دكتور عبدالباقى السيد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 48
| موضوع: فقهيات الصائم فى رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 5:39 pm | |
|
فقـهـيات الصـائـم
فـى
رمضان
تأليف
دكتور
عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
دكتوراة فى التاريخ والحضارة الإسلامية
كلية الآداب - جامعة عين شمس
والحائز على العديد من الإجازات فى الفقه والأصول والمذاهب
| |
|
دكتور عبدالباقى السيد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 48
| موضوع: رد: فقهيات الصائم فى رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 5:41 pm | |
|
تقديم
هذه رسالة ، بدأناها فى أول رمضان عام 1424هـ فى محاولة لتبسيط فقه الصيام لأصحابنا خاصة وللمسلمين عامة ، وهى ضمن مخططنا لتيسير وتذليل صعوبة الفقه الإسلامى ضمن سلسلة الفقه التأصيلى الميسر التى بدأناها بكتابنا ( أطروحات فقهية) ، ثم أعددنا عدة رسائل أخرى منها "رسالة إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال فى الصلاة "، ونفدت طبعتها الأولى ، وقدم للثانية أستاذنا الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، ونظرا لصغر حجمها فلم ندرجها ضمن ترتيب المشروع الفقهى ، آملين أن نضمها إلى رسالة أخرى أومجموعة ، لتكون جزءا لاحقا ضمن مشروعنا الطموح .
كما صنفنا رسالة أخرى وسمناها بـ( إرشاد الفائز بجواز رفع الأيدى فى صلاة الجنائز) ، ولم ندرجها أيضا ضمن السلسلة لصغر حجمها إذ لا تفى هى والتى سبقتها بالغرض فى إقامة الجزء التالى ، ومن ثم فقد جعلنا هذا الكتاب ( فقهيات الصائم) هو الجزء الثانى من السلسلة على أن يتم التعديل بعد استكمال هذا المشروع إن أنسا الله لنا فى العمر .
والله نسأل أن يتقبل أعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه ، ويرزقنا التأييد والسداد .
| |
|
دكتور عبدالباقى السيد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 48
| موضوع: رد: فقهيات الصائم فى رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 5:42 pm | |
| مسألة (1) الصوم الشرعى هو الامتناع عن الطعام والشراب ، وجماع النساء ، وما فى حكم ذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، بنية التقرب إلى الله عز وجل .برهان ذلك قوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ([1]). مسألة (2) وصيام رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل .برهان ذلك قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([2]).وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخارى ومسلم ( بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البين لمن استطاع إليه سبيلا) .أما اشتراط الإسلام للصائم لأنها شريعة خاصة بالمسلمين ، ولا تقبل من غيرهم ، إلا إذا أذعنوا لأحكام الإسلام ، قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) وقال ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين).وأما اشتراط العقل والبلوغ فلقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم ( رفع القلم عن ثلاث منهم الصبى حتى يحتلم ، والمجنون حتى يفيق ) . ([1] ) سورة البقرة ، آية 187.([2] ) سورة البقرة ، الآيات 183-185. | |
|
دكتور عبدالباقى السيد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 48
| موضوع: رد: فقهيات الصائم فى رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 5:43 pm | |
| مسألة (3) وَلاَ يُجْزِئُ صِيَامٌ إلاَّ بِنِيَّةٍ مُجَدَّدَةٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لِصَوْمِ الْيَوْمِ الْمُقْبِلِ برهان ذَلِكَ قَوْلُ تَعَالَى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى.وعَنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ.([1]).وَمِنْ طَرِيقِ العقل والنَّظَرِ: أَنَّ الصَّوْمَ إمْسَاكٌ عَنْ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ; وَتَعَمُّدِ الْقَيْءِ, وَعَنْ الْجِمَاعِ, وَعَنْ الْمَعَاصِي, فَكُلُّ مَنْ أَمْسَكَ عَنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ لَوْ أَجْزَأَهُ الصَّوْمُ بِلاَ نِيَّةٍ لِلصَّوْمِ لَكَانَ فِي كُلِّ وَقْتٍ صَائِمًا, وَهَذَا مَا لاَ يَقُولُه أَحَدٌ.وقولنا هذا هو قول عاتشة رضى الله عنها ، وحفصة بنت عمر ، وعبدالله بن عمر ، والشافعى إلاَّ أَنَّ الشَّافِعِيَّ رَأَى فِي التَّطَوُّعِ خَاصَّةً إحْدَاثَ النِّيَّةِ لَهُ مَا لَمْ تَزُلْ الشَّمْسُ, وَمَا لَمْ يَكُنْ أَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ, أَوْ شَرِبَ, أَوْ جَامَعَ ، وداود بن على الظاهرى ، وابن حزم ([2]). مسألة (4) وَمَنْ نَسِيَ أَنْ يَنْوِيَ مِنْ اللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ فَأَيُّ وَقْتٍ ذَكَرَ مِنْ النَّهَارِ التَّالِي لِتِلْكَ اللَّيْلَةِ سَوَاءٌ أَكَلَ وَشَرِبَ وَوَطِئَ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَنْوِي الصَّوْمَ مِنْ وَقْتِهِ إذَا ذَكَرَ, وَيُمْسِكُ عَمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الصَّائِمُ, وَيُجْزِئُهُ صَوْمُهُ ذَلِكَ تَامًّا, وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِوَكَذَلِكَ مَنْ جَاءَهُ الْخَبَرُ بِأَنَّ هِلاَلَ رَمَضَانَ رُئِيَ الْبَارِحَةَ فَسَوَاءٌ أَكَلَ وَشَرِبَ وَوَطِئَ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فِي أَيِّ وَقْتٍ جَاءَ الْخَبَرُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَوْ فِي آخِرِهِ فَإِنْه يَنْوِيَ الصَّوْمَ سَاعَةً صَحَّ الْخَبَرُ عِنْدَهُ, وَيُمْسِكُ عَمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الصَّائِمُ, وَيُجْزِئُهُ صَوْمُهُ, وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِ , وَكَذَلِكَ مَنْ عَلَيْهِ صَوْمُ نَذْرٍ مُعَيَّنٍ فِي يَوْمٍ بِعَيْنِهِ فَنَسِيَ النِّيَّةَ وَذَكَرَ بِالنَّهَارِ فإنه ينوى من وقت تذكره , وَكَذَلِكَ مَنْ نَسِيَ النِّيَّةَ فِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الشَّهْرَيْنِ الْمُتَتَابِعَيْنِ الْوَاجِبَيْنِ ثُمَّ ذَكَرَ بِالنَّهَارِ، وَمَنْ نَامَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي رَمَضَانَ, أَوْ فِي الشَّهْرَيْنِ الْمُتَتَابِعَيْنِ, أَوْ فِي نَذْرٍ مُعَيَّنٍ فَلَمْ يَنْتَبِهْ إلاَّ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْ نَهَارِ ذَلِكَ الْيَوْمِ, وَلَوْ فِي آخِرِهِ كَمَا قلنا فَكَمَا قلنا أَيْضًا .بُرْهَانُ ذلك: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: )وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم).وقَوْلُه صلى الله عليه وسلم : رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ.وقوله صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ: مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ, وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ.وقوله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ: مَنْ كَانَ لَمْ يَصُمْ فَلْيَصُمْ, وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ.قال ابن حزم : وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَ الْفَرْضُ حِينَئِذٍ صِيَامَهُ.وعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ, فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ.وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ, حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ.قال ابن حزم: " فَكَانَ هَذَا حُكْمَ صَوْمِ الْفَرْضِ, وَمَا نُبَالِي بِنَسْخِ فَرْضِ صَوْمِ عَاشُورَاءَ, فَقَدْ أُحِيلَ صِيَامُ رَمَضَانَ أَحْوَالاً, فَقَدْ كَانَ مَرَّةً: مَنْ شَاءَ صَامَهُ, وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا, إلاَّ أَنَّ حُكْمَ مَا كَانَ فَرْضًا حُكْمٌ وَاحِدٌ; وَإِنَّمَا نَزَلَ هَذَا الْحُكْمُ فِيمَنْ لَمْ يَعْلَمْ بِوُجُوبِ الصَّوْمِ عَلَيْهِ; وَكُلُّ مَنْ ذَكَرْنَا مِنْ نَاسٍ, أَوْ جَاهِلٍ, أَوْ نَائِمٍ فَلَمْ يَعْلَمُوا وُجُوبَ الصَّوْمِ عَلَيْهِمْ, فَحُكْمُهُمْ كُلِّهِمْ هُوَ الْحُكْمُ الَّذِي جَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ اسْتِدْرَاكِ النِّيَّةِ فِي الْيَوْمِ الْمَذْكُورِ مَتَى مَا عَلِمُوا بِوُجُوبِ صَوْمِهِ عَلَيْهِمْ, وَسُمِّيَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ صَائِمًا, وَجَعَلَ فِعْلَهُ صَوْمًا وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.وَهذا هو قول عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابْنَ مَسْعُودٍ ،وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وعَطَاءٍ. ([1] ) قال ابن حزم وَهَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ, وَلاَ يَضُرُّ إسْنَادُ ابْنِ جُرَيْجٍ لَهُ أَنْ أَوْقَفَهُ مَعْمَرٌ, وَمَالِكٌ, وَعُبَيْدُ اللَّهِ, وَيُونُسُ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, فَابْنُ جُرَيْجٍ لاَ يَتَأَخَّرُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلاَءِ فِي الثِّقَةِ وَالْحِفْظِ, وَالزُّهْرِيُّ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ, فَمَرَّةً يَرْوِيهِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ, وَمَرَّةً عَنْ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ, وَكِلاَهُمَا ثِقَةٌ, وَابْنُ عُمَرَ كَذَلِكَ, مَرَّةً رَوَاهُ مُسْنَدًا, وَمَرَّةً رَوَى أَنَّ حَفْصَةَ أَفْتَتْ بِهِ, وَمَرَّةً أَفْتَى هُوَ بِهِ, وَكُلُّ هَذَا قُوَّةٌ لِلْخَبَرِ.([2] ) وهناك خلاف بين العلماء فى هذا فَقَالَ زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ, وَهُوَ لاَ يَنْوِي صَوْمًا أَصْلاً, بَلْ نَوَى أَنَّهُ مُفْطِرٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ, إلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ, وَلاَ جَامَعَ: فَإِنَّهُ صَائِمٌ وَيُجْزِئُهُ, وَلاَ بُدَّ لَهُ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ مِنْ نِيَّةٍ ، وقال أبو حنيفة: النِّيَّةُ فَرْضٌ لِلصَّوْمِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ, أَوْ التَّطَوُّعِ, أَوْ النَّذْرِ إلاَّ أَنَّهُ يُجْزِئُهُ أَنْ يُحْدِثَهَا فِي النَّهَارِ, مَا لَمْ تَزُلْ الشَّمْسُ, وَمَا لَمْ يَكُنْ أَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ, وَلاَ شَرِبَ, وَلاَ جَامَعَ, فَإِنْ لَمْ يُحْدِثْهَا لاَ مِنْ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ النَّهَارِ مَا لَمْ تَزُلْ الشَّمْسُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِإِحْدَاثِ النِّيَّةِ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ, وَلاَ صَوْمَ لَهُ, وَعَلَيْهِ قَضَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ, وأما قَضَاءُ رَمَضَانَ وَالْكَفَّارَاتِ فَلاَ بُدَّ فِيهَا مِنْ النِّيَّةِ مِنْ اللَّيْلِ لِكُلِّ يَوْمٍ, وَإِلاّ فَلاَ صَوْمَ لَهُ, وَلاَ يُجْزِئُهُ أَنْ يُحْدِثَ النِّيَّةَ فِي ذَلِكَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ. ، وقال مالك: لاَ بُدَّ مِنْ نِيَّةٍ فِي الصَّوْمِ وأما فِي رَمَضَانَ فَتُجْزِئُهُ نِيَّتُهُ لِصَوْمِهِ كُلِّهِ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْهُ, ثُمَّ لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَدِّدَ نِيَّةَ كُلِّ لَيْلَةٍ, إلاَّ أَنْ يَمْرَضَ فَيُفْطِرَ, أَوْ يُسَافِرَ فَيُفْطِرَ, فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نِيَّةٍ حِينَئِذٍ مُجَدَّدَةٍ قَالَ: وأما التَّطَوُّعُ فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نِيَّةٍ لِكُلِّ لَيْلَةٍ. | |
|
دكتور عبدالباقى السيد مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1147 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 48
| موضوع: رد: فقهيات الصائم فى رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 5:55 pm | |
| مسألة (5) وَلاَ يُجْزِئُ صَوْمُ التَّطَوُّعِ إلاَّ بِنِيَّةٍ مِنْ اللَّيْلِ, وَلاَ صَوْمُ قَضَاءِ رَمَضَانَ, أَوْ الْكَفَّارَاتِ إلاَّ كَذَلِكَلأَِنَّ النَّصَّ وَرَدَ بِأَنْ لاَ صَوْمَ لِمَنْ لَمْ يُبَيِّتْهُ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا أسلفنا, وَلَمْ يَخُصَّ النَّصُّ مِنْ ذَلِكَ إلاَّ مَا كَانَ فَرْضًا مُتَعَيِّنًا فِي وَقْتٍ بِعَيْنِهِ, وَبَقِيَ سَائِرُ ذَلِكَ عَلَى النَّصِّ الْعَامِّ.وَقَوْلُنَا: هُوَ قَوْلُ مَالِكٍ ، وداود بن على الظاهرى ، وابن حزم ، والظاهرية.فإن قال قائل: فَكَيْفَ اسْتَجَزْتُمْ خِلاَفَ الثَّابِتِ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَقَالَ مَرَّةً: مِنْ غَدَاءٍ قالت: لاَ, قَالَ: فَإِنِّي إذَنْ صَائِمٌ.قلنا إن الحديث ليس فيه أنه صلى الله عليه وسلم لم ينو من الليل ، وليس فيه نفى الليل ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ( أن الصائم أمير نفسه) أى أنه متى ما أراد الصيام أتم ، ومتى ما أراد الإفطار أفطر ، كما صح عنه تبييت النية للصائم من الليل ، وَلَوْ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام أَصْبَحَ مُفْطِرًا ثُمَّ نَوَى الصَّوْمَ نَهَارًا لَبَيَّنَهُ, كَمَا بَيَّنَ ذَلِكَ فِي صِيَامِ عَاشُورَاءَ إذْ كَانَ فَرْضًا ([1]). ([1] ) قال ابن حزم : فإن احتج محتج بما َرُوِيَ، عَنِ ابْنِ قَانِعٍ رَاوِي كُلِّ بَلِيَّةٍ عَنْ مُوسَى ابنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ الْبَلْخِيّ عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ وَلَمْ يَجْمَعْ الصَّوْمَ ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فَيَصُومُ قلنا: لَيْثٌ ضَعِيفٌ, وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ: هَالِكٌ, وَمِنْ دُونِهِ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ, وَاَللَّهِ لَوْ صَحَّ لَقُلْنَا بِهِ. | |
|