من طوام أبى بكر بن العربى المالكى الاشعرى

قال ابن العربى فى كتابه العواصم من القواصم
" إن الحسين قتل بسيف جده" يعنى بشريعة النبى
فانظروا رحمكم الله إلى هذه الطامة وعنده غيرها كثير
وما أوردت هذا المثال على أن ألحقه بغيره إلا للتدليل انه لا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم وانا رغم إيرادى لقول ابن العربى هذا أعلم جيدا انه إمام من الأئمة ولا أضلله ولا أكفره ولا أتكلم فيه كما تكلم فى ابن حزم وجرحه وسخفه وضلله ولكن أردت أن يتضح لكل ذى عينين أن من أطلق لسانه فى الناس وقع فى طامات تجعل الناس يطلقون ألسنتهم فيه.
إخوانى الكرام رجاء ممن يشارك فى هذا الموضوع أن لا يطلق لسانه فى الرجل
فنحن ندين الله بأنه أحد الأعلام ، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا محمد صلى الله عليه وسلم
والله نسأله أن يعفو عنا وعنه
و أن يعصمنا ويجنبنا الذلل
وأن يسبل علينا ستره فى الدنيا والآخره إنه ولى ذلك والقادر عليه.

وقد نسب البعض إلى ابن العربى المالكى من خلال كلامه القول بالجبر أى أن الإنسان مجبر على أفعاله وأنه لا استطاعة له أصلا وهو قول جهم بن صفوان وطائفة من الخوارج الأزارقة (1)

ثم رأينا ابن العربى فى موضع آخر يقول بنظرية الكسب وهى نظرية أشعرية وخلال طرحه لها ينتقد الجبرية والقدرية (2)

وقال الحافظ السيوطى رحمه الله " ومن مجازفات ابن العربي أنه أفتى بقتل رجل عاب لبس الأحمر لأنه عاب لبسة لبسها رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقتل بفتياه كما ذكره في المطامح وهذا تهور غريب وإقدامه على سفك دماء المسلمين عجيب وسيخاصمه هذا القتيل غدا ويبوء بالخزي من اعتدى وليس ذلك بأول عجرفة لهذا المفتي وجرأته وإقدامه فقد ألف كتابا في شأن مولانا الحسين رضي الله عنه وكرم وجهه وأخزى شانئه زعم فيه أن يزيد قتله بحق بسيف جده نعوذ بالله من الخذلان" (3)


ــــــــــــــــ
(1) أنظر : المقرى ، أزهار الرياض ، 3/85 ؛ سعيد أعراب ، مع أبى بكر بن العربى ، ص177
(2) أنظر : عارضة الأحوذى ، 8/141،142
(3) أنظر : السيوطى ، الشمائل الشريفة ، تحقيق حسن بن عبيد باحبيشي، دار طائر العلم للنشر والتوزيع ، ص369.