تأثر ابن حجر بابن حزم فى قوله بان جميع الصحابة من أهل الجنة

الناظر لابن حزم كمن ينظر إلى جامعة متنقلة يغترف منها كل إنسان وينهل من معينها كل واحد ، فالمحدث والفقيه واللغوى والمفسر والنحوى والمؤرخ والفيلسوف والمنطقى وغيرهم كل هؤلاء يجدون بغيتهم فى ابن حزم وفى تراثه الكل ينهل من فكره ويتأثر بعلمه وقوله.
ومن المسائل التى تأثر فيها ابن حجر بابن حزم رضى الله تعالى عنه " قوله بأن جميع الصحابة من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار"
وقد احتج ابن حجر بالآتى
قوله تعالى " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
وقوله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" أى مبعدون عن جهنم.

أما عن تعريف الصحابى فهو أمر أشكل على كثير من أهل العلم قديما وحديثا حيث ظهرت عدة مذاهب بخصوص هذا الشأن
الأول : قال به على بن المدينى وأحمد بن حنبل والأموى وابن الحاجب وهو أن الصحابى من اجتمع به النبى ولو ساعة من نهار أو رآه
وهذا القول غير مقبول إذ يدخل فيه الكافر والمنافق معلوم النفاق ، ومن ارتد بعد إسلامه ، ومن رآه قبل البعثة ثم مات وغير ذلك
الثانى : وهو قول الإمام البخارى أن الصحابى من اجتمع بالنبى من المسلمين ولو ساعة من نهار
الثالث : ذكره الواقدى عن بعض أهل العلم وفيه ان الصحابى من رأى النبى وقدأدرك الحلم فاسلم وعقل أمر دينه ورضيه
الرابع : مذهب المعتزلة وابن الصباغ وأبى الحسين البصرى والكياالهراسى الطبرى ، وابن فورك وفيه أن الصحابة من طالت صحبته للنبى وكثرت مجالسته معه على طريق التبع له والأخذ عنه
الخامس وهوقول يحيى بن عثمان بن صالح المصرى واعتمده ابن منده فى الصحابة وابن عبدالبر فى الاستيعاب وفيه أنه من أدرك زمن النبى مسلما وإن لم نقف له على رؤية
السادس قول ابن حجر العسقلانى أن الصحابى من لقى النبى مؤمنا به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة فى الأصح.