هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 مع ابن قيم الجوزية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

مع ابن قيم الجوزية Empty
مُساهمةموضوع: مع ابن قيم الجوزية   مع ابن قيم الجوزية Icon_minitime1الأحد مايو 24, 2020 12:59 am

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ في كتابه النفيس " الفنون الصغرى " (ص 242 ـ 243 ) :

" ابن قيم الجوزية إمام من أئمة المسلمين لا ريب في ذلك ، ويزيده حباً لدى علمائنا في شعبنا أنه حنبلي المذهب ، ومن المتتلمذين لشيخ الإسلام ابن تيمية الناشرين لعلمه ، الباسطين له بأبسط أسلوب بل بأسلوب أمتع من أسلوب شيخه .

وهو إلى ذلك من رجال السلف في الاسماء والصفات والسمعيات ، ومحاربة الخرافة والدجل كل هذا لا ريب فيه ، ولكنه بشر يصيب ويخطىء والعصمة ليست لغير الانبياء المتلقين للوحي ولهذا فيرد من قوله الكثير رغم الإعجاب به وبعلمه .

ومما يرد من قوله مذهبه في فناء النار بكتابه ( حادي الأرواح ) وهو مذهب شاذ مفارق لإجماع المسلمين يعتمد على الحديث الضعيف ويحكم العقل البشري المسكين ، وهو بذلك ناصر لمذهب شيخه ابن تيمية .

ومما يرد من قوله تعسفه وتكلفه في تسويغ حماقات الهروي صاحب كتاب منازل السائرين عندما يحوم حول الاتحاد والحلول وهما مذهبان غبيان كافران ، وعندما يتكلف في استعراض رياء الصوفية وتظاهرهم بالشهقات والقشعريرة من خوف الله ( زعموا ) ويحولها إلى عبادات وصفاء روحي ونحن نعرفهم عن كثب لم يمتحوا من السنة بذنوب ولم يتأسوا بسلف صالح كجيل الصحابة رضي الله عنهم وجيل أحمد بن حنبل ومن تبعهم بإحسان ، وإنما كانوا قوماً يواصلون الصيام البدعي ويعتكفون في المقابر والخربات ويهومون بأوراد وضعية وطلسمات ممجوجة ، وربما انتهجوا منهج صاحب كتاب ( شمس المعارف الكبرى ) فتجلت لهم الأرواح الأرضية وأملت عليهم السخام ، فأحدهم يدعي أنه يسمع ملائكة العرش والآخر كالمأفون محيي الدين بن عربي يزعم أن الرحمن تجلى له ، وأن الرسول صافحه ، وأنهما أمليا عليه أحكاماً توصي بنسخ الشريعة ، وهؤلاء حقهم أن تطهر منهم صحائف المسلمين ولا تلتمس التسويغ لكفرهم الغبي ولهذا قلنا : يرد الكثير الكثير مما ورد في مدارك السالكين لا سيما ما انكره سلفنا عن إدراك السوي ( الغير ) .

ومما يرد من كلامه إذا تفرد لنصر مسألة شاذة منتصفاً لمذهبه أو شيخه فإننا في هذه الحالة نأنس بآراء ابن حجر العسقلاني في وزن الأدلة ؛ لأنه أعلم منه بالحديث .

ومما يرد من قوله تسرعه في نقل مذاهب الآخرين كتسرعه في نقل مذهب شاذ عن الإمام أبي محمد بن حزم في مسألة القرآن ( كلام الله ) .

وابن حزم برىء من هذا المذهب وليس في كتبه شيء من ذلك ، ومذهبه خلاف ما نقل عنه ، ومع الأسف أن من جاؤا بعد ابن القيم منذ القرن الثامن حتى عهد الأستاذ محمد خليل هراس كلهم تابعوه في الوهم .

ومما يرد من قوله تتبعه لكلام ابن حزم يغلطه حتى لكأنه الإمام ، وكأن ابن حزم من صغار تلاميذه .

والواقع أنه فيما خطأ فيه ابن حزم عالة عليه في مناهج الاستدلال والجدل ، أما ما صوب به ابن حزم فهو عالة عليه فيه استدلالاً ومنهجاً وتفريعاً وجمعاً للأدلة .

