هذه استدراكات على الشيخ مشهور حسن بخصوص العلامة ابن حزم حيث انتقص من حقه ليعلى من شأن ابن عبدالبر وهو يرد على فتوى هذا نصها
من فتاوى الشيخ مشهور حسن سلمان :
السؤال 417: ما الفرق بين كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" لابن عبد البر؟ وهل كتاب ابن رشد "بداية المجتهد" تلخيص للاستذكار ؟
قال " وذكر الذهبي في ترجمة ابن عبد البر في "السير" لما ذكر "الموطأ" قال : له هيبة . وقال : من أجل شروحه "التمهيد"، وأورد مقولة العز بن عبد السلام : ما طابت نفسي بالفتوى حتى اقتنيت المغني والمحلى . فقال الذهبي على إثرهذه المقولة : قلت : من نظر في هذين الكتابين ، "التمهيد" لابن عبد البر و"السنن الكبير" للبيهقي وأدمن النظر في هذه الكتب حتى يستحضر ما فيها فهو العالم حقاً. فهذه كتب مهمة . وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم . فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد , لأن عمر ابن حزم في العلم قصير ، فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير . والذي تعب واجتهد ابن عبد البر . وكان في المضايق يقول ابن حزم : كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد . فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم . وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها . وبطبع "التمهيد" فرح طلاب العلم ومحبي الكتب و"التمهيد" النقل منه أشهر عند العلماء المتأخرين . وإن كنت وجدت ابن القيم في "إعلام الموقعين" لما يقول : قال ابن عبد البر , فغالباً ينقل من "الاستذكار" لأنه أسهل والله أعلم.
استدراكات على الشيخ مشهور حسن سلمان :
أولا : هذه ترجمة الحافظ ابن عبدالبر من سير أعلام النبلاء ج18 وليس فيها ما قاله الشيخ مشهور عن ابن عبدالبر ولا عن كتابه التمهيد وهذا كلام العلامة الذهبى رضى الله عنه "ابن عبدالبر الإمام العلامة حافظ المغرب شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة مولده في سنة ثمان وستين وثلاث مئة في شهر ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى فاختلفت الروايات في الشهر عنه وطلب العلم بعد التسعين وثلاث مئة وأدرك الكبار وطال عمره وعلا سنده وتكاثر عليه الطلبة وجمع وصنف ووثق وضعف وسارت بتصانيفه الركبان وخضع لعلمه علماء الزمان وفاته السماع من أبيه الإمام أبي محمد فإنه مات قديما في سنة ثمانين وثلاث مئة فكان فقيها عابدا متهجدا عاش خمسين سنة وكان قد تفقه على التجيبي وسمع من أحمد بن مطرف وأبي عمر بن حزم المؤرخ نعم وابنه صاحب الترجمة أبو عمر سمع من أبي محمد عبدالله ابن محمد بن عبدالمؤمن سنن أبي داود بروايته عن ابن داسة وحدثه أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار وحدثه ب الناسخ والمنسوخ لأبي داود عن أبي بكر النجاد وناوله مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي نعم وسمع من المعمر محمد بن عبدالملك ابن ضيفون أحاديث الزعفراني بسماعه من ابن الأعرابي عنه وقرأ عليه تفسير محمد بن سنجر في مجلدات وقرأ على أبي القاسم عبدالوارث ابن سفيان موطأ ابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون وغيره عنه وسمع من سعيد بن نصر مولى الناصر لدين الله الموطأ وأحاديث وكيع يرويها عن قاسم بن أصبغ عن القصار عنه وسمع منه في سنة تسعين وثلاث مئة كتاب المشكل لابن قتيبة وقرأ عليه مسند الحميدي وأشياء وسمع من أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور المدونة وسمع من خلف بن القاسم بن سهل الحافظ تصنيف عبدالله بن عبدالحكم وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني وقرأ على عبدالرحمن بن عبدالله بن خالد الوهراني موطأ ابن القاسم وقرأ على أبي عمر الطلمنكي أشياء وقرأ على الحافظ أبي الوليد بن الفرضي مسند مالك وسمع من يحيى بن عبدالرحمن بن وجه الجنة ومحمد ابن رشيق المكتب وأبي المطرف عبدالرحمن بن مروان القنازعي وأحمد بن فتح بن الرسان وأبي عمر أحمد بن عبدالله بن محمد بن الباجي وأبي عمر أحمد بن عبدالملك بن المكوي وأحمد بن القاسم التاهرتي وعبدالله بن محمد بن أسد الجهني وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل ومحمد بن خليفة الإمام وعدة حدث عنه أبو محمد بن حزم وأبو العباس بن دلهاث الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز والحافظ أبو علي الغساني والحافظ أبو عبدالله الحميدي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وأبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح وأبوعمران موسى بن أبي تليد وطائفة سواهم وقد أجاز له من ديار مصر أبو الفتح بن سيبخت صاحب البغوي وعبدالغني بن سعيد الحافظ وأجاز له من الحرم أبو الفتح عبيدالله السقطي وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن عبدالله بن موهب الجذامي قال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي وقال أبو علي الغساني لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب ثم قال أبو علي ولم يكن ابن عبدالبر بدونهما ولا متخلفا عنهما وكان من النمر بن قاسط طلب وتقدم ولزم أبا عمر أحمد بن عبدالملك الفقيه ولزم أبا الوليد بن الفرضي ودأب في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة
قلت كان إماما دينا ثقة متقنا علامة متبحرا صاحب سنة واتباع وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ولا ينكر له ذلك فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين ومن نظر في مصنفاته بأن له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ونغطي معارفه بل نستغفر له ونعتذر عنه قال أبو القاسم بن بشكوال ابن عبدالبر إمام عصره وواحد دهره يكنى أبا عمر روى بقرطبة عن خلف بن القاسم وعبدالوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وأبي محمد بن عبدالمؤمن وأبي محمد بن أسد وجماعة يطول ذكرهم وكتب إليه من المشرق السقطي والحافظ عبدالغني وابن سيبخت وأحمد بن نصر الداوودي وأبو ذر الهروي وأبو محمد بن النحاس قال أبو علي بن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبدالبر في الحديث وهو أحفظ أهل المغرب وقال أبو علي الغساني ألف أبو عمر في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد فرتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله وهو سبعون جزءا قلت هي أجزاء ضخمة جدا قال ابن حزم لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ثم صنع كتاب الاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار شرح فيه الموطأ على وجهه وجمع كتابا جليلا مفيدا وهو الاستيعاب في أسماء الصحابة وله كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله وغير ذلك من تواليفه وكان موفقا في التأليف معانا عليه ونفع الله بتواليفه وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر وذكر جماعة أن أبا عمر ولي قضاء الأشبونة وشنترين في مدة المظفر ابن الأفطس ولأبي عمر كتاب الكافي في مذهب مالك خمسة عشر مجلدا وكتاب الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو وكتاب التقصي في اختصار الموطأ وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة وكتاب الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي وكتاب البيان في تلاوة القرآن وكتاب الأجوبة الموعبة وكتاب الكنى وكتاب المغازي وكتاب القصد والأمم في نسب العرب والعجم وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد وكتاب الإنصاف في أسماء الله وكتاب الفرائض وكتاب أشعار أبي العتاهية وعاش خمسة وتسعين عاما قال أبو داود المقرئ مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مئة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام رحمه الله قلت كان حافظ المغرب في زمانه وفيها مات حافظ المشرق أبو بكر الخطيب ومسند نيسابور أبوحامد أحمد بن الحسن الأزهري الشروطي عن تسع وثمانين سنة وشاعر الأندلس الوزير أبو الوليد أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي القرطبي ورئيس خراسان أبو علي حسان بن سعيد المخزومي المنيعي واقف الجامع المنيعي بنيسابور وشاعر القيروان أبو علي الحسن بن رشيق الأزدي ومسند هراة أبو عمر عبدالواحد بن أحمد المليحي ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي المحتسب ومسند مرو أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبدالصمد الترابي وله ست وتسعون سنة والمسند أبو علي محمد بن وشاح الزينبي مولاهم البغدادي وقيل إن أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم ويؤانسه وعنه أخذ ابن حزم فن الحديث قال شيخنا أبو عبدالله بن أبي الفتح كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار قال وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي كذا قال وإنما المعروف أنه مالكي.
وقال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وعلوم الحديث والرجال قديم السماع لم يخرج من الأندلس وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي قلت وكان في أصول الديانة على مذهب السلف لم يدخل في علم الكلام بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الحافظ أخبرنا علي بن هبة الله الخطيب أخبرنا أبو القاسم الرعيني أخبرنا أبو الحسن بن هذيل أخبرنا أبو داود بن نجاح قال أخبرنا أبو عمر بن عبدالبر أخبرنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن وضاح حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم وأخبرناه عاليا بدرجات إسماعيل بن عبدالرحمن أخبرنا عبدالله بن أحمد أخبرنا أبو الفضل المبارك بن المبارك السمسار بقراءتي سنة 561 أخبرنا أبو عبدالله بن طلحة أخبرنا عبدالواحد بن محمد حدثنا الحسين ابن إسماعيل حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك فذكره أخرجه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك كتب إلي القاضي أبو المجد عبدالرحمن بن عمر العقيلي أخبرنا عمر بن علي بن قشام الحنفي بحلب أخبرنا الحافظ أبو محمد عبدالله بن محمد الأشيري أخبرنا أبو الحسن بن موهب أخبرنا يوسف بن عبدالله الحافظ أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا محمد بن عبدالأعلى حدثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الخير تفرد به الوليد وليس بمعتمد أنبأنا عدة عن أمثالهم عن أبي الفتح بن البطي عن محمد بن أبي نصر الحافظ عن ابن عبدالبر حدثنا محمد بن عبدالملك حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا إبراهيم العبسي عن وكيع عن الأعمش قال حدثنا أبو خالد الوالبي قال كنا نجالس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيتناشدون الأشعار ويتذاكرون أيام الجاهلية قال ابن الأبار في الأربعين له وفي التمهيد يقول مؤلفه
* سمير فؤادي مذ ثلاثون حجة * وصيقل ذهني والمفرج عن همي
* *
بسطت لكم فيه كلام نبيكم * بما في معانيه من الفقه والعلم
* *
وفيه من الآثار ما يقتدى به * إلى البر والتقوى وينهى عن الظلم *
ثانيا : أن قول العلامة العز بن عبدالسلام عن المحلى ليس كما ذكره الشيخ مشهور ، وليس فى ترجمة ابن عبدالبر وإنما هو فى ترجمة العلامة ابن حزم وهذا قول عز الدين بن عبدالسلام كما ذكره الذهبى وعقب عليه " قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام وكان أحد المجتهدين ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم وكتاب المغني للشيخ موفق الدين قلت " أى الذهبى "لقد صدق الشيخ عز الدين وثالثهما السنن الكبير للبيهقي ورابعها التمهيد لابن عبدالبر فمن حصل هذه الدواوين وكان من أذكياء المفتين وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقا
ثالثا : أما قول الشيخ مشهور "وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم . فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد " فلا حجة عليه بل هو قول ساقط لا دليل ولا برهان عليه وكفى على تهافته وتساقطه أن ينظر المرء فى كتاب المحلى ليرى ما فيه من الأسانيد والأقوال التى عزاها لأصحابها ، وليست فى غيره ، ثم إن ابن حزم يروى فيه بإسناده كما يتضح لكل من كان له مسكة عقل ، والرجل كان معروفا ومشهورا بين العلماء فى الأندلس بأنه رجل إسناد ورواية ، والعصر الذى نشأوا فيه كان عصر إسناد ورواية ، ولا أدرى من أين جاء الشيخ مشهور بما جاء به .
رابعا : وأما قوله عن ابن حزم رضى الله عنه بأن عمره في العلم قصير ، فهو قول هالك متساقط ويبدو أن الشيخ مشهور اعتمد فى ذلك على رواية ساقطة سندا ومتنا فيها أن ابن حزم بدا تعلم العلم وهو ابن ست وعشرين عاما ، وهذه الرواية أثبت فسادها متنا وسندا فى أطروحتى للماجستير ، وما صح عن العلامة ابن حزم أنه بدا تحصيل العلم وهو صغير فى السادسة من عمره ، وبدأ سماعه للحديث من شيخه ابن الجسور قبل الاربعمائة ، وكان سنه آنذاك أربعة عشر عاما ، ثم تتابعت تحصيلاته بعد ذلك ، وكان يتلقى بعض دروسه فى المساجد مثل مجلس أبى سعيد مولى الحاجب جعفر فى المسجد الجامع بقرطبة ، ومجلس الهمذانى بمسجد القمرى بالجانب الغربى منها ، والذى حضره وحدث عنه سنة 401هـ/1010م، كما ذكر ابن حزم فى كتابه طوق الحمامة .
خامسا : أما قول الشيخ مشهور عن ابن حزم "فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير والذي تعب واجتهد ابن عبد البر" فهو كلام فاسد لا دليل عليه بل لا أدرى كيف يخرج من رجل مثل الشيخ مشهور ، هل قرأ كتب ابن حزم أم قرأ عنه أم من أين أتى بهذا الكلام المتهالك إن ابن حزم لما تناظر مع أبى الوليد الباجى قال له الباجى أنا أعظم منك همة فى طلب العلم ، لأنك طلبته وأنت معان عليه تسهر بمشكاة الذهب ، وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائن فى السوق " فكان رد ابن حزم هذا الكلام عليك لا لك ، لأنك إنما طلبت العلم وأنت فى تلك الحال رجاء تبديلها بمثل حالى ، وأنا طلبته فى حين ما ذكرته فلم أرج به إلا علو القدر العلمى فى الدنيا والآخرة فأفحمه .
ثم أين هى المصنفات التى وقعت له بالإجازة لأنه كان وزيرا وأبوه وزير ، وليس أميرا كما ذهب الشيخ الذى لم يضبط كلامه ونقله .
ثم هل اطلع الشيخ على ما ذكره كتاب التراجم بشأن ابن حزم هل علم كم أتعب ابن حزم نفسه قال عنه صاعد ابن أحمد فى طبقات الأمم " كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعة في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه أبي محمد من تواليفه أربع مئة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة "
,قال أبو عبدالله الحميدي كان ابن حزم حافظا للحديث وفقهه.
,و قال أبو حامد الغزالي وجدت في أسماء الله تعالى كتابا ألفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه .
سادسا: أما قول الشيخ " وكان في المضايق يقول ابن حزم : كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد . فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم . وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها" فهذا اتهام لعلم من أعلام الإسلام وكبير من الكبار ، وفيه رائحة اتهام ابن حزم بالتدليس وحاشاه من ذلك رحمه الله ، فالرجل كان أمينا وثقة فى عرضه ونقله ، ولم يعرف عنه الكذب ولا التدليس ، ولم يروى عن ابن عبدالبر كتابة إلا فى القليل النادر وتحديدا لم يرو عنه فيما أعلم إلا فى كتاب الإحكام وبدأها بقوله " كتب إلى أبوعمر " ، وليس هذا معناه أن ابن حزم إذا ما ضاقت به السبل لجا إلى ابن عبدالبر فقد كان ابن حزم حافظا من الحفاظ يحفظ مائة ألف حديث سندا ومتنا شانه شأن ابن عبدالبر .
نسأل الله السلامة والعافية وأن يسبل علينا ستره