هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 ذم الغناء على لسان الإمام ابن حزم -رضي الله عنه- لصاحبنا ... الحميدى المغربى الظاهرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

ذم الغناء على لسان الإمام ابن حزم -رضي الله عنه- لصاحبنا ... الحميدى المغربى الظاهرى Empty
مُساهمةموضوع: ذم الغناء على لسان الإمام ابن حزم -رضي الله عنه- لصاحبنا ... الحميدى المغربى الظاهرى   ذم الغناء على لسان الإمام ابن حزم -رضي الله عنه- لصاحبنا ... الحميدى المغربى الظاهرى Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 6:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد الله و الصلاة و السلام علىرسول الله و على آله و صحبه و من والاه.

أما بعد:
لعل أول اسم يجري على الألسن عندماتطرق مسألة إباحة الغناء -أو السماع-[1] الآذان، هو: اسمالإمام الأشم و الطود الشمم ابن حزم -رحمه الله-، و هذا أمر يتقاسمه العلماء وطلبة العلم، و كذا العامة من الناس،فحظُ شهرةِ الإمام بهذه المسألة من العامة ،ليست بأقل من حظها بين المنتسبين للعلم،و مكمنُ العجب هو وجود أئمة كبار قبل و بعدالإمام -رضي الله عنه- قالوا بهذا القول ، و ذهبوا إلى الأخذ به، و رغم ذلك فلاتذكر مسألة إباحة الغناء -أو السماع- إلا و اقترن بها الإمام ابن حزم -رضي اللهعنه- دون غيره، و لعل لهذه الشهرة معانٍ و دلالات،أبينها أن الإمام أقوى من احتجلهذه المسألة و وضحها و عضَّدَها ، و نقض حجج المخالف بقوة برهانه، و سَعَةعارضته،و نصاعة بيانه.
إلا أن ما يجهله هؤلاء الذين سبقذكرهم ، و معهم معظم متأخري الظاهرية -إن لم أقل كلهم- ، و غيرهم من الطوائف الأخرىممن وافق الإمام في هاته المسألة، أن الإمام ابن حزم-رضي الله عنه- ذم الغناء غايةالذم،و جعله من فضول الفعال، بل صرح بأن فيه مضرة للعبد في الدنيا و الآخرة،و أنهلا تميل إلى سماعه، و السكون إلى تشنيف الأسماع به ، إلا النفوس الخسيسة،و الهممالدنيئة، المنشغلة بملذات الدنيا عن نعيم الآخرة الخالد.
و لعل العجب يذهب بك كل مذهب ، وأنت تقرأ هذه المذام و المعايب التي ألصقها الإمام بالغناء و من استهوى سماعه، وقبل بيان وجه الجمع بين صنيعه هذا و إباحته للسماع،نورد نص كلامه المتضمن لماأشرنا إليه و نبهنا عليه، و أول ذلك قوله مُعددا فوائدَ التعنِّي بالعلم:" لولم يكن من فائدة العلم و الاشتغال به ، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوسالمضنية، و مطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم،و كفاية الأفكار المؤلمةللنفس،لكان ذلك أعظم داع إليه. فكيف و له من الفضائل ما يطول ذكره، و من أقلها ماذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم، و في مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم ، فتشاغلواعما ذكرنا بالشطرنج و النرد و الخمر و الأغاني، و ركض الدواب في طلب الصيد، و سائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة، و أما بفائدة فلا."اهـ[2]
و ذمَّه ثانية في سياق الحض على الانشغال بما يعود بالنفع يومالقيامة، و عدم الاغترار بملذات الدنيا الزائلة ، فقال:"و إن ما تميل إليهالنفوس الخسيسة من اللذات، بمناظر مألوفةمتغيرة عما قليل، و أصوات مستحسنة، متقضية بهبوبالرياح، و مشام مستطرفة، منحلة بعيد ساعات،و مذاوق مستعذبة، مستحيلة فيأقرب مدة أقبح استحالة،و ملابس معجبة،متبدلة في أيسر زمان تبدلا موحشاباطلا."اهـ[3]

فبتأمُّلٍ يسير في معرض ذكرهللأغاني في النص الأول ، و الأصوات المستحسنة في النص الثاني، تدري بيقين أنها فيمصافِّ المحظورات و الممنوعات.
و وجه التوفيق بين إباحته للغناء وما تقدم نقله ، فالظاهر -الذي لا أقطع به-: أن الإ مام -رضي الله عنه- كان يرى فيخاصة نفسه الترفع عن الغناء، بل طرْحَه و نبْذه. جاعلا ذلك مذهبا له في خاصة نفسه،و أما إباحته للمعازف ، فإن الإمام سار في ذلك على طريقته في بيان الحق و إيضاحه،و إن خالف من خالف، فإباحته للغناء اقتضاه البحث العلمي، و أوجبه النظر الصحيح فيحجج المجوزين و المانعين، فدعاه داعي الحق و الإنصاف للانتصار للدليل اللائح،وتأييد القول الذي قام البرهان على صحته ، و هو قول من جوز الغناء بحسب مُؤدَّى نَظَرِالإمام رضي الله عنه.
و هذا الصنيع -أي كونُ العالم يأخذفي خاصة نفسه بخلاف ما يقرره في كتبه، أو يفتي به الناس فيما هو من المباح- أمرٌدرج عليه أهل العلم قديما و حديثا.و ذلك تورعا منهم ،و احتياطا لدينهم ، و تصوناعن الوقوع في المحظور، فتجدهم يلزمونأنفسهم بما لا يلزمون به غيرهم.و آخُذُ ببصرك لكلام نفيس سطره الإمام الحافظ أبوعبد الله الذهبي-رضي الله عنه- مع ذيل له، و إن كان مخرجا عن الغرض ففيه فائدة، إذله صلة بما نحن فيه، فقد قال عند ذكره للصنف الأخير من السماع، وهو المكروه منه:
" و أما المكروه: فبالإكثارمن حضور السماع بالكف و الدف.
و أما حضوره بالدف و بالشبابة،فأنا متوقف في تحريمه بعد، مع اعتقادي بأنها مكروهة. و غالب السماع من الباطل لا منالحق في شيء، و لكن الباطل منه مباح، و منه مكروه،و منه محرم.
فتدبر هذا ،و لا تبادر إلى تحريم ما وسَّع الله على عباده فيه و عفا فيه عنهم.
و من صور السماع التي يكون فيها عبادة : ليلة العرس لمن يحتسبه،و في يومالعيد لمن يتخذه تأسيا بنبيه -صلى الله عليه و سلم- و قد قال تعالىSad لا تلهكم أموالكم و لاأولادكم عن ذكر الله)، يعني عن صلاتكم وعبادتكم،فمن ألهاه الغناء عن عبادة الله و عن الصلاة فهو من الخاسرين.
و قد خاطب الله سبحانه و تعالىالمؤمنين بقوله: ( و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما).
فما عنَّفهم عز وجل على التجارةالرابحة و اللهو الذي لم يحرمه علينا، إلا إذا تركوا الجمعة و الجماعة و الصلاةالمفروضة لذلك،و سكت عما عدا ذلك فهو مما عفا عنه ، و قد كان النبي -صلى الله عليهو سلم- و قد كان النبي -صلى الله عليه و سلم- صاحب الملة الحنيفية السمحة ، يتبسمو يضحك،و ربما مزح و جارى زوجته ، و أركب ابني بنته الحسن و الحسين على ظهره،وقال:" نعم الجمل جملكما".
و يركب الفرس عريانا، و دخل يومالفتح على ناقته و هو يرفع عقيرته -بأبي هو وأمي- و يُحسِّن صوته بقراءة سورةالفتح و يقول:" أ أ أ أ "، و يقول :" يا عامر أسمعنا من هُنَيْهَاتك".
و يتفرج على لعب الحبشة و زفتهم هوو زوجته إلى غير ذلك، و أين القحولة و الكلاحة والقطوبة من شمائله الكاملة؟

و هو محبٌّ للنساء اللاتي هن منزينة الدنيا،و للطيب و الثياب النقية الجميلة و الحلوى، و العسل و اللحم،و الصوتالطيب لا سيما بأصدق كلام و أفصحه و أطيبه. [4]
و كان عليه السلام يحب الطيبات ولا يكثر منها، إذ الإكثار من المباحات يضيع الأوقات عن فعل القُرَب و الطاعات، فإنهكان عليه و الصلاة و السلام مع وصفه بما ذكرنا صوَّاما قوَّاما بكَّاءً من عظمةالله، أوَّاها منيبا حليما و قورا، إليه قد انتهى الحلم و العلم، و السخاء والنبالة و الشجاعة، و فيه جُمِعت المحاسن و الأخلاق الحميدة المرضية.
و بمجموع ما ذكرنا و بأمثاله صارأكملَ الخلق كلهم صلى الله عليه و سلم."اهـ. [5]

و لي هنا لفتة ألمح فيها إلى قرائندفعتني لترجيح ذلك الوجه الجامع بين إباحة الإمام للغناء،و بين ذمه له، و هيكالآتي:

1- أنه وسم النفوسَ الميَّالةَ لسماع الأصوات المستحسنة بالخسة (أي الدناءة)،عند ذِكْرِه لأفضل ما يشغل به الإنسان نفسه، و هو طلب العلم و الهُدى المُنجي يومالقدوم على الله تعالى، و من طالع كتب الإمام-رضي الله عنه- الحاضَّة و الآمرةبالاقتصار على ما تجدي عائدته في الدنيا و الآخرة من أعمال البر و الطاعات، عَلِمَ-عِلْم يقين- أن الإمام كان أرفع من يشغل نفسه بلذة زائلة آفلة، بل مُضرِّةٌبدنياه و آخرته، فراجع مقدمة (الإحكام) مثلا، و يغنيك كتاب (التلخيص لوجوهالتخليص)، فحري بكل امرء يسعى للخلاص أن يعض عليه بالنواجذ.
2- و أنه ذم الغناء في معرض بيان فائدة العلم، و منها صرفُطالبه -أي العلم- عن المُلهِيات و سفاسفالأمور، و لا شك أن الإمام -رضي الله عنه- تحصلت لديه هذه الفائدة بالتجربة و المشاهدة،أي أنه رأى في العلم شُغْلا عن إضاعة الوقت في المباحات، المؤدية لإفساد دين و دنيا المرء، و من طالع حياةالإمام -رضي الله عنه- العلمية، و تتبع مؤلفاته و مناظراته، علم أن من حصَّل تلك العلومالتي حصلها الإمام، كان من أبعد الناس عن التوسع في المباح، و هدر الأوقات فينيله، فالرجل من أوسع أهل الإسلام في العلوم و في التأليف، و هذا لا يتأتى إلابالانشغال التام بالعلم، و التفرغ له و التهمم به، و الترفع عن الملذاتوالمُلهِيات.
3- و أنه ذكر الشطرنج، و قد انتصر لإباحته في "المحلى" ، و كذا ذِكرُهُللصيد مع أنه مباح، و قَرَنَهما بالغناء و حَكَمَ على هذه الأمور بأنها من الفضولالمُخِلَّة بدنيا و دين المرء، مما يدل على أنه كان يرى في خاصة نفسه الترفع عنها،و التجانف عن مقارفتها، مع وجود الداعي إلى ذلك ، فهو نشأ في بيت وزارة و نباهة،يحذو في معاشه و أحواله حذو أهل المُلك و الرياسة، و لكن من رام معالي الأمور ،ترفع عن دناياها و سفاسفها.

هذا ما تأتى ليكتبه مع تبلبل البال، و اضطراب الصدر، و تفرق همته شَذَرَ مَذَر، و تناوب حوادثالدهر، التي أخذتْ من القلب كُلٌّ منها بطرف، و ما أود التنبيه عليه قبل إيقاف نزفالمداد،أن هناك نكتة خفية ،و فرقٌ من الفروق الدقيقة ، التي غابتْ عن كثير ممنأعمل فكرَه ، و أسال حبرَه، عند خوضه في هاته المسألة،و هي:

التفرقة بين الغناء الذي يكون للفسحة و للترويحعن النفس، و الغناء الذي يُجعل قُربة و زُلفة إلى الله تعالى، و يدرجه مُجَوِّزوهضمن العبادات و الطاعات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، و هذا بيان مقتضب لهذهالنكتة :
فأما الأول -أيسماع الغناء للفسحة- : فهو الذي يَقْصِدُهُ الظاهرية بالجواز، و على رأسهم الإمامابن حزم رضي الله عنه، و كذا كل من حُكي عنه الجواز من التابعين و و تابعيهم، و منتقدم من أهل العلم و الفقهاء، فسماع الغناء عند هؤلاء يشمله حكم المباح ليس أكثر.
و أما الثاني-أي سماع الغناء تَعَبُّدًا-، فهذا الصنف ظهر مع ظهور المتصوفة، و بالخصوص المتأخرينمنهم، فهم يرون سماعه زُلفة و قُربة إلى الله تعالى، و عبادة يتعبدون بها اللهتعالى، و على رأس هؤلاء ابن طاهر المقدسي الظاهري، و قبله أبو عبد الرحمن السُّلمي-صاحب الطبقات-.

و الظاهرية -ومن معهم- يرون أن هذا الصنف من الغناء بدعة منكرة، و زيادة في الدين محدثة ، لم يتعبدنا اللهتعالى بها في كتابه و لا على لسان نبيه -صلى الله عليه و سلم-،و هي مردودة علىوجوه أصحابها شرَّ رَدٍّ، و قد بلغ هذا الغناء عند هؤلاء القوم مبلغا غاية فيالشناعة،من رقص و مخالطة للمِردان و النسوان و الفسقة مما شرُّه معلوم مشهور.
و هذا هوالغناء الذي قَصَدَهُ العلماء بالتأليف في تحريمه بدايةً: كالإمام أبي الوليدالطرطوشي، و القرطبي،و ابن القيم، و ابن رجب و غيرهم، فهؤلاء الأئمة لهم تواليف فيحُرمة السماع، و إنما قًصْدُهم الأول بالسماع ،هو: السماع الصوفي الذي استشرى فيزمانهم أمره، و استفحل شره، و عمَّ ضرره،فألفوا في الرد على القوم،فأجادوا في الرد عليهم رحمهم الله تعالى.

نعم..،أغلبهمحرم حتى الغناء المباح المقصود للفسحة ، و من أمعن في صنيعهم ما حرموا سماع الغناءالمقصود للفسحة إلا سَدًّأ للذريعة، و إغلاقا للأبواب، و إيصادا للمداخل، التي قدينفذ منها القوم لنيل مبتغاهم ، هذا و الله تعالى أجل و أكرم.
و سأشرع -إنشاء الله - في كتابة رد بخصوص هذه المسألة على أحدهم، أبين فيها هذا الفرق بتفصيل، و بنقل كلام للإمام أبي الوفا ابن عقيل و شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله-في بيان هذا الفرق و التنصيص عليه، هذا ما تم تسطيره، وأسأل الله تعالى أن يغفر ليذنبي و خطيئتي، و أن يطهر من الجرائر سريرتي، و أن يتجاوز عما حوته هذه السطور منخطأ و زلل، فهو ولي ذلك و القادر عليه.




انتهى منكتابته: نور الدين بن محمد الحُميديالإدريسي البيضاوي، عشية يوم الأربعاء 17 رجب 1431هـ ، الموافق لـ30يونيو 2010م،بمنزله.


[1] أقصد بالغناء هنا ، الغناء المصحوب بالآلات ، وقد عبرت عنها بإباحة المعازف في موطن آخر، و هو أبعد عن اللَّبس و الاشتباه .

[2] ( الأخلاق و السير في مداواة النفوس،74) ط:دارالبصيرة، ضمن مجموع.

[3] (الإحكام في أصول الأحكام،1/9) ط:دار الكتبالعلمية.

[4] قلت : و للإمام الذهبي رحمه الله كلام شبيه بماقاله هنا في كتابه (جزء في التمسك بالسنن،35)ط: مكتبة المعارف، سنة: 1424هـ.

[5] نقلا من كتابه (الطب النبوي،421و ما بعدها) تـ:عادل أبي المعاطي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
ذم الغناء على لسان الإمام ابن حزم -رضي الله عنه- لصاحبنا ... الحميدى المغربى الظاهرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقع العلامة تقى الدين الهلالى المغربى الظاهرى
» مذكرة إصلاحية ..... للعلامة مكى المغربى السودانى الظاهرى
» دعوة للإصلاح بحزب المؤتمر الوطنى .... مكى المغربى الظاهرى
» رسالة هذه ظاهريتي لصاحبنا محمد بن إبراهيم الريحان الشهير بابن تميم الظاهرى
» الذل والصغار على من قبل من المسلمين مساعدة الكفارالشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم عام-
انتقل الى: