بِمَ تُدْرَك صَلاة الجَمَاعَة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم :
سؤال : بِمَ تُدْرَك صَلاة الجَمَاعَة ؟
الجواب : الحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وبعد :
1 ـ ذهب البعض بأن قال : من أدرك التشهد قبل السلام فقد أدرك الجماعة ، لأنه مدرك للصلاة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( فما أدركتم فصلوا ، ومافاتكم فأتموا )، ومعلوم أن من أدرك الجلسة الأخيرة ، فاتته ركعتان ، (إن كان يصلي صلاة الفجر مثلا ) فيصليها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2 ـ وقال البعض لابد من إدراك ركعة ( والركعة عند الجمهور تدرك بإدراك الركوع ) ودليلهم على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) .
وأجيب عن هذا الا ستدلال بأن المقصود بهذا الإدراك إدراك لوقت الصلاة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) .
والحديث الأخير إنما هو في المتعمد تأخير الصلاة إلى هذا الوقت الضيق ؛ فهو على هذا آثم بالتأخير _ وإن أدرك الصلاة _ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( تلك صلاة المنافق ؛ يجلس يرقب الشمس ، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان ، قام فنقرها أربعا ؛ لا يذكر الله فيها إلا قليلا ) .
وأما غير المتعمد ـ كالنائم والساهي ـ فله حكم آخر ، وهو أن يصليها متى تذكرها ، ولو عند طلوع الشمس وغروبها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نسي صلاة أو نام عنها ؛ فليصليها إذا ذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك ...) .
فإن قال قائلٌ : ولكن بماذا يجاب عن إدراك صلاة الجمعة لمن لم يدرك منها إلا التشهد هل يكون أدرك الجمعة ؟
جوابي : إذا قلنا بضعف حديث : ( من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى ) وكذا ضعف لفظة الجمعة في حديث : ( من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدركها ) .
والصواب (صلاة ) بدل ( الجمعة ) .
على ذلك أقول : الجمعة مندرجة تحت قوله صلى الله عليه وسلم : (من أدرك ركعة من الصلاة ... ) والجمعة من هذه الصلاة .
ينبغي ملاحظة الخلاف السابق فيما تدرك الجماعة ، لأن البعض يقول تدرك صلاة الجمعة إذا ادرك التشهد قبل سلام الإمام ، والبعض يقول تدرك بإدراك ركعة ، والركعة عند الجمهور تدرك بإدراك الركوع ، وعند البعض لا تدرك إلا بإدراك القيام لكي يتمكن من قراءة الفاتحة ، والله أعلم .
وكتبه لكم :
أبوعبدالرحمن عبدالعزيز بن مبارك الحنوط
ـ عفا الله عنه ـ