هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟! Empty
مُساهمةموضوع: المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟!   المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟! Icon_minitime1الإثنين يناير 10, 2011 8:56 pm

قال أبو عبدالرحمن : أعظم ما نعانيه اليوم من إرهاب الديمقراطية مَسْخُ هُوِيَّة المرأة ، ويزداد الألم الذي يعصر القلب إذا تجاوب مع هذا الإرهاب مسؤول طرأ على منار ديني في أي بلد إسلامي في حين أن ذلك المنار مؤسسة ينبثق منها ــ كما يجب أن تكون ــ إشعاع نور تهدي إلى دين الله بالتي هي أقوم .. وهذا التجاوب الكريه حصل للدكتور علي جمعة مفتي مصر أكبر دولة عربية ؛ وهي أحب المعاقل إلى كل عربي ، وفيما يخصني شخصياً فلست إلا تلميذاً صغيراً صغيراً لعلماء أرض الكنانة ، ومنهم نخبة من أساتذتي ، ومن علمهم وتوجيههم الجمِّ أحياءً وأمواتاً ومتقدمين ومُتأخرين استزدتُ من العلم ، وأحكمتُ حصافة الفكر في الاستنباط، وبهذه الفضيلة التي اكتسبتها بعد الله منهم أتقدم لمفتي مصر الدكتور علي جمعة بعرض حالٍ علميةٍ فيها عَتْب شديد يشاركني فيه العلماء المتعبدون لله سبحانه وتعالى وحده على بصيرة ؛ لهذا استجيش قلبه ولا أصدم سمعه إذا قلت : ( اتقوا الله في دين ربكم يا علماء المسلمين ) ؛ فأفضل الأمة بعد رسولها صلى الله عليه وسلم وصِدِّيقها أبي بكرٍ الفاروقُ عمرُ رضي الله عنهم كان على شِدَّته في الحق إذا خُوِّف بالله سبحانه وتعالى أصغى ثم أحجم أو أقدم حسبما لديه من برهان من شرع ربه .. وأنت يا علي جمعة ممن نظن به الخير ، وقد أقدمتَ على الفتوى باختلاط الشباب والشابات في الجامعات مشترطاً العفاف والتقوى .. وأفتيت بالاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واحتججت على إباحة الاختلاط بجلوس الجنسين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهده بأبي هو وأمي بلا ستار يسمعون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واحتججت بصيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين من كل أسبوع ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( هذا يوم ولدت فيه ))، وعلَّلت الاحتفال بأنه تذكرة بالسيرة الكريمة، وأن العاقل يعرف المنكر والحرام .
قال أبو عبدالرحمن : ليس بيد العبد الضعيف إلا إقامة الحجة ، وتنبيه الأمة ، ثم كل واحد يتحمل مسؤوليته أمام الله ، وإنني محذِّر كل مسلم من لقاء ربه ولا سيما من كان في قمة المسؤولية الشرعية ببلده أن يلقاه بإسقاط شيئ من الدين ، أو شَغَبٍ عليه بما لا تقوم به حجة على الفتوى ؛ فأما استماع المسلمات كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون ستار ــ ولم توثِّق أنت ذلك ــ أو بستار: هل يعني الاختلاط الذي أفتتيتَ به ؟ .. إن المسلمات في عزلة عن الاختلاط ، وبين الجنسين مسافة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب لوعظهن ، فأين الوازع الديني عن الافتراء على سلف الأمة وسيرتهم العملية .. وبايعه المؤمنات ، وامتحن المؤمنون إيمان المهاجرات وما كان ذلك عن خلطة ، بل كنَّ متميزات يحادثهنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويمتحن الصحابة رضي الله عنهم إيمانهن بالمحادثة ، وما مسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يد أجنبية قط ، وكلهن على الواجبات الشرعية في لباسهن وزِيِّهن وتعفُّفهن عن الطيب وإظهار الزينة حسب هداية الله في سورة النور وغيرها ، وحسب ما صح دلالة وثبوتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والإفتاء الذي تقلَّدته منصباً أمانةٌ ؛ فبأي حق جعلت استماع المؤمنات منعزلات بستار أو غير ستار اختلاطاً، ولماذا أسقطتَ صحيح النصوص وصريحها عن تنظيم شرع الله لالتقاء الجنسين ؟! .. ثم لماذا أهملت واقع الاختلاط اليوم زينة وطيباً ورفع صوت بأناقة وحديث فضولي خارجٍ عما جاؤوا له من طلب العلم؟!.. ولماذا أحلت الحكم إلى العاقل وأنت مفتٍ عليك بيان حكم الشرع للعقلاء لا إحالة الأمر إلى سلوك العاقل ؟!.. وأنت توصي المختلطين بالعفاف والتقوى ، وهما مطلوبان على كل حال ، ولكن الأمر ههنا جاء مرتبطاً بالاختلاط المحرَّم الذي أبحته ، لأن ما تعلمه من دين الله مما أخفيته ظهر من الشعور الباطن على لسانك، لأن الاختلاط ليس داعياً للعفاف والتقوى ، بل هو نظرة وابتسامة وموعد فلقاء ، وأول العفاف والتقى أن لا يختلطا .. وأنت تعلم أن التقوى يسبقها إظهار البراهين بتحقيق وتدقيق ونزاهة اجتهاد ، وهكذا الشأن في دفع المعارِض ، والتخلية بالخاء المعجمة مُقَدَّمة على التحلية بالحاء المهملة كما في قوله تعالى :
(ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم )[البقرة /256ٍ ]؛ فواجب قبل الفتوى أن تكشف للمسلمين سوآت ([1]) الواقع العملي للاختلاط والاحتفال بالمولد .. ومادمت أنت المفتي في أكبر دولة عربية فلا ريب أنك تعلم أن السلفية منصوص على معناها بصحيح وصريح الشرع ؛ فالسلف هم مَن كان على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقدوتهم من ضمن الله لهم الجنة قطعاً ولا نسخ في الأخبار ، وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان .. والإحسان هو السير على نهجهم بإتقان في صواب الاجتهاد وتحرِّي إصابة المراد ؛ فأستحلفك بالله هل تستطيع أن تورد شاهداً من سيرة هؤلاء الأخيار يبيح الاختلاط في القرون الثلاثة الأولى الممدوحة وفي سائر القرون عند مَن اتبع نهج السلف ؟.. وقد كان للعلماء شيخات يسمعون منهن من وراء حجاب أو على بُعْدٍ وهنَّ متحجبات ؛ فإن كنت تريد اختلاط بعض الجواري المغنيات كعنان الناطفية مع المعربدين كأبي نواس ووالبة بن الحباب ، وتجعل ذلك سيرة عملية فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. أو لعلك تريد سفر القوم بظعائنهم كل امرأة مع محرمها يسيرون منعزلين بمحارمهم ، أو ينعزلن في سيرهن تحت رعاية الله ثم رعاية محارمهن ؛ فهل هذا هو الاختلاط الذي أبحته للجامعيين والجامعيات؟.. أو لعلك تريد الاختلاط القسري في المشاعر المقدسة إن ظلَّت المرأة لحيظاتٍ عن محرمها والناس في عبادة ؟.. ألست تعلم أن الضرورة مرهونة بحجْمها ، ولا يُشرَّع منها لغير ضرورة ، وأن ولاة أمر المسلمين يسعون إلى تقليص الضرورة أو تنظيمها ومراقبتها ؟.. وما بالك أسقطت النصوص الشرعية القطعية المانعة سفر المرأة بلا محرم ولو كان للحج ؟.. وهل ذلك إلا خوفاً من الاختلاط والافتراس ؟.. وهل تَأْثِرُ للمسلمين أن أحداً من السلف عند سير الظعائن أردف على مطيته غير ذات محرم ؟.. أما الضرورة فلها حكمها كضرورة الطب مع أن الضرورة الأخيرة بحضور المحرم في الأكثر ، وهل خفي عليك أن موسى عليه السلام لم يسر وسط بنتي شعيب عليه السلام ورضي الله عنهما ، بل كان يسير أمامهما ، ويهديانه بحصيَّات يرميانها يميناً وشمالاً حتى وصفاه لأبيهما بالقوي الأمين ؛ فما هذه الجرأة على دين الله ؟.. أتريد أن تكون بين مطيعيك كما قال الله عن أهل الكتاب ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أُمروا الا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله الأ هو سبحنه عما يشركون [ سورة التوبة /31 ] ، وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الربوبية بأنهم يطيعونهم في تحريم ما أحل الله ، وتحليل ما حرم الله .. إنه مطلوب منك إحضار براهين شرعية على إباحة الاختلاط وأنَّى لك ذلك ، وأنى لك التخلص من النصوص الصريحة الصحيحة المحرمة الاختلاط ؟.. فما أعظم مصيبة من جُعِل أميناً على أحكام الله بالإفتاء فدلَّس بإسقاط الصحيح الصريح ، واستدل في غير محل النزاع ؛ فالنساء المنعزلات (بستار أو غير ستار) جعلتَ من حالتهن دليلاً على الاختلاط ، وجعلت الانعزال اختلاطاً .. أيها الدكتور علي جمعة : إن هذا المنصب الذي أنت فيه فتنة : فإما أن تكون على ثغر من ثغور المسلمين، وإما أن تكون صريع الشعبية والسمعة والحفاظ على المنصب .. وكل ذلك لن يغني عنك شيئاً في يومٍ تشخص فيه الأبصار ، وإذا حضرك الموت ولوعُمِّرت ألف عام فلن ترى عمرك إلا بعض دقائق !! .. وأنت يا فضيلة المفتي تعلم يقيناً من دين ربك أن ( الورع ) من الواجبات ، ومن شروط السلامة ، وهو واجب عليك من جهتين : أولاهما تحقيق النقل عن السلف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم إلى من اتبعهم بإحسان ، وهذا هو السيرة العملية التي لا يتحقَّق ما يسميه الأصوليون إجماعاً إلا بها ؛ أفترى أن تسمية انعزال النساء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى اختلاطاً ، أو ترى ذلك تدليساً؟.. وهكذا الشأن في صلوات الأعياد والاستسقاء والكسوف.. وثانيهما وجوب سد الذرائع ، ولا أعني سد الذريعة بآرائنا ، وإنما أعني الذريعة التي نتلقَّى من الشرع وجوب سدِّها، وفي شرع ربنا الأحكام الصارمة عن علاقة المرأة بذوي المحارم والأجانب ، ووجوب غض البصر من الطرفين ، وتحفُّظ المرأة عن الإغراء ولا سيما أن المرأة اليوم وإن لم تكن سافرة فهي مغرية بنظافتها وزينتها وأصباغها وروائحها ولباسها وحديثها .. ونساء التمسك بالشريعة تَفِلاتٌ غير مختلطات لأن الله حرم عليهن الزينة إلا لبعولتهن؛ فهل إباحة الاختلاط بالرأي والتقليد لأعداء الملة سوى إحلالٍ للذريعة وليس سداً لها ؛ فهذا أظهر من الأمور (المشتبهات ) التي أخبر رسول الله صلى الله عليه سلم أن الوقوع فيها وقوع في الحمى .. وبعد هذا فقد أحكم السلف السِّياج يوم كانت الأمور بدائية ، واليوم استجدَّ في العصر وسائل حضارية تُسَهِّل توصيل العلم وتُحقِّق العزل ؛ فما الذي أحوجنا إلى تقحُّم المهالك ، وافتراضِ ما ليس بضرورة ؟!.. وعلماء أرض الكنانة ــ ولا سيما علماء الأزهر في العلوم الشرعية ــ هم أساتذة العالم العربي والإسلامي منذ النهضة الحديثة لا يماري في ذلك إلا مكابر ، ومنهم ذقتُ حلاوة الاستنباط وفَهْمَ النصوص الشرعية على وجهها ، وجامعات مصر هي جامعات العالم العربي والإسلامي ، وأنت في واقع الأمر لم تبح الاختلاط بل أوجبته ؛ لأن الاختلاط سيكون واقعاً نظامياً لا مجال فيه لدراسة فتاة لا تريد الاختلاط ؛ وإذْ لم تشاور إخوانك من علماء السلف بدراسة علمية مشتركة أفلا يجب وجود هيئة من كبار علماء مصر الربانيين يدرسون المسألة بجدٍّ وورع تحت رئاستك مع سَبْقِ ذلك بصلاة الاستخارة في المُعْضِلات ؟.. ثم المولد وما أدراك ما المولد أفتيت بإباحته للحديث الذي أوردتَه ، والتذكرة بالسيرة النبوية ؟!!.. فأول ما أذكره لك في هذه المسألة وجوب الرجوع إلى أهل الاختصاص من أهل الحديث للجمع بين النصوص والإحالة إلى مراد الله ، والعلم بأنك حملتَ الحديث على إباحة واقع مؤلم اسمه (الاحتفال بالمولد )، وحصافة منصبك العلمي تأبى الاستدلال بهذا الحديث على إباحة المولد المعهود الآن لأمور :
أولها : ما ورد في ذكرك للحديث من إسقاط ؛ فالحديث الذي أوردتَه هو حديث أبي قتادة رضي الله عنه برواية مسلم في صحيحه قال : ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين فقال : (( فيه ولدت، وفيه أُنزل عليَّ)) فأضاف تعليلاً آخر هو إنزال القرءان والوحي غير المتلو ( الحديث ) .. قال الإمام الحسين بن عبدالله الطِّيبي رحمه الله تعالى : (( أي فيه وجود نبيكم [صلى الله عليه وسلم ] ، وفيه نزول كتابكم ، وثبوت نبوَّته .. فأي يوم أفضل وأولى للصيام منه ؟! .. فاقتصروا على العلة .. أي سلوا عن فضيلته ؛ لأنه لا مقال في صيامه ، فهو من الأسلوب الحكيم )) .
قال أبو عبدالرحمن : الأصل في ( عَلَّ ) لغة النهل عَلَلاً .. أي شربة بعد شربة ، ومن التكرار اشتُقَّتْ العلة التي هي المرض ؛ لأن آلامه تعاود الجسم ، ومنه ما يعاود الجسم كله كالحمُّى ، وقصيدة أبي الطيب في الحمى معروفة ، والمرض الذي هو علة يؤثِّر في الجسم بالوهن ، ومن هذا اشتُقَّ معنى العلة في العلوم ؛ لأنها تؤثر في الموضع بالحكم ؛ ولهذا المعنى المستعمل عند أهل الكلام فرَّ الإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى من التعليل ؛ لأنه لا شيئ يوجب على الله بالتأثير في أحكامه .. والمحقَّق عندي أن العلة عند الأصوليين هي تأثير المعنى في المحل بالحكم ، وهذا التأثير بقضاء الله الشرعي كما تؤثر في محل المرض وتُوهن بقية الجسد بقضاء الله الكوني.. ثم إن العلة عند الأصوليين بمعنى السبب وبمعنى الوصف المنضبط ؛ فأما الوصف المنضبط فلا حكم له إلا بنص الشرع على إعماله بشرط خُلُوِّ المحل من مانع مُعارِض بحكم الشرع نفسه ، وأما السبب فالله سبحانه بعلمه وحكمته وإرادته أوجد الأسباب شرعاً وكوناً ، ورتَّب عليها المسبَّبات ( بصيغة اسم المفعول ) ، وتعديه السبب المنصوص عليه من محل إلى محل آخر مشروط بما أسلفته عن الوصف المنضبط ، وهذه النَّقْلة عن العلة تمهيد لشيئ سأذكره فيما بعد إن شاء الله .. وفي الحديث المذكور بيان أن مولده عليه الصلاة والسلام يوم الإثنين ، ونزول الوحي عليه يوم الإثنين .. ودين الله لا يؤخذ من نص صحيح واحد مع إسقاط نصوص صحيحة أخرى ؛ فيضم إلى هذا الحديث الحديثُ الآخَر الصحيح بمجموع طرقه ، وهو حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، ونصه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ وهو عن صيام يوم الإثنين والخميس ــ : ((ذانك يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم )) ؛ فهذا سبب ثالث يخص يوم الإثنين ، وقد روى مالك في الموطإ ومسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس ؛ فيُغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ؛ فيقال : أنْظِروا هذين حتى يصطلحا .. أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا )) ([2]) .
قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله تعالى : (( وفيه دليل على فضل يوم الإثنين والخميس على غيرهما من الأيام ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومهما ويندب أمته إلى صيامهما ، وكان يتحراهما بالصيام .. وأظن هذا الخبر إنما توجَّه إلى أمة وطائفة كانت تصومهما تأكيداً على لزوم ذلك ، والله أعلم .. وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ، ونُبِّئَ يوم الإثنين ، ودخل المدينة يوم الإثنين ، وتوفي يوم الإثنين صلى الله عليه وسلم )) ([3])
قال أبو عبدالرحمن : الإثنين بالألف المهموزة خلافاً لمن زعم أنها موصولة مثل الشيخ شَبير أحمد العثماني ([4]) ؛ لأنها تمييز لاسم اليوم من أيام الأسبوع عن الاثنين العددية التي ألفها ألف وصل .. وصح عن أبي هريرة رضي الله عنه : (( أن النبي صلى الله عليه كانَ يصومُ يوم الإثنين والخميس ؛ فقيل : يا رسول الله إنَّك تصوم يوم الإثنين والخميس ؟.. فقال : إن يومَ الإثنين والخميس يَغفِرُ الله فيهما لكل مسلم إلا ذا هاجِرَيْنِ .. يقولُ : دعهما حتى يصطلحا )) ؛فقد تبيَّن لكم أن التعليل غير مقصور على المولد ، ولوكان ذلك كذلك لجَعل صيام الإثنين مرة في كل عام في الشهر الذي وُلد فيه صلى الله عليه وسلم كما جعل اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام مرة كل عام في نفس الشهر الذي هو شهر الله المحرم ، وقد حدده بالعدد من الشهر لا باليوم من الأسبوع .
وثانيها : أن الاحتفال بالمولد : إما أن يكون عبادة ، وإما أن يكون عادة ، والأمر الثاني باطل ؛ لأن المولد عند القوم تقرُّب إلى الله تعالى ، وإنكم تعلمون أن القائلين بالقياس لايبيحون إثبات عبادةٍ بالقياس ؛ فيجعلون الاحتفال بالمولد قياساً على صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ؛ لأن العبادة توقيف من الشرع ، وليست اختراعاً من البشر .. فإن شذ مَن يجيز القياس في العبادات فلا تُسعفه أصول القوم ؛ لأن التعليل غير قاصر على المولد ..كما أن الاثنين لن يصادف يوم المولد من كل عام .
وثالثها : أنه لا يشك مسلم أن المهاجرين الذين تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وبلادهم ، وهكذا الأنصار الذين آوَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشاركوا إخوانهم المهاجرين ــ رضي الله عنهم جميعاً ــ في المسكن والمأكل ، وبذلوا كلهم أنفسهم وأموالهم لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم سلف الأمة ، وهم الذين علموا ونقلوا فضيلة صيام الإثنين والخميس .. جميع هؤلاء رضي الله عنهم لا أحد يدانيهم في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ببرهان العلم الضروري ؛ فهل تَأْثرون عنهم أنهم احتفلوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين يعرفون فضل يوم الإثنين .. إنني طويلب علم مسترشِد ؛ فأسعفوني بالبرهان من نصوص الشرع وسيرة السلف .
ورابعها : أنكم في هذا المنصب العلمي الخطير يُفترض أن تكونوا ذوي ميزة في العلم؛ كي لا يعجز علمكم عن استقراءٍ لتاريخ حدوث الاحتفال بالمولد ، وأنه بعد القرون الممدوحة ؛ فإذا كان الأمر كذلك فأي معنى يبقى لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن إحداث البدع في الدين مع شدة الوعيد؟!.. أعندكم برهان على أن الله يُعبد بما لا يشرع وقد صح الشرع القطعي من قوله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) مع خبر الله القطعي عن رهبانية النصارى ؛ فكل ذلك ردٌ مِن جهة الثواب ، وكله بدعة من جهة العقاب.. وإن كان الاحتفال بالمولد سيرة سلفية فأنيروا عقول المسلمين ببيان قِدَم الاحتفال بالمولد في السيرة العملية منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم ، وحينئذ يُعفيكم المسلمون من طلب النص الشرعي على جواز ذلك ؟!.
وخامسها : أن التذكرة بالسيرة العطرة من العلم التَّعبُّدي ، والتخوُّلُ بذلك في كل وقت مطلوب ، وأما قصر ذلك على يوم الإثنين من شهر ربيعٍ الأول فذلك توظيف زمني لتعبُّدٍ عملي بلا برهان ، والاحتراز من المحدَثات ضمان لسلامة المعتقد والسلوك .
وسادسها : أن فتواكم عن الاحتفال بالمولد تعني عرفاً قائماً يندى له الجبين ، وقد حضرتُ الموالد ؛ فوجدت ما يقشعر منه الجلد عند دعوى حضور روح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فبأي برهان من الشرع والعقل تحضر روح رسول الله صلى الله عليه وسلم في آن واحد في بقاع مختلفة في مناسبات بدعية لا تخلو من شوائب الكفر ؛ فإن أحالوا ذلك إلى قدرة الرب سبحانه فلا حجر على قدرته جل وعلا ، ولكنَّ تعيينَ حصولِ المقدورِ عليه يحتاج إلى تعيينٍ من الشرع ، والأرواح في قبضة الله كما قال تعالى :
( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيُمسك التي قضى عليها الموتويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيتٍ لقوم ٍ يتفكرون [ سورة الزمر /42 ]
وروحه بأبي هو وأمي في الملإ الأعلى منعَّمة ، ويُبَلِّغها ربه بقدرته سبحانه صلاةَ مَن صلى عليه ، ويرد على من سلَّم عليه في قبره .. ورأيت إنجيل المولد مثل بردة البوصيري وأنتم تعلمون ما فيها مِن غلوِّ وحَيْدة ، وأقل ما في ذلك ( وهو عظيم الخطر ) أن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علم اللوح والقلم !!. . والاحتفال بالمولد قمة التجلِّي لبدع الطرق الصوفية ، ولكل شيخ طريقة ، وسبيل الله واحد .. ويُدير هذا الجُنوح مجذوب حقيقة لأنه كان ضحية لعبث الشيطان ؛ لما سلكه في البداية من مواصلة الصوم ، وخلوِّه في خَرِبَة أو مقبرة ، أو ساحل بحر .. ولما يتعاطاه من أدعية ممزوجة ( شرعية وغير شرعية ) ، وروائح كريهة كالبصل والثوم والدخان وتوابعه ، ومنهم متجاذب مخادِع ؛ ليأكل الخبز الخبيث ، ومنهم من يأكل قطعة أفيون ليتجلَّى ، وهناك عبث باسم الله جل جلاله في الرقص والتغيير الذي يسمونه ذكراً افتراء على شرع الله يبدأ هكذا ( الله رب حقاً يُعبد ) ، ثم ينتهي اسم الجلالة إلى ( هو هو .. إو إو !! ) ، ورأيت في طنطا ما يبكي كل مسلم ، وقد سجَّلت بعض ذلك في كتيِّبي (ملاعب الوثنية ) ، ورأيت من يطوف بقبر الحسين رضي الله عنه ويقول : ( نظرة عين ياحسين ) ؛ فهل تجهلون وقد رُميتم في هذا المنصب الخطير : أن المساجد لله فلا ندعو مع الله أحداً بالنص القرآني ؟.. ألا تعلمون : أنه لا وجود لرأس الحسين رضي الله عنه في القاهرة ؛ وإنما هو أمر افتراه الفاطميون وفيهم من ادَّعى الألوهية وإباحة ذوي المحارم بشعر قبيح ، وهم الذين افتروا المولد ؟!.. إن عمر الدنيا أيها الدكتور محدود ، وعمر يوم القيامة أبديٌّ ، وما بين الموت والبعث مقدمات لمصير الإنسان في الآخرة ؛ فحقٌّ عليكم الحذر من فتح الذريعة الممنوعة بالشرع ، وعليكم رسالة إيجابية ، وهي بيان الحق في الأحاديث الباطلة والحكايات والمنامات ، وردُّ ذلك إلى أهل العلم بالحديث والتفسير ، وردُّ ذلك إلى المحكم والقطعي من دين الله ، والتذكير بأن كفار العرب ما دعوا غير الله إلا بدعوى الوسيلة ؛ فردَّ عليهم دينُ الله ذلك وحكم بكفرهم ، وبيَّن ربنا جلَّ جلاله حال المتوسَّل بهم من جماد ومن طاغوت ومن صالح لا يرضي ذلك ؛ فقال تعالى :
( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون (98 ) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خلدون (99 ) لهم فيها زفير وهم فيها لايسمعون (100 ) إن الذين سيقت لهم منا الحسنى أُلئك عنها مبعدون (101) لايسمعون حسيسها وهم ما اشتهت أنفسهم خلدون (102 ) لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يؤمكم الذي توعدون (103 ) [ سورة الانبياء /98-103 ]
:، وهم ما عبدوهم إلا ليقربوهم إلى الله زلفى ، ولأبواب جهنم شياطين من الإنس يذودون الناس إليها، ويصدونهم عن الحق ، ويقولون : ( هذا كلامُ وهَّابيٍّ ) ؛ فيا أيها الدكتور لا ترجعوا إلى أي كتاب من كتب الإمام المصلح محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ، وعُدُّوها لم توجد بعد ؛ فإن مصدري الذي أدعو إليه التوثيق الدلالي لكلام الله ، والتوثيق التاريخي والدلالي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتمسك بسيرة السلف المنصوص عليها في أكثر من نص شرعي كقوله تعالى :
( والسبقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم ياحشان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداًذلك الفوز العظيم [ سورة التوبة /100 ]
فهذا سبق وأولية يتبعها اللاحق بإحسان ؛ فهل للسلفية معنى غير ذلك ؟!.. وابن عبدالوهاب رحمه الله تعالى لم يأت بشيئ من عنده ، وإنما عالج الظلام بإحضار ما غاب عن أبناء جيله من معاني الشريعة وسيرة السلف ، ولا عليكم أن تجلعوا كتبه على المحك ؛ فإن وجدتم عنده خلاف القطعي من دين الله ، أو وجدتم عنده بعلمٍ مُحقَّق مسألة مرجوحة ؛ فاطَّرحوا مشكورين ما قام البرهان على خلافه .. وَقَدَرُ منصبكم الخطير أن تكونوا قادرين على توالي الفتاوى المحقَّقة بعلمٍ عن حكم الحلف بغير الله ، وحكم الطُّرق الصوفية والتغبير ، وحكم إقدام بعض العوام على إيثار واحد من الورثة بالإرث كله ، ثم يُنَفَّذ ذلك إدارياً .. وحكم الله في وجوب الحسبة جليٌّ كالشمس ، وليس ذلك عن الحسبة الدنيوية وحسب كحسبة مراقبة الموازين والمقاييس والجَوْدَة وعدالة الأسعار ؛ وإنما ذلك بالإفتاء والتعاون مع أهل الخير في المطالبة بهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فهذا يشمل الحسبة الدنيوية، وهو من فروض الدين التي توعد الله على تركها ، وهو خصيصة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وتَرْكُها خزي لغيرنا كما قال:
( كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون يالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ) [ سورة آل عمران/110 ]
وقال تعالى عن خزي الآخرين :
) لعن الذين كفروا من ينس اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك يما عصوا وكانوا يعتدون (78 )كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون ( 79 ) [ سورة المائدة / 78-79 ]
ثم اعلم أن مصر في السابق والمنتظر مع بلاد الشام والحجاز هُنَّ أمل المسلمين بعد الله ، وأن مصر ثِقَل الأمة منذ انحلت الدولة العباسية ، وأنها مَعْدِن العلم ؛ فكونوا كسلفكم أئمة رشد نهتدي بهديكم موزوناً بهدي دين الله ؛ إذ تجمعون المتفَرِّق ، وتُسقطون ما لا يصح دلالة أو ثبوتاً ، وتحذقون الجمع بين النصوص الصحيحة بفهم جيِّد يُعملها ولا يهملها ، فالتعارض موجود في الأذهان يزول بحمل كل نص على دلالته ، وليس في دين الله تعارضُ تناقضٍ أو تضاد .
قال أبو عبدالرحمن : عشتُ في ريف مصر كثيراً ؛ فرأيت ما يثلج صدري من نساء محتشمات منعزلات عن مخالطة الرجال على فطرتهن ؛ وإنما يعبرن الأسواق : هذه تحمل الماء إلى بيتها من التِّرعة ، وهذه تغسل أثواباً ، وهذه تقود جاموستها ، وهذه تجلب بضاعتها .. ولا يصافحها غير ذي محرم ، ولا يُسارُّها أحد بحديث ، وكل واحد في الكَفْر وإن كان بعيد النسب شديد الغيرة على أهل ريفه ، وهكذا تجد الواحد في وسيلة النقل الجماعي تدور عيناه مشتعلتين شرراً، منذراً بفتل شنباته وهو واقف ، ونساء قريته منعزلات في مقاعدهن ، فالويل لمن عابَثَ بكلمة فضولية ؛ فما بالنا نَمْسَحُ هذه البقيةَ من الفطرة ؛ وإنما تعاني أمتنا اليوم فتنة النساء ، وفتنة الخلل في العقيدة ، وأمتنا لن يتَّحد صَفُّها إلا باتِّحاد هدفها ، وأهم وِحدةٍ للهدف أن نعبد الله على السيرة العملية لسلف الأمة قبل نشوء الخلاف والعقائد المحدثة ؛ فليس في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدري ولا معتزلي ولا ذو طريقة صوفية .. ولا يُعكِّر على هذه الوحدة الاختلافُ بقدر الله الكوني في مسائل جعل الله فيها سعة كالخلاف بالجهر أو الإسرار بالبسملة في الصلاة ، والتورك أو عدمه في التشهد الأخير ، ومكان وضع الكفين حال القيام في الصلاة ؛ فهذه إذا كان الاجتهاد فيها صواباً بلا هوى ولا عصبية ففيها أجر ومعذرة إن لم يحصل إصابة المراد الشرعي ؛ فإن حصل إصابة المراد عن اجتهاد صحيح ففي ذلك أجران ؛ فهذا الخلاف تلقَّاه ربنا بالرحمة والمغفرة لهذا المعنى ، لا للحديث الباطل : ( اختلاف أمتي رحمة ) .. والتقوى والورع مُوَصِّل لهداية البيان والإيضاح ، وموصل لهداية الإعانة والتوفيق للمراد ، وقد ذكرتُ في كتابي ( من أحكام الديانة ) البراهين الضرورية على أن تعليم الله من أسباب التقوى في تفسيري لقول الله تعالى:
( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شي عليم ) [ سورة البقرة /282 ]
، وليس من دين الله الذي لا يسع فيه الاختلاف انتهاجُ الوسيلةِ المحرَّمة تسويغاً لغاية شريفة ؛ فالشرع شريف في وسائله وغاياته ؛ فالحركيُّون شقُّوا وحدة الصف باستباحة الوسيلة الضالة ، والمُتراخون مع إباحية العصر والبدع في الدين غير مُبْقون على سلامة مجتمعهم ، وكلا الفئتين منعتا من اتحاد الهدف الذي يتحدُّ به الصف ؛ فأسأل الله جلت قدرته أن يجمع كلمة علماء مصر الحبيبة وكلمة بقية المسلمين في الآفاق على العلم المحقَّق ، والتقوى ، والشجاعة في إعلان الحق بلا فتنة ، وشحن المنابر ووسائل الإعلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوعظ شرعي فكري مع التفافٍ مع القيادة بُعداً عن الفتنة ، ومع الجهر بالحق بغير شق عصا الطاعة ؛ فإذا اتَّحد هدف الأمة اتحد صفها واهتدت قيادتها ، ولم يجد العميل والمضلِّل مأوى بين القوم ولو بمقدار جحر ضب .. وأسأل الله لك ( يا من جُعلتَ المفتي في أكبر دولة عربية ) الذكاء والزكاء ، وعبودية عقلك لربك ، وأن لا تأنف من الحق ، وأن ترجع لاجتهادٍ محقَّق يُوصِّلك إلى مراد الله وسيرة السلف في إطار الورع والتقوى ، فيا مَن جعلوك مفتياً ولا نعهدك إلا نكرة :إن العلم النافع تعلُّماً وعملاً وتعليماً عبادات عُليا يرفع الله بها عبده إلى درجات المحسنين ، ويكون العلم وبالاً ونقمة في الدنيا والآخرة إذا لم يصدر عن ورع وتقوى ونزاهةٍ في الاجتهاد بعد بذل الوسع .. والعبادة بعد الواجبات كالسنن الرواتب والتهجد وصلاة الضحى والمحافظة على الأدعية الصحيحة المشروعة ذات أثر كبير ملموس في الهداية إلى الحق عند اجتهاد العلماء العاملين .. ونحن في هذه المملكة العربية السعودية على أن البيعة لولاة أمرنا منذ قامت هذه الدولة المباركة على الكتاب والسنة ، ومعنى ذلك أن يكون اجتهادنا المأذون به غير مخالف صراحةً لصريح النص اجتهاداً في دائرة الشرع، والشرع تكفَّل بحقوق المرأة ، وما استجد من وقائع المرأة يُطبَّق على المأذون به شرعاً ؛ فميدانها في العمل رحب باجتناب المحذورات الشرعية بقطعيَّ الشرع من الاختلاط ذي الملامسة ؛ فالبديل حال الضرورة اختلاط ذو عزلة عن المحرم ، ومراعاة تفريق الله بين المرأة والرجل في شرعه كالإرث والقوامة ؛ لأن الذي فرَّق بينهما في الشرع هو الذي فرق بينهما في الخلق .. مع مراعاة المصالح الدنيوية مثل أن يكون العمل مجانساً فطرتَها الأنثوية ، والحفاظ على وظيفة المرأة التي لا يقدر على القيام بها غيرها من جهة تربية من جعل الله لها رعايته ، وأن التوسع في غير هذا العمل المجانِس يُعجز الرجل عن القيام بالقوامة التي حَمَّلها الله إياه ــ ولا سيما مع كثرة البطالة الآن ــ ما دام زُوْحِم في العمل الذي هو مِن قَدَرِه وواجباته.. ومما يُراعى أن الصحافة نالت حرية كاملة في هذا المضمار في البلدان العربية والإسلامية ، لكنها حرية غير عادلة يشوبها التزوير ؛ لأنها تُبرز إباحية القلة من ذوي الأهلية غير الشرعية ، وصوت الغوغائية من غير ذوي الأهلية ، وتحجب صوت أهل العلم الشرعي الذين اختارتهم الدولة بالتعيين فكيف تكون الصحافة حرة ، وكيف يتحمل أولئك العلماء مسؤوليتهم ؟؟ .. إن الإصلاح الذي ينقصنا : أن نسعى في تحقيق ضرورات الأمة وكماليتها ، والحسبة الصارمة في أقوات الأمة سعراً وسلامة وجودة ومقاييس .. وارتفاع الأسعار الجنوني جعل من راتبه عشرة آلاف ريال مثلاً في نصاب مَن راتبه ألف ريال ؛ للزيادة الجنونية في الأسعار .. ومن الإصلاح الذي ينقصنا توسيع مجال الرجل في العمل ؛ لأنه صاحب القَوامة على أسرته ؛ فإذا تخلف هذا الإصلاح كثرت البطالة والفساد كالسرقات والهروب إلى المخدرات .. ومن الإصلاح الذي ينقصنا تحقيق ما يمنح الأمة قوة في عتادها، وثراء في تنميتها ، وتحييد الدين والأخلاق من العقوبات العدمية ؛ لأن الفساد في الدين عقيدة وسلوكاً فساد للمجتمع ، وشتات فيه ، وقَطْع لروابط الولاء .. وإذا كان الوازع الديني والسلطاني في صراع مرير مرهق من شرائح من المجتمع ضعف فيها أو امَّحى وازع الدين (كما نرى من كثرة جرائم القتل والاغتصاب والسرقات والمخدرات ) : فلا يعني ذلك أن نستريح فنترك لأهل الانحراف حريتهم ؛ فينقرض الصلاح في المجتمع بتدرُّج سريع ؛ فهل الاختلاط بالمنظور الذي رأيناه وبالأدبيات التي قرأناها حقَّق لنا مصلحة غير موجودة ، أو أنه جسَّرنا على التحلل من شرع ربنا كما يريد سبحانه لا كما نهوى نحن ، وأنه جعلنا أمناء في تطبيق مآرب أعداء ديننا من الصهيونيين والصليبين الذين يودون لو نكفر ، وهم المتنفذون بالقوة المادية ؟.. والديموقراطية تزحف بشعارات التضليل والتخدير كالمساواة لأنها حق بشرط مضمر ؛ وهو أن المساواة حق ولكنها مشروطة بالتكافؤ ؛ فليس أجر الطبيب كأجر الحارس .. والتكافؤ يكون وقائعَ محسوسةً وأحكاماً من الله مشروعة مآلها إلى حكمته جل جلاله ؛ فبعد له وإحسانه أمر بالعدل والإحسان في معاملة المرأة ، والوفاء بحقوقها ، وَجَعْلِ العبء على الرجل في الكدح والنفقة والحماية التي هي من القوامة .. وبحكمته سبحانه شرع ما شرعه من التكافؤ الذي يكون قَدَر المساواة من نتائجه، لأن خالق الذكر والأنثى سبحانه هو الأعلم بما يَصلح لهما ويصلحهما؛ فكان الشرع الذي هو تنزيله ضمانةً لذلك ؛ فلم يسوِّ بينهما مثلاً في الإرث والقوامة وعقدة النكاح والطلاق .. إلخ ، وما نراه ونقرؤه عن إطلاق حرية المرأة ، والثورة الفكرية التي تشدَّق بها بعضهم يعني التحرر من شرع خالق الفكر سبحانه .. ولا ريب أن الحرية بإطلاق لا وجود لها ؛ فكل حُرٍّ من شيئ حبيس لأمر آخر .. وواقعنا أننا سدنة شرع ربنا ، وأننا متميزون بذلك ، فالثورة الآن تخصِّص عموم الحرية بالتحرر من قيود الدين ؛ وإنما نملك حرية النظر والسلوك فيما جعله الله لاجتهادنا المباح ، ولا اجتهاد مع القطعي فكراً إلا بالفهم والتمييز لا بالإسقاط أو الزيادة أو الاستبدال.. ونعلم أن الطغيان الصليبي والصهيوني الذي يملك قوة مادية متغطرسة لا كِفاء لنا في مواجهته ، وهذا الطغيان زاحف على الشعوب بالضغوط العملية والتهديد القولي ، وأدبيات وخطابات هذه القوة منذ سقوط الشيوعية مُصَرِّحة بأن الحرب الآن مع الإسلام ، والمملكة بالله ثم بتاريخ شعبها وقيادتها معقل الإسلام ؛ وإذن فدعوة كل مسلم مصلح وطني غيور أن يكون تَوقِّي خطر هذا الزحف ذي الضغوط والتهديد بالتالي :
أ ــ مراعاة هويتنا ؛ إذْ أننا لا نستطيع أن نكون غير مسلمين ، ولا أن نأخذ ببعض الدين ونترك بعضه ؛ لأن الله سبحانه أخرج من الملَّة من آمن ببعض وكفر ببعض.
ب ــ مراعاة حرية جماهير الشعب ، فما يفرض على سواد الشعب ، وعلى أهل الكفاءة من العلماء في تخصصهم والأعيان خلاف الديمقراطية التي هي منطق الزحف الإكراهي للقوة الغاشمة .. وهذه المراعاة تعني أن الأمة لا تزال بخير بادية وحاضرة ، وأن هذا الإكراه يخلخل أمن الأمة وأمن البشرية .
جـ ــ تنظيم خطابات الحرية والمساواة والعدالة بلجان يُبَتُّ في عناصرها وأدَّبيَّاتها من العلماء الذين اختارهم ولي الأمر ، ومن العلماء الذين يرشحهم أهل الخير لولي الأمر ؛ لأن الاحتجاج لدعوة الاختلاط كان بتزوير على حملة الشرع ، وبتدليس يُحْضِر مُـنْحلَّاً ذي لحية كثيفة ، وهو معروف تطرُّفُه ومستوى علمه الشرعي ؛ فهو لا يمثل علماء الشريعة الذين اختارهم ولاة الأمر، ولا يمثل عامتهم ، ولا يملك التعبير عن الشرع باجتهاد فردي لو فرض أنه نزيه .. ويُضم لهؤلاء الممثلون للبادية والحاضرة من المعروفين بحصافة التدبير والورع ، ويُضَمَّ إليهم من تمس إليه الحاجة في التخصصات العلمية الأخرى ، فيتيحون لولاة الأمر ممارسة عصرية لا محذور فيها ، ويفتحون المجال لإعلان صوت الجماهير التي لا ترضى بغير شرع الله بديلاً ، وأن ولاة الأمر أمينون مع ذلك تديناً ومراعاة لمصلحة الأمة وتحقيقاً للحريات المشروعة.. ويتيحون لولاة الأمر استخدام قناعة جماهير الأمة ( ولا سيما المتدينون الورعون من العلماء ) بمنهج يرسم جوانب المعادلة بين المصالح والمفاسد في الدعوة إلى الله في الخارج أو الداخل ، ويتيحون لولاة الأمر صوتاً إعلامياً يُـحاور التضليل الإعلامي الإكراهي ببيان معنى الحرية والمساواة والعدالة والإكراه والسلبية بمنطقٍ أعماقُه من الدين والعقل ومشاعر الجماهير .. ويتيحون الإرشاد العاقل من عناصر ذات علم وورع تختارهم الدولة ، وتجعل لهم مباشرة مهمتهم تحت الرقابة ، وإذا احتاجوا الدعم كان ذلك من واجب الدولة والمجتمع .. ويتيحون لولاة الأمر الرؤية الجهورية لحرية قلة ممن يرحبون بمطلق الحرية ، ولكنهم كثرة في الرؤية الخارجية ؛ لأنهم وحدهم المسموح لهم في الصحافة ، وجماهير أهل الخير محجوبون أو يظهرون على استحياء .. ونضرب المثال لذلك بمعالي الشيخ الدكتور صالح اللحيدان ــ وهو من كبار العلماء الذين اختارتهم الدولة ، ورضيهم الجمهور ــ أبدى تساؤلاً عن هدف الدعوة إلى الاختلاط الطارئة ؛ فثار عليه صحفي سعودي طفل يهزِّؤه في جريدة الوطن بحجة حرية التعبير ؛ وإنما يملك نقاشه العلماء مثله الذين يتكلمون بفكر وتخصُّصٍ وقد يختلفون في مسائل ويحتد بعضهم على بعض ، وكلهم قاصد إلى الحق والخير من تقديم مراد الله سبحانه في شرعه .. ولسنا ندعو إلى سيرة البدعيين الذين يدَّعون العصمة لمشايخهم ، ويجعلونهم آيات بينات وأغواثاً وأقطاباً وأوتاداً ، ويجعلونهم المدبِّرين لشؤون السياسة ، وإنما ندعو إلى مقتضى الدين بتقدير كبير السن أولا ، ومحبة علماء الشريعة الربانيين وتوقيرهم ؛ فأي قيمة لأمة يُهان علماؤها أو بعض ولاة أمرها؟.. إن الأمة تغار لولاة أمرها من الحكام ، وتغار لولاة أمرها من العلماء.. وأسوأ ما مر بواقعنا مباركة نساء فرنسيات يحضرن ندواتنا ، وينقلن فتياتنا من هويتهن السعيدة باسم تعزيز الثقافة الحقوقية والقانونية .. إلخ ؛ وبهذا يكون قدوتنا الفرنسيات المتبرجات والقانون الوضعي؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وعسى أن لا يكون قرب وقت العزلة في شعاف الجبال .
وأشد غبنٍ ينال أمَّتنا أن نتلقَّف بحماسٍ ما لفظه الآخرون الذين سرق منهم دينهم ([5]) ، وههنا نموذج من الخواجات ، ونموذج من عالمنا العربي الذي بلغ غاية الانحلال .. الانحلال الأول تأفَّف منه خواجي اسمه ( بوشاسن ) أَمَضَّه الحنينُ إلى شيئ ساد فباد من الظلال الهانئة للأسرة فقال : (( تعالين أيتها [الصواب أيها ] النساء اللطيفات والشَّبقات [ من صنوف الشبق الاغتلام ] .. ابتعدن منذ الآن عن أخطار اللذات المُزيَّفة .. عن تلك الأهواء المندفعة .. ابتعدن عن الخمول والرخاوة .. اتبعن أزواجكنَّ الشبان في البوادي وفي الأسفار .. تحدَّينهم في التسابق فوق الحشائش الليِّنة والمحاطة [ الصواب بدون واو عطف ] بالورود.. عدن إلى باريس ، وقدِّمن لأزواجكن المَثل [ أي المثل النافع الذي يُقتدى به ] في أعمال المنزل التي تناسب جنسكن .. أحببن تربية أبنائكن ؛ فستعرفن كم هذا الأمر ممتع فوق كل المُـتَع ؟!.. إن الطبيعة [ بل الله سبحانه ] وهبتكن السعادة .. ستشِخن بطيئاً عندما تكون حياتكن خالصة))؛ فهذا ذو حِسٍّ إصلاحي تقزَّز من فراغ البيت ، ودناسة الأعراق ، وضياع الهُويَّات ، ونتن الدعارة ، ورخاوة المدينة ، والوحدة الخانقة للمتزوج والأعزب ؛ لمخالفة شرع الله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها ، ونقوم لهن بالكفاية بمقتضى القَوامة ، ويمنحننا السعادة أُنْساً في البيت ، وحِفظاً للطرف أن يتذبذب ذات اليمين وذات الشمال ، ونسعد معاً بالنسل منذ لُثغة الطفل في شبابنا نحن إلى حِياطتهم لنا بعد الله بالمرحمة والبذل في شيخوختنا.. إن (بوشاسن ) مدرك الثمار اللذيذة المغذِّية من شجرة الأسرة المباركة ؛ فمع الطهارة من الدنس يكون العطف الصادق ، والهُويَّة الخالصة ، ويتكوَّن من الأسرة الواحدة أُسَرٌ كثيرة يجمعها أب واحد ؛ فتوجد عاقلة في النوائب ، ويوجد التكافل الاجتماعي الذي يُقَدِّم ذوي القربى ، وتنمو نزعة المرحمة للجار والفقير والمبتلى ؛ وهكذا ينقاد نظام المجتمع كله ؛ فلا يسقط فيهم عاجز، ولا يستوحش بينهم مقطوعُ الشجرة ، ويرتفع شُحُّ الأنفس والأنانية، ويحل مكان ذوي تلك الصفات العَفِنةِ المذكورة آنفاً مَن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن ثَمَّ تَحُفُّ رحمةُ الله بالجميع .. ودعك من بضعة دولارات تدفعها الدول للعاجزين ؛ فهذه لا تكفي دواء ولا غذاء ولا سكناً .. ودعك من رَيْعِ التأمينات التي أنهكت الفرد مدى عمره ؛ فذلك الريع لا يمنحه نعمة الأسرة والمجتمع المتكافل ، ولا يزيل عنه وحشة الوحدة وشبح العدمية اللازم الملازِم . . والنموذج الثاني أنني رأيت بأم عيني في أطراف بعض البلدان العربية الإسلامية باديةً في حِرفتهم وهم حاضرة في زِيِّهم فرَّوا بنسائهم ودينهم إلى البر يرعون أنعامهم، ويحرثون الأرض من المطر والآبار ، وقناعتهم بنظافة اللباس لا تزويقاته المدنيَّة، وفرشهم وأوانيهم من الخوص وصناعة الجذوع والخشب ، وأصواف الأنعام وأوبارها وجلودها، ويُعلِّمون بنيهم وبناتهم ما نتعلَّمه لدى أصحاب الكتاتيب ، ويتهجَّون القرآن حتى يمهروا في تلاوته ، وهم من جهة الرزق أسعد حالاً مِن أهل المدن ، وأكثر تحمُّلاً للشدائد .. فعلوا ذلك لأنهم بُلوا بأكفر وأظلم قانون في البلاد الإسلامية يسلب من الأبوين قَوامتهما على ذريتهما.. وعندهم شيئ قليل من البدع التي بُلي بها أهل القبلة ، ولا يعدمون بعض أنصاف من العلماء يهدونهم إلى الحق بالتدريج، ومع هذا فهم مصدر ثروة للقُطر ؛ فعسى أن يكونوا من الذين قال فيهم رسول الله ^ : ( فطوبى للغرباء ) .. والله المستعان .


وكتبه لكم :
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ــ عفا الله عنه ــ

ــــــــــــــــــــــــــــ


([1]) ـ قال أبو عبدالرحمن : بعضهم يكتبها هكذا ( سوءات ) ، والأصل أن الهمزة فوق الألف ، وتُمدُّ أفقياً لتدل على الهمزة والمدة معاً .

([2]) ـ وانظر صحيح ابن خزيمة 3/298 ـ 299 ، وفضائل الأوقات للبيهقي ص 515 ــ 519 ، والسراج الوهاج لصديق خان 4 / 143 ــ 144 رحمهم الله تعالى .

([3]) ـ التمهيد 15/96 .

([4]) ـ انظر كتابه ( فتح المُلْهِم بشرح صحيح مسلم ) 5/323

([5]) ـ قال أبو عبدالرحمن : كتب أخي الدكتور علي بن محمد التويجري بجريدة الجزيرة العدد 13978 في 1/2/1432 هـ ص 3 كلمة بعنوان ( المؤرخ الأمريكي بول كنيدي يرى أن تعود المرأة المرأة الأمريكية إلى بيتها ) ، وهكذا نَقَلَ رأي جورباتشوف في كتابه المطبوع بالعربية بعنوان : إعادة البناء ( البيروستريكا ) ، وكلامهما صريح لا يقبل التأويل ، وهو يدَّخر معارف المرأة التي تنالها في مراحل الدراسة لإنشاء أجيال من الأسرة لا يقدر على إنشائها بإذن الله إلا ربة منزل ، وعمارة هذه الأسرة هي ينبوع سعادة المجتمع وسلامته من بوائق الوحدة والعزلة والجنون والقلق والأنانية والانتحار ؛ فإذا كان قومنا كلفون بتقليد أعداء ملتهم فليرصدوا تجارِبَهم وأقوال عقلائهم .. ويبقى بعد ذلك للأرملة وَمَقْطوعة الصيحة ومن في حكمها القيامُ بأعمال ضرورية في غير نطاق بناء الأسرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو يوسف
عضـــو
عضـــو



عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟!   المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟! Icon_minitime1الثلاثاء يناير 11, 2011 10:27 am

موضوع في غاية الروعة

فعلا مابقاش حد يهتم بالقيام باصول دينه الا ما رحم ربي

شكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المولد والاختلاط يافضيلة المفتي ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المولد والاسرة
» ترجمة شبه ضافية لابن حزم الظاهرى من المولد حتى الوفاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم العلامة ابن عقيل الظاهرى-
انتقل الى: