طروحات بشان القرشية

حيا الله الأأحبة وردت إلينا بعض الأاسئلة عن مفهوم القرشية وكيف نطبقها فى العصر الحديث فأردفنا التساؤلات بإجابات وأفردناذلك فى مقالة هذا نصها :


أخى الحبيب أبو أنس الظاهرى بخصوص سؤالك الأول ونصه " تؤكد حادثة السقيفة أن اشتراط القرشية في الإمامة لم يكن معروفاً ولا معلوماً بين الصحابة، وإلا لما نازع فيها الأنصار، ولما احتج أبو بكر وعمر إلا به ؟! ولقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الأمر في قريش ويحرم عليكم أن تنازعوا " .

فليس الأمر كما ظننت أخى الحبيب وبيان ذلك فى التالى
أولا : لا يعنى ما ذكرته أن الصحابة لم يعرفوا شرط القرشية بل كان هذا الشرط معروفا بين الصحابة وقد احتج به الصديق على قصر الخلافة فى المهاجرين وتحديدا فى قريش على ما سنبين .

ثانيا : ان اجتماع الأنصار فى سقيبة بنى ساعدة وتقديمهم سعد بن عبادة ليكون خليفة بعد النبى لا يعنى انهم ما كانوا يعرفون أن الخلافة فى قريش وذلك لأمور :
الأول : أن ابا بكر عندما ذكرهم باحقية المهاجرين بالخلافة وخاصة القرشيين عادوا إلى رشدهم وركنوا إلى جانب الصديق ، وما تمسكوا بقولهم باستثناء ما كان من خلاف بين عمر والحباب وسنفصله لاحقا .
الثانى : أنهم بلا شك تناسوا هذه الأحاديث كما وقع لعمر عندما مات النبى فكان قد غفل تماما عن قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..." الآية وعندما سمعها من الصديق تيقفن انه على خطا وأن النبى قد مات .
الثالث : أن الأنصار لم يكونوا كلهم مع سعد بن عبادة بل كان منهم من اتبع ابا بكر والمهاجرين وعلى راسهم أسيد بن حضير فى بنى عبدالاشهل ، وكان بشير بن سعد الخزرجى يسابق عمر بن الخطاب لمبايعة أبى بكر ، ولم يعجب كل من عويم بن ساعدة الأوسى وسعد بن عدى حليف الأنصار بما قام به الأنصار من الاجتماع فى السقيفة .

ثالثا : أن القرشية ثبتت عن النبى من أكثر من صحابى ومنها ما أخرجه ابوداود الطيالسى والإمام أحمد وأبويعلى والطبرانى عن أبى برزة أن النبى قال " الأئمة من قريش ما حكموا فعدلوا ، ووعدوا فوفوا ، واسترحموا فرحموا"
وأخرج الترمذى بإسناد صحيح عن أبى هريرة أن النبى قال " الملك فى قريش والقضاء فى الأنصار والأذان فى الحبشة"
وأخرج الإمام أحمد بإسناد رجاله ثقات عن عتبة بن عبدان أن النبى قال " الخلافة فى قريش والحكم فى الأنصار والدعوة فى الحبشة"
وأخرج البزار عن على بن أبى طالب أن النبى قال " الأمراء من قريش أبرارها أمراء ابرارها ، وفجارها أمراء فجارها"
وأخرج البخارى عن ابن عمر ان النبى قال " لايزال هذا الأمر في قريش مابقي منهم اثنان"
وأخرج البخاري عن معاوية أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين "
وأخرج البخارى ومسلم وأحمد عن جابر بن سمرة أن النبى قال " لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش"
قلت : والمراد بالإثنى عشر خليفة فى هذا الحديث وما شابهها هو فترة عز الخلافة .

رابعا : أخرج الإمام أحمد أن سيد الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه عندما ذكّره أبو بكر بمكانة قريش قائلاً: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فبرّ الناس تبعاً لبرّهم, وفاجرهم تبع لفاجرهم, قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء.

خامسا : أن ابا بكر فى كلمته فى السقيفة جاء فيها " نحن الأمراء وأنتم الوزراء" وأن النبى قال " الأئمة من قريش" وقال أوصيكم بالأنصار خيرا : أن تقبلوا من محسنهم وتتجاوزوا عن مسيئهم"
وقال الصديق للانصار إن الله سمانا الصادقين (1) وسماكم المفلحين (2) وقد أمركم ان تكونوا معنا حيثما كنا فقال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)

وبخصوص سؤالك الثانى ونصه " اذا كان الأمر كما يقول الامام ابي محمد بأنه حرام ان يكون الأمر في غير قريش أبدا فإن الدول التي تعاقبت بعد الدولة العباسية أي بعد ان سيطر على الأمر رجال من غير قريش واصبحت العباسية مجرد اسم والخليفة مجرد صورة ، فوجب أن كل الدول الى يومنا هذا غير شرعية وحرام اقامتها وطاعتها وان الذين قاموا بتأسيسها غاصبين لحق قريش خارجين على السنة . فالدولة العثمانية غير شرعية ودول اليوم كذلك ويجب اعادة الأمر الى أهله ؟!


فالأمر ايضا ليس كما ظننت
إذ القرشية شرط للخلافة فحسب والخليفة هو رجل ينوب عن النبى فى أمور الدين وسياسة الدنيا ، ويعرف بالإمام وبالخليفة وبامير المؤمنين ، وسلطته دينية وزمنية فى آن واحد على كل المسلمين فى بقاع الأرض .
أما بشأن الدول المستقلة وبشأن الدول الغسلامية فى زماننا هذا فليسوا بخلفاء اصلا إذ الخلافة غير موجودة وما وجدنا منهم من زعم أنه الخليفة او الإمام أو أمير المؤمنين .
لأن إعادة الخلافة لا تكون إلا لقرشى ، أما حالنا الآن فهو حال ولايات وإمارات ولا يشترط فى متولى الإمارة أو ولاية من الولايات أن يكون قرشيا .
وبخصوص الدولة العثمانية فهناك فريق ذهب إلى أن محضرا قد حرر بان نسبتها قرشية ، وهناك من رفض ذلك .
وايا ما كان الأمر فالقرشية شرط لمنصب الخلافة وليس لمنصب الإمارة أو الحكم على دولة من الدول .
وفقنى الله وإياكم لكل خير .

أما عن تساؤل الأخ أبى محمد بن حاذق ونصه " كيف يغيب عن جمع من الصحابة هذا الحديث ويقرروا جعل الخلافة فيهم بل قالوا منا امير ومنكم امير ومن الصحابة الانصار من لازم النبي وخدمه كأنس رضي الله عنه وارضاه"

فأقول مستعين بالله رب العالمين
أخى الحبيب أطرح عليك الطروحات لعل فيها ما يفيد

ألم ينس يغفل عمر بن الخطاب عن آية من كتاب الله وهى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قلبه الرسل ....." ولم يتذكرها إلا بعد تذكر الصديق له ؟!!!

ألم يقف أمر الآيتين الاخيرتين من سورة التوبة على قول صاحب واحد وجميع الصحابة ما كان عندهم هذا الامر ؟

ألم يغفل الصحابة فى عهد عمر حكم المجوس حتى ذكره احد الصحابة بقول النبى ط سنوا بهم سنة أهل الكتاب"

ألم يخضع الصحابة من الأنصار لاحتجاج الصديق بالقرشية ؟

هل من الممكن أن نترك قول النبى إلى قول واحد من الصحابة قال "مناأمير ومنكم أمير "؟


ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) فى قوله تعالى " لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)
(2) فى قوله تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)