هل الطرطوشى كان تلميذا لابن حزم ؟

حيا الله الأحبة
هذا التساؤل ورد إلى من صاحبنا الدكتور سمير القدورى المغربى ذالكم الباحث النابه ، وجاء تساؤله على النحو التالى " أخي الفاضل. قلت بأن أبابكر محمد بن الوليد الفهرى الطرطوشى (ت520هـ/1126م) صاحب كتاب سراج الملوك كان من تلاميذ ابن حزم تعني الإمام أبا محمد. وهذا وهم محقق بالنظر لتاريخ ميلاد الطرطووشي وتاريخ ميلاد ابن حزم ثم شيخ الطرطوشي هو شخص آخر يعرف بأبي بكر ابن حزم. وقد بين ذلك غير واحد من المعتنين بابن حزم فتأمل كلامهم بحكم تخصصك في ابن حزم كما يظن بكم.

وجاء ردى على النحو التالى :
بارك الله فيك أخى الحبيب
موضوع تلمذة الطرطوشى على ابن حزم تنازع فيه اقوام من المؤرخين خاصة من المحدثين ، وكنت وقت تنظيرى للأطروحة التى أعددتهاعن ابن حزم قد علمت بهذا الخلاف ، لكنى عدلت عن قول من قال إنه لم يتتلمذ على ابن حزم بقول المقرى فى نفح الطيب " وقرأ الأدب - أى الطرطوشى- على أبى محمد بن حزم بمدينة إشبيلية" أنظر النفح ، 2/290،292.
صحيح أن الطرطوشى ولد سنة 451هـ وابن حزم مات سنة 456هـ ، ومن ثم راح أقوام ينفون تلمذة الطرطوشى على ابن حزم بمسالة السن . لكننا إذا علمنا أن السيوطى حضر دروس ابن حجر مع أبيه وهو ابن ثلاث سنين لانفك الإشكال . ثم إن كلام المقرى واضح فى تلمذة الطرطوشى على أبى محمد وليس أبى بكر
وحالة الطرطوشى هذه كانت كحالة الحميدى تلميذ ابن حزم الذى قرأ على أصبغ بن راشد عام 425هـ وهو ابن خمس سنوات وكان الحميدى يقول " كنت أفهم ما يقرأ عليه وأفصح من يقرأ عليه" أنظر : ليث سعود ، ابن عبدالبر الأندلسى ، ص150.
هذا بخصوص تلمذة الطرطوشى على ابن حزم ، وبخصوص ما عندى من ترجيحات لما ذهبت إليه
ثم إن الطرطوشى رغم أنه نشأ مالكيا إلا أنه ظل وفيا لشيخه ابن حزم ، فكان صاحبا وصديقا لأبناء ابن حزم
وكان من جملة جماعة من ضمنهم أبناء الإمام الذين اهتموا بكتب ابن حزم بعد وفاته وإحصائها ، وكان ضمن من خرج على الناس بأن كتب شيخه ابن حزم وصلت أربعمائة مصنف تعدادها ثمانين ألف ورقة
وأنتظر ما عندك أخى الكريم
بارك الله فى نصيحتك
وجعلنا دوما من أهل النصح والحق.

فرد علينا صاحبنا بالتالى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من كلام المقري في النفح دخلت الداخلة على من أخذ كلامه ولم يعرف وهمه في ذلك فعد لمصادر ترجمة الطرطوشي وحققها ثم أثبت أنه لقي ابن حزم بإشبيلية ما بين 451 - 456 ه- فطرطوشة غير إشبيلية.
وأخبرنا من فضلك عن الرجل : عن أبي بكر ابن حزم وترجمته فهو معروف.
أما لقاء الطرطوشي بأبي أسامة يعقوب بن علي بن أحمد بن سعيد ابن حزم فكان بعد وفاة ابن حزم بسنين وبالمشرق وأخبر الطرطوشي أبا أسامة بما فعله هو وأخوه من اعتكاف على عد كتب ابن حزم.

فرددت على صاحبنا بما يلى :
أخى الحبيب
أرى أن التساؤلات تأخذ شكل الجدل خاصة وانك تقول أخبرنا عن أبى بكر فإن كنت تعرفه ما الداعى لإخبارك به ؟
فهل ما أحسه هذا صحيحا؟
ام أنه ظن ووهم منى ؟
وإن كان عندك ما ينقض قولى فاطرحه ؟
يا أخى ونحن احق من يرضخ للحق .فلا مكابرة فى حق أبدا
إن أردت أن تجعل قولك بأن المقرى ذكر إشبيليه والطرطوشى ولد بطرطوشة تجعل هذا حكما على بطلان قول المقرى فليس بحجة.
إذ ما المانع ان يكون الطرطوشى ولد بطرطوشة وانتقل وهو صغير إلى إشبيلية مع والده ، وهناك تلقى العلم على يد ابن حزم.
المقرى إن وهم فى المدينة على قولك فإنه لم يوهم فى التلمذة ، وشتان بين أبى بكر ابن حزم ، وبين أبى محمد بن حزم
وإن كان عندك ما ينقض ذلك أخى الكريم فانا أنتظره.
وأما قولك بخصوص ما وقع بين الطرطوشى وبين أبى سليمان بن حزم وإخبار الطرطوشى لأبى أسامة
فإن كان على قولك بالمشرق فلا يضر كونه بالمشرق أم بالأندلس ، وإن كان راوى النص أصلا لم يذكر أنه بالمشرق
وهذا نص الكلام
قال أبو خالد يزيد بن العاصي بن سعيد بن سعود: وجدت بخط الفقيه الحاج أبي أسامة رحمه الله تعالى: أخبرني الفقيه الإمام الحاج أبو بكر الطرطوشي رحمه الله قال: جلست أنا والفقيه أبو سليمان ــــ أخوك ــــ رحمه الله على تواليف الشيخ أبيك رضي الله عنه كلها، مع المختصين من أصحابه، وأحصينا المدة التي يمكن نسخ جميعها لناسخ تكون صناعته لا يفتر عن النسخ إلا في وقت وضوء وصلاة وأخذ غذاء وما أشبه ذلك! فوجدنا مدة ذلك ثمانين سنة! بعد التقصي لذلك والاجتهاد أيضاً للناسخ على ما تقدم في اجتهاده وكده، بعد أن يكون من أهل الصناعة مشهوراً!
وعلى العموم لو اعتبرناه بالمشرق
فما فى هذا الأمر من نقض لتلمذة الطرطوشى على ابن حزم
أنا لم أقل ان هذا الأمر وقع فى حياة ابن حزم يا أخى الكريم
بل ما عنيته أن الطرطوشى كان وفيا لشيخه حتى بعد مماته
ومن ثم شارك فى إحصاء كتب شيخه

» ابن العربى المالكى كان تلميذا لإمام من أئمة الظاهرية
» حمل : طوق الحمامة لابن حزم
» هل لابن حزم كتب فى الطب ؟
» هذا الكلام مدح أو ذم لابن حزم من ابن رشد
» حملوا : تاريخ نجد لابن غنام