ابن حزم الظاهرى قاضيا

ذكر ابن حزم رضى الله تعالى عنه أنه فى سنة 422هـ/1030م قضى بالميراث لمحمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن ودفعه إليه، على أثر وفاة محمد بن عبيدالله بن عبدالله بن مروان(1 )
فهذا النص يوضح أن ابن حزم كان متولياً ولاية القضاء، حيث قضى فى حكمه بدفع الميراث إلى محمد بن عبدالملك.
وأن ذلك كان فى عهد المعتمد بالله آخر خلفاء بنى أمية بالأندلس ، وكان ابن حزم له وزيرا

وقد تعقب قولنا هذا بعض أصحابنا الظاهريين من المغاربة بقوله " كان الفقهاء الذين يتولون القضاء يسمون : بالفقهاء المشاورين , وقد حضرتأطروحة دكتوراه عن الفقهاء المشاورين (عددهم - اسماءهم-مذاهبهم) وابن حزم لم يكن منهم أبدا.

فرددت عليه بما نصه :
"بارك الله فيك اخى الحبيب عبدالرحمن دائما السرعة تغلبك ، وتوقعك فيما لا تحمد عقباه
هل نسيت ان تخصصى الدقيق ابن حزم ومذهبه فى المغرب والاندلس ، فضلا عن المالكية
ليس معنى صدور اطروحة عن الفقهاء المشاورين وعدم ذكر ابن حزم فيهم انه ليس بقاض .
بل إن نص عمله كقاضى ذكره ابن حزم نفسه ، وقد تغافل عنه المتخصصون اصلا .
فكيف بمن يدرس الفقهاء جملة دون تركيز على ابن حزم او جماعة من المشاورين .
وعموما بشان الفقهاء المشاورين لن أطيل فيها كثيرا ولكن اوضح حقيقة وهى أن من زعم أن الفقهاء المشاورين يكونون عادة مرشحون لولاية القضاء هو المستشرق الفرنسى ليفى بروفنسال ، وكلامه غير مسلم به إذ إن تراجم الفقهاء المشاورين أمامنا ، وتراجم القضاء كذلك وليس فى تراجم القضاة دليلا واحدا على مشاركة الفقهاء للقاضى فى مجلسه .
كما انه ليس فى التراجم ما يوضح ان الفقهاء كانوا من صغار اهل العلم بل كانوا من الكبار .
ومن ثم اخى الحبيب فالربط بين الفقهاء والقضاء امر لا يسلم به ابدا.
لان هيئة الفقهاء المشاورين كانت تكون باختيار الامراء ليستشيرونهم فيما يعرض عليهم من مشاكل ، ولكى يستشيرهم القضاة أيضا ، وقد يختارهم القاضى نفسه ولكن بموافقة الامير .
وكان للفقهاء مهام أيضا منها أن الحاكم يستشيرهم فى اختيار قاضى الجماعة ، وفى احيان أخرى يعين الحاكم القاضى دون أخذ رايهم .
وفى أحيان اخرى نرى القاضى يرفض راى المفتى او المشاور وتطول المناقشة بينهما فيغضب المشاور وينصرف وينفذ القاضى حكمه مثل ما دار بين القاضى يحيى بن معمر الألهانى وعبدالملك بن حبيب المفتى المشاور .
المهم أخى الفقهاء المشاورين كانوا هيئة إفتاء يستأنس بهم الحاكم ، والقاضى .
ومن ثم فابن حزم قلنا انه كان قاضيا ن وليس فقيها مشاورا .
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضى .

ــــــــــــ
(1) أنظر: جمهرة أنساب العرب، ص 5، 6.