هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 التورع من التكفير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أصبهاني
عضـــو
عضـــو



عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 12/10/2010

التورع من التكفير  Empty
مُساهمةموضوع: التورع من التكفير    التورع من التكفير  Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

التورع من التكفير

أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري


قال الحافظ الذهبي في ترجمة الامام ابي الحسن الاشعري رحمهما الله تعالى: (رأيت للاشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي: سمعت حازما العبدوي يقول: سمعت زاهر بن احمد السرخسي يقول: لما قرب حضور اجل ابي الحسن الاشعري في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال: اشهد علي اني لا اكفر احداً من اهل القبلة، لان الكل يشيرون الى معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت - القائل الذهبي -: ونحو هذا أدين وكذا شيخنا ابن تيمية في اواخر ايامه يقول : انا لا اكفر احدا من الامة,, ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن,, فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم) (1) .
وقال الشوكاني: (اعلم ان الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الاسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ان يقدم عليه الا ببرهان اوضح من شمس النهار فانه قد ثبت في الاحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة ان من قال لاخيه: (يا كافر) : فقد باء بها احدهما,, هكذا في الصحيح.
وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما: من دعا رجلا بالكفر او قال: عدو الله,, وليس كذلك الا حار عليه,, اي رجع.
وفي لفظ في الصحيح: فقد كفر احدهما,, ففي هذه الاحاديث وما ورد موردها اعظم زاجر واكبر واعظ عن التسرع في التكفير,, وقال الله عزوجل: (إلا من شرح بالكفر صدرا) (2) فلابد من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به وسكون النفس اليه فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشر,, لا سيما مع الجهل بمخالفتها لطريقة الاسلام، ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الاسلام الى ملة الكفر ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه.
فان قلت: قد ورد في السنة ما يدل على كفر من حلف بغير ملة الاسلام وورد في السنة المطهرة ما يدل على كفر من كفر مسلما كما تقدم وورد في السنة المطهرة اطلاق الكفر على من فعل فعلا يخالف الشرع كما في حديث: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ونحوه مما ورد مورده وكل ذلك يفيد ان صدور شيء من هذه الامور يوجب الكفر وان لم يرد قائله او فاعله الخروج من الاسلام الى ملة الكفر,, قلت: اذا ضاقت عليك سبل التأويل ولم تجد طريقا تسلكها في مثل هذه الاحاديث: فعليك ان تقرها كما وردت وتقول: من اطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الكفر فهو كما قال,, ولا يجوز اطلاقه على غير من سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين كافرا الا من شرح بالكفر صدرا، فحينئذ تنجو من معرة الخطر وتسلم من الوقوع في المحنة فان الاقدام على ما فيه بعض البأس لا يفعله من يشح على دينه ولا يسمح به فيما لا فائدة فيه ولا عائدة فكيف اذا كان يخشى على نفسه اذا اخطأ ان يكون في عداد من سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرا فهذا لا يقود اليه العقل فضلا عن الشرع (3) ,, ومع هذا فالجمع بين ادلة الكتاب والسنة واجب وقد أمكن هنا بما ذكرناه فتعين المصير اليه فحتم على كل مسلم الا يطلق كلمة الكفر الا على من شرح بالكفر صدرا ويقصر ما ورد مما تقدم على موارده وهذا الحق ليس به خفاء,, فدعني من بنيات الطريق.


يأبى الفتى إلا اتباع الهوى
ومنهج الحق له واضح (4)

قال أبو عبدالرحمن: يكون كافرا بيقين من ورد تفكيره بالنص الشرعي، ولكن ابا حامد الغزالي الحق بذلك من كان في حكم من كفّره الشرع بطريق الاولى,, قال ابو حامد: (والاصل المقطوع به ان كل من كذَّب محمدا صلى الله عليه وسلم فهو كافر (اي مخلد في النار بعد الموت ومستباح الدم والمال في الحياة,, الى جملة الاحكام),, الا ان التكذيب على مراتب:
الرتبة الاولى: تكذيب اليهود والنصارى واهل الملل كلهم من المجوس وعبدة الاوثان وغيرهم فتكفيرهم منصوص عليه في الكتاب ومجمع عليه بين الامة وهو الاصل وما عداه كالملحق به.
الرتبة الثانية: تكذيب البراهمة المنكرين لاصل النبوات ، والدهرية المنكرين ولصانع العالم وهذا ملحق بالمنصوص بطريق الاولى، لان هؤلاء كذبوه (5) ، وكذبوا غيره من الانبياء - اعني البراهمة - فكانوا بالتكفير اولى من النصارى واليهود,, والدهرية اولى بالتكفير من البراهمة، لانهم اضافوا الى تكذيب الانبياء انكار المرسل ومن ضرورته (6) إنكار النبوة,, ويلتحق بهذه الرتبة كل من قال قولا لا تثبت النبوة في اصلها او نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الخصوص الا بعد بطلان قوله) (7) .
قال أبو عبدالرحمن: الاصل ان من كذب بالله وصد عن آياته الدالة عليه او جحدها: فهو كافر,, وان من كذب الله بعد ان عرفه كافر.
والطريق الى معرفة ما جاء من عند الله مما ينبغي التصديق به: ملائكة الله وكتبه ورسله بعد قيام البراهين والآيات على ان ما جاءوا به من عند الله.
وكل من كذب نبينا فهو كافر، وكل نبي فقد أخبر بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد صلى الله عليه وسلم اخبر عن الانبياء والرسل قبله واوجب الايمان بهم، واذن فتكذيب كل نبي كفر,, الا ان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين، ودينه ناسخ الاديان المحفوظ من الضياع، فالمآل الى تصديقه.
وكل من ذكرهم الغزالي - باستثناء من قال قولا لا تثبت النبوة الا بنفيه - فهم كافر بالنص تارة بتسمية ديانتهم باسمها وتارة بدخولهم في عموم ما خالف الاسلام فمن الاول قوله تعالى: (ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم) (سورة البقرة /105) وقال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين) (سورة البينة/1) وقال تعالى: (ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم) (سورة البينة/6) وقال تعالى: (يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون) (سورة آل عمران/70),, واليهود والنصارى اهل الكتاب وقد نص الله على كفر اهل الكتاب بتسمية دينهم وقال تعالى: (ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب) (سورة آل عمران/19)، وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (سورة ال عمران/ 85) واذ بين الله انه لا يرتضي غير الاسلام وحكم بكفر كل ذي كتاب لم يتبع الاسلام وحكم بكفر المشركين: فقد صح بالضرورة ان كل ذي ملة غير الاسلام كافر وان كل من لا دين له كافر وان كل مشرك كافر، فهذا نص على كل ما سوى الاسلام بالتعميم وانه كفر، وان اهله كفار.
واما الحاق الغزالي من قال قولا لا تثبت النبوة او اصلها الا بنفيه والحاق ذلك بالكفار: فمعلوم انه يريد بذلك من قال هذا القول من اهل القبلة كمن قال النبوة تحصل بالاكتساب,, وهذا محل نظر، بل نقول: هذا القول كفر، وقائله كافر ان ثبت انه زنديق متستر بالاسلام، او لم يثبت انه معذور بجهل او خطأ، او يكون ما نسب اليه لازم مذهب.
ومن اراد ان يرفع التكفير عن غير اهل القبلة بخطأ الاجتهاد فقد ناقشه الامام ابو محمد ابن حزم بقوله: وقال قائلهم ايضا: فاذا عذرتم المجتهدين إذا أخطأوا فاعذروا اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل؛ فإنهم أيضا مجتهدون قاصدون الخير: فجوابنا وبالله تعالى التوفيق: أننا لم نعذر من عذرنا بآرائنا، ولا كفرنا من كفرنا بظننا وهوانا,, وهذه خطة لم يؤتها الله عزوجل أحدا دونه، ولا يُدخل الجنة والنار أحدٌ أحدا؛ بل الله تعالى يدخل من يشاء؛ فنحن لا نسمي بالإيمان إلا من سماه الله تعالى به,, كل ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم,, ولا يختلف اثنان من أهل الأرض ( لا نقول: من المسلمين؛ بل من كل ملة): في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع بالكفر على أهل كل ملة غير الإسلام الذي تبرأ أهله من كل ملة حاشا التي أتاهم بها عليه السلام فقط، فوقفنا عند ذلك فقط.
ولا يختلف ايضا اثنان: في أنه عليه السلام قطع باسم الإيمان على كل من اتبعه وصدق بكل ما جاء به وتبرأ من كل دين سوى ذلك؛ فوقفنا عند ذلك ولا مزيد؛ فمن جاء نص في إخراجه عن الإسلام بعد حصول اسم الإسلام له أخرجناه منه سواء أُجمع على خروجه منه أو لم يجمع، وكذلك من أجمع أهل الإسلام على خروجه عن الإسلام؛ فوجب اتباع الإجماع في ذلك,, وأما من لا (8) نص في خروجه عن الإسلام بعد حصول الإسلام، ولا إجماع في خروجه أيضا عنه: فلا يجوز إخراجه عما قد صح يقينا حصوله فيه.
وقد نص الله تعالى على ما قلنا؛ فقالSadومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) سورة آل عمران/85 ، وقال تعالىSad ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا, أولئك هم الكافرون حقا) سورة النساء/150-151 (9) .
وقال أبومحمد أيضا: وأما مالم تقم الحجة على المخالف للحق في أي شيء كان فلا يكون كافرا إلا أن يأتي نص بتكفيره؛ فيوقف عنده كمن بلغه وهو في اقاصي الزنج ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقط؛ فتمسك عن البحث عن خبره فإنه كافر (10) .
وقال ابن حزم أيضا رحمه الله تعالى:وقال تعالىSad إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا)سورة محمد/32 ، وهذا نص جلي من خالفه كفر في أن الكفار قد تبين لهم الحق والهدى في التوحيد والنبوة,, ومن تبين له الحق فبيقين يدري كل ذي حس سليم أنه مصدق بلاشك بقلبه,, وقال تعالىSadفلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين, وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)سورة النمل/13-14 ,, قال أبومحمد: وهذا أيضا نص جلي لا يحتمل تأويلا على أن الكفار جحدوا بألسنتهم الآيات التي أتى بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، واستيقنوا بقلوبهم أنها حق، ولم يجحدوا قط أنها كانت، وانما جحدوا أنها من عند الله (11) ؛ فصح ان الذي استيقنوا منها هو الذي جحدوا، وهذا يبطل قول من قال من هذه الطائفة: إنهم إنما استيقنوا كونها (12) وهي عندهم حيل لا حقائق؛ إذ لو كان ذلك لكان هذا القول من الله تعالى كذبا تعالى الله عن ذلك ؛ لأنهم لم يجحدوا كونها، وإنما جحدوا أنها من عند الله، وهذا الذي جحدوا هو الذي استيقنوا بنص الآية,, وقال تعالى حاكيا عن موسىعليه السلام أنه قال لفرعونSad لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر)سورة الإسراء/102 (13) ؛ فمن قال: ان فرعون لم يعلم أن الله تعالى حق، ولا علم أن معجزات موسى حق من عند الله تعالى: فقد كذب ربه تعالى,, وهذا كفر مجرد, وقد شغب بعضهم بأن هذه الآية قرئت (ولقد علمتُ) بضم التاء,, قال أبومحمد: وكلا القراءتين حق من عند الله تعالى لا يجوز أن يرد منها شيء؛ فنعم موسى عليه السلام علم ذلك، وفرعون علم ذلك؛ فهذه نصوص القرآن,, وأما من طريق المعقول والمشاهدة والنظر فإنا نقول لهم: هل قامت حجة الله تعالى على الكفار كما قامت على المؤمنين بتبين براهينه عزوجل لهم، أم لم تقم حجة الله تعالى عليهم قط إذ لم يتبين الحق قط لكافر؟.
فإن قالوا: إن حجة الله تعالى لم تقم قط على كافر؛ إذ لم يتبين الحق للكفار: كفروا بلا خلاف من أحد، وعذروا الكفار، وخالفوا الإجماع.
وان أقروا أن حجة الله تعالى قد قامت على الكفار بأن الحق تبين لهم: صدقوا، ورجعوا إلى الحق، وإلى قول أهل الإسلام (14)

http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=7616
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التورع من التكفير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم العلامة ابن عقيل الظاهرى-
انتقل الى: