نعم يافندم...بالتوك!!!!

نعم يافندم...بالتوك...!!!

من خلال تجربة لازلت أعاصرها في برنامج البالتوك أقدم للقارئ ملخصاً عن رحلة خلال بعض السنوات التي أشعر أنها كافية بما فيه الكفاية؛ لأشارك العالم بأسره أسرار ما يجري من خلف الشاشات.
في بداية الأمر وكان هذا في (2005م) أتاني جهاز قديم تخلا عنه أخي الأكبر مني وهو من صنع شركة (LG) ، وتلك الشاشة التي كأنها تلفاز قديم تكسر الظهر بثقلها ووزنها.
قد بدأت أتعلم بنفسي ، وأتعرف على كل شي في هذا الجهاز ، وأتعرف عل كل هذه البرامج تعرفت على كل ما يمكنني أن أتعلمه وقد قمت بعملية الـــ (Format) أكثر من مرة لتهوري ؛وحبي للاستكشاف حتى كان والدي يتعهد أنه لن يصلحه مرة أخرى إن قمت بإفساده.
كنت مبرَّزاً بين أصدقاء الصف في إذاعة الطابور الصباحي أحاول أن أفعل ما ستطعت لأجد مقالة أتدرب عليها في البيت آآلاف المرات وأعيدها وأكررها ؛ حتى أضج أهلي وجيراني بصوتي.
كانت هذه بداية الطريق لأبحث وأطلع وآتي بلكمات-لاتستحق أن تسمى كلمات- ومقالات جديدة كان ولابد أن أدخل إلى الشبكة العالمية العنكبوتية (الإنترنت) لا يوجد في ذاك الوقت لدي سوى خط الهاتف الأرضي (Dial up) ، وأنا أكتب هذه الكلمات أتذكر تلك المعاناة التي كنت أعانيها لأضبط الإعدادات، وأتحايل على والدي ليسمحا لي بأخذ خط الهاتف إذ لم نكن نملك سوى ذلك (الكيبل) فإذا فصلته من جهاز الهاتف لم يستطع أحد أن يهاتفنا في المنزل.
بدأت أعد الكلمات وأبحث عن الأماكن التي أجد فيها المقالات – ذات الطابع الديني- إذ أنها هي التي تناسب أن تكون كلمة الصباح- مع توجهات معلم الفصل-، فكل مرة يدور فيها علينا الدور ليأتي وقت إذاعة شعبتنا يأتي إلي المعلم صاحب اللحية الطويلة والثوب القصير ، والشكل و الهنداب الجميل ليقترح علي موضوعا أتكلم عنه و أنا بدوري أنفذ هذا مادام يزيدني شعبية عند معلمي فالموضوع متعلق بالدرجات، والحضوة لدى ذلك المعلم الذي سيقيني يوماً ما لوم أهلي لي إذا لم آتي بدرجة جيدة ويساعدني.

خلال هذه الفترة بدأت أتصفح هذه الشبكة واستكشف ما فيها ومن يكتب فيها؛ لأتعلم كيف يسير هذا الفضاء الواسع من دون سلطان.
قرأت عن البالتوك فحملته ، وتعلمت من نفسي كيف أنشئ إسماً مستعاراً لي (Nick Name) ، وقد كنت صفراً في اللغة (الإنجليزية) لكني بدأت أتعلم وأترجم في برامج الترجمة.
دخلت إلى البرنامج فإذا هذه أقسام دول مختلفة؛ فقلت جيداً سأجد الكثرة الغالبة من الناطقين باللغة (الإنجليزية) وسأتعلم هذه اللغة و ألتقطها من أفواه الناطقين بها.
لكن لم أجد هذه الغالبية التي كنت أتصورها وتلك الكثرة الكاثرة؛ بل عكس هذا وجدت أن هناك الكثير من العرب والكثير من السعوديين.
بدأت أتجول مابين الأقسام فلازلت مستخدماً جديداً على أجواء البرنامج (New User)، ولا أعرف الكثير حول طريقة استخدامه، فدخلت إحدى هذه الغرف(Room) كما يسمونها كانت أول عقبة عليه اجتيازها هي ليست اللغة (الإنجليزية) فإني لن أحتاجها ؛ لأن كل الذين وجدتهم عرب في الغالب ، لكني سأحتاج أن أتعلم مصطلحات ليست موجودة في المقررات التعليمية وليست على التلفاز.
كانا منها بعض العبارات التي أصبحت خبيرا بها بعد هذه السنين كـ:-
برب = brb ، تيت=tyt، لول= lol
وغيرها من المصطلحات التي لم أسمع بها من قبل بالإضافة لبعض الخدمات في البرنامج مثل: قائمة الأصدقاء، إقفال الخاص حتى لا أحد يزعجك بالمحادثات الجانبية أو بالدعوات لحضور غرف أخر، وكل خدمة لها مصطلحات واختصارات.
أذكر نفسي وقد كنت أطير من الاندهاش والفرح بهذا الانجاز الذي استطيع من خلاله التواصل مع كل الناس في جميع أقطار العالم بدت لوقتها فكرة جميلة جداً.
بدأت في المحاولة في الاندماج في هذا النسيج ، ولكن تبين لي أن هذا النسيج لا يتقبل الأشخاص الأغراب الذين يعرفهم لأول وهلة و لربما أدت محاولاتي في بعض الأوقات لإخراجي ومنعي من دخول غرفهم (Banned) صادمتني تلك التصرفات الي أراها فمنذ نعومة أظفاري كنت أتربى على حب الضيوف وإكرامهم والترحيب بهم كنا في قريتنا أناس يحبون الآخرون بسرعة (friendly ) ونحيي الآخرين بحفاوة لتشعر بحرارة اللقاء ؛ لكني وجدت أن هناك الأمر مختلفٌ جداً.
ومع هذا لازلت محاولاً أن أبرز رأسي في هذا المكان ، ولكن في نفس الوقت كنت أخشى من أن يكسر رأسي جراء كثرة الصدام.
قلت ذات مرة سأدخل القسم الإسلامي كانت الغرف في ذلك القسم ليست بالكثير، غرفة حامل المسك ، والسرداب على ما أذكر وبعض هذه الغرف ، ووجدت غرفاً للمسيحين.
واكتشفت أن هناك شيعة، وسنة، وأشاعرة(صوفية) ، ومعتزلة فراقني هذا ؛بأن ألتقي بهؤلاء الذين لطالما قرأت عنهم وسمعت عنهم ، فكانت البداية للغرف الإسلامية التي سأحكي عنها.
نتابع في وقت لاحق...

استمر بارك الله فيك ، وعرفنا بنفسك أكثر ، ولا تنسى القسم الخاص بالظاهرية ايها الظاهرى

مرحبا بك يا ابا الوفاء الظاهرى ... حللت أهلا ونزلت سهلا فى ملتقاك الظاهرى التأصيلى