هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 السُّنّة .. السُّنَّة !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العلاء الوزاني الظاهري
عضـــو
عضـــو



عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

السُّنّة .. السُّنَّة !  Empty
مُساهمةموضوع: السُّنّة .. السُّنَّة !    السُّنّة .. السُّنَّة !  Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 17, 2010 10:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم
دعا الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى مباهلة نصارى نجران برئاسة السيد والعاقب وابن الحارث في شأن عيسى بن مريم عليه السيلام فقال تعالى : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " [سورة أل عمران 61]
الا أنهم أبوا ورضوا بالجزية بعد أن أعلمهم كبيرهم العاقب أنهم إن باهلوه اضطرم عليهم الوادي نارا .
وفي الامور الواضحة المعلومة من دين الله بالضرورة قد يسلك فيها المؤمنون أو طائفتهم سبيل المناظرة بالمباهلة ولا تؤمن العقوبة العاجلة لمن باهل وهو كاذب .
وبين فرق المسلمين من يدعي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفي هذا الشرط الايماني عن من لا يعبر عن حبه بطقس أو طقوس معينة كالذكر جماعيا بذكر غير مأثور توظيفه ، وكالقيام المشهور ، وكالانصراف عن الاحكام والعظات الى الأنوار والجمالات ، وكالالغاء لبلاغ أهل التخصص من المحدثين والمفسرين والأصوليين والفقهاء والاستعاضة بشرع العوام ومدعي الذوق .
وبعد ذلك تتحول العبادة الى جوقة ، ويكون الدين أناشيد كثيرة الدخل ، فنعبد الله بـ " بحمر دسج " .
وهي كليمة يعلم بها أهل الفن الطلبة ليحفظوا أنغام المقامات السبعة : بيات ـ حجاز ـ مايه ـ رصد ـ دوكا ـ سيكا ـ جاركا .
وكثيرا ما أطرب لأناشيد المدائح النبوية فأجدني مفاجأة بين أنغام :
من عذبك تتخلص مني ؟
أو : العذول فايق ورايق .
أو : طلع البدر علينا .
ولو جردت هذه المدائح الكريمة من أي خطأ يشينها ، أو غلو يتحيف عقيدة المسلم ، ثم بقيت كما هي مجردة من الموسيقى والآلة لكان ذلك طربا الخلاف فيه فقهي لا أصولي .
وسيكون أحسن الفن بلاريب مادة وموصوعا .
قال أبو عبد الرحمن : ثم أعود لما أنا بصدده من المباهلة فأقول : هناك من يشفق أن يظهر للملأ بحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك الحب يبغضه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وانت ان صدقت في الحب لا تحب ما يبغضه حبيبك ، ويشفق ان يكون الحب مما كان يبفض في القرون المدوحة ولا يفعل .
ولو تباهل الطرفان بعد نفاد حين النوايا ونزاهة الاجتهاد لكانت الكارثة محققة واقعة بمن خرج عن الولاء لله ولدينه بما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا دينه ولا ولاة الأمر من مستحدثات البدع .
فان قيل ما المقياس لوضوح الأمر وجليته ؟
فالجواب أن دلائل الله على خلقه في ضرورات الدين شموس ساطعة . قال تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم [ سورة أل عمران / 31 ] فهذا خطاب من الله سبحانه وتعالى لرسوله جعل فيه المحبة اتباعا ، ثم اعقب ذلك بيانا بقوله : " قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين " فكفر الله المتولي عن الطاعة وطاعة رسول الله لا تحصل الا بمعرفة بلاغه ، وأهل البلاغ عدول الأمة من المحدثين والفقهاء فالخلاف فيما بينهم فقهي ، وخلاف غيرهم لهم أصولي .
ومن المقياس أن يسأل المسلم : هل هذا من هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، لان في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وزاد النسائي والبيهقي باسناد صحيح : " وكل ضلالة في النار " .
والبدعة في اصطلاح الشرع المطهر كل ما اتخذ دينا ولم يكن في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مما جرت به السيرة لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل الاتباع ، وقد قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم صفتهم المشرقة فقال كما في صحيح مسلم : "ما من نبي يبعثه الله عز وجل في أمة قبلي الاكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره .." الحديث ..
قال أبو عبد الر حمن : أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الامم فصحابته خير الصحاب .
ومن استحيا كل بدعة ، ولم يفرق بينهما وبين السنه فقد عطل نصوص البدعة من مفهومها ، ولزمه أن الشرع نهى عن معدوم لا وجود له البتة ، سبحانه وتعالى يقول" يااهل الكتاب لا يغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق " [سورة النساء /171]
وأهم مقاييس فهم البدعة أنها احداث ماليس بشرع لله لغرض التديز به ، فتكون خارجة عن أمر مبلغ الشرع وتكون مردودة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا ماليس منه فهورد .
وقد صح عن الدارمي وغيره أن أبا موسى الاشعري قال لابن مسعود رضي الله عنه : إني رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينظرون الصلاة .
في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مئة .. فيكبرون مئة فيقول :هللوا مئة .. فيهللون مئة .
فيقول : سبحوا مئة فيسبحون مئة .
قال : فماذا قلت لهم ؟
قال : ماقلت لهم شيئا الا انتظار رأيك أو انتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم . ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا حصى نعد بها التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء .
ويحكم ياأمة محمد ما أسرع هلكتكم .. متوافرون وهذه ثيابه وأنيته لم تكسر .
واذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟!
قالوا : والله ياأبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير .
قال : وكم مريد للخير لن يصيبه .
وقال : تعلموا العلم قبل أن يقبض ، وقبضه ذهاب أهله .
ألا واياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليك بالعتيق .
وأولئك القوم الذين يعدون بالحصى قال عنهم الراوي : رأينا عامة أولئك الحلق يطا عنونا يوم النهروان مع الخوارج .
قال أبو عبد الرحمن : إنكار ابن مسعود رضي الله عنه لعموم الواقع الذي لم يكن سلفيا وهو التحلق لترديد الذكر جماعة ، واحصاؤه بالحصى .
وأما الذكر المقيد فيحصى بالانامل لانهن مستنطقات بنص الحديث .
قال أبو عبد الرحمن : وكان بعض السلفيين ينكر السبحة الالفية ، والان صار التسبيح عن طريق التكنولوجيا فوجد جهاز في حجم البيضة يهمز زر فيه فتخرج أربع خانات بأربعة اصفار ، ثم يهمز مرة بعد مرة حتى يصل الى الف ، ثم يصفر لعد الف أخر .. وهكذا .
ويتوقع ان يغزو هذا الحهاز السبحة الالفية ، والله المستعان .
وكتبه/ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
جريدة الجزيرة السبت 25 ذو القعدة 1411هـ العدد : 6827
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السُّنّة .. السُّنَّة !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم العلامة ابن عقيل الظاهرى-
انتقل الى: