – و هذا خطأ – أن النظام لن يفي بوعده ، فهل سيستعصي علينا اعادة الكرة
و اجبار النظام على النزول على رغباتنا و المطالبة بتنحي الرئيس وقتها ؟ قال أحدهم
: بالفعل سيكون من الصعوبة أن تجمع الشعب مرة أخرى خاصة و أن النظام قد يحكم قبضته
مرة أخرى .. و أرد على ذلك بقولي : إن التغيرات السياسية التي شهدتها مصر كنتيجة
لثورتنا في 25 يناير كانت يوما ما مستحيلة أو بعيدة المنال ، لكنها تحققت بفضل
ارادة الشعب بعد الله ، كذلك المستحيل الذي تتحدث عنه سيتكسر على نصال ارادة الشعب
إذ أنها دوما المنصورة و ذات الكلمة العليا على أي مستحيل .. هكذا تعلمنا من ثورة
25 يناير . و في الوقت ذاته من يضمن لك أي حاكم أصلا في أن يفي بطلباتك و
بالتزاماته تجاه مسئوليات منصبه ؟ و من ناحية أخرى فأنت تخشى أن تتم تصفية كوادر
الثورة ، ألم يكن باستطاعة النظام تصفيتها فعلا أو حتى وأدها في مهدها ؟ ألا تظن
أنه حتى لو جيء برئيس جديد أن أول شيء قد يقوم به هو تصفية الكوادر الثورية حتى
تلك التي قد تكون أعانته للوصول لسدة الحكم كما فعل أحدهم من قبل ؟ فالرئيس الجديد
لن يخش أحدا سوى هؤلاء الثوار اذ قد يسببوا له المتاعب لاحقا ، أما ما عداهم من
حزب " مات الملك .. عاش الملك " فلا خوف منهم . أكل هذا مستبعد ؟!
بالطبع لا .

سألني أحدهم : تقول أن اعطاء الفرصة لمبارك يمهد
لمصر بدء عصر الديموقراطية و الاصلاحات التي عرضها و وافق عليها نزولا على رغبات
الشعب و يصحح مسار الحكم و هو أملنا في تقليص فرص التخريب و الدمار الذي حل بالبلد
و أن هذا سبيلنا للعودة للاستقرار نسبيا ، فماذا لو جاء أمر الله و مات الرئيس ؟
ألن يكون الوضع ذاته ؟ و هنا أقول له بأنه بالطبع إن حالة من عدم الاستقرار و
الاضطراب قد تعصف بالبلاد في حال وفاة الرئيس خاصة في ظروف كالتي نعيشها ، و لكن
في حالتنا الحالية ، لم لا نستغل الفرصة في كونه على قيد الحياة لنستبين صدق كلامه
و وعوده ؟

Risk benefit
ratio

قاعدة نستخدمها في الصيدلة نقيس بها فوائد
عقار ما تحت التجربة نسبة إلى مخاطره و الأعراض الجانبية أو المخاطر التي قد تطرأ
عليه جراء استخدامه أو " التمادي " في تعاطيه . و قد تفلح هذه القاعدة
لو ما طبقناها على ثورة 25 يناير ، و لوجدنا أن التمادي فيها قد يطبب كفة المخاطر
، خاصة و لو أننا نظرنا بعين البصيرة لوجدنا أن بقاء الرئيس مبارك حتى نهاية مدة
ولايته هو الواقع رغم استمرار مطالبة البعض بتنحيه ، و قد تلمس ذلك في تذبذب
الموقف الأمريكي حيال ذلك فكان موقف الأمريكان في أول الأمر مع استمرار مبارك حتى
نهاية مدة ولايته و تارة مطالبتهم بالانتقال الفوري للسلطة ثم نكصوا على رؤوسهم
ليقولوا بأنهم مع بقاء مبارك حتى نهاية مدة ولايته على أن يعجل بالاصلاح السياسي ،
و ما كان الأمريكان دوما إلا مع الكفة الراجحة . و أنا أيضا مع الكفة الراجحة خاصة
و أن الأسماء المطروحة حاليا على الساحة – من وجهة نظري – قد لا تختلف عن مبارك
كثيرا خاصة و إذا وُضِعوا في مكان كمكانه ، لأن " اللي ايده في المية مش زي
اللي ايده في النار " كما يقول المثل المصري و الله أعلم .

مكاسب ثورة 25 يناير :

1- تغيير الحكومة
" و ان كان لي تحفظ على اسلوب تشكيلها لكن ممكن نعتبرها حكومة تسيير أعمال
" .

2- تعيين نائب
للرئيس و اختيار شخصية تقبلتها جموع كبيرة من الشعب .

3- الشعب علم النظام
و البوليس درسا قاسيا صعب النسيان

4- اعادة الانتخابات
البرلمانية باشراف قضائي في الدوائر اللي القضاء حكم ليها . و ساعتها من المفترض أن تطرح الثقة في
حكومة جديدة .

5- تعديل المادة
76 و 77 من الدستور الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية . كذلك تعديلات دستورية موسعة .

6- تحديد فترة
ولاية الرئيس و عدم ترشيح مبارك مجددا و الغاء فكرة التوريث .

7- اعادة هيكلة
الحزب الحاكم و الاطاحة بأهم رموزه .

8- تقديم عدد من
رموز الفساد للمحاكمات مثل حبيب العادلي و
بعض الوزراء و أحمد عز و غيرهم .

9- طلب الحوار
الجدي مع المعارضة حتى و لو كانت الاخوان المحظورة و كذلك مع الشباب المتظاهر .

كان من السهل علي حصر المكاسب ، لكن للأسف
يشق علي عد الخسائر .

محمود محي الدين أفلت من ثورة الشباب :

" فيه شيء لله " مثل يطلقه المصريون
على الشخص الذي تصيبه حسنة ، قد أُفْلِح لو أَطلَقتَه على الدكتور محمود محي الدين
وزير الاستثمار الأسبق و مدير البنك الدولي الحالي في ظل ظروف بلادنا الحالية ،
فمحيي الدين هو وزير الاستثمار الأسبق و كان قد تقدم بالفعل لخوض انتخابات مجلس
الشعب الأخيرة عن بلدته كفر شكر و دفع رسوم التقديم لها باسم الحزب الوطني الحاكم
.. إلا أن قدر الله كان أرحم عليه من أي شيء آخر على الرغم من الوجوم الذي اعترانا
في كفر شكر عقب انسحابه من الانتخابات و استقالته من الحكومة و الوزارة لتوليه
المنصب الدولي الجديد الرفيع . و أتذكر كلمة قلتها للدكتور محمود بهذه المناسبة بعد
افتتاحه لكوبري المشاة الجديد بكفر شكر " إنه يعز علينا فراقك يا دكتور ، لكن
عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم " . و من وجهة نظري أنه بلا شك خير له فقد
ترك الوزارة بترقية دولية ، و ابتعد عن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة المشبوهة و
التي قد تتم إعادتها بحل المجلس ، و كذلك أيضا باستبعاده من منصبه كنائب لأمين
لجنة السياسات الأسبق جمال حسني مبارك من قبل قيادة الحزب الوطني منذ عدة أشهر عقب
تنصيبه مديرا للبنك الدولي . و لو أنه كان استمر في مصر لفقد كل ذلك بأسوء ما يكون
بعد ثورة 25 يناير الماضية مع حكومة نظيف و قيادات الحزب الوطني المقالة . جدير
بالذكر أن محمود محيي الدين هو أقل وزراء حكومة أحمد نظيف ثروة – حسب تقرير أذاعته
قناة أمريكية عن ثروات النظام المصري – و تنحصر في مبالغ مالية من عمله الحكومي
كوزير أو كأستاذ جامعي و أطيان و أملاك بالإرث الشرعي .

كلمات متشابهات في أحداث مصر الراهنة :

توتر ، تواتر ، تويتر :

توتر : حال شعب مصر .. بل حال مصر كلها

تواتر : تباين وجهات النظر بين جموع المصريين
في الوضع القائم

تويتر : ثاني أكبر موقع الكتروني للتواصل
الاجتماعي و أول من دفع ضريبة ثورة الشباب اذ كان أول موقع الكتروني تحجبه الحكومة
المصرية .

النيل ، النيل ، النيل :

النَيْل : الاستحواذ و الحصول على ..

النّيْل : الخلاص من ..

النِيل : هو النهر الذي يوحد المصريين

كتبه محمد م كمال نوار

كفر شكر في 7 فبراير 2011 م

دي مثلثات مصرية مش لغوية
ومشكور على الموضوع

لو كنت تقصد بالمثلثات الجزء الأخير من المقال .. فنعم

و تقبل الله مروركم

نعم الله يبارك فيك

و فيكم بارك الله أخي

» الكتابة التاريخية عند الشيخ محيي الدين بن عربى الصوفى الظاهرى
» محيي الدين يغادر إلى واشنطن لتولي منصبه الجديد في البنك الدولي
» الدكتور عبدالباقى السيد مع شباب الثورة فى مؤتمر الحوار مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة
» خواطر ما بعد الثورة
» استدراك ابن عقيل على الإمام ابن حزم في اختياره بإيجاب الشهود عند البيع