هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 لستم على كياننا بفاتنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالعزيز الحنوط
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر
مشرف منتدى منهج أهل الظاهر



عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 25/11/2010

لستم على كياننا بفاتنين  Empty
مُساهمةموضوع: لستم على كياننا بفاتنين    لستم على كياننا بفاتنين  Icon_minitime1السبت يوليو 02, 2011 1:23 pm

قال أبو عبدالرحمن: العنوان على بحر الرجز مصادفة، والمهم أنه توالت على قرون تاريخنا الجهوري زوابع فتن خاسئة قذفتها ريح غضب عليهم ورياح رحمة لنا بعدها ماء طهور منذ بابك الخرَّمي وفراخ المجوسية إلى العورات الصّلع لابن سبأ اليهودي وضحاياه من قطيع المسخ إلى البهائية والبابية والقاديانية إلى ابن صفدر الذي كان رمزاً لدى السذّج منذ ثلاثة أجيال قبل جيلي إلى محمد أركون الرمز لقطيع من جيلي اليوم.. وصفدر (أبو الشيخية)، وابنه هو الذي حذّر منه الأسد الجريح السلطان عبدالحميد رحمه الله تعالى في تحركاته المريبة ضد الخلافة الإسلامية؛ فلاحقت تاريخه الغامض تحريات ذوي الفكر الرجولي والغيرة الدينية الكيانية.. وهذا الإمام الفحل أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم الظاهري نضر الله وجهه وتقبّله برحمته كان فارسياً صليبة من أشراف الفرس، وعربياً بولاء العتاق لبني عبد (رب) الشمس القرشيين يقول بشموخ:
سما بيَ ساسانٌ ودارا وبعدهم
قريشُ العلى أعياصها والعنابسُ
فما أخَّرتْ حربٌ مراتب سؤدي
ولا قعدت بي عن ذرى المجد فارس
يعني بالأعياص بني العاص وبني أبي العاص والعيص وبني أبي العيص بني أمية الأكبر بن عبد شمس، ويعني بالعنابس حرباً وأبا حرب وسفياناً وأبا سفيان -رضي الله عن الصحابة منهم والمسلمين من ذريتهم-، وكلهم كعام أعشاش السبئية المجوسية، ومادة الإسلام، وعصبيته.. حمى الله بهم الرقعة من الشتات قبل سفر الخروج في عهد الأغيار.. وجده دارا بن دارا بن بهمن أحد ملوك الفرس، والإمام أبو محمد من ذرية يزيد مولى يزيد الخير بن أبي سفيان.. دخل الأندلس مع جنود الفتح المبارك جند حمص، وخلّف أسرتين كريمتين هما آل أسود وآل صالح الذين منهم بنو حزم ثنية المجد، وأصهرت إلى أبي محمد قبائل العرب، وورث اسم جده (حزم) رحمهم الله بنو مذحج؛ فكان أبو محمد جدّ عالمٍ مذحجيٍّ من قبل أمه يقال له (ابن حزم المذحجي)، وكان الإمام ابن حزم قدّس الله روحه عربياً ليس ككثير من العرب، بل كان عربياً غيوراً، اكتسب الريادة في كشف الملثّم من عناكب الشعوبية والطائفية، واكتسب الغيرة من رضاعه مبكراً العروبة ديناً ولغة وآداباً ومسؤولية؛ إذ كان وزيراً ابن وزير.. وكان صوتاً جهورياً وإشعاعاً مضيئاً برسالة القلم فكراً وعلماً؛ فما أروع لغته، وما أحلى أسلوبه، وما أعظم حظه من العلم!!.. لا يبهر مثل برهانه، ولا يأسر مثل بيانه، ولا يفتّق الذهن مثل دائرته الفكرية؛ فقل لمن يماري فيه بغيره: لم تضر هذه الهضبة الشماء؛ فقرنك والجندل.. سخر هذا الإمام المبارك بالحطيئة عندما قال:
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا
فيا لهفنا ما بال دين أبي بكر
أيورثها بكراً إذا مات بعده
فتلك لعمرو الله قاصمة الظهر
وإن التي طالبتم فمُنِعتم
لكالتمر أو أحلى من التمر
يعني الزكاة، ثم ذكر القبائل الثابتة على الطاعة (يعني طاعة ما يريده الحطيئة) فقال:
فبإست بني سعد وإستاه طيئ
وبإست بني دودان حاشى بني نصر
فقال الإمام أبو محمد: «لكن والله بإستاه بني نصر، وبإست الحطيئة.. حلّت الدائرة، والحمد لله رب العالمين»، ولم يكن غضبه رحمه الله تعالى عرقياً، بل قال: «وقد كان فيروز وذا دوند الفارسيان الفاضلان رضي الله عنهما قتلا الأسود العنسي».
قال أبو عبدالرحمن: الأست في الفصحى للعجيزة.. يقولون عند قضاء بعضهم الحاجة: (أخطأت أسته الحفرة!!)، وهي غير مهموزة مع تسعة أسماء غيرها معلومة، ثم نقلت العامة هذا الاسم إلى القبل من المرأة واشتقت للعجيزة اسماً من معنى (المـكاء)؛ لأنها ذات صفير.
وقال رضي الله عنه وجمعني به في دار كرامته ناخراً عناكب الطائفية والشعوبية والمجوسية السبئية المستعارة من بني الأفعى: «الأصل في خروج هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانوا من سعة الملك، وعلو اليد على جميع الأمم، وجلالة الخطر في أنفسهم (حتى أنهم كانوا يسمّون الأحرار والأبناء، وكانوا يعدّون سائر الناس عبيداً لهم)؛ فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً: تعاظمهم الأمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى؛ ففي كل ذلك يـظهر الله تعالى الحق.. وكان من قائمتهم منقاذ، والمقنع، واستايبن، وبابك، وغيرهم (أقبح بها من وجوه)، وقبل هؤلاء رام ذلك عمار الملقب خذاشا، وأبو مسلم السّراج؛ فرأوا أن كيدهم على الحيلة أنجع؛ فأظهر قوم منهم الإسلام، واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشناع ظلم عليّ رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام؛ فقوم منهم أدخلوهم إلى القول أن رجلاً ينتظر يدعى المهدي عنده حقيقة الدين؛ إذ لا يجوز أن يؤخذ الدين من هؤلاء الكفار؛ إذ نسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفر.. وقوم خرجوا إلى ما ذكرنا من نبوة من ادعوا له النبوة، وقوم سلكوا لهم المسلك الذي ذكرناه من القول بالحلول وسقوط الشرائع، وآخرون تلاعبوا بهم فأوجبوا عليهم خمسين صلاة في كل يوم وليلة، وآخرون قالوا: (بل هي سبع عشرة صلاة في كل صلاة خمس عشرة ركعة)، وهذا قول عمرو بن عبدالله بن الحارث الكندي قبل أن يصير خارجياً.. وقد سلك هذا المسلك أيضاً عبدالله بن سبأ الحميري اليهودي؛ فإنه لعنه الله أظهر الإسلام ليكيد أهله؛ فهو كان أصل إثارة الناس على عثمان رضي الله عنه، وأحرق عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه طوائف قالوا بإلاهيته.. ومن هذه الأصول الملعونة حدثت الباطنية والقرامطة وهما طائفتان مجاهرتان بترك الإسلام جملة، قائلتان بالمجوسية المحضة، ثم مذهب مزدك الموبذ الذي كان على عهد أنو شروان بن قباذ ملك الفرس، وكان يقول بوجوب تواسي الناس في النساء والأموال.
قال أبو محمد: فإذا بلغ الناس إلى هذين الشعبين أخرجوهم عن الإسلام كيف شاؤوا؛ إذ هذا هو غرضهم فقط؛ فالله الله عباد الله في أنفسكم، ولا يغرنكم أهل الكفر والإلحاد ومن موّه كلامه بغير برهان لكن بتمويهات ووعظ على خلاف ما أتاكم به كتاب ربكم وكلام نبيكم صلى الله عليه وسلم؛ فلا خير فيما سواهما، واعلموا أن دين الله تعالى ظاهر لا باطن فيه، وجهر لا سرّ تحته.. كله برهان لا مسامحة فيه، واتهموا كل من يدعو أن يتّبع بلا برهان.. وكل من ادّعى أن لله ديانة سراً وباطناً فهي دعاوى ومخارق، واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها، ولا أطلع أخص الناس به من ابنة أو ابن عم أو زوجة أو صاحب على شيء من الشريعة كتمه على الأحمر والأسود ورعاة الغنم، ولا كان عنده عليه السلام سرّ ولا رمز ولا باطن غير ما دعا الناس إليه؛ فلو كتمهم شيئاً لما بلّغ كما أمر، ومن قال هذا فهو كافر؛ فإياكم وكلّ قول لم يبن سبيله، ولا وضح دليله، ولا تعرّجوا عما مضى عليه نبيكم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم».
قال أبو عبدالرحمن: كيف يصح الدين، وكيف يتحقق الصدق مع النفس، وكيف يكون عقل الشعوبي الطائفي مـحترماً، إذا كان فهم دين الله عندهم بغير شرطه من لسان العرب المبين، بل بالدعوى التي لا يعجز عن أمثالها غيرهم.. وإذا كذّبوا الذكر الحكيم عن أجيال زكّاهم الله في سورتي التوبة والفتح وغيرهما ووعدهم الجنة بصفاتهم -ووعد الله حق- من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، وذوو هذه الأوصاف هم المعروفون بأعيانهم أفراداً في نشر الإسلام جهاداً وتعليماً، وأكمل الله الدين قبل لحاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وكمل بهم نشره وتعليمه.. وإذا شحنت قلوبهم وعقولهم بحقد يهودي مجوسي على من جعلهم الله صفوة الخلق، وواسطة النّقل بين الرسول صلى الله عليه وسلم والأجيال بعدهم، ثم ابتدعوا ديناً لا يمكن أن يتصل بمبلّغ الرسالة بأبي هو وأمي من أكاذيب بلا زمام وحكايات ومنامات، ومن أضاع الحقائق احتاج إلى التوسّع في الباطل.. وإذا كانت الرموز التي يهتفون بها في المظاهرات حولنا من الأغيار الأقذار، ويصفون عمر وخالداً وعائشة رضي الله عنهم بما ترخص معه حياة المؤمن بربه ودينه، وإذا كانوا يقبلون على لسان كل ثائر بفتنة جديدة ديناً وضعياً جديداً كتسليم الأمانة المهدي في زمن محدد ثم يهلك الله الثائر ولا مهدي، وكتقديم المشاهد الوثنية في المشرق على المعابد الربانية في المغرب، وكبدعة الشهادة لأعيان بالإيمان في أوراق يحملونها معهم في قبورهم كما في أول بحار الأنوار (بل الأقذار؟؟!!)، وأما تسمية الفرس (أبناء الأحرار) فقد أشبعته بحثاً في أحد أعداد كتابي (حديث الشهر) المطبوعة.
قال أبو عبدالرحمن: من المأثور: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، ومن لاذ بالغياب في قشور المعارف البشرية التي لا تمنح الأمة قوة ولا تحصيل ضروريات فذلك نشاز في المجتمع يكشف عن المنتمي إلى القبلة تلبّسه بالجبن وإضاعة رسالته ولو على مستوى مصلحته الدنيوية في أمته واستقراره إن كان فارغ القلب من الإيمان.. ولقد بدأ يتضاءل اتصافي بالغياب في تلك القشور منذ أدبيات الزحف العالمي على هويتنا.. أي منذ استقطب المتنفذون ميخائيل جورباتشوف في عمل سري انهارت به الماركسية التي لا يديرها غير أعضاء الحزب الشيوعي الذين بلغت أعمار أقلهم ثمانين عاماً.. انهارت في أقل من كرة الطرف، وعادت الأرثوذوكسية التي هي خير من جانب؛ لأن الأرثوذوكسية والكاثوليكية قابلتان للحوار والتراجع والتماس العدل إذا لم يُعتدَ على عناصرهما المشتركة بين الأديان ناسخها ومنسوخها ومحفوظها ومحرفها؛ ومن تلك العناصر احترام الأديان واليقين بالعدل والمرحمة في شرائع الله وفي إبلاغ وسير من اختارهم الله لأداء الرسالة، واستبشاع الظلم والابتزاز بغير حق، والإيمان بحق كل أقلية من عرقية وطائفية بالشروط الإنسانية المعلومة؛ بأن يـحفظ للأقلية حقها في المواطنة بأداء الحقوق التي لها أو عليها مع التفريق بين وظائف الأكثرية والأقلية، وأن الأعمال القيادية لا تناط بمن لم يكن انتماؤه إلى الوطن، وأن ولاءه لغير الوطن والدولة التي تحميه والأمة التي هي الأكثرية كالانتماء إلى الأغيار من المجوس؛ فلا ظلم في هذا الحرمان.. ولكن الصهيونية بقدر الله الكوني الذي جعل لها هذه الهيمنة سرقت من أهل الكتاب الدين الذي يستقر به العالـم على العدالة؛ فيكون التفاهم بين كل أهل الأديان الربانية؛ فرأينا أن الأقليات المسلمة في آفاق العالم لا تحظى بهذا التنظيم العادل للأقليات، ورأينا أن الأقليات في البلدان الإسلامية تنال تدليلاً ودعماً واعتداء على حرية الجماهير.. ورأينا أن عناصر العدالة المشتركة في الأرثوذوكسية والكاثوليكية ليست مـحبطة وحسب، بل مقلوب منطقها بفعل البروتستانتية التي هي دين صهيوني وضعي نجح المفسدون أعداء البشرية في فرض هيمنته على جماهير العالم المتنفّذ بالقوة المادية؛ فكان المتشدّقون بحقوق الإنسان والحيوان لا ينبض منهم عرق وهم يرون كل حدث في الشرق العربي الإسلامي ينتج مجازر مروعة للفلسطينيين العزل وتهديم البيوت ونهبها وإقامة المستوطنات، وهذا الظلم العالمي أعطى إسرائيل حريتها عمداً بشغل عالمنا المسكين بالفتن والفوضوية والحروب الأهلية بعد تدمير العراق بوابة الشرق، وإتاحة الفرصة لمن لا خطر منه على الكفاح، وهكذا شغل الشمال العربي الإفريقي بين مشغول بهمة في كفاح ظلم حصل له من أبناء جلدته وبين من هو في القلب الغربي معلناً بكل وقاحة ما عرف به ماضيه من أن بقاءه بقاء لأمن إسرائيل وبقاء لمصالح من هو شمال البحر الأبيض المتوسط.. وهو هاهنا مـتشوق إلى تنفّذ في القارة الأفريقية يلتحم مع مضمون تصريحاته الواعدة بتحطيم كيان الأمة ديناً وتاريخاً وعروبة ومنافع ووطنية؛ ولهذا القلب للعناصر الخيّرة المشتركة بين أهل الدين الإسلامي والنصرانية المخترقة رخصت العدالة والرحمة تجاه إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل، والله المستعان .
وكتبها لكم : أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله ـ

المجلة العربية : العدد( 415 ) شعبان 1432هـ - يوليو 2011م
http://www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?id=1241
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لستم على كياننا بفاتنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم العلامة ابن عقيل الظاهرى-
انتقل الى: