بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ في كتابه النفيس " نوادر الإمام ابن حزم | (1/ 148 ـ 150) :
" ألف الرجل الصالح طالب العلم حمود بن عبد الله التويجري كتيبا رماني فيه بالتعصب وسماه الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل استنتج فيه من هذه الفقرة شواهد تقدح في عدالة ابن حزم ! .
وهي كالتالي :
1ـ أنه طلب الدنو من الأجنبية ، وطلب الوصال منها ! .
2ـ استماعه لغنائها وضربها بالعود .
3ـ إطلاق بصره في النظر إلى المرأة الأجنبية .
4ـ حضوره عند النياجة وإقراره لها.
* قال أبو عبد الرحمن : لا ريب في حرمة النظر إلى الأجنبية ، وحرمة الاستماع بشهوة جنسية إلى المرأة ، وحرمة النياحة ، ولكنني أشير إلى أمور :
أولها : أن حب أبي محمد لأليفة صباه كان قبل سنة 399 هـ ويكون علوقه بها قبل ذلك بسنتين .
أي وعمره ثلاث عشرة سنة .
وتفسيق عالم جليل ـ خلال هذه الفترة ـ من الفضول والتزمت البغيض .
وثانيها : أن حضوره للنياحة وعمره أقل من خمس عشرة وهي عادة في بيوت الكبراء ، وربما كان أبو محمد يومها لا يعرف حرمتها . وربما كان لا يمكنه تغييرها .
على أن مذهبه ـ منذ كان عالما ـ تحريم النياحة .
وثالثها : أن تفسيق ابن حزم ـ بهذه الصبوة ـ قول لم يسبق إليه التويجري .
ورابعها : أن الغناء ـ عندنا ـ مباح لذاته ، حرام لغيره ومن أداه اجتهاده إلى هذا فليس بفاسق .
وخامسها : أن أبا محمد ـ رغم صبوته ـ كان عفيفا وقد أقسم على ذلك كما سيأتي . وأليفة ـ صباه ـ رحمها الله رحمة الأبرار ـ في منتهى العفة وهي لا تجيبه بغير ما يقع في الحديث الظاهر إلى كل سامع وحينما تحس بقربه تغادر مكانها في لطف حركة .
وسادسها : أن أبا محمد أحب والحب إذا كان غير إرادي لا محذور فيه .
وسابعها : أن نشأة أبي محمد المترفة جعلته في صباه يغرق في الحب والنظر وسماع الملاهي .
ولا حرج على صبي نشأ هذه النشأة .
ولكن عظمة ابن حزم أنه منذ حذق العلم نزع إلى الجد والجهاد والعبادة والحسبة رحمه الله " أ . هــ .
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=7620