إبطال تهمة تشيع أبي حيان الغرناطى الظاهرى

أبو حيان الغرناطى بدا فى اول امره ماليكا ثم تحول إلى القول بالظاهر وكان يقول " محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه".
لكنه لما جاء إلى مصر ، وجد أن المذهب الظاهرى مهجورا فيها فنظر فى أفضل المذاهب قربا للظاهرية فوجد الشافعى فاستحسنه إلى جانب مذهبه الظاهرