السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت مقالا موسعا عن الظاهرية تكلم فيه صاحبة بانصاف زعم ! و خشية أن يتأثر به قارؤوه أضع الرابط هنا لكي يرد عليه من يستطيع من المشائخ أو الإخوة و الله المستعان ..
مما قال في هذا المقال في آخره تحديدا : "وصار من الصعب اليوم اعتماد مذهب الظاهرية إلا
تقليداً لابن حزم. فأين كتب الظاهرية المطبوعة التي ينصح بقراءتها عدا كتب ابن حزم؟ وأين علماء الظاهرية؟ أهو العبدري المجسّم البذيء اللسان المتطاول على الأئمة الأبرار بالشتائم والسباب؟ أم ابن طاهر
الإباحي، صاحب فتوى النظر إلى المردان بشهوة؟! أما كتب داود وابنه وأمثالهم فلم تصل إلينا..."
و هذا هو رابط المقال
http://www.ibnamin.com/Thahiri.htmــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك أخى الحبيب راشد الراشد
قال محمد الأمين " وبالرغم من اهتمام تلاميذه بنشر كتبه، فإن عدم تبني السلطان للمذهب يعني عدم انتشاره. ومما ساهم في اندثاره: عدم اعتماده على المصادر الاجتهادية المرنة التي تعطي للفقه الإسلامي قابلية التطور والنمو. وبدء المذهب الظاهري يتلاشى بعد داود وابنه شيئاً فشيئاً"قلت : هذه الفقرة تحوى اخطاء عدة منها :
أولا : دعواه عدم تبنى السلطان للمذهب دعوى باطلة ويكفى لإبطالها ان القاضى الخرزى ولاه عضد الدولة البويهى فى العصر العباسى القضاء ، وساهم فى التمكين له ولمذهبه .
وهناك من الظاهرية من تولى القضاء فى شيراز وفى بغداد وفى غيرهما بتاييد من السلطان.
وكان المنذر بن سعيد البلوطى قاضيا للقضاة فى الاندلس فى عهد الناصر ، وكان يقضى بين الناس بالمذهب المالكى ، وياخذ اهله وذويه بالمذهب الظاهرى ، وهذا كان معروفا عنه .
ومن قبل ذلك كان هناك عبدالله بن قاسم أحد تلاميذ داود الذى حمل كتب شيخه داود للأندلس وبثها فى كل مكان .
ثم إن المذهب الظاهرى لقى من التمكين ما جعله فى بعض الفترات بعد داود مقدما على المذهب الحنبلى .
ثم ألم يجد هذا المذهب تاييدا من سلطان الدولة الموحدية وانتشر فى عهدها انتشارا عظيما .
بل إن الأعجب من ذلك ان احد امراء بنى عباد فى إشبيلية فى عهد ملوك الطوائف تبنى المذهب الظاهرى ومكن له وايده بسلطانه وماله ، ولعلى أفصل هذا الأمر تفصيلا لاحقا إن شاء الله .
فعلي من يتبجحون وينتقدون أن يتريثوا ويطلعوا قبل ان يشوهوا رموزا جميلة فى تراثنا الإسلامى .
ثانيا : قوله " عدم اعتماده على المصادر الاجتهادية المرنة التي تعطي للفقه الإسلامي قابلية التطور والنمو" فيه من الفساد ما فيه كانه بمنطقهم وبمذهبهم يقول إن القرآن والسنة وإجماع الصحابة ليس فيهم من المرونة ما فى القياس والراى والاستحسان والمصالح المرسلة .
فرحماك يارب وغفرانك .
ثالثا : قوله ان المذهب بدا يتلاشى بعد داود وابنه شيئا فشيئا " قول باطل وكفى على بطلانه ان المذهب كما اسلفت لقى من التمكين فى عهد عضد الدولة البويهى ما جعل هذا السلطان يتخد من الظاهرية من يتولى أمر القضاء ببغداد ، وفى الاندلس كان المنذر قاضى للقضاة ، وكان بين داود وابن حزم من كبار رجال المذهب الذين مكنوا له تمكينا واضحا حفظ على المذهب كتبه واصوله التى اعتمدها ابن حزم فى التدوين .
فلو ان المذهب تلاشى بعد داود وابنه ابو بكر إذا فما هو دور ابن المغلس ، والقاضى الخرزى ، والقاضى المنذر بن سعيد البلوطى ، والمنصورى ، والرقى ، والنهربانى ، وابن الخلال ، والرباعى وغيرهم ممن استفاد ابن حزم من كتبهم فى تنقيح المذهب والتمكين له .
يتبع إن شاء الله