هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 لحن مطول من الشعر العامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

لحن مطول من الشعر العامي  Empty
مُساهمةموضوع: لحن مطول من الشعر العامي    لحن مطول من الشعر العامي  Icon_minitime1الخميس مارس 10, 2011 2:24 pm

من الألحان العذبة ذات الأوزان الطويلة شعر للمولَّد، ولا أعرف عنه شيئاً، وقيل إنه هذلي ولاءً.. كتبتُ القصيدة وسمعتها لحناً من الشاعر محمد بن شلاح المطيري رحمه الله تعالى، ومن الشاعر أحمد الناصر متَّع الله به، والوزن للشطر الواحد: /5//5/5 //5/5 /5//5 /5/5//5 /5//5/5 /5//5/5 5
فاعلاتن - فعولن - فاعلن - مستفعلن - فاعلاتن - فاعلاتن.
وليس بِعسيرٍ ضبط اللحن والوزن مع هذا الطول؛ لأن لهم في الشطر الواحد وقفات بِسببها يقصر الوزن ويظهر اللحن؛ فينضبطان، وهذا نص القصيدة:
المولَّدْ بدا زينَ اللحنْ واليا انشرح خاطره
لازم يحوفه
قال أبو عبدالرحمن: يأتي اللحن بمدِّ المولد هكذا (المولاد)، ويقف المغنِّي عند آخر (اللحنْ)، وعند آخر خاطره، وبهذا تعرف الوقفات في بقية الأبيات.
بعـدْ صـلَّى العشا الثانــي وسلــم ثــم اخـــذ له
من الغليون جرة
قال أبو عبدالرحمن: صلاة الليل الثانية بعد المغرب (صلاة العتمة) يسمونها (الأخير)، وهي في الفصحى صلاة العشاء، وقيدتها العامة بالثاني تمييزاً لها عن المغرب، والتواعُد بعدها لسمر ودَعَوة يؤقَّت بقولهم: (بعد الأخير) .
كنتَ اريدَ الهوى واهلْ الهوى وانشدْ عن اهل الهوى
واضرب عطوفه
والعشية طويته مثل ما تِطْوَى الحبال المروس
مع المجرة
قال أبو عبدالرحمن: المروس الأمراس كما قال ابن فارس رحمه الله تعالى: (الحبل؛ سُمِّي لتمرُّس قواه بعضها ببعض)، وأصل المادة عنده مضامة شيء لشيء بشدة وقوة.. يعني أن المضامة بشدة ينتج عنها قوة؛ فيُختار للمضامة ما كان قوياً، ثم يزداد قوة بالمضامة.. وجاء البيت برواية (المحوص).. أي محاص جمع مَحِص بكسر الحاء، وهو عربي فصيح مشتق من تخليص الشيء مما يعيبه.. قال الزَّبيدي رحمه الله تعالى: «وحبل مَحِصٌ ككتفٍ أُجيد فتلُه حتى ذهب زِئْبره ولان، وقد مَحَصه مَحْصاً، وكذلك المَلِصُ».. ويقال: (وترٌ مَحِصٌ) إذا مُحِصَ بِمُشاقَةٍ حتى ذهب زِئبره.. قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي:
بها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى
إذا مُطْيَ جَنَّ بوَرْكٍ حُدَالِ
وقد يقال: (حبلٌ مَحْصٌ) بالفتح، وكذلك زمامٌ مَحْصٌ في ضرورة الشعر كما قال:
ومَحْصٍ كسَاقٍ السَّوذقاني نازعَتْ
بكفِّيَ جَشَّاء البُغام خفوقُ
أراد ومَحِصٍ؛ فخَفَّفه، وهو الزَّمامُ الشديد الفتل، وفرسٌ مَحْصٌ بالفتح ومُمَحَّصٌ كمُعَظَّمٍ شديدُ الخلق.. ذكرهما أبو عبيدة في صفات الخيل؛ فقال: (أما المُمَحَّصُ فالشديد الخلق، والأنثى مُمَحَّصة)، وأنشد:
مُمَحَّصُ الخَلْق وَأَى فُرَافِصَهْ
كُلُّ شديدٍ أسْرُهُ مُصَامِصَهْ
قال: «المُمَحَّصُ والفُرافِصَةُ سواء».. قال: «والمَحْصُ بمنزلة المُمَحَّصِ، والجمع مِحَاصٌ ومِحاصَاتٌ وأنشد:
مَحْصُ الشُّوَى معصوبَةٌ قَوَائمُهْ»
قال: «ومعنى مَحْصُ الشَّوى قليل اللحم إذا قلتَ مَحصَ كذا، وأنشد:
مَحْصُ المُعَذَّرِ أشرَفَتْ حَجَباتُهُ
ينضو السَّوابقَ زاهقٌ قَرِدُ»
قال أبو عبدالرحمن: يعني عندما تكون منثالة في بئر أو غيره؛ فتجرها لتطويها، ثم قال المولَّد:
راحت ايامنا واقفت كما زول غدا واندرق
ما زدت اشوفه
قال أبو عبدالرحمن: الزول لعموم الشبح، ولخصوص الإنسان إذا رأيته عن بُعْد ولم تحقِّق قسماته، ولم تعرفه إن كان من معارفك، وهي من استعمال العامة، ولكنها فصيحة بالمجاز العربي، وبيان ذلك أن الزول وصف من زال حتى صار اسماً لما لم تتحقَّقه بعد، ووجه المجاز أن ما تراه عن بُعدٍ سواء أكان متحركاً أم راكداً يزول تحقيقه عن بصرك كلما أوشكت على تمييزه.. وجاء في اللغة (رأيت شبحاً ثم زال)؛ فهذا على المعنى الحقيقي؛ لأن الشبح نفسَه هو الذي زال.. وفي السودان الزول الرجل، وهذا عربي فصيح، وله وجه من المجاز آخر، وهو أن الظريف والفطن يتفنن بما يتعاقب من ظرفه وفطنته، وفي التعاقب معنى الزوال؛ فوصفوا الفطن واللبيب بالزول، ووصفوا الشجاع بالزول؛ لأن الفرسان يتزايلون من شجاعته، وهكذا الجواد لتعاقب كرمه، وهكذا الرجل الخفيف لقابليته للتزايل مع الريح وفي الزِّحام، وفرج الرجل زول لأنه يظهر بالإنعاظ ثم يزول ظهوره؛ فلكل هذه المعاني أطلقوا الزول على الرجل عموماً، وقالوا للمرأة: (زولة) إذا كانت بَرْزَة للرجال بحسنها وقوامها؛ فلا يزول نظرهم عنها، والوصيفة زولة إذا كانت نافذة في الرسائل يتعاقب إبداعها.. والبلاء والعجائب أزوال؛ لتعاقبهما.. يقال: هذا زول من الأزوال.. أي عجب من العجائب، وغدا بمعنى ضاع، وبمعنى مات، وفي بعض ضمائم التاريخ الخطي من بلدي شقراء قولهم: (غدا فلان) بمعنى مات.. والعادة أن الذهاب والمسير في الصباح (الغُدُوِّ)، ثم أخذوا الذهاب الذي فيه معنى فوات الشيء وضياعه من الذهاب غدواً، وهو معنى عامي.. واندرق تأكيد لغدا بمعنى ضاع، والعامة تقول عن خَتْل الصيد: (يَدْرُق الصيد)، ويقولون لمن طلع على القوم مفاجأة: (يَدْرُق علينا)، وكل هذه معانٍ عامية، وليست من مادة درق، وإنما هي من الرباعي الدردق وهو صغار الإبل، والأطفال لصغرهم.. قال الزبيدي رحمه الله تعالى: «والدردق كجعفر.. أفرد له صاحب اللسان ترجمة مستقلة، وأما الجوهريُّ والصاغانيُّ فقد ذكراه في تركيب (درق) هذا».. قال الجوهري: «الأطفال يقال: وِلدانٌ دَرْدَقٌ، ودرادقٌ» وأنشد الأعشى:
يَهَبُ الجِلَّةَ الجُراجِرَ كالبستان
(م م م م) تحنو لدَرْقٍ أطفال
وأنشد الصاغانيُّ له أيضاً:
ترى القوم فيها شارعين ودونهم
من القوم وِلْدانٌ من النسل دَرْدَقُ
وقال آخر:
أشكو إلى الله عيالاً دَرْدَقَا
مُقَرْقَمِينَ وعجوزاً سَمْلَقَا
وأنشد الأصمعي:
أنتَ سقيتَ الصِّبية العَيَامَى
الدَّردَقَ الحِسْكِلَةَ اليتامى
وربما قالوا: صغار الإبل دردق كما في الصحاح.. قلتُ: وشاهده قول الأعشى الذي أنشده أولاً، والدردق أيضاً الصغار من غيرها من كل شيء، كما قاله الأصمعي في كتاب الفَرْق، وهو منحوتٌ من (دقَّ) و(درَّ) وفي الدَّر معنى الخروج.. هذا هو المعنى الفصيح، ولخفاء الدقيق الذي يخرج على الصيد اشتقت العامة معنى درق، والخاتل لطيف الحركة، وهذا هو معنى الدقة، وتوسعوا بالدرق أيضاً للخيانة، ولذلك شاهد من شعر عبدالله الصبي من أهل شقراء؛ لأن الخيانة في العادة تكون عن خفاء كخفاء المخاتلة.. والرباعي عادة يكون منه في الأغلب اشتقاق بالنحت.. قال ابن فارس رحمه الله تعالى: «الادْرِنْفاق، وهو السير السريع، وهذا مما زيدت فيه الراء والنون؛ وإنما هو دفق، وأصله الاندفاع».
قال أبو عبدالرحمن: الراء ليست من حروف الزيادة، وإنما المعنى منحوت من الدَّرِّ والدفق.. زدت بمعنى عُدْت وصرت، وهي عامية المعنى.. جعلوا الصيرورة زيادة على المعتاد، ثم قال المولَّد:
ما بقا كود هَجْرة مترف الاقدام صغوى
يحسبها مقرة
قال أبو عبدالرحمن: بقابقي، وكود عامية استثنائية بمعنى غير.. التفتوا إلى الإيشاك من معنى (كاد) في مثل قولك (كاد يسقط) وهو لم يسقط؛ وإنما أوشك؛ فسقوطه حقيقة مستثنى، وغير المستثنى إيشاكه، وهَجرة بفتح الهاء، وهي للواحدة من الهجر، وهم يريدون مطلق الهجر، وصغوى بمعنى مائلة إلى غير محبوبته الأولى، ومقرة بمعنى مُستقرَّة.. أي تظن أن حبي لها مستقر لها، ثم قال المولَّد:
تايه الراي يَحْسِبْ ما خِلِق مثله ولا فالعرب
سِبِّر وصوفه
قال أبو عبدالرحمن: تايه الراي كناية عن سوء تدبيره باصطناعه الهجر.. فالعرب أصلها في العرب.. ويريد بمعنى التسبير أنه عُرفت أوصافه الجميلة بالسبر الذي هو التتبع له واستقصاء أوصافه، والعرب تُهين وتُقَبِّح وتَعيب بكلمة (مُسَبِّر الجارات).. أي الذي يتصيَّد غِرَّة جارته ليعرف أوصافها، ويلتمس حيلة لِوِصالها، ثم قال المولَّد:
ما درى ان العرب فيهم كماه وفيهم أحسن منه
عشرين مرة
قال أبو عبدالرحمن: كماه كهو، ومن معاضلات النحاة كك وككي وككما؛ وذلك بعيد عن الفصاحة، والبيتان الأخيران تَرفُّعٌ وأنَفٌ على المحبوبة، وهذا مذموم عند العرب، ويرون الصدق في التذلُّل للمحبوب، ويسمون الترفُّع عليه عشقاً أعجمياً.. ومعنى القصيدة أن الشاعر يذكر بداية توجُّده بعد صلاة العشاء على عادتهم في التوقيت للسمر، وعمارة ملعبة القلطة (الردِّ بين الشعراء)، وقد تكيَّف قبل التوجُّد ابتداءً بمزَّة (جرَّة) من غليون التبغ، وغليون العامة من ساق خروف مخروق لم يدخل عليه تحسين، وهو فخر عند مشايخ البادية عادة، وهو مسترذل عند الحاضرة إلا من كان ذا صلة ببعض الزعماء، ثم صار أكبر عيب وتحريم عند البادية بعد أن اتحدوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله على الجهاد، وكانوا يسمونه (الخِناز) أي قبيح الرائحة، و(المخزَى) العظيم خِزْيه تحريماً.. أراد التوجُّد واللحاق بأهل الوَجد (الهوى)؛ ليسلك سبيله الملتوية (واضرب عطوفه)، ولكنه أَنِفَ فطوى الحب من وجدانه كطيِّ الرشاء من البئر، وما ترك الحب إلا لأن محبوبته تدلَّلت عليه بالهجر فلا يكاد يراها (ما زدت اشوفه)؛ فبادله بهجر منبتٍّ ناقداً دلالَه بأن في البشر أجمل منه، وهذه المجازاة للحبيب قبيحة جداً.
وكتبها : أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
المجلة العربية : مجلة شهرية - العدد( 411 ) ربيع الثاني 1432هـ - أبريل 2011م
http://www.arabicmagazine.com/arabic...s.aspx?id=1046
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لحن مطول من الشعر العامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم العلامة ابن عقيل الظاهرى-
انتقل الى: