هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 الظاهرية هي المذهب الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

الظاهرية هي المذهب الأول  Empty
مُساهمةموضوع: الظاهرية هي المذهب الأول    الظاهرية هي المذهب الأول  Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 13, 2010 8:01 pm

المصدر جريدة عكاظ ( الخميس 19/05/1427هـ ) 15/ يونيو/2006 العدد : 1824
الدكتور الحربي مهاجما منتقدي مذهب ابن حزم:
الظاهرية هي المذهب الأول، والمتكلمون عنها يهرفون بما لا يعرفون
فالح الذبياني (مكة المكرمة) تصوير: صالح باهبري :
منذ اسابيع، لم يهدأ الجدل الساخن الذي اثير حول المذهب الظاهري. في هذا الحوار، يرد الدكتور عبد العزيز بن علي الحربي، ثالث اقطاب المذهب الظاهري في المملكة، بعد ابي تراب وابن عقيل ، وأستاذ القراءات والتفسير المشارك بجامعة أم القرى، مدير مركز إحياء التراث الإسلامي، على ما وصفها بـ«المغالطات»، التي وردت في الحوار الذي نشرناه الاسبوع المنصرم، مع الدكتور محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بمكة المكرمة:
هل أنت مع مَنْ يقول إن الظّاهرية مذهبٌ خامس؟
- المذهبُ الظاهري – إن كان مذهباً - هو المذهب الأول وليس المذهبَ الخامس، فهو الذي كان عليه سلف الأمة ومجتهدوها، وكلّ متجرّدٍ، نابذٍ للتعصّب، مطرح للتقليد إلى اليوم.
وهو كما قال الإمام الشوكاني: أول الفكر آخر العمل، عند مَن رُزِق الإنصاف، وكانت عنده فِطنة لم يَرِدْ عليها ما يغيّرها عن أصلها. وليس هو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط، بل هو مذهب أكابر المتقيدين بنصوص الشرع، من عصر الصحابة إلى الآن، وداود واحد منهم.. ثم، قال: وأنت إذا أمعنتَ النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة، وجدتَها من مذهب الظاهر بعينه. بل، إذا رُزِقت الإنصافَ، وعرفتَ العلوم الاجتهادية كما ينبغي، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حقّ النظر، كنتَ ظاهريا، أي: عاملاً بظاهر الكتاب والسنة، منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري، فإن نِسْبَتَك إليه، ونسبته إلى الظاهر متفقة، وهذه النسبة مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام، وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلاة والسلام. انتهى كلامه من كتابه البدر الطالع 2/290.
العداء للظاهرية
فما الذي جعل العلماء يقفون من الظاهرية والظاهر هذا الموقف؟
- لم يكن موقف العلماء كلهم موقفا واحدا، بل كان كثير منهم على المسلك ذاته، وإن لم يصرّحوا بأنهم من أهل الظاهر، وعلى ذلك أكابر المجتهدين، كما قال الشوكاني. والذي جعل آخرين منهم ناقدين لهذا المنهج، أو بعض مسائله، أو محذرين منه، أسبابٌ كثيرةٌ منها: مسائل قليلة قال بها داود وابن حزم، أو غيرهما، وأجْرَوها على ظاهر لا باطن لها، وأهملوا من القياس الجلي ما لا يسوغ إهماله، ومنها: ما كان عليه أسلوب ابن حزم – رحمه الله – من الحِدّة في الردّ على المخالف، وترك الملاينة، ومنها: أن المذهب لم يكن مذهباً يؤكّل العيش، ويرفع الجاه، ويؤهّل لمنصب من مناصب الدنيا، كما كان الحال في المذاهب الأخرى، يتولّى منتحلها الإمامة والفُتيا، ومناصب القضاء. وكان المذهب الظاهري في القرن الثالث والرابع وعقود من القرن الخامس أشهر من المذهب الحنبلي. ومنها: اشتغال ابن حزم بالفلسفة وعلم الكلام اشتغالاً صرفه عن الحق في بعض مسائل الصفات، فذمّه مَن ذمّه بسبب ذلك.
ما ردّكم على من زعم أن ابن حزم جهمي جَلْد، وليس بظاهريّ؟
- هذه لفظة جائرة قالها ابن عبد الهادي، ولم يكن من الراسخين في العلم، مات – رحمه الله – صغيراً، وإلا فابن حزم يُثبِتُ الأسماء، ولا يقول بخلق القرآن، ويقول بأن الله مستوٍ على عرشه، ولا يقول بالجبر ولا الإرجاء، ولا ينفي القَدَر، ولا يقول بفناء الجنة، ولا يوافق جهم بن صفوان في شيء مما انفرد به، وإنما زلّت قدمه بعد ثبوتها في مسائل الصفات، وافق فيها المعتزلة الذين وافقوا الجهمية، خرج الإمام – رحمه الله – عن تأصيله وموافقته لأهل الحديث في معاني مذهبهم. وعُذر مَن وصفه بهذا الوصف أنّ من بين العلماء من كان يصف من أنكر صفات الله بالتجهّم.
التجني على ابن حزم
في عمليّة تفسير النصوص، تعتمدون على الحرفيّة وليس الظاهرية.. لماذا؟ وكيف؟
- أكثر من يتكلم عن الظاهرية لا يعرف نهجهم ولا تأصيلهم، لأنه لم يمعن النظر في تأصيلهم واستدلالهم، وربما حكم عليهم من خلال مسائل قليلة وقف فيها ابن حزم على الظاهر، حيث لا ينبغي الوقوف. وأكثرُ من يحكم على الظاهرية يحكم على منهجهم من خلال ما يسمعه عن ابن حزم. والمنصفون قليلون، والإنصاف عزيز. وهناك مسائل تُنسَب لابن حزم لم يقل بها. ولا أُحصي كم مرّة ذكر لي بعض طلبة العلم، ومن يُشار إليه بالبنان: أن ابن حزم – رحمه الله – يقول بأن السعي بين الصفا والمروة أربعة عشر شوطاً، نقلا عن ابن القيم. والحقيقة: أن ابن القيم لم ينقل ذلك عنه، بل ذكر كلاماً آخر لابن حزم في مسألة من مسائل الحج، ثم قال: ويُشبِه هذا الخطأ خطأُ من قال: إن الطواف بين الصفا والمروة أربعة عشر شوطاً. وإلا، فابن حزم يردّ على من يقول بهذا القول بالنصوص والنظر، ويقول: لو كان أربعة عشر شوطا لانتهى السعي بالصفا ولم ينتهِ بالمروة. ومِن أشدّ ما آلمني واحتدم له خاطري، وحملني على الدفاع عن أبي محمد بن حزم: ما بادهني به واحد من الأساتذة في الجامعة بالمدينة، وقال لي: إن ابن حزم يقول: يجوز أن يأخذ الولد العصا ليضرب بها والديه، لكن لا يجوز أن يقول لهما: «أفّ»، فقلت له: أين قال هذا الكلام؟ قال: قاله ابن حزم، قلت: أين قاله؟ قال: موجود في كُتُبه. ثم أدبر.
وقد أَذْكَرني هذا ببعض أدعياء العلم، سألوه عن مسألة فقال: الجواب في حديث عائشة!!
والقصد: إنه ليس معنى الأخذ بالظاهر الأخذُ بظاهرٍ لا باطن له، بل الأخذ بجميع ما يحتمله النص، والأخذ بجميع الدلالات التي تدل على المراد منه، ومن ذلك: دلالة لفظه على معناه تضمّنا ومطابقة ولزوماً، ودلالة السياق، ودلالة الرابطة، ودلالة القرائن، ودلالة نصوص أخرى.
والأخذ بحرفية النص ليس مما يعابُ عند العقلاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل عليه قوله تعالى: (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم): «لأزيدنّ على السبعين». ووُجِد في الصحابة من تمسّك بالحرفية، كما جاء في خبر صلاة العصر في بني قريظة.
كيف ترد على من يقول: إن مذهب الظاهرية لم ينشأ نتيجة لوجود مُثُل احتواها هذا المذهب، وإنما انتشر لألمعيّة وشهرة وقوة علم ابن حزم؟
- الأخذ بالظاهر موجود منذ أن كان الإسلام، كما سبق. وإنما أصّله داود، ثم جاء ابن حزم وزاده تأصيلا وتجديداً. وعامّة أهل الحديث كانوا على ذلك، ولا يلجأون إلى القياس إلا حين الاضطرار إليه. وكلّما قلّت بضاعة العالِم من النصوص كان القياسُ لديه أكثرَ من غيره. ولا شكّ أن ألمعية ابن حزم وشهرتَه زادتهُ قوّة وأكثر جمعاً، أعجبَ قوماً وأغضب آخرين، طحَن آراءهم طحن الرّحى بثفالها، وقرعهم بسهام قلمه. ولو ترطّب معهم ولم يسفّه أحلامهم لكان له شأن آخر.
الاصل نبذ التمذهب
يشير الظاهريون إلى أن الشوكاني والألباني ومسلماً والبخاري والأصفهاني، وآخرين من أتباعهم على المذهب الظاهري. ما هو الدليل الذي يؤكد مزاعمهم؟
- سبق الجواب عن مثل هذا في كلام الشوكاني الذي نقلتُه، فكلّ متحرّر لم يلتزم بمذهب معينٍ ولا رأي آخذٌ بالظاهر. وما تحتمله النصوص من دلالات هو ظاهريّ، وعلى هذا من ذُكروا في السؤال وغيرهم من مشاهير الأئمة، وكثير من أئمة آل البيت. والعصر الآن متّجهٌ إلى التحرّر ونبذ التقليد، ولم يعد يحتمل التعصّب إلى غير معصوم ولا عصمة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدرَك الناس أن إلزام أحدٍ بمذهب معيّن لا يجوز الخروج عنه بحال من الأحوال، كالالتزام بالقوانين الوضعية، وأن التعصّب يفرّق ولا يجمع، ويخالِف بين القلوب ولا يؤلّف بينها.
وقد كان في المسجد الحرام أربعة محاريب، يحرص فيها المنتسب إلى المذهب الشافعي على أن لا يصلّي إلا خلف إمامه الشافعي، وهكذا، الحنفي، والمالكي، والحنبلي، وهكذا، في الجامع الأموي، ولا يزال حتى الآن. والأسعد حظّاً في مثل هذه الحال هو الظاهري الذي لا فرق عنده بين الصلاة خلف مالكي أو شافعي أو حنفي أو حنبلي أو زيدي، أو هادويّ أو إباضي، برٍّ أو فاجرٍ. ولا يتعصّب لغير الحق، فانظروا مَن ذا الذي يَجْهَدُ في ضمّ النشر، ولمّ الشتات، واطّراح الخلاف؟!!
مما يُحسَب للظاهرية شدّتهم في الاستدلال بالإجماع، مع أن دليل الإجماع، وهو قوله تعالى: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين) ليست ظاهرة في الدلالة كآية القياس. فكيف تردّون؟
- بل هذه الآية أظهر في الدلالة على الإجماع من آية القياس التي بين المحققين من أهل القياس ضعف الاستدلال بها، وليست هذه الآية هي النص الوحيد في باب الإجماع، بل هناك نصوص أخرى، كحديث: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين»، وحديث: «لا تجتمع أمتي على ضلالة». وابن حزم نفسه لا يرى الآية المذكورة دالّة على الإجماع، لأن الآية من أولها: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى)، فجعل الوعيد لمن شاقق الرسول. وقد يجتهد العالِم ويخالف الإجماع، ولا يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم بالردّ ولاعناد والهوى، وعدم الاهتبال بقوله، فلا يكون كافراً... وبذلك تعلم أن طريقة الاستدلال لدى الظاهرية أعمق مما تتصوّر، وأكبر ! وأنّ القول بأنهم حرْفيّون مطلقاً على المعنى الذي يريدون قولٌ ساذج.
يشير البعض إلى أن الظاهرية يواجهون عدم رضا من المذهب السلفي. ما أسباب ذلك، إن صحّ؟ وما نقاط الالتقاء والافتراق مع المذاهب الأربعة؟
- هذا غير صحيح على إطلاقه، بل إن المحدّث ناصر الدين الألباني – رحمه الله وهو من أقطاب سلفية العصر يُعدّ واحداً من أهل الظاهر السائرين على طريقتهم ومسلكهم. وكلُّ مَن له ميلٌ إلى الحديث – والسلفيون كذلك – له مَيلٌ إلى الظاهر.
وأما الاختلاف الذي بين الظاهرية وبين باقي المذاهب الأربعة، فإنه يدور حول القياس. وقد علمتَ اختلافَ أهل المذاهب فيه. وأكثرُ المسائل التي اختلف فيها أهل الظاهر وغيرهم، واستدلّ لها الظاهرية بالعموم، واستدلّ غيرهم بالقياس، كان الحكم فيها متفِقاً، والخلاف لفظيا. وقد أحصى بعض الدارسين المسائلَ التي خالف فيها ابنُ حزم غيرَه من الأئمة الأربعة، فإذا هي مئتان وعشرون مسألة. وما أظنها تبلغ ذلك.
خلل عقلي
عدد ممّن عقّبوا على الحوار المنشور مع الشيخ إبي عبد الملك الظاهري يصفون الظاهريين بأن بهم شدّة وغلظة، وأن بعض فتاويهم من المضحكات المبكيات. فما تقولون؟
- الظاهرية ليسوا غلاظ الأكباد، ولا جُفاة الطباع، بل يذوبون رقة وصفاءً، ولكنهم أقوياء في الحق، أشدّاء في الدفاع عنه، يغضبون لمخالَفة النصوص وتأويلها بغير دليل ولا برهان. ولصاحب الحق مقال. ولابن حزم – رحمه الله – نصيب وافرٌ من ذلك بلغ فيه مبلغاً جاوز فيه الرفق لأمرين:
أحدهما: ما طُبع عليه من حدّة في الغضب للحق.
الثاني: تأليبُ العامّة من مقلّدة المالكية وغيرهم، وتشنيعهم عليه، وإيذائه وتغريبه، وإبعاده، وما أصابه من ضيمٍ جرّاء ذلك.
وأما فتاويهم المضحكات المبكيات – كما جاء في السؤال-، فإن كانت مضحكة مبكية في وقت واحد، فهو دليلُ خللٍ في عقل هذا الضاحك الباكي. وإن كان يبكي أحياناً ويضحك أحياناً، فلم يزل الضحك والبكاء آيتين من آيات الله. وليُخبرْن المسائل التي أضحكتْه وأبكتْه، فلعلّ جهله بها فعل به ذلك الفعل. وقد عجب بعض الجهَلة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأزيدنّ على السبعين». وأما وجود مسائل ومفردات لابن حزم وغيره، فهذا موجود في جميع المذاهب. ووُجِد في المذاهب الأربعة من الأئمة أو أتباعهم من يقول بجواز أكل جميع الحيوان ما عدا الخنزير، ومن يقول بأن للرجل أن يتزوج ابنته من الزنا، ومن يقول بجواز تنكيس الأذان والإقامة والطواف والوضوء، ومن يقول بأن الخمر لا يكون إلا من العنب أو التمر. وفي أتباع الأئمة من بحث حكم الطواف حول البيت العتيق على الرأس، ومنهم من قال: يُقدّم في الإمامة في الصلاة الأقْرأُ، ثم الأعلمُ بالسنة، ثم الأكبرُ، فإن تساوَوا قُدِّم أصبحُهم وجها، فإن تساوَوا قُدِّم أحسنُهم زوجةً. بل زاد بعضهم في هذا المقام شيئاً آخر أستحيي أن أذكرَه في هذا المقام. ولهذا نظائر لا تُحصَى كثرةً. فأي الفريقين أحق بالعجب؟! ومع هذا، فإننا لا نحكم على الأئمة ولا على المذاهب الأخرى من خلال المفردات الشاذّة، ولا الأقوال المنكَرة، ولا من خلال الأفراد الذين لا يمثّلون إلا أنفسهم.
الصلاة خلف المذياع
وماذا عن فتاواك حول صلاة المرأة خلف المذياع؟
- هذا من جملة ما أُخِذتُ بجريرته: أني أفتيتُ بجواز صلاة المرأة العامية خلف الإذاعة في بيتها، دون أن تنوي الاقتداء بالإمام، بل من أجل استماع القرآن. فجعلوها ثالثة الأثافي والديار البلاقع.
وقبل ذلك ما كنتُ أقوله للطلبة: لستم مُلزَمين بتصديق الكرامات التي تُروَّج للجهاد الأفغاني، فمعظمُها من الأكاذيب التي يكذبونها في سبيل الله جهلاً بغير علم، والجهاد لا يحتاج إلى ترويج بمثل هذه الأخلوقات التي تضرّ بالإسلام وأهله، ويكفي أن يعلم المجاهد في سبيل الله أن جزاءه الجنة.
أمرُ قيادة المرأة للسيارة.. ما هو موقف المذهب الظاهري منه؟ هل هو التأييد أم المنع؟
- لا أعلم عالِما يقول بحُرمة قيادة المرأة للسيارة لذاته، إلا أن يُحرّم ركوبها أيضاً. ومَنْ منع ذلك منعه لمفسدة ظنّ أنها راجحة، والمسائل التي يختلف الناس في تقدير المصالح فيها والمفاسد وموازنتها، يقع فيها الخلاف، وحين توضَع ضوابط لقيادة المرأة لتلافي وقوع مفاسدها، أو التقليل منها، لا يخالف في جوازها إلا متعنّت.
في الفكر الظاهري، كيف تنظرون لأمر حجاب المرأة؟ هل أنتم مع كشف الوجه أم تغطيته؟ وما هي الحدود المسموح بها للمرأة؟
- حجاب المرأة البالغة الحرة التي لم تبلغ أن تكون من القواعد واجبٌ بالنصوص الواضحة، وفي كشف الوجه خلاف معروف، وفي أدلة الفريقين تكافؤ. وابن حزم لا يرى وجوب تغطيته، وأرى وجوبه إذا خشيت المرأة على نفسها الفتنة.
التحرر من التقليد
يُحسَب للظاهرية أنهم يقولون بالاجتهاد، ولا يرون التمذهب، لكن الواقع أن جميع الظاهرية لا يخرجون عن اجتهادات ابن حزم في الحكم على الأحاديث. فما تعليقكم؟
- هذا غير صحيح، ومن كان مقلّدا لابن حزم أو غيره ممن ينتسب إلى أهل الظاهر فليس بظاهري منتسب إلى ظاهر الشرع، وإنما هو منتسب إلى ابن حزم أو غيره، بل العلامة الفارقة لكل ظاهريّ قُحّ هو التحرّر وعدم التقليد في الحكم على الأحاديث، أو في مسائل الفقه أو غيرها.
وأنا أخالف ابن حزم، وأوافق غيره في مسائل كثيرة في الأصول والفروع. ولهذا قال ابن حزم في معرض كلامه عن التعصب، كما نقله عنه ابن خليل في المورد الأحلى: «ولسنا نرضى عمّن يغضب لنا، إنما نرضى عمّن يغضب للحق، ولا نُسرّ بمن ينصر أقوالنا، إنما نُسرّ بمن ينصر الحق حيث هو، ولا يجهل علينا جاهل فيظن أنّا متّبعون مذهب الإمام أبي سليمان داود بن علي، إنما أبو سليمان شيخ من شيوخنا، ومعلّم من معلّمينا، إن أصاب الحق فنحن معه اتباعاً للحق، وإن أخطأ اعتذرنا له واتبعنا الحق حيث فهمناه».
وقال شيخنا العلامة أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري «وهكذا يقول أبو عبد الرحمن، لأن الظاهر ابتغاء مدلول شرعي، وليس اقتراحاً بشرياً».
الشيخ أبو عبد الملك الظاهري أحلّ الغناء، على الرغم من إجماع الأمة على تحريمه.. ما هي الأدلة التي تستندون عليها في تحليل الغناء والمعازف؟
- الإجماع هو العصا التي يخبط بها كثير من الضعفاء، والشيخ أبو عبد الملك لا هو ولا غيره يملك تحليلاً أو تحريماً إلا بدليل من الكتاب والسنة أو الإجماع المتيقّن، ولا أعلم أحداً من أهل العلم الذين يُعتد بعلمهم ونقلهم حكى الإجماع على تحريم الغناء أو المعازف، بل المنقول هو الخلاف بين العلماء قديماً وحديثاً. وحكى الشوكاني في كتابه نيل الأوطار 4/101 أن الترخيص في السماع ولو مع العود واليراع مذهب أهل المدينة ومن وافقهم من الظاهرية والصوفية، وأن عبد الله بن جعفر كان يصوغُ الألحان لجواريه، ويسمعها منهنّ على أوتاره، وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وحُكي مثله عن شريح وابن المسيّب، وعطاء، والزهري، والشعبي. وقال إمام الحرمين في النهاية: نقل الأثباتُ من المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جوارٍ عوّاداتٌ (يضربن العود)، ودخل عليه ابن عمر وإلى جنبه عود فلم ينكره، وذكر في معناه روايات كثيرة عن ابن عمر، وحكى الرّوياني عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحةُ الغناء بالمعازف، وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبوراً في بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور، وحكى أبو الفضل ابن طاهر أنه لا خلاف بين أهل المدينة في العود، وحكى الماوردي إباحته عن بعض الشافعية، وقد أطال الشوكاني – رحمه الله – في ذكر الخلاف، فليرجعْ إليه من شاء. ونقل العلامة رشيد رضا في فتاويه: 2/491 كراهة الشافعي للملاهي، وأنه لم يرد نصٌّ عن الأئمة الأربعة في تحريمها.
هل أنت مع التحليل أم التحريم؟
- ليس الغرض هنا بحثُ هذه المسألة ونقل الأدلة فيها، ولكن الغرض هو إفهام من حكى الإجماع على التحريم بأنّه كاذب على الأمة، وأن من لم يعرف اختلاف العلماء فليس بعالم.. ومع هذا كله فإننا نرى أن الإسراف في الانصراف إلى اللهو كلّه ليس من شأن أهل الجد والدين والمروءة، وأنه ممقوت لدى أهل العلم والزهادة، وأن هذه الأغاني التي تُبثّ اليوم المصاحِبة للسفور والخنا والاستعراض الذي يتثاءب له الإزار، من الفسوق، والذي يكرهه الله والمؤمنون.. وأما أنا فلا أستمتع بالحان السنباطي، ولا بعزف عبادي، ولا أنكر على من سمع. ولسنا مثل أناسٍ يحرّمونه ظاهراً، ويستمعون إليه باطناً، ولا ممّن يدسّ رأسه حياءً من الناس حين يتورّط أو يلجأ إلى حضور المحافل التي يُعزَف فيه الموسيقى.
رابط الموضوع بصحيفة عكاظ : http://www.okaz.com.sa/Okaz/osf/2006...6061525519.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

الظاهرية هي المذهب الأول  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الظاهرية هي المذهب الأول    الظاهرية هي المذهب الأول  Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 13, 2010 8:03 pm

هذا الحوار بحق نفيسة من النفائس ، وفريدة من الفرائد ، ودرة من الدرر .
فالأستاذ الدكتور عبدالعزيز الحربى اتى على كل شبهات المخالفين من القواعد ، فخر عليهم السقف باقواله التى تنزل كالصاعقة على كل متهم للظاهرية زورا وبهتانا .
هذا حوار ليس بالطويل تحدث فيه علم فذ وباحث نابه من أعلام وباحثى الظاهرية فى عصرنا فجلى مسائل الخلاف ، وشبهات المخالفين فى روية ودقة .
فهو حوار وكلام لا ينم إلا عن وعى وفهم وقدم راسخة .
كثيرا ما كنت أقول الظاهرى إذا بز وظهر فهو بالف من غير الظاهرية .
أما الآن فلعلى أقول الظاهرى إن بز وظهر بمثل فهم فضيلة الدكتور الحربى فهو بآلاف من المخالفين .
ولا يقولن احد من الأصحاب اننى بذلك متعصب ، واننى جافيت منهجى فى عدم إظهار الحدة فى حديثى بشان الظاهرية .
كلا وربى فهذا حديث من دعى إلى مثل هذه الأقوال منذ أكثر من عقد ، فلما وجد من يشهرها بقوة ويدعو إليها آن له الأوان أن يظهر مافى مكنونه .
وليس فى هذا تعصب إنما هو دعوة للمعرفة ، والبصر بالحقيقة ، فهل الدعوة لمثل هذا تعصب ؟
إن العبرة إنما فى الحجج والبراهين فحسب .
ومن ثم من تدبر النصوص ، صار علما مبرزا ، وراح الناس يشيرون إليه بالبنان .
ما أحرانا معشر الظاهرية كما أعلنها الشيخ المبجل عبدالعزيز الحربى أن نقف على مواطن الخلاف لانه من لم يق على مواطن الخلاف فليس بعالم .
وسبب السوء الذى نراه من المخالف انه لم يقرا ولم يعرف من هم الظاهرية ، وما هو هذا المنهج فوقعوا فيما وقعوا فيه .
فما أحرانا ان نتجنب زلاتهم ، ونعدو بعيدا عنها ، وإلا سقطنا فيما سقطوا فيه .
الكلام كثير فى مثل هذا الموطن ، ولكنى انسيت جله من شدة فرحى بهذه الكلمات النيرات ، التى أسأل الله تعالى أن يجعلها فى ميزان قائلها وناقلها بحوله وقوته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
الظاهرية هي المذهب الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلامة ابن عقيل : الظاهرية كانت المذهب الرابع قبل أن يوجد المذهب الحنبلي
» العلامة أبو عبد الرحمن الظاهري: الظاهرية كانت المذهب الرابع قبل أن يوجد المذهب الحنبلي
» الكنى والألقاب والمصطلحات فى المذهب الظاهرى
» هل منتظر الزيدى الذى حذف بوش بالحذاء سنى المذهب؟
» المذهب الظاهري - نشأته وتطوره – منهجه ومعالمه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم الدكتور عبدالعزيز الحربى-
انتقل الى: