قال الطالب : لا ينسب للسنة بالاطلاق ، وانما يقال وافق اهل السنة فى كذا ... او هو من اهل السنة فى كذا ... والناس تتفاوت فى مواقعتها للسنة ومخالفتها ، الجهمية اكثر بعدا عن مذهب السلف والائمة ، كذا المعتزلة فالاشاعرة ، وابن حزم الذى تسأل لاجله وافق الجهمية فى بعض اقوالهم موافقة تامة ، فى حين انه يهاجم الاشاعرة لبعض اقولهم ثم يقول بما هو ابعد منها واكثر مخالقة للكتاب والسنة ومذهب السلف ... فيتناقض... كذا كل من قدم الفلسفة وزبالات اذهان المتكلمين على النصوص ، يضل ويضل ويتناقض ، ذلك ان النقل الصريح لا يتعارض مع العقل الصريح بل يشهد له ويؤيده لان المصدر واحد الذى خلق العقل هو الذى ارسل اليه النقل ومحال ان يرسل اليه ما يفسده ، قال ابن تيمية : من قال بموجب نصوص الكتاب والسنة امكنه ذلك ان يناظر الفلاسفة مناظرة عقلية يقطعهم بها ، ويتبين له ان العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح.
فجاء ردنا عليه بما نصه : الكثير من صغار طلبة العلم او قل من يطالعون مسألة أو كتابا أو بضعة كتب لشخص يحسنون به الظن ... ويجدونه يخوض فى أمر ما .. من يخالف كذا فهو جهمى .. ومن يفعل ذلك فهو معتزلى ... ومن يقول بقول كذا فهو أشعرى .... وجل هؤلاء إن لم يكونوا كلهم لا يستطيع الواحد منهم أن يحرر مسألة واحدة بأدلتها لا فى المعتقد ولا فى الفقه ولا فى الحديث وإنما معيار كلامهم قال فلان وقرات لفلان ..... ونتيجة لهذا وجدنا أقوالا تنال كبار أهل السنة الذين التمس لهم الكبار العفو وحكموا لهم يقينا بأنهم من أئمة السنة .... وجدنا غمزا فى صلاح الدين الأيوبى.... وفى ابن حجر العسقلانى ... وفى ابن كثير .... وفى ابن حزم ... وفى المقابل .... وكرد فعل لتعويل بعض الصغار على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ... وجد من يوجه نفس التهم لهم فهذا يقول بفناء النار وذاك يؤصل لها ... بل وجد من اشتط فكفر وحكم بالردة والزندقة والإلحاد .... وكل هذا نتيجة لفئة لم تحسن التأصيل ولم تتعلم كيف يكون التحرير وكيف يكون الخطاب مع أهل العلم وإن جانبهم الصواب فى غير ما مسألة.
يا أسد القسام .... لم أسال لأجل ابن حزم .... بل لأجلك وأجل امثالك ممن توهموا أنهم أحسنوا وأجادوا فى مسألة أو بضعة مسائل وظنوا أنهم بلغوا فيها رتبة الاجتهاد ... فراحوا باندفاع من لم تثبت قدمه فى العلم يتقولون على أسياد اهل العلم بأنهم اصحاب كفريات وجهميات .... فشأنكم كشأن من وجه نفس التهم لابن تيمية وابن القيم وغيرهما وراح يتلقف من الكتب ما ينسب هذا أو ذاك إلى البدعة .....ومعيار أهل السنة فى الحكم اجتهد فأصاب واجتهد فأخطأ ... وافق الصواب أو لم يحالفه الصواب ....
فأجاب الطالب : انا لم اطعن فى احد ، انما قررت واقعا وهو ان ابن حزم يوافق الجهمية فى بعض اوقوالها ، ويناقض ، فلم اسىء الادب مع احد ..ما ذنسب لابن تيمية كذب وزور من اتهام بالتجسيم والتشبيه وووو والقول بقدم العالم ، منشؤه عندم الفهم عنه والتعصب حينا ، اما عن ابن حزم فوافق الجهمية بما لا تستطيع ان تنكره انت اصلا ، الا ان تمارس وصاية علمية علينا بدعوى انا لم نحرر ولم ندقق بعد ، فان كنا كذلك فأتينا بالتحقيق والتدقيق ...
انا لم ات بالتحرير وابن تيمية لم يأت بالتحرير ، وابن القيم كذلك ، كذا ابن عبدالهادى ، وكثير مما كتب عن اعتقاد ابن حزم ممن يعتقون مذعب السلف اعتقادا ، فتفضل انت بالتحرير ونحن نتعلم منك ...
وجاء نص ردنا : وبشأن التحدى فى مسألة الاستواء وعدم ورود غير العلو عن السلف ... فقد حررناها وأصلناها وحققنا نسبة الأقوال لاصحابها بما سيأتيك فى موضعه عند تعقبنا لكلام ابن تيمية وابن عبدالهادى.
لست طالبا عندى حتى أمارس عليك وصاية علمية .... ومن أدرس لهم يعرفون حقيقة العلم وحقيقة التأصيل والتحرير ... وإذا كنت لم تحرر وكذا لم تجد تحريرا عند ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالهادى فلماذا تقلدهم؟ ...أم أنك تعشق تقليد شيخ الإسلام وتلميذه لدرجة ان قواعد ابن القيم فى مسألة استوى بعلى وإلى التى ذكرها ابن القيم صارت اصلا وكأنها قرآن أو سنة ؟!!!!.....
أما عن مسألة التعلم منى ... فما ارى منها فائدة ... فلطالما تحدثنا عن التحرير والتأصيل ولطالما اوقفناك على أقوال اهل العلم فى تخطئة المخالف ... وما راينا منك إلا المكابرة ... كفريات ابن حزم وجهمياته .... هذه آبدة الأوابد ... ومصيبة المصائب ... ولا تنم إلا على أنك لم تحط خبرا باصول الجهمية ..... ولو وقفت عليها ما قلت هذا الكلام ..... ومن ثم ما أقوم بتحريره أحرره لمن يريدون حقا ان يتعلموا ويقفوا على الحقائق ..... جهميات تعنى أن الرجل قال بأقوال الجهمية أو معظمها ... كفريات تعنى أنه قال بأقوال أهل الكفر ..... والمسألة عند ابن حزم لا تزيد عن أصل من أصول الجهمية وافقهم فيه ولم يتفق معهم عليه ....وإلا لو أردت التحرير فحرر قول ابن حزم فى القرآن وفى فناء الجنة والنار وفى الاستطاعة والجبر والقدرة والإيمان ... وغيرها من أصول الجهمية غير مسألة الصفات.... ودقق فى كلام ابن تيمية وهو يقرظ ابن حزم فى غير موضع من كلامه عنه وحتى لما تحدث عن موافقته للجهمية قال عنه وعن ابن الجوزى ... رغم كونهم من أهل السنة.
لقد تمهلت عليك كثيرا لعلك تدقق فيما كتبته لك من قبل وتتريث ولا تتعجل ... إلا أننى فى كل مرة كنت أجدك منتفخا وما ترى إلا رايك ... والآن وبعد كلام طويل ... إذا بك تتفضل على ابن حزم فتقول وافق الجهمية .... والأمر لا يخص ابن حزم ...فانا أدرى بابن حزم منك ومن مشايخك ومن دار فى فلكهم ... وأعرف زلاته وأنبه عليها كذا أعرف قدره وانبه عليه .... وكم من مسألة خطأته فيها لكن بأدلة وبراهين ... لا بأقوال الرجال والنقولات من هنا وهناك .....
ورايتك انتفخت عند ذكر ابن تيمية وطنطنت بكلام ما رأيت فيه دليلا واحدا ولا تحريرا ولا تحقيقا لما نسبه خصوم ابن تيمية ... ونحن أعلم ببراءته من هذه التهم لكن شتان بين من يعلم بدليل ومن يريد ان ينفى التهم بعواطفه ... حتى قوله بفناء النار وهى ثابتة عنه فى نص رسالته التى وسمها " رسالة في بقاء الجنة وفناء النار" ... نعرف كيف نرد عليها بالدليل ... وكذا ما صح عن ابن القيم من قول بفناء النار واحتج له واصله نعرف كيف يكون الرد .... ومع ذلك لم نرفع عقيرتنا ونقول كما زعمتم ابن تيمية جهمى لأنه يقول بقول الجهمية أو ابن القيم جهمى لأنه يقول بقول الجهمية .... ولو شئنا لفعلنا ولكن ... الإنصاف عزيز ونعرفه والحمد لله جيدا .. والعهد الذى أخذه ربنا على أهل العلم نقف عنده لا نتعداه إلى ما ينتهك حرمته ..... أتمنى أن يكون لهذا الكلام اثر على قلبك وعقلك وأن تغير طريقتك فى طلب العلم ... وستجد من المسائل ما تعجز عن ردها ولكن تركتك وربى فترة حتى لا أكتب وانا فى حالة من الغيظ ... فما يليق باهل العلم إلا ان يأنس الواحد منهم لأخيه ..... ورحم الله القائل " العلم رحم بين أهله "... فكن ممن يتألف الناس ومن يألفه الناس ... ولا تكن ممن ينفر الناس وينفر منه الناس ....حكم الدليل والبرهان .... ولا تحكم الأقوال ... وإياك ان تقلد دينك الرجال كما ثبت عن الكبار من الأئمة الأعلام.... واعلم دائما أن أهل التحقيق أنفقوا حياتهم فى طلب العلم لرضا الله اولا لا رضا ابن حزم ولا ابن تيمية ولا ابن حجر ولا من سبقهم ولا من أتى من بعدهم ....ومن ثم فإن وجدت محققا وقلما تجد ذلك فوطن نفسك أن تستفيد منه وإن ظننت أنك أكثر قراءة منه فى مسألة .... لأن أصل التحقيق أن يرد طالب العلم إلى القواعد والحقائق التى لم ولن يجدها إلا معهم.
وللعلم جوابك كان حسنا فى الرد على السؤال ... وليتك فعلت ذلك من ابن حزم فقلت وافق الجهمية فى مسألة ...!!!!!!!
فقال الطالب : لست منتفخا والله ولا شىء ، بل اعرف قدرى جيدا ، سامحك الله .. طيب انا اعتذر ، ولن اكتب ثانية او اعلق ، سوف اقرأ كلامكم فقط
وجاء نص ردنا : الأخ اسد القسام لا مجال للاعتذار فى الحوار العلمى .. وحقك أن ترد وتتعقب شريطة أن تدلل على ما تقول فما اكثر من ينقلون .... نحن فى حاجة لأهل التحقيق وأهل التحرير ..... ولقد شغلت نفسى ساعات طوال أحرر لك وأنقح لأوقفك على حقيقة التأصيل لا لأدافع عن ابن حزم ..... فما نسر بمن يدفع شبهات عن ابن حزم أو زلات وقع فيها إنما نسر بمن ينصر الحق حيث كان ... فانتبه لهذا الأمر ... وطبقه على كل إمام ....
فرد الطالب : جزاكم الله خيرا .
وكانت بعض الردود بين إخواننا الجزائريين وبين بعض المصريين قد وقعت فاضربنا عنها صفحا لابتعادها بعض الشىء عن الموضوع واقتصرنا على طرح ما دار بيننا وبين الطالب .