هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 مقدمة كتابنا تاريخ أهل الظاهر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

مقدمة كتابنا تاريخ أهل الظاهر Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة كتابنا تاريخ أهل الظاهر   مقدمة كتابنا تاريخ أهل الظاهر Icon_minitime1الثلاثاء يونيو 10, 2014 8:48 am

الحمد لله الذى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين بالثواب والعقاب ، وأنزل عليهم الكتب وجعل الشرائع كاملة بعيدة عن النقص والارتياب ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه فكشف به النقاب وأوضح للناس معضلات الكتاب ، وجعلهم على المحجة اليضاء لا سرب فيها ولا سراب ....... وبعد :

فهذا الكتاب ترجع فكرته إلى أيام عملى فى أطروحة الماجستير عن ابن حزم الظاهرى وأثره فى المجتمع الأندلسى ، إذ توفرت لدى مادة ضافية عن جمع غفير من الظاهرية على مر العصور فى شتى التخصصات ، ودارت حوارات بينى وبين بعض أصحابنا وأساتذتنا حول المذهب الظاهرى وأتباعه وهل كان له أتباع كثيرون كباقى المذاهب ، أم أنه اقتصر على الشخصيات المعروفة فحسب كابن حزم وداوود مؤسس المذهب وابنه محمد بن داود ، فرددت عليهم بما عندى من مادة ضافية تتسع لتصنيف كتاب ضخم ، كان هذا بعد أن تأكدت بأن المكتبة الإسلامية تخلو من كتاب فى طبقات الظاهرية أو تاريخهم ، اللهم إلا من محاولات تأريخية لبعض رجال أهل الظاهر دون أن تصل إلى مشروع متكامل يضم أهل الظاهر جميعا من نشأتهم إلى يوم الناس هذا ، وهذه المحاولات تجسدت فيما قام به شيخنا ابن عقيل الظاهرى ، والمغفور له بإذن الله العلامة أبو تراب الظاهرى بالسعودية .
الأمر الذى دفعنى لتدوين ما وقعت عليه عينى فى كتاب يخلد هذا المذهب وأتباعه ويعيده إلى أيام مجده شأنه شأن المذاهب الإسلامية الأخرى متأسيا فى ذلك بإمامنا العظيم ابن حزم الظاهرى الذى أخذ على عاتقه إحياء المذهب من رقدته بعد حالة الركود أو الموات بسبب التقييد والتضيق من قبل أتباع المذاهب الأخرى حتى كاد المذهب أن يندثر ، ولا شك أن أتباع المذهب عبر التاريخ الإسلامى اهتموا بهذه المسألة ، ولكن يبدو أن عداوة أتباع المذاهب الأخرى خاصة فى فترات التقليد قضت على كل ما دون بخصوص هذا الشأن بما يصل إلى ما اصطلحنا على تسميته بالمؤامرة على أهل الظاهر من خلال طمس تاريخهم من ناحية وتحريفة وتشويهه من ناحية أخرى .
لذا ونحن فى عصر الثورة المعلوماتية والحرية الفكرية التى ننشدها ونتطلع إليها نأمل أن يكتب لكتابنا هذا الانتشار وعدم الاندثار تبصرة للناس بمذهب أصيل وأتباع له جلهم من المفكرين العظام والمجددين الكبار، ولا شك أن هناك انتقادات موجهة لهذا المذهب ولبعض أتباعه لظاهريتهم الحرفية فى بعض المواضع ولأمور أخرى لا يتسع المجال لذكرها قد فصلناها فى كتبنا الأخرى عن الظاهرية ، ونحن نقر ذلك لا ننكره ، ولكن نؤكد على حيوية المذهب وجديته وفطنة الكثير من أتباعه وهو ما سيتضح فى هذا الكتاب .
الجدير بالذكر أن الدهشة أصابتنى والحيرة تملكتنى بعد تيقنى أن شخصيات كثيرة من مؤسسى الدول والحركات الدينية والسياسية كانوا ظاهرى المذهب مثل محمد بن تومرت مؤسس حركة الموحدين ، وعبدالمؤمن بن على ، وابنه يوسف بن عبدالمؤمن ، وحفيده المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن ، وابن العربى الصوفى صاحب الفتوحات المكية وغيرهم على ما سيتضح ، وكذا كانت حالة طائفة من الباحثين والأساتذة المتخصصين عند إخبارى لهم مثل حالتى بل أشد.
إن الحالة التى انتابتنى كانت مقدمة للمزيد من الفحص والتدقيق فى كتب التراث والتى لم تخذلنا بل كانت تدخل على قلبى الفرح والسرور مع كل خبر يوقفنا على وجود ظاهرى فرديا كان أو جماعيا ومن ذلك قول العلامة ابن حزم الظاهرى فى فى نهاية رسالته الماتعة جمل فتوح الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثم افتتح السلطان العادل محمود بن سبكتكين فتوحات متصلات إلى أن مات رحمه الله تعالى ، بلادا عظيمة فى الهند هى الآن مسكونة بالمسلمين ، معمورة بطلاب الحديث والقرآن ، والغالب عليها والحمد لله رب العالمين مذهب الظاهر".
كانت فرحتنا غامرة عند وقوفنا على هذا النص الذى أكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن مدنا وقرى بالهند خلال القرن الخامس الهجرى كانت عامرة بهذا المنهج الظاهرى المبارك .
ومع المزيد من التدقيق والفحص إذا بنص غاية فى الأهمية عند المقدسى يذكر فيه أن المذهب الظاهرى كان هو الرابع فى الشرق خلال القرن الرابع الهجرى ([1]) ، ثم إن المصادر المغربية والأندلسية لم تضن علينا بما حودته من مادة ضافية كشفت الستار عن وجود ظاهرى قوى فى ظل الدولة المرابطية المالكية ، وكذا فى ظل الدولة الحفصية بتونس ، وهو ما سيفتح آفاقا جديدة لطلبة الدراسات العليا لتناول هذه الموضوعات الخطيرة والمؤثرة والتى لا تزال بكرا حتى يوم الناس هذا ، وهو ما قمنا به فعليا مع بعض الطلبة بتوجيههم لهذا المجال الذى لم يفطر بعد .

وعندما وقفنا على قول العلامة صديق حسن خان عن حالة الظاهرية فى عصره حيث قال : ثم درس مذهب أهل الظاهر اليوم بدروس ائمته وإنكار الجمهور على منتحله ولم يبق الا في الكتب المجلدة وربما يعكف كثير من الطالبين ممن تكلف بانتحال مذهبهم على تلك الكتب يروم اخذ فقههم منها ومذهبهم فلا يحلو بطائل ويصير الى مخالفة الجمهور وإنكارهم عليه .... ([2]) ازددنا إصرارا فى التنقيب والبحث عن رجالات أهل الظاهر لنصل بين الكبار والصغار منهم والمتقدمين والمتأخرين والأوائل والمعاصرين حتى يقف كل ظاهرى بل كل مخالف على استمرارية هذا المنهج وعدم انقطاعه ، وإن وضعت الحواجز والعقبات فى وجه أئمته على مدار عدة قرون بدأ من القرن الخامس الهجرى وحتى صدر هذا القرن الهجرى الخامس عشر الذى نحياه .
ورغم الاتهامات التى نسمعها ليل نهار من مقلدى المذاهب وأدعياء السلفية والتيميين تجاه منهج الظاهرية المبارك ، فلم تنكسر صخرتنا العاتية بل تحطمت عليها كل أساليب المتنطعين وخضنا معهم نحن وأصحابنا من أهل الظاهر المعاصرين العديد من المناقشات والمحاورات والمناظرات، وكانت الغلبة لنا ولأصحابنا بفضل الله فى جل ما وقع بيننا وبينهم ، ومن ثم بدأنا ندعو لهذا المنهج عيانا جهارا فى ظل هذه الثورة المعلوماتية رغم غلبة الخمول والكسل على جل أهل الظاهر فى زماننا ، والله نساله التأييد والتسديد لما فيه نصرة الحق بحوله وقوته وأن يجنبنا الذلل إنه ولى ذلك والقادر عليه .
زاد من إصرارنا لتجلية تاريخ هذا المنهج المبارك ما وقع لنا منذ سنوات وتحديدا فى تسعينيات القرن المنصرم حيث التقيت فى مسابقة بوزارة الشباب والرياضة المصرية ببعض الإخوة الفضلاء وكان منهم طالب أزهرى نجيب يدعى عبداللهوجدته شغوفا جدا بالظاهرية وبكتب ابن حزموكنت وقتها لا أزال شافعيا ولم يكن لى من المذهب الظاهرى إلا حب ابن حزم وحدهالمهم دار الحديث بينى وبينه وكان طالبا ذكيا
فوجدته يخبرنى عن مخطوطات لابن حزم لم أسمع بهاوكتب كثيرة لهوأخبرنى بأنه كان يمتلك نسخة من المجلى وهو متن المحلىفى هذا الوقت لم تكن هذه الكتب معروفة عندنا بمصربل من قريب فقط عرفنا بأن المجلى له نسخة مخطوطةفقلت له هل تعرف أحدا من المهتمين بالظاهرية أوبابن حزمفأخبرنى بأن شبرا وقليوب بمصر بهما كثرة كاثرة من الظاهريةوهويعرف بعضهموكبيرهم كان صيدلانيا وله همة ونشاطومن وقتها انقطعت أخباره عنى وانقطع الاتصال بيننا وودت لو يظفنى القدر به للاتصال بهذه الصحوة الظاهرية المباركة . فقلت أجمع أهل الظاهر حتى يوم الناس لعلنا نظفر بهذه الطائفة من أهل الظاهر فبى محافظتنا .
وللعلم شبرا وقليوب مدينتان بمحافظة القليوبية على بعد عدة كيلومترات من القاهرةوهذه المحافظة هى محافظتى التى بها أعيش وهى موطننا الأصلىوالتى بز منها عالم فحل هو الليث بن سعد وبها بعض أصحابنا من أهل الظاهر ممن ستقفون على خبرهم بكتابنا هذا.
لقد بدأت هذا الكتاب فى النصف الأول من العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ، وكنت أظن أننى وحدى الذى شغل نفسه بالظاهرية وأهل الظاهر ، وما كنت أدرى أن ثلة من خيرة الرجال يمثلون أهل الظاهر فى العديد من دول العالم الإسلامى حتى يسر الله لى وتواصلت مع أكثرهم عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات منذ العام 2007م ، ثم بدأنا نتواصل هاتفيا ثم تواصلت مع بعضهم من خلال لقاءات بالقاهرة وطنطا والقليوبية ... ووقفت على أخبار لبعض أصحابنا من أهل الظاهر تفيد شروعهم فى كتابة تاريخ لأهل الظاهر ، وتواصلت مع بعضهم فعلا وأخبرتهم بأننى كنت قد شرعت فى إعداد كتاب منذ سنين عددا ولعله يكون متميزا لا سيما أنه سيصدر عن متخصص فى التاريخ والحضارة وهو ما راق للكثيرين وراحوا يترقبون صدوره بين الحين والآخر .

انشغلت فترة بأطروحة الدكتوراة والتى كانت عن الظاهرية والمالكية فى عهد الموحدين ومنها استفدت كثيرا ووقفت على كثرة كاثرة من علماء وفقهاء ومحدثى ومفسرى ونحاة وشعراء وولاة وقضاة أهل الظاهر ، وشرعت فى نشر بعض ما وقفت عليه من تراجم لأهل الظاهر على الشبكة الدولية وجمعت كل طائفة فى تخصصها فجعلت القضاة معا فى دراسة والفقهاء فى دراسة والولاة فى دراسة وكذا فعلت مع النحاة والشعراء والمفسرين والأطباء وغيرهم .... وقبل مناقشتى لأطروحة الدكتوراة وقفت على سفر عظيم فريد فى بابه نادر فى استيعابه لصاحبنا الدكتور توفيق الغلبزورى اسمه " المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس" استوعب فيها عشرات التراجم لأهل الظاهر وهو ما أفادنى فى أطروحتى للدكتوراة بلا شك ، وفى كتابنا هذا .

وبعد تعديلات عدة فى طريقة طرح تراجم هذا الكتاب ما بين طرحها على البلدان أم على السنين أم حسب التخصص لكل فئة من أهل الظاهر أم حسب التصنيف القرنى ( الطبقات )... انتهت حيرتى بترتيب الكتاب على التخصص حيث رتبت كل مجموعة حسب انتمائها لكل فئة معتمدا على تاريخ الوفاة بالنسبة للقدامى وعلى السن قدر استطاعتى بالنسبة للمعاصرين ، ومن كان مبرزا من أهل الظاهر فى أكثر من فرع من فروع المعرفة أو علم من العلوم النقلية أو العقلية أو منصب من المناصب كالخلافة أوالإمارة أو الوزارة أو القضاءكنا نذكره فى المجال الذى غلب عليه أو اشتهر به تفصيلا ثم نذكره عرضا فى باقى المجالات ونحيل إلى مكانه الذى فصلنا القول فيه ، ومثال ذلك ابن حزم الظاهرى اشتهر كوزير وقاضى وفقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف وأديب وبلاغى ومجاهد فجعلناه فى الوزراء وفصلنا القول عنه ضمن الوزراء من أهل الظاهر ثم ذكرناه عرضا فى باقى المناصب والمجالات ، مع تبيين دوره وجهوده فقط فى كل منصب ومجال متى استطعنا إلى ذلك سبيلا . فإن لم نجد له جهدا فى مجال من المجالات التى بز فيها نكتفى بتصنيفه فى ذلك المجال ، وهكذا مع كل رجال أهل الظاهر .
ولم أشأ أن أضع فى كتابنا هذا إلا من اشتهر بالظاهر حقيقة ، وحده عندنا فيما يخص علوم الشريعة من جعل المدارك كلها منحصرة في النصوص والاجماع ورد القياس الجلي والعلة المنصوصة الى النص ، وفيما يخص النحو من ينفى العلل والأقيسة ، ومن ثم جعلنا العلامة شوقى ضيف من أهل الظاهر فى النحو لنفيه العلل والقياس ، وجعلنا صديق حسن خان والحافظ أحمد بن الصديق الغمارى والوادعى من أهل الظاهر وغيرهم ممن نحى منحاهم ، وإن ارتأى بعض أهل الظاهر غير ذلك بناء على نقولات وأقاويل عنهم وعن غيرهم فيها ميل للقياس مثلا أو مخالفة للأصول اليقينية . فإنا على ما شرطناه فى كتابنا ماضون لا سيما أن من تحدثنا عنهم ثبتت أقوالهم الجلية برد القياس والاقتصار على النصوص والإجماع .
وأما أصحابنا من أهل الظاهر المعاصرين فكل من نعرفه منهم والحمد لله ينفى الظنون ولا يقول إلا بالنصوص ، وقد جعلنا حدا لمن نضعه ضمن الفقهاء وهو أن يجيد الظاهرى تأصيل أو تحرير أو تحقيق مسألة فقهية فصاعدا ، وهو ما يتوافر فيهم جميعا حتى ممن يزعم أنه لا يزال فى بداية الطلب ، وهو فى الحقيقة من أهل التأصيل والتحقيق وقوله السابق ما نراه إلا تواضعا ليس إلا .
وكل من وجدناه مخالفا لهذا الحد الذى حددناه مع محبته لأهل الحديث ومن جملتهم أهل الظاهر ودعوته للعمل بمذاهب أهل الحديث ومن جملتهم أهل الظاهر وضعناه فى مبحث مستقل وسمناه بالمتأثرين بأهل الظاهر وجاء فى مقدمتهم بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح والشوكانى وغيرهم .
وقد وقع الخلاف بين بعض أصحابنا من أهل الظاهر فى عصرنا بشأن الشوكانى ولكن القول الفصل فيه أنه من محبى أهل الظاهر والمدافعين عنهم ليس إلا ، وقد صرح بنفسه أنه لا ينفى القياس جملة لما قال وهو يتحدث عن داود بن على الظاهرى " وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله" ([3]) .كما قال " وإذا عرفت ما حرّرناه وتقرر لديك جميع ما قرّرناه فاعلم أن القياس المأخوذ به هو ما وقع النص على علته وما قطع فيه بنفي الفارق وما كان من باب فحوى الخطاب أو لحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياساً وقد قدمنا أنه من مفهوم الموافقة ([4]).
ورغم أن ثلاثة كتب قد صنفت عن أهل الظاهر : أولهم المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس لصاحبنا الدكتور توفيق الغلبزورى وهو من أعظم ما صنف فى هذا الباب ، وثانيهم طبقات أهل الظاهر لأبى معاوية البيروتى الذى تزيد فى التراجم عما ذكره صاحبنا الغلبزورى ، وثالثهم المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب للدكتور أحمد بكير وهو كتاب حمل صاحبه على أهل الظاهر وأدرج فيه كل ما يشينهم ويشين منهجهم المبارك ، وما رأينا فيه إنصافا فضلا عن أنه لم يحصر أهل الظاهر وإنما عرج على عدة شخصيات تعريجا سريعا ، وانشغل بتكبير الصغير من أخطاء الظاهرية ولنا تعقبات عليه نشرناها قديما على دارة أهل الظاهر .
رغم ذلك فإن أهل الظاهر فى حاجة لكتاب عن تاريخهم بقلم واحد منهم ، ومن ثم فأنا أزعم ان كتابنا هذا إن كتب له القبول والذيوع والانتشار سيكون أول كتاب لظاهرى عن تاريخ أهل الظاهر منذ القاضى ابن الأخضر الظاهرى .
ولعل ما يميز كتابنا عن الكتب السابقة أننا ضمناه كل ما وقع عليه بصرنا ممن انتحل القول بالظاهر منذ داوود بن على إلى يوم الناس هذا ، مع تأصيل جذور المنهج فى عهد الصحابة والتابعين ، فضلا عن تقسيم أهل الظاهر على المناصب والعلوم العقلية والنقلية مما لم نسبق إليه .
وتجدر الإشارة إلى أن صاحبنا ابن تميم كان قد شرع فى كتاب عن أهل الظاهر وسمه بـ "إمتاع الناظر بتراجم أهل الظاهر " إلا أنه لم يطبع وكان قد دعا إليه منذ عام 2005م.
ثم وقفنا على خبر لأحد أعضاء دارة أهل الظاهر القديمة ويدعى السُبيعيذكر فيه أنه بدأ العمل في كتاب لأهل الظاهر سنة 1411هـ قطع فيه شوطا كبيرا حتى العام 1425هـ وانتوى عنونته بـ [ القول الباهر في تراجم أهل الظاهر] إلا أنه لم يظهر حتى يوم الناس هذا .

وقد قسمت كتابنا هذا إلى خمسة فصول بعد التقدمة والتمهيد ، فشمل التمهيد الحديث عن جذور الظاهرية من لدن الصحابة ، ثم إثبات حقيقة أن أهل الظاهر من سادات أهل السنة ، ثم إجمال الحديث عن أصول الظاهرية .
أما الفصل الأول : فقد عنوناه بـ " الخلفاء والولاة والأمراء والوزراء والقضاة من أهل الظاهر" وفصلنا الحديث فيه عن هذه الثلة من رجال الحكم والسياسة ، والذين جمعوا إلى جانب ذلك العلم بالفقه والحديث واللغة والتاريخ وخلافه وعددهم أربعة عشر من الخلفاء ، وثمانية من الولاة ، وثلاثة من الأمراء ، وستة من الوزراء ، وثلاثة وأربعين من القضاة .
أما الفصل الثانى : وعنوانه " الفقهاء من أهل الظاهر" فقد فصلنا الحديث فيه عن الفقهاءمن أهل الظاهر ، وعدد من ترجمنا لهم فيه ثلاثمائة واثنتين من الأشخاص بدءا من داود بن على إلى أحدث شاب ظاهرى وهو صاحبنا أحمد بن عزوز الإدريسى الحسنى القرشى.
أما الفصل الثالث : وعنوانه : " المحدثون والمفسرون من أهل الظاهر" فقد جمع بين دفتيهستة وسبعين محدثا ، ثلاثة عشر مفسرا .
أما الفصل الرابع : وعنوانه " المؤرخون والصوفية والقراء والنحاة والبلغاء والشعراء والفلاسفة والأطباء والصيادلة والمجاهدون والموسيقيون والمهندسون والتجار والنساء والأفراد من أهل الظاهر " فقد فصلنا فيه الحديث عن هذه الفئات وعددهم تسعة من المؤرخين ، وتسعة من الصوفية ، وثلاثة عشر من القراء ، وستة عشر من النحاة ، وعشرة من البلغاء ، وثمانية عشر من الشعراء ، وثلاثة من الفلاسفة ، وثمانية من الأطباء ، وثلاثة من الصيادلة ، عشرين من المجاهدين ، وواحد من الموسيقيين ، وستة من المهندسين ، وخمسة من التجار ، وما يربو على إحدى عشر من النساء ، فضلا عن اثنتين من محبى أهل الظاهر .
أما الفصل الخامس : وعنوانه " المتأثرون بالظاهرية" فقد جمعنا فيه من اشتهر تأثره بالظاهرية أو بأحد من أفرادها ، وقد بلغ عددهم سبعة وسبعين شخصا فضلا عن بعض الدول والحركات ، وتركنا العشرات من الأشخاص ممن تأثر بالظاهرية من القدامى والمحدثين لعل الله أن يقيض لهم من يحصيهم ويذيل على ما كتبناه .

وأخيرا فإن القول بالظاهر الذى استخدمه داود والظاهرية بعده يعنى عدم صرف معنى النص فى القرآن والسنة من معناه الواضح بذاته الذى يستنبطه العقل بحكم منطوق اللغة ، إلى غيره من التأويل ما دام ليس هناك نص آخر أو إجماع يصرفه عن معناه الظاهرى ([5]) .

والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب ويكتب له الذيوع و الانتشار لا سيما أن جل ما كتب عن أهل الظاهر قديما اندثر ، وجل أهل العلم ظنوا أن أهل الظاهر عدموا كتابا يجمع بين دفتيه أهل الظاهر وأخبارهم ، أو مؤرخا يتتبع لهم أخبار أهل الظاهر بدءا من داوود بن على الظاهر إلى يوم الناس هذا.

وكان الفراغ من تنقيحة عقب صلاة ظهر يوم الأحد
29 من ذى الحجة 1434هـ/3 نوفمبر 2013م
دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى

[1] أنظر : أحسن التقاسيم فى معرفة الأقاليم .

([2]) أنظر صديق حسن القنوجى ، أبجد العلوم ، 2/407 ، 408 .

[3]أنظر : أنظر : البدر الطالع ، 2/290.

[4]أنظر : إرشاد الفحول ، ص348.

([5]) ابن حزم ، النبذة الكافية فى أصول أحكام الدين ، تحقيق محمد سعيد البدرى ، دار الكتاب المصرى واللبنانى ، القاهرة – بيروت ، ط1 ، 1412هـ/1991م ، ص47-49 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
مقدمة كتابنا تاريخ أهل الظاهر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهات وأباطيل وجهت للحافظ ابن دحية (مستل من كتابنا تاريخ أهل الظاهر)
» بشرى لأهل الظاهر ... رابطة فقه الوحى الناطقة بلسان أهل الظاهر فى العالم الإسلامى
» حمل : تاريخ الأندلس من خلال مخطوط تاريخ الأندلس لاسماعيل بن أمير المؤمنين
» مبحث في تاريخ آل نوار .. من كتابي " تاريخ نوار جذور و أخبار "
» رسالة من شيخنا ابن عقيل بشأن نشر كتابنا ابن حزم الظاهرى بدار ابن حزم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الرسمى للدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى :: أخبار الدكتور عبدالباقى وإنتاجه العلمى :: الكتب والأبحاث-
انتقل الى: