كلمة نصح وتصبير لأبى حاتم الظاهرى

الأخ الحبيب الغالى الذى له فى قلبى محبة لا يعلمها إلا خالق السماوات والارض.
هون عليك اخى الحبيب ما انت فيه فكلنا أصحاب بلاء وكلنا فى يوم من الايام ادار لنا الدهر وجهه ، ولا ندرى ماذا يقع لنا من قدر ربنا غدا .
أعرف جيدا ما انت فيه ، كما أعرف أيضا أنك من اصحاب المشاعر المرهفة ، ولكن لا تدع حسك المرهف هو الذى يحركك تجاه ما نزل بك من ضر وبلاء .
فلو فعلت ذلك حينها سيقع البلاء الذى لا دافع له .
اما بخصوص ما استحلفتنى بشانه فأنت يا الحبيب فى حل بدون ان تستحلفنى ، وهل للحبيب ان يستحلف من يحبه ؟
كلا وربى .
ويعلم الله اننى بالامس واول امس جال بخاطرى ما استحلفتنى عليه ن وأحسست بانك فى حالة لا تستطيع الفكاك منها ، وعزمت أمرى على ذلك .
فلا تشغل نفسك بى كثيرا وبالامر الذى فى خلدك ، ولكن اشغل نفسك بما نزل بك من ضر فافزع لربك اولا ان يرفعه ، ثم فكر بعد ذلك فى حله فالفزع إلى مولانا فيه الشفاء من كل داء ، وفيه ما فيه من رفع البلاء .
وعزائى على هذه الكلمات التى سطرتها يداك وخطتها اناملك ووقعت من قلبى موقعا كاد ان يحترق منها ، بل كادت نفسى أن تزهق لحظة قراءتها . أننى أعرف بان ما فى قلبك من حب لنا وللظاهرية جميعا وللمسلمين باسرهم لا يمكن أن يجعلك تنسى هذا الميدان الذى نزلت إلى ساحته فارسا مغوارا .
أقول لك يا صاحب القلب الكبير الذى اعتاد أن يعطى ولا ينتظر عطاءا من أحد . الفارس المغوار الذى يكبو كبوة أو تدير الدنيا له ظهرها أو تدور الدائرة عليه يجلس بين نفسه يفكر كيف الخلاص ثم يعود فى قوة ونشاط أقوى واشد مما كان عليه قبل الكبوة .
عزائى يا اخى الحبيب اننى اعرف عنك الجد والعزم والإخلاص .
عزائى لكلماتك هذه اننى أعرف أنها ستراودك ليل نهار ويطاردك مدادها كما يطارد من يقرأها من الأحباب من اهل الظاهر .
هذه الكلمات وقعها عليك سيكون اشد من وقعها علينا ، ومن ثم فهى التى ستدعوك للعودة إلى الميدان ثانية لتمارس مهامك ايها الفارس المغوار والمدافع ايما مدافعة عن دينك ومنهجك ضد المجرمين الفجار .
أخى الحبيب أكتب لك هذه الكلمات وانا فى حالة غير متزنة بين قلب يحترق ، وعين أثنيها عن البكاء .
وأتمنى ان لا تنسى أنك أحد أحب الظاهرية إلى قلبى . فلا تبخل بالسؤال علينا ولو كل حين ، ولا تبخل بالرد إن انا سألت لأطمئن على حالك .
أخى الحبيب اسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يذهب عنك ما ألم بك من ضر ، وأن يرفع عنا وعنك البلاء ، وأن يزلفنا إلى جنابه ، وأن يقضى عنا الديون ، ويبدد الهموم والأحزان ، وأن يسبل علينا ستره فى الدنيا والآخرة ، وأن يجمل ذكرنا فى حياتنا وبعد مماتنا .
محبكم
عبدالباقى السيد عبدالهادى .