غفر الله لي ولأبي محمد بن حزم ولا بن قيم الجوزية ولسائر أئمة المسلمين والله المستعان " أ.هـ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

مع ابن قيم الجوزية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع ابن قيم الجوزية   مع ابن قيم الجوزية Icon_minitime1الأحد مايو 24, 2020 2:01 am

قال عبدالعزيز : قال ابن حزم في " الفصل " (3/ 7) : ثم نقول إن قولنا القرآن وقولنا كلام الله لفظ مشترك يعبر به عن خمسة أشياء :
1ـ الصوت المسموع .
2ـ الملفوظ به ، أو ( المنطوق ) .
3ـ المصحف .
4ـ المستقر في الصدور .
5ـ القرآن هو كلام الله ، وهو علمه ...
ثم قال بعد سرد الأدلة على ذلك : فهذه خمسة معان يعبر عن كل معنى منها بأنه قرآن وأنه كلام الله ويخبر عن كل واحد منها إخباراً صحيحاً بأنه القرآن وأنه كلام الله تعالى بنصّ القرآن والسنة اللذين أجمع عليهما جميع الأمة .
ثم قرر أن الصوت فهو هواء مندفع من الحلق والصدر والحنك واللسان والأسنان والشفتين إلى آذان السامعين وهو حروف الهجاء والهواء والورق والمداد كل ذلك مخلوق .
ثم قال ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق لم يجز البتة لأحد أن يقول أن القرآن مخلوق ولا أن يقول أن كلام الله مخلوق ، لأن قائل هذا كاذب إذ أوقع صفة الخلق على ما لا يقع عليه مما يقع عليه اسم قرآن واسم كلام الله ... ألخ
قال عبدالعزيز : ثم جاء الإمام ابن قيم الجوزية في " النونية " فقال :
وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما ... للناس قرآن ولا إثنان
بل أربع كل يسمى بالقرآن ... وذلك قول بين البطلان
هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يدعى المصحف العثماني
والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاث خليفة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كل يبعبر عنه بالقرآن
وأظنه قد رام شيئاً لم يجد ... عنه عبارة ناطق ببيان
إن المعين ذو مراتب أربع ... عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم اللفظ ثم ... الرسم حين تخطه ببنان
وعلى الجميع الاسم يطلق لكن ... الأولى به الموجود في الأعيان
قال عبدالعزيز : أراد الإمام ابن حزم بقوله : ( منها أربعة مخلوقة ) رتب الوجود لما يسمى قرأناً ، يوضح ذلك ما جاء عنه في كتاب " الدُّرة " (255 ـ 256) :
" والقرآن كلامُ الله ، ( عز وجل ) ، وهو علم الله تعالى ( 2) ، غير مخلوق ، ويُعبر بالقرآن ، وبكلام الله ـ تعالى ـ عن خمسة مُسميات : يُعَبَّر بذلك عن علم الله ، عز وجل ، وعن المسموع في المحاريب . قال تعالى: ( حتى يسمعَ كلامَ اللهِ ) . وعن المحفوظ في الصدور ، قال تعالى : ( بل هو آيات بيناتٌ في صدور الذين أوتُوا العلم ) . وعن المكتوب في المصحف ، قال تعالى : ( بل هُوَ قرآنٌ مجيد . في لوحٍ محفوظ ) . وقال تعالى : ( فمن شاءَ ذكره . في صُحُفٍ مُكرَّمَةٍ . مرفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بأيدي سَفَرَةٍ كرامٍ بَرَرةً ) .ونهى ـ عليه السلام ـ " أن يُسافر بالقرآن إلى أرض الحرب " . وعن المعاني المفهومة من التلاوة . فكُلُّ هذه الأربعة إذا أُفْرِدت ، وعُبِّرَ عنها بالصوت ، والخط ( وعلمنا ) ، والمسميات ـ حاشى الله ( تعالى ) ـ فكُلُّ ذلك مخلوقٌ ، وإذا عُبِّر به عن علم الله ، عز وجل ، فهو غيرُ مخلوق ، وإذا أُطلق جملةً فهو غير مخلوقٍ ، لأنه يُعَبَّرُ به عن علم الله ، عز وجل ... " .
وقال في " المحلى" ( 2 / 77) مسألة ( 58 ) :
" والقرآن كلام الله تعالى وعلمه غير مخلوق . قال الله عز وجل ( ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم ) ، فأخبر عز وجل أن كلامه هو علمه تعالى لم يزل غير مخلوق " .
وقال في مسألة ( 59 ) :
" وهو المكتوب في المصاحف والمسموع من القارىء والمحفوظ في الصدور ، والذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم : كل ذلك كتاب الله تعالى وكلامه القرآن حقيقة لا مجازا ، من قال في شيء من هذا أنه ليس هو القرآن فقد كفر ، لخلافه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل الإسلام " .
وقال في " المحلى " ( 2 / 37 ) رقم ( 21 ) :
" وأن القرآن الذي في المصاحف بأيدي المسلمين شرقا وغربا فما بين ذلك من أول أم القرآن إلى آخر المعوذتين كلام الله عز وجل ووحيه أنزله على قلب نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - من كفر بحرف منه فهو كافر " .
قال عبدالعزيز : فالقول المنسوب إلى الإمام ابن حزم في مسألة القرآن ليس ( بصحيح ) انظر حول هذه المسألة ما سطره في كتابه الموسوم ب " الأصول والفروع " (2/ 394ـ 400) ، قال شيخ الإسلام ابن نيمية في " نقض المنطق " (ص 17ـ 18) : ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك .
قال عبدالعزيز : ورتب الوجود أربعة : وجود عيني ووجود ذهني ووجود لفظي ووجود رسمي . وقد فصل القول فيها الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه الجليل " الصواعق المرسلة " .
وقد نبه إلى هذا الخطأ المنسوب للإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ فقال :
" وأرفض سفاهة ابن قيم الجوزية رحمه الله في حق الإمام ابن حزم - مخالفاً شيخه الإمام ابن تيمية رحمهم الله تعالى - في قوله:
والشيء شيء واحد لا أربع

فدهى ابن حزم قلة العرفان

وقوَّل الإمام ابنَ حزم ما لم يقل، وابن قيم الجوزية حاوٍ لبعض اختلاف العلماء لا يصل إلى درجة الإمام المجتهد بإطلاق، ولا إلى درجة الإمام ابن حزم - وهو مجتهد بإطلاق - مهما كان عنده من هفوات، وكلمة (دهى)، والوصف بالجهل (قلة العرفان) تزكية للنفس، وظلم لإمام من أئمة المسلمين.. وهنا ظلم آخر، وهو أنه قوَّله ما لم يقل؛ فلم يَدَّع الإمام ابن حزم أن القرآن أربعة أشياء، وإنما ذكر رُتب قرآن واحد في الوجود فرَّعها المتكلمون؛ فبيَّن حكم كل رتبة قال رحمه الله تعالى في الفصل 2/41: ((فهذه خمسة معانٍ يُعبَّر عن كل معنى منها بأنه قرآن، وبأنه كلام الله تعالى، ويُخبر عن كل واحد منها أخباراً صحيحة بأنه قرآن، وبأنه كلام الله تعالى بنص القرآن والسنة اللذين أجمع عليهما جميع الأمة.. وأما الصَّوْت فهو هواء يندفع من الحلق والصدر والحنك واللسان والأسنان والشفتين إلى آذان السامع، وهو حروف الهجاء، والهواء وحروف الهجاء كلُّ ذلك مخلوق بلا خلاف)).. وانظر ص 39 - 41. " (2) أ . هـ .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لا شك أن القرآن الكريم من علم الله ، كما أخبر الله عن ذلك بقوله : ( ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ) ، وقوله : ( فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم ) ، ففي الآيات دليل على أن الذي جاء به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من العلم هو القرآن المنزل من عند الله تبارك وتعالى .

(2) ضمن مقال نشر في جريدة الجزيرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

مع ابن قيم الجوزية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع ابن قيم الجوزية   مع ابن قيم الجوزية Icon_minitime1الأحد مايو 24, 2020 2:04 am

هل الهَوي اسم من أسماء الله الحسنى ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ في كتابه " من أحكام الديانة " (1 / 508 ـ 512 ) :

" ونبه ابن قيم الجوزية على خطأ شنيع لأبي محمد فقال : " وهاهنا أمر يجب التنبيه عليه غلط فيه أبو محمد بن حزم أقبح غلط ، فذكر في أسماء الرب تعالى الهوى بفتح الهاء ، واحتج بما في الصحيح من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده : " سبحان ربي الأعلى " الهوي .

فظن أبو محمد أن الهوى صفة للرب ، وهذا من غلطه رحمه الله ، وإنما الهوي على وزن فعيل اسم لقطعة من الليل يقال : مضى هوي من الليل على وزن فعيل ، ومضى هزيع منه : أي : طرف وجانب .

وكان يقول " سبحان ربي الأعلى " في قطعة من الليل وجانب منه . وقد صرحت بذلك في اللفظ الآخر ، فقالت : كان يقول " سبحان ربي الهوي من الليل " (1) .

قال أبو عبدالرحمن : لم أجد ابن حزم ذكر الهويَّ في أسماء الله ضمن كتبه الموجودة كالمحلى والفصل والأصول .

ولعل ابن حزم ينقل مذهب غيره في مؤلف له خاص عن الأسماء أو فصل ، فإن هذه المسألة قديمة جدّاً قبل ابن حزم بقرون .

قال القرطبي في كتابه عن صفات الله ( ولا يزال الكتاب مخطوطاً ) : ومنها الهوي جل جلاله وتقدست أسماؤه ... قال الإقليشي : ومن أغرب ماورد في صفات الله تعالى ما ذكر أبونعيم صاحب ابن المبارك في تفسير الأسماء له ، فإنه قال في الحديث الذي يروى عن ربيعة بن كعب الأسلمي : أنه قال كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول : سبحان رب العالمين الهوي ثم يقول : سبحان الله ، والحمد لله الهوي .

قال أبو نعيم : يعني بالهوي الطويل الدائم ... ولا يجوز ولا يمكن في قوله " سبحان الله وبحمده الهوي " أن يصرف إلى وجه من الوجوه إلا إن يكون صفة لله .. وطوَّل الكلام عليه ، وجعله صفة لله تعالى .

قال : وزعم ابن المبارك أن الهوي الدائم الطويل .

قال الإقليشي : وهذا الذي قاله فيه صحيح ، وإنما دخل عليه اللبس من طريق أنه رأى الحديث مختصراً على هذا الوجه فأشكل عليه الأمر .

وعلى هذا النحو خرَّجه ابن أبي شيبة في مسنده عن ربيعة بن كعب أنه كان يبيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يسمع رسول الله صلى عليه وسلم يقول من الليل سبحان رب العالمين الهوي سبحان الله وبحمده ..فلما أشكل عليه الحديث جعل الهوي صفة لله تعالى ، ثم جاء بأمر أبعد من الأول حيث فسره بالطويل الدائم .. والطويل لا يصح أن يوصف الله تعالى به ، وما ذكره عن ابن المبارك من تفسير الهوي بالطويل فلم يرد أن الهوي صفة لله تعالى .

وبيان هذا كله في الحديث الذي خرجه الترمذي في مصنفه عن ربيعة بن كعب الأسلمي .. قال : كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأعطيه وضوءه فأسمعه الهوي من الليل يقول : سمع الله لمن حمده .. وأسمعه الهوي من الليل يقول : الحمد لله رب العالمين .. فهذا الحديث مصرح بأن الهوي ليس بصفة لله تعالى ، وإنما هو من وصف الليل في هذا الحديث .

وقد ذكره عبدالرزاق في مصنفه ، وفسر الحديث عن بعض السلف ، قلت له : مالهوي ؟ .

قال : يدعو ساعة .

وهذا التفسير أيضاً ليس بصحيح لأن الهوي ليس هو الدعاء ، وإنما معنى الحديث إذا روي بفتح الهاء : فأسمعه الهَويَّ من الليل أي إذا هوى الليل ، وذهب أكثره ، وأخذ في النزول .

وهذا الوقت من الليل هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل " .

وإذا روي بضم الهاء فأسمعه الهُويَّ من الليل فمعناه : إذا هوى الليل وارتفع .

وهذا الوقت هو المراد بما ورد أيضاً في الحديث : " ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل .

وشاهد ما ذكرناه من اللغة أن العرب تقول : هوى يهوي هَوياً بفتح الهاء إذا سقط ، وهوى يهوي هُوياً إذا صعد .

فالهوي واقع على وقت من الليل إما قبل أن يذهب نصفه إذا ضممت الهاء ، وإما بعد أن يذهب نصفه إذا فتحت الهاء .

ومراد الراوي أنه كان يسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يصلي ، فربما كان يسمعه في النصف الأول ، وربما كان يسمعه في النصف الآخر .

وتفسير ابن المبارك الهوي بالطويل إنما أراد به طول قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوامه .

وأخذه من الحديث " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً " .

والذي ذكره عبدالرزاق من تفسير الهوي بالدعاء إنما أخبر عن الأمر الواقع من النبي صلى الله عليه وسلم في وقت من الليل ، فلم يحرر أبو نعيم النظر ، وحمل الهوي على أنه صفة لله سبحانه وأنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام الراوي .

قال أبو عبدالرحمن : لا وجه لتسمية الله بالهوي بلا ريب ، والمعنى التبس لا ختصار الحديث إلا أن ذلك ليس من قبل ابن حزم ، وإنما من قول قيل قبل أن يولد ابن حزم ، ولو علم ابن القيم ـ رحمه الله ـ قائل ذلك من السلف ما نسب الشناعة إلى ابن حزم والله المستعان " أ .ه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(1) التبيان في أقسام القرآن ص 153 ـ 145 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

مع ابن قيم الجوزية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع ابن قيم الجوزية   مع ابن قيم الجوزية Icon_minitime1الأحد مايو 24, 2020 2:10 am

سؤال : هل الدهر اسم من أسماء الله الحسنى ؟
الجواب : الدهر ليس من أسماء الله الحسنى ... أما قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي لا تسبوا الليل والنهار والزمان فإن الله هو الدهر؛ يعني: مصرف الدهر ومقلب الدهر؛ لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضا؛ لأن في الحديث الآخر: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر يقلب ليله ونهاره .
فالمراد بإن الله هوالدهر؛ يعني يصرف الدهر، وخالق الدهر، ومقلب الليل والنهار، فالدهر هو الزمان والليل والنهار، فالله هو خالقه .
قال الحافظ ابن كثير - عند قول الله تعالى : { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية / 24 ] - :
" قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال .
وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد . والله أعلم " أ. هـــ . ( انظر : تفسير ابن كثير : 4/ 194) .
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ :
" الدهر‏"‏ ليس من أسماء الله تعالى، لأنه اسم جامد، لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى، ولأنه اسم للوقت والزمن، قال الله تعالى، عن منكري البعث‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ‏}‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 24‏]‏ يريدون مرور الليالي والأيام‏.
فأما قوله، صلى الله عليه وسلم،‏:‏ قال الله ـ عز وجل ـ‏:‏ ‏(‏يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار‏)‏‏.‏ فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى وذلك أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث لا يريدون الله تعالى، فيكون معنى قوله‏:‏ ‏(‏وأنا الدهر‏)‏ ما فسره بقوله‏:‏ ‏(‏بيدي الأمر أقلب الليل والنهار‏)‏، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلب ‏(‏بكسر اللام‏)‏ هو المقلب ‏(‏بفتحها‏)‏، وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله تعالى‏ " أ.هــ .
قال أبو عبدالرحمن الحنوط: وقد عد الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ الدهر من أسماء الله الحسنى في كتابه " المحلى" (8/ 31) وهوالاسم الأخير المذكور هناك ولعل ذلك وهم منه أو وهم من الناسخ بدلالة أن الإمام لم يستشهد على ذلك بحديث كحديث : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ... ويؤكد كلامي هذا ماجاء عن الإمام في كتابه " جامع الإيصال " مسألة (314) قوله :
" وسب الدهر تغيظاً على مقادير الله : حمق ومعصية ، ولا فعل للدهر ، وإنما الفعل لرب الدهر وخالقه ، والدهر إنما هو مدة بقاء العالم فقط " أ.هـــ .
قال الإمام في " المحلى " (1/ 7) : " وكل مكان مربوباً فهو مخلوق " فهذا الكلام النفيس يؤكد أن الدهر ليس اسماً من أسماء الله .
قال عبدالعزيز : أما نسبة القول لبعض أهل الظاهر أنهم يقولون أن الدهر اسم من أسماء الله فهذا يحتاج دليل من قائله وإلا فهي دعوى عارية من البرهان ، وينبغي تسمية من يقول بذلك كي نتعرف عليهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع ابن قيم الجوزية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم الشيخ عبدالعزيز الحنوط-
انتقل الى: