لماذا ولى عضد الدولة البويهى الشيعى الإمام الخرزى الظاهرى القضاء

هذا تساؤل عن لى وأنا أنقب فى بعض الأفكار حول الظاهرية
واصل هذا التساؤل يرجع إلى سنتين تقريبا حيث كان أحد أصحابنا يتم بحثه للماجستير وكان عن القضاء فى عهد بنى بويه ، وكنت قد لفت نظره إلى ضرورة الاهتمام بالمذهب الظاهرى خلال فترته ، إذ كانت مزدهرة بجماعة من الظاهرية وعلى رأسهم القاضى عبدالعزيز بن أحمد ، أبو الحسن الخرزي الظاهري.
المهم تكاثرت الأسئلة والمناقشة حول الموضوع وكان من أبرز الأسئلة التى وجهتها له كى يحلق حولها فى دراسته
ما السبب فى اختيار عضد الدولة البويهى الشيعى الإمامى لقاض ظاهرى كالخرزى؟
فأنا نفسى كنت فى حيرة تجاه هذا الأمر ، وكذا احتار صاحبى حيرة شديدة
خاصة بعد أن حدثته عن مواطن الخلاف بين الشيعة كأهل باطن وكذب وتدليس ، وبين أهل الظاهر الذين لا يحيدون عن النصوص .
طرحت على الباحث وقتها وجهة نظر يبدا بها التحليل وهى
هل هناك علاقة بين نفى الإمامية للقياس ، ونفى الظاهرية له أيضا؟
هل هذا منطلق للإجابة على التساؤل؟
أم أن ازدهار المذهب الظاهرى وقتها كان سببا آخر ؟
أم أن الحرية الفكرية التى كان ينشدها عضد الدولة البويهى كانت من وراء توليته لقاض ظاهرى ؟
وتركت الباحث يحاول ان يصل لحل هذا الأمر لكن لأنه ليس ظاهريا وإنما هو محب لابن حزم فحسب لم أره اتى بجديد تجاه هذا الأمر سوى ما ذكرته له
ومن ثم لما تذكرت هذا الموضوع قلت أبسطه للمناقشة والدراسة بينى وبين الإخوة لعلنا نأتى فيه بجديد .

وقد جاءنى رد من أخينا عبدالرحمن المغربى وفيه " الدولة البويهية لم تكن كغيرها من الدول الشيعية بل قد وصل التسامح فيها لدرجة غريبة : لو كان فرضكم يا شيخنا عبد الباقي صحيحا فمابال أبو علي النحوي صاحب الحجة في القرآت وكتاب المسائل العسكريات والبصريات...

ومابال بعض فقهاء الشافعية ...

ومابال بعض الزيدية كابن العميد...

وما بال أبو سليمان المنطقي...

ومابال أبو سعيد السيرافي...

ومابال الصحابة الكرام يذكرون بحضرة وزيرهم ولا ينكر عليهم بل يظهر الإحترام واللإغتباط بحكمهم..."

فرددت عليه بالتالى " أخى عبدالرحمن ما ذكرته بشأن تسامح الدولة البويهية فهو أمر لا ينكر ولكن ليس بحجة فى جعلها كغيرها من الدول الشيعية للآتى
أولا : أن عضد الدولة كان أميرا لخليفة سنى ، ومن ثم كان يلجا إلى الختل والمهادنة ليصل إلى مآربه بالتمكين لمذهبه الشيعى ، ومن ثم وجدناه يتودد إلى الخليفة ايما تودد حتى أنه كان يقبل الأرض من تحت قدميه ، وكان يقبل كرسى الخلافة ، ويقبل قدم الخليفة ، ويقول هذا خليفة الله .
ثانيا : أن عضد الدولة وإن كان يقبل بذكر الصحابة فى مجالسه وفى مجالس وزرائه وخلافه فليس بحجة على حريته بل قد يكون مكر وخداع ن فلا تنسى أخى الكريم انه شيعى إمامى جعفرى ، والشيعة الإمامية يكفرون الصحابة لا سيما ابا بكر وعمر وعثمان ، ويتهمون أم المؤمنين عائشة بالفاحشة ، ويقولون بأن القرآن زيد فيه وانتقص منه إلى غير ذلك من الكفريات ، ومن لك يؤمن بذلك فليس بشيعى أصلا على مذهبهم
فهذا الذى فعله عضد الدولة لا يعدو التقية ، التى طالما استخدموها ، حتى قالوا إن على كان يجلس مع الصحابة ثلاث وعشرين ساعة تكون على الباطل لكن تقية ، ويعلم الأئمة العلوم الحقيقية فى ساعة واحدة ، ورووا عن جعفر الصادق قوله " التقية دينى ودين آبائى" إلى غير ذلك.
ثالثا : أن عضد الدولة كان يقيم الاحتفالات الشيعية والفارسية مثل عيد النيروز وخلافه ، ومن ثم فما يفعله الشيعة فى هذه الايام فعله عضد الدولة .
المهم أخى الكريم نحن أمام طرح جديد الفروضات فيه مكفولة وكل الخيارات مفتوحة حتى نصل إلى رأى سديد.

وأخيرا إخوانى وقبل ان أنسى أحب ان أنقل إليكم خبرا لعل فيه ما يفيد بشأن هذا الموضوع ، وهو أننى تناقشت يوم الأحد 4 من ربيع الأول 1430هـ مع بعض أصحابى بالجامعة ومع أستاذى الدكتور أحمد رمضان أحمد شيخ مؤرخى جامعة عين شمس حول مسألة تولية عضد الدولة لقاض ظاهرى
وقدمت له ما طرحته سابقا
فإذا به يقول لى أنا أرجح أن مذهب عضد الدولة زيدى
قلت له لو كان الأمر كذلك لانفكت المعضلة فالزيدية أقرب الفرق الشيعية إلى اهل السنة
والإمامية أنفسهم يكفرون الزيدية
ورأيت صاحبا لى أيضا قال لى أن عضد الدولة البويهى زيدى
فقلت لأستاذى ولكن منذ سنوات قطعنا بأن عضد الدولة إمامى فقال لى لكن أنا أرجح زيديته
فقلت إذا الأمر فى حاجة إلى تحقيق
ومع ذلك سابحث الأمر إن شاء الله للتوصل للحق فيه