ما صحة حديث : " لا طَلاَقَ ولا عِتاقَ في إغْلاقٍ " ؟

سؤال : ما صحة حديث : " لا طَلاَقَ ولا عِتاقَ في إغْلاقٍ " .
الجواب : الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه .
أما بعد :
الحديث المسؤول عنه أخرجه :
أحمد (43/ 378 ) رقم ( 26360) والسياق له ، والبخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 171 ـ 172) ، وأبوداود ( 2193) ، وابن ماجه (2046) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 85 ) رقم ( 18032) ، وأبو يعلى ( 7/ 421 و 8/ 52ـ 53) رقم ( 4444 ، 4570) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/ 126) رقم (655) ، والحاكم ( 2/ 198) ، والبيهقي في " السنن " (7/ 355 , 10/ 61) ، وفي " السنن الصغير " (2688) ، وفي " معرفة السنن والآثار " (11/ 73 ) رقم (14809) من طرق عن ابن اسحاق، قال : حدثني ثور بن يزيد الكِلاعي ـ وكان ثقة ـ عن محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي قال : حججتُ مع عديِّ بن عديِّ الكندي ، فبعثني إلى صفية بنت شيبة بن عثمان صاحب الكعبة أسألها عن أشياء سَمِعَتْها من عائشةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان فيما حدثني : أنها سمعَتْ عائشة تقول : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طَلاَقَ ولا عِتاقَ في إغْلاقٍ " .
قال الحاكم :
" هذا حديث صحيح على شرط مسلم " .
فتعقبه الذهبي بقوله :
" كذا قال ، ومحمد بن عبيد لم يحتجَّ به مسلم ، وقال أبو حاتم : ضعيف " .
محمد بن إسحاق بن يسار صاحب " السيرة " و " المغازي " ، أخرج له مسلم في المتابعات ، ولم يحتج به ، وفي حفظه ضعف ، فحديثه جيد .
ولكن أخرجه الحاكم (2/ 198) من طريق : نعيم بن حماد ، ثنا أبو صفوان عبدالله بن سعيد الأموي ، عن ثور بن يزيد ، عن صفية بنت شيبة عن عائشة به دون ذكر محمد بن عبيد بن أبي صالح .
فهي رواية منكرة والحمل فيها على نعيم بن حماد ، فإنه سيء الحفظ ، قال الذهبي :
" نعيم صاحب مناكير " .
وله متابعة واهية فقد أخرجه الدار قطني (4/ 36) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 357) من طريق قزعة بن سويد ، عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان ، كلاهما عن صفية بنت شيبة .
وهذا سند واهي ، فيه قزعة بن سويد وهو ضعيف الحديث .
وقد رُوي عن محمد بن عبيد بغير هذا الإسناد ، كما أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 172) من طريق إسماعيل بن عياش ، عن عطاف بن خالد ، عن محمد بن عبيد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة به .
وتحرف في المطبوع محمد بن عبيد إلى محمد بن سعيد .
قلت : إسماعيل بن عياش شاميٌّ ، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة ، وهذا منها ؛ لأن عطاف بن خالد مدنيٌّ .
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث كما في " العلل " (3/ 430) ، فقال : حديث صفية أشبه .
قال عبدالعزيز : الخلاصة أن الحديث ضعيف لا تقوم بمثله الحجة .
وكتبها لكم :
أبوعبدالرحمن عبدالعزيز بن مبارك الحنوط
ـ عفا الله عنه ـ