الحافظ ابن عبدالبر النمرى كان ظاهريا فى أول أمره مدة طويلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى الكرام هذه مشاركة ما كنت أضعها لولا تعصب وجمود مشرفو الألوكة
فكنت قد قللت من دخولى هذا الموقع لما رأيته فيه من دخن وجمود
ولما سألنى بعض طلبة العلم عن قلة دخولى على الألوكة بل عن عدم دخولى أصلا
وطلبوا منى التواجد
قلت اشارك ولو بموضوع كل فترة
فوضعت موضوعا عن الحافظين ابن عبدالبر وابن حزم
ثم فوجئت بحذفه
وأنا لا أدرى ما فى الموضوع أصلا يستحق الحذف
ولكن لا أملك إلا أن أقول " من جهل شيئا عاداه"
ومن تحدث فى غير فنه أتى بالعجائب "
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وكان الأستاذ الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسى قد راسلنى على الخاص
يستفسر عن حذف الموضوع ، وعن حقيقة ظاهرية ابن عبدالبر فى بدايه أمره
فأجبته بما عندى على الخاص
ثم رأيت أن أضع ما أخبرته به على موقعنا تعميما للفائدة
والله من وراء القصد

وهذا هو الرد

بخصوص ظاهرية ابن عبدالبر فهو أمر طرحته وتوصلت إليه منذ عشر سنوات تقريبا ، وقد تعرضت له عدة مصادر
لعل ما أذكره منها الآن قول الإمام الذهبي رحمه الله : كان إماما ديّنا ، ثقة ، ثبتا ، مُتقنا ، علامة ، مُتبحرا ، صاحب سنة واتباع ، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ثم تحوّل مالكيا مع ميل إلى فقه الشافعي في مسائل ، ولا يُنكر له ذلك ، فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المُجتهدين ، ا.هـ ( السير ج 18 / 157 ) .
وقول شيخ الحافظ الذهبى أبى عبدالله بن أبى الفتح " كان أبو عمر أعلم من بالأندلس فى السنن والآثار ... وكان فى أول زمانه ظاهرى المذهب مدة طويلة ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد ..." أنظر : سير أعلام النبلاء ، 18/60.
وقول الحافظ السيوطى : " وكان أولا ظاهريا ثم صار مالكيا" أنظر : طبقات الحفاظ ، ص432.
ولما وقعت يدى على السفر العظيم للدكتور الغلبزورى المدرسة الظاهرية ، وجدته يتكىء على نفس المصادر التى اعتمدنا عليها ، لكنه لم يجزم بظاهرية ابن عبدالبر ، وحكم بأنه أحد أئمة الاجتهاد ، ونفى عنه التمذهب(1)

العجيب ان يفطن المستشرق الاسبانى والراهب النصرانى الكاثوليكى ميجيل اسين بلاسيوس إلى حقيقة ظاهرية ابن عبدالبر ، وتاثره بالمذهب الظاهرى . فى حين نجد أهل الإسلام يحاولون صرف الناس عن الحقائق وهى ظاهرة جلية .
نسال الله ان يرزقنا الإنصاف .
فهو حق عزيز فى الناس .
بل إنى أدعو من يمارى ويجادل فى حقيقة ظاهرية ابن عبدالبر مدة طويلة فى بداية عمره أن يطالع كتابه جامع بيان العلم وفضله ويدقق النظر فيه .
فرغم احتجاجه بالقياس فيه .
فإنه نفى الرأى وذمه ، وروى الآثار التى تدله على ذلك .
كما أنه ذم التقليد ، ودعا للاجتهاد ، وفرق بين التقليد والاتباع .
وهذه من أهم الأصول الظاهرية بعد نفى القياس .

ـــــــــــــــ
(1) أنظر : المدرسة الظاهرية ، ص229،230