هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 حكام الموحدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

حكام الموحدين  Empty
مُساهمةموضوع: حكام الموحدين    حكام الموحدين  Icon_minitime1الأحد أكتوبر 10, 2010 9:11 pm

منذ ايام عزمت على أن اضع بعض مشاركات فى التاريخ والحضارة الإسلامية
ولما وجدت استفتاءا حول إنشاء قسم للتاريخ والحضارة الإسلامية
قلت أنسىء ما عزمت عليه لعل القسم يؤسس
ولكن يبدو أن الأخوة لم يوافقوا على إنشاء هذا القسم
ومن ثم عاودتنى الفكرة
ففكرت بأى شىء ابدا
فقلت ابدا بعرض أسماء حكام الموحدين لسببين
الأول : أن هذه الدولة دولة ظاهرية طبقت المذهب الظاهرى وعمدت إلى نشره فى ولاياتها
الثانى : أن أخى الحبيب راشد بن أحمد أخبر عن نفسه أنه سيبدا فى القراءة عن هذه الدولة فقلت أضع له مشاركة عن حكامها لعله يستفيد منها
وإن أراد الاستزاده زدنا بعون الله تعالى
1- محمد بن تومرت الهرغى 514هـ حتى 524هـ
2- عبدالمؤمن بن على 524هـ - 558هـ
3-أبويعقوب يوسف بن عبدالمؤمن 558هـ-580هـ
4-أبو يوسف يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن 580هـ - 595هـ
5- محمد الناصر بن المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن 595هـ - 611هـ
6- أبو يعقوب يوسف الثانى المنتصر بالله بن الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على 611-620هـ
7- أبومحمد عبدالواحد المخلوع بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على 620هت - 621هـ
8- أبو محمد عبدالله العادل بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن 621هـ - 624هـ
9- يحيى المعتصم بالله بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن 624هـ - 626هـ
10- أبوالعلاء إدريس المأمون بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على 626هـ - 630هـ
11- عبدالواحد الرشيد بن المأمون بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على 630هـ - 640هـ
12- أبو الحسن على السعيد بن إدريس المأمون بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على 640هـ - 646هـ
13- أبو حفص عمر المرتضى ابن إسحاق بن يوسف بن عبدالمؤمن 646هـ - 665هـ
14- أبو العلا الواثق بالله إدريس بن محمد بن عمر بن عبدالمؤمن بن على لقب بأبى دبوس 665هـ - 668هـ
وكان آخر خليفة من الموحدين على قول من قال بصحة نسبهم القرشى
وآلت ممتلكات هذه الدولة الظاهرية إلى بنى مرين التى سرعان ما حولت كل أثر ظاهرى إلى مالكى بتأثير فقهاء المالكية


ابن تومرت الشيخ, الفقيه الأصولي الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت البربري المصمودي الهرغي , الخارج بالمغرب , المدعي أنه علوي حسني , وأنه الإمام المعصوم المهدي , وأنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن جابر بن يحيى بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب .
رحل من السوس الأقصى شابا إلى المشرق , فحج وتفقه , وحصل أطرافا من العلم , وكان أمارا بالمعروف , نهاء عن المنكر , قوي النفس ,شجاعا , مهيبا قوالا بالحق , ذا هيبة ووقار , وجلالة ومعاملة , انتفع به خلق , واهتدوا في الجملة , وملكوا المدائن , وقهروا الملوك .
أخذ عن إلكيا الهراسي , وأبي حامد الغزالي , وأبي بكر الطرطوشي , وجاور سنة .
وكان لهجا بعلم الكلام ألف عقيدة لقبها بالمرشدة , فيها توحيد وخير بانحراف فحمل عليها أتباعه , وسماهم الموحدين , ونبز من خالف المرشدة بالتجسيم , وأباح دمه .
وكان خشن العيش , فقيرا , قانعا باليسير , مقتصرا على زي الفقر , لا لذة له في مأكل ولا منكح , ولا مال , ولا في شيء غير رياسة الأمر , حتى لقي الله تعالى .
وكان ذا عصا وركوة ودفاس , غرامه في إزالة المنكر , والصدع بالحق , وكان يتبسم إلى من لقيه .
وله فصاحة في العربية والبربرية , وكان يؤذى ويضرب ويصبر , أوذي بمكة , فراح إلى مصر , وبالغ في الإنكار , فطردوه , وآذوه , وكان إذا خاف من البطش به خلط وتباله .
ثم سكن الثغر مدة , ثم ركب البحر إلى المغرب , وقد رأى أنه شرب ماء البحر مرتين , وأخذ ينكر في المركب على الناس , وألزمهم بالصلاة , فآذوه , فقدم المهدية وعليها ابن باديس , فنزل بمسجد معلق , فمتى رأى منكرا أو خمرا , كسر وبدد , فالتف عليه جماعة واشتغلوا عليه , فطلبه ابن باديس , فلما رأى حاله , وسمع كلامه , سأله الدعاء , فقال : أصلحك الله لرعيتك .
وسار إلى بجاية , فبقي ينكر كعادته , فنفي , فذهب إلى قرية ملالة , فوقع بها بعبد المؤمن الذي تسلطن , وكان أمرد , عاقلا , فقال : يا شاب , ما اسمك ؟ قال : عب المؤمن , قال : الله أكبر , أنت طلبتي , فأين مقصدك ؟ قال : طلب العلم , قال : قد وجدت العلم والشرف , اصحبني , ونظر في حليته , فوافقت ما عنده مما قيل : إنه اطلع على كتاب الجفر فالله أعلم , فقال : ممن أنت ؟ قال من كومية فربط الشاب , وشوقه إلى أمور عشقها , وأفضى إليه بسره , وكان في صحبته الفقيه عبد الله الونشريسي , وكان جميلا نحويا , فاتفقا على أن يخفي علمه وفصاحته , ويتظاهر بالجهل واللكن مدة , ثم يجعل إظهار نفسه معجزة , ففعل ذلك ثم عمد إلى ستة من أجلاد أتباعه , وسار بهم إلى مراكش , وهي لابن تاشفين , فأخذوا في الإنكار , فخوفوا الملك منهم , وكانوا بمسجد خراب , فأحضرهم الملك , فكلموه فيما وقع فيه من سب الملك , فقال : ما نقل من الوقيعة فيه , فقد قلته , هل من ورائه أقوال , وأنتم تطرونه وهو مغرور بكم , فيا قاضي , هل بلغك أن الخمر تباع جهارا , وتمشي الخنازير في الأسواق , وتؤخذ أموال اليتامى ؟ فذرفت عينا الملك وأطرق , وفهم الدهاة طمع ابن تومرت في الملك , فنصح مالك بن وهيب الفيلسوف سلطانه , وقال : إني خائف عليك من هذا , فاسجنه وأصحابه , وأنفق عليهم مؤنتهم , وإلا أنفقت عليهم خزائنك , فوافقه , فقال الوزير : يقبح بالملك أن يبكي من وعظه , ثم يسيء إليه في مجلس , وأن يظهر خوفك , وأنت سلطان : من رجل فقير , فأخذته نخوة , وصرفه , وسأله الدعاء .
وسار ابن تومرت إلى أغمات , فنزلوا على الفقيه عبد الحق المصمودي , فأكرمهم , فاستشاروه , فقال : هنا لا يحميكم هذا الموضع , فعليكم بتينمل فهي يوم عنا , وهو أحصن الأماكن , فأقيموا به برهة كي ينسى ذكركم . فتجدد لابن تومرت بهذا الاسم ذكر لما عنده , فلما رآهم أهل الجبل على تلك الصورة , علموا أنهم طلبة علم , فأنزلوهم , وأقبلوا عليهم , ثم تسامع به أهل الجبل , فتسارعوا إليهم , فكان ابن تومرت من رأى فيه جلادة , عرض عليه ما في نفسه , فإن أسرع إليه , أضافه إلى خواصه , وإن سكت , أعرض عنه , وكان كهولهم ينهون شبانهم ويحذرونهم وطالت المدة , ثم كثر أتباعه من جبال درن وهو جبل الثلج , وطريقه وعر ضيق .
قال اليسع في " تاريخه " : لا أعلم مكانا أحصن من تينملل لأنها بين جبلين , ولا يصل إليهما إلا الفارس , وربما نزل عن فرسه في أماكن صعبة , وفي مواضع يعبر على خشبة , فإذا أزيلت الخشبة , انقطع الدرب , وهي مسافة يوم , فشرع أتباعه يغيرون ويقتلون , وكثروا وقووا , ثم غدر بأهل تينملل الذين آووه , وأمر خواصه , فوضعوا فيهم السيف , فقال له الفقيه الإفريقي أحد العشرة من خواصه : ما هذا ؟ ! قوم أكرمونا وأنزلونا نقتلهم !! فقال لأصحابه : هذا شك في عصمتي , فاقتلوه , فقتل .
قال اليسع : وكل ما أذكره من حال المصامدة , فقد شاهدته , أو أخذته متواترا , وكان في وصيته إلى قومه إذا ظفروا بمرابط أو تلمساني أن يحرقوه .
فلما كان عام تسعة عشر وخمس مائة , خرج يوما , فقال : تعلمون أن البشير - يريد الونشريسي - رجل أمي , ولا يثبت على دابة , فقد جعله الله مبشرا لكم , مطلعا على أسراركم , وهو آية لكم , قد حفظ القرآن , وتعلم الركوب , وقال : اقرأ , فقرأ الختمة في أربعة أيام , وركب حصانا وساقه , فبهتوا , وعدوها آية لغباوتهم , فقام خطيبا , وتلا : لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وتلا : مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ فهذا البشير مطلع على الأنفس , ملهم , ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في هذه الأمة محدثين وإن عمر منهم " وقد صحبنا أقوام أطلعه الله على سرهم , ولا بد من النظر في أمرهم , وتيمم العدل فيهم , ثم نودي في جبال المصامدة : من كان مطيعا للإمام , فليأت , فأقبلوا يهرعون , فكانوا يعرضون على البشير , فيخرج قوما على يمينه , ويعدهم من أهل الجنة , وقوما على يساره , فيقول : هؤلاء شاكون في الأمر , وكان يؤتى بالرجل منهم , فيقول : هذا تائب ردوه على اليمين تاب البارحة , فيعترف بما قال , واتفقت له فيهم عجائب , حتى كان يطلق أهل اليسار , وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل , فلا يفر منهم أحد , إذا تجمع منهم عدة , قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه .
قال : فالذي صح عندي أنهم قتل منهم سبعون ألفا على هذه الصفة , ويسمونه التمييز , فلما كمل التمييز , وجه جموعه مع البشير نحو أغمات , فالتقاهم المرابطون , فهزمهم المرابطون , وثبت خلق من المصامدة , فقتلوا , وجرح عمر الهنتاتي عدة جراحات , فحمل على أعناقهم مثخنا , فقال لهم البشير : إنه لا يموت حتى تفتح البلاد , ثم بعد مدة , فتح عينيه , وسلم , فلما أتوا , عزاهم ابن تومرت , وقال : يوم بيوم , وكذلك حرب الرسل .
وقال عبد الواحد المراكشي سمع ابن تومرت ببغداد من المبارك بن الطيوري , وأخذ الأصول عن الشاشي , ونفاه من الإسكندرية أميرها , فبلغني أنه استمر ينكر في المركب , فالقوه , فأقام نصف يوم يعوم , فأنزلوا من أطلعه , واحترموه , فنزل ببجاية , فدرس ووعظ , وأقبلوا عليه , فخاف صاحبها , وأخرجه , وكان بارعا في خط الرمل .
وقيل : وقع بالجفر , وصادف عبد المؤمن , ثم لقيهما عبد الواحد الشرقي , فساروا إلى أقصى المغرب .
وقيل : لقي عبد المؤمن يؤدب بأرض متيجة , ورأى عبد المؤمن أنه يأكل مع الملك على بن تاشفين , وأنه زاد على أكله , ثم اختطف منه الصحفة , فقال له العابر : لا ينبغي أن تكون هذه الرؤيا لك , بل لمن يثور على أمير المسلمين إلى أن يغلب على بلاده .
وكان ابن تومرت طويل الصمت , دائم الانقباض , له هيبة في النفوس , قيل له مرة : فلان مسجون , فأتى الحبس , فابتدر السجانون يتمسحون به , فنادى : فلان , فأجابه , فقال : اخرج , فخرج والسجانون باهتون , فذهب به , وكان لا يتعذر عليه أمر , وانفصل عن تلمسان وقد استحوذ على قلوب كبرائها , فأتى فاس , وأخذ في الأمر بالمعروف .
قال : وكان جل ما يدعو إليه الاعتقاد على رأي الأشعري , وكان أهل الغرب ينافرون هذه العلوم , فجمع متولي فاس الفقهاء , وناظروه , فظهر , ووجد جوا خاليا , وقوما لا يدرون الكلام , فأشاروا على الأمير بإخراجه , فسار إلى مراكش , فبعثوا بخبره إلى ابن تاشفين , فجمع له الفقهاء , فناظره ابن وهيب الفيلسوف , فاستشعر ذكاءه وقوة نفسه , فأشار على ابن تاشفين بقتله , وقال : إن وقع إلى المصامدة , قوي شره , فخاف الله فيه , فقال : فاحبسه , قال : كيف أحبس مسلما لم يتعين لنا عليه حق ؟ بل يسافر , فذهب ونزل بتينملل , ومنه ظهر , وبه دفن , فبث في المصامدة العلم , ودعاهم إلى الأمر بالمعروف , واستمالهم , وأخذ يشوق إلى المهدي , ويروي أحاديث فيه , فلما توثق منهم قال : أنا هو , وأنا محمد بن عبد الله , وساق نسبا له إلى علي , فبايعوه , وألف لهم كتاب " أعز ما يطلب " , ووافق المعتزلة في شيء , والأشعرية في شيء , وكان فيه تشيع ورتب أصحابه , فمنهم العشرة , فهم أول من لباه , ثم الخمسين , وكان يسميهم المؤمنين , ويقول : ما في الأرض من يؤمن إيمانكم , وأنتم العصابة الذين عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : لا يزال أهل الغرب ظاهرين وأنتم تفتحون الروم, وتقتلون الدجال , ومنكم الذي يؤم بعيسى وحدثهم بجزئيات.
اتفق وقوع أكثرها , فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم وإخوتهم لقسوتهم وغلظ طباعهم , وإقدامهم على الدماء , فبعث جيشا , وقال : اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الدين , فادعوهم إلى إماتة المنكر وإزالة البدع , والإقرار بالمهدي المعصوم , فإن أجابوا , فإن إخوانكم , وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم , فسار بهم عبد المؤمن يقصد مراكش , فالتقاه الزبير بن أمير المسلمين , فكلموهم بالدعوة , فردوا أقبح رد , ثم انهزمت المصامدة , وقتل منهم ملحمة , فلما بلغ الخبر ابن تومرت .
قال : أنجى عبدالمومن ؟ قيل : نعم , قال : لم يفقد أحد , وهون عليهم , وقال : قتلاكم شهداء .
قال الأمير عزيز في " أخبار القيروان " : سمى ابن تومرت أصحابه بالموحدين , ومن خالفه بالمجسمين , واشتهر سنة خمس عشرة , وبايعته هرغة على أنه المهدي , فقصده الملثمون , فكسروا الملثمين , وحازوا الغنائم , ووثقت نفوسهم , وأتتهم أمداد القبائل , ووحدت هنتاتة , وهي من أقوى القبائل .
ثم قال عزيز : لهم تودد وأدب وبشاشة , ويلبسون الثياب القصيرة الرخيصة , ولا يخلون يوما من طراد ومثاقفة ونضال , وكان في القبائل مفسدون , فطلب ابن تومرت مشايخ القبائل ووعظهم , وقال : لا يصلح دينكم إلا بالنهي عن المنكر , فابحثوا عن كل مفسد , فانهوه , فإن لم ينته , فاكتبوا إلي أسماءهم , ففعلوا , ثم هدد ثانيا , فأخذ ما تكرر من الأسماء , فأفردها , ثم جمع القبائل , وحضهم على أن لا يغيب منهم أحد , ودفع تلك الأسماء إلى البسير , فتأملها , ثم عرضهم رجلا رجلا , فمن وجد اسمه , رده إلى الشمال , ومن لم يجده , بعثه على اليمين , ثم أمر بتكتيف أهل الشمال , وقال لقراباتهم : هؤلاء أشقياء من أهل النار , فلتقتل كل قبيلة أشقياءها , فقتلوهم , فكانت واقعة عجيبة , وقال : بهذا الفعل صح دينكم , وقوي أمركم .
وأهل العشرة هم : عبد المؤمن , والهزرجي , وعمر بن يحيى الهنتاتي , وعبد الله البشير , وعبد الواحد الزواوي طير الجنة , وعبد الله بن أبي بكر , وعمر بن أرناق , وواسنار أبو محمد , وإبراهيم بن جامع , وآخر .
وفي أول سنة أربع وعشرين ; جهز عشرين ألف مقاتل عليهم البشير , وعبد المؤمن بعد أمور يطول شرحها , فالتقى الجمعان , واستحر القتل بالموحدين , وقتل البشير , ودام الحرب إلى الليل , فصلى بهم عبد المؤمن صلاة الخوف , ثم تحيز بمن بقي إلى بستان يعرف بالبحيرة , فراح منهم تحت السيف ثلاثة عشر ألفا , وكان ابن تومرت مريضا , فأوصى باتباع عبد المؤمن , وعقد له , ولقبه أمير المؤمنين , وقال : هو الذي يفتح البلاد , فاعضدوه بأنفسكم وأموالكم , ثم مات في آخر سنة أربع وعشرين وخمس مائة .
قال اليسع بن حزم : سمى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين , وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له , مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه .
قال ابن خلكان : قبره بالجبل معظم , مات كهلا , وكان أسمر ربعة , عظيم الهامة , حديد النظر مهيبا , وآثاره تغني عن أخباره , قدم في الثرى , وهامة في الثريا , ونفس ترى إراقة ماء الحياة دون إراقة ماء المحيا , أغفل المرابطون ربطه وحله , حتى دب دبيب الفلق في الغسق , وكان قوته من غزل أخته رغيفا بزيت , أو قليل سمن , لم ينتقل عن ذلك حين كرت عليه الدنيا , رأى أصحابه يوما , وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه , فأمر بإحراق جميعه , وقال : من أراد الدنيا , فهذا له عندي , ومن كان يبغي الآخرة , فجزاؤه عند الله ,
وكان يتمثل كثيرا :
تجـرد مـن الدنيـا فإنـك إنمـا خرجـت إلـى الـدنيـا وأنـت مجـرد
ولم يفتتح شيئا من المدائن , وإنما قرر القواعد , ومهد , وبغته الموت , وافتتح بعده البلاد عبد المؤمن . وبكل حال , فالرجل من فحول العالم , رام أمرا , فتم له , وربط. البربر بادعاء العصمة , وأقدم على الدماء إقدام الخوارج , ووجد ما قدم .
ولابن تومرت : دعنـي ففـي النفس أشـيـاء مخبـأة
لألبســن بهــا درعـا وجلبابـا
واللـه لـو ظفـرت نفسـي ببغيتهـا (1)

عبد المؤمن بن علي الكومي (487 - 558هـ ، 1094 - 1163م)
هو عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان ، أبو محمد الكومي نسبته إلى كومية، من قبائل الأمازيغ ، ولد بمدينة ندرومة ـ قرب تلمسان . وفيها نشأ وتعلم. وكان والده صانع خزف .
ورث عبدالمؤمن عن ابن تومرت حركة ثائرة فحولها إلى دولة مستقرة، ومد سلطانها حتى شلمت المغرب كله وما بقي من الأندلس ووضع لها القواعد والنظم الإدارية التي تمكن من تسيير أمور الدولة وإدارة شئونها. ويحفظ التاريخ رسالة طويلة بعث بها عبد المؤمن إلى أهل الأندلس، تعد دستورًا لنظم الحكم الموحدية.

ونظم عبد المؤمن أمور دولته وجعل لها مؤسسات، فللعدل والنظر في الشكايات وزير ، ولأعمال الحرب والجهاد وزير يسمى "صاحب السيف" ، وللثغور وزير، وللشرطة رئيس يسمى "الحاكم" ، وجعل للكتابة والمراسلات وزيرًا من أهل الرأي والبلاغة، وكان لعبد المؤمن مجلس خاص للنظر والمشاورة يحضره الفقهاء ونواب القبائل وكبار رجال الدولة.

وعني عبد المؤمن بن علي بالجيش حتى صار من أعظم الجيوش في وقته، وكان هو نفسه قائًدا عظيمًا وجنديًا ممتازًا، يشاطر جنوده مشقة الطريق وتقشف الحياة العسكرية، واجتمع له من الجيوش الجرارة ما لم يجتمع لملوك المغرب مثله، حيث حقق به انتصارات رائعة.
وكان عبدالمؤمن بن على يعقد المناظرات بين المالكية والظاهرية نصرة للنهج الظاهرى وتمهيدا لفرضه واتخاذه منهجا رسميا للدولة الموحدية .
وكان عبدالمؤمن نفسه يناظر المالكية ويستخدم حجج ابن حزم فى المناظرة .
وقد وصل الأمر بعبدالمؤمن أن تكنى بكنية ابن حزم ، وهى أبو محمد ، وسمي ابنه بأبى سليمان داوود (2 ) ، وهو اسم وكنية إمام أهل الظاهر داود بن على الأصفهانى ، وهذا أمر واضح لتأثر عبدالمؤمن بالمذهب الظاهرى ، حتى أنه تكنى بكنية مجدد المذهب ، وسمى ابنه باسم إمام المذهب.


أبويعقوب يوسف بن عبدالمؤمن تولى الحكم عقب وفاة والده عبدالمؤمن .
كان يوسف بن عبد المؤمن عادلاً حازمًا دينًا خبيرًا بشئون الحكم والملك، معنيًا بشئون وأحوال الرعية، شديدًا على العصاة والمفسدين، بعيد الهمة، شديد الكرم والبذل والمواساة، وكان من العلماء الأدباء حافظًا للقرآن الكريم، من رواة الحديث المتقنين, حتى أنه كان يحفظ صحيح البخاري بسنده الخاص به,
وكان شديد الفصاحة باللغة العربية، يعلم أخبار العرب في الجاهلية والإسلام، لذلك انتظم في بلاطه أعظم علماء وأدباء العصر.
أما أفضل خصاله، فهي شغفه الكبير بالجهاد في سبيل الله، فلقد كان دائم الغزو والتجهيز له، واعتنى بالجيوش وقواها واستمال العرب بالمغرب وضمهم لجنوده، حتى أنه قد ألف رسالة مشهورة في فضل الجهاد في سبيل الله ومكانته والحض عليه، وهى مطبوعة ضمن كتاب أعز ما يطلب لابن تومرت
ويكفي دليلاً على حبه للجهاد أنه استشهد في معركة شنترين الشهيرة بالأندلس ، وقد أصابته إصابات بالغة في هذه المعركة توفي على إثرها في 18 ربيع الآخر 580هـ ـ 29 يوليو 1184م.
وقد حرص يوسف على التمكين للمنهج الظاهرى إذ إنه منع فقهاء المالكية من تعليم الناس الفقه الفروعى ، ودعاهم إلى الاعتماد على القرآن والسنة فى استنباط الأحكام ، وخيرهم بين ذلك وبين السيف .
وكان عميد فقهاء المالكية آنذاك ابن الجد .


ــــــــــــــ
(1) تنبيه طرحت بعضا من أقوال المؤرخين حول ابن تومرت ، وجلهم اتفق على أنه لم يقع منه إلا بدعة القول بالعصمة وادعاء المهدوية.
كما اتفقوا على أنه كان واحدا من أكابر العلماء .
قلت : لكن وقع منه إسراف فى القتل للمرابطين ولمن يشك فى عصمته ومهدويته ، والله نسأله العفو والعافية .
وايا ما كن من أمره فهو أول مؤسس للدولة الموحدية ، واول من شرع فى الدعوة للعودة إلى النصوص ، ونفى القياس والتقليد والظنون فى شرع الله .
(2 ) ابن صاحب الصلاة ، المن بالإمامة ، ص156،155.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
حكام الموحدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل حكام دولة الموحدين ليسوا من قريش ؟
» كاتب ابن اول حكام بنى نصر كان ظاهريا
» حكام وسلاطين تحولوا إلى الإسلام
» شبهات وأباطيل حول دولة الموحدين تفوه بها من أكل التعصب قلبه وعقله
» حمل كتاب: دولة الموحدين للصلابي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الرسمى للدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى :: أخبار الدكتور عبدالباقى وإنتاجه العلمى :: المقالات والردود-
انتقل الى: