نهاية الحاكم بأمر الله من الأحداث الملغزة فى التاريخ الإسلامى

فى حوار مع بعض الأفاضل طلب منا القول الفصل بشأن نهاية الحاكم بأمر الله الفاطمى ، وقتها شرد ذهنى فى الروايات المتعددة ، والتى لم أكن قد رجحت بينها منذ سنين طويلة ، سرحت بمخيلتى فيما أورده ابن خلدون فى عبره والمقريزى فى اتعاظه وابن تغرى بردى فى نجومه الزاهرة وصاحب مرآة الزمان بشأن المؤامرة التى قادتها أخت الحاكم ست الملك والتى تحالفت مع زعيم كتامة للتخلص من الحاكم الذى أسرف فى القتل وفى الشقاوة والطغيان إلى حد لم تستطع أن تسكت عليه ، لا سيما وهى التى كانت تدبر أمر الدولة فى صغر الحاكم ، فلما اشتد عوده أقصاها عن التدخل فى أى شىء من أمور الدولة .، وتمت المؤامرة وقتل الحاكم عندما خرج إلى جبل المقطم ، وقطعت ذراعيه ، وشق جوفه واستحرجت أمعاءه حسب ما عرضت الرواية .
أما الرواية الثانية والتى ذكرها الأنطاكى والمقريزى فتتحدث عن أن الحاكم خرج إلى المقطم واعترضه بعض البدو ، وانتهى أمره بأن وجدت ثيابه فى أحد الأديرة ولم يقفوا له على جثة .
وبشأن الرواية الثالثة : فنجد المقريزى يذكرها فى إتعاظه نقلا عن المسبحى ومفادها أن أحد ثوار الصعيد هو من قتل الحاكم ولما قبض عليه أظهر قطعة من جلدة رأس الحاكم وقطعة من الفوطة التى كانت عليه ، وقال قتلته غيرة لله وللإسلام .
هذا مجمل ما ورد بشأن نهاية الحاكم ، والتى يمكننا بعد مرور سنوات عديدة وعينا خلالها طبيعة الترجيح بين الروايات والتغليب لبعضها على بعض أن نؤكد على أن ست الملك كانت محركا رئيسا لقتل الحاكم ، وأنها الرأس المدبر لتنفيذ مؤامرة قتله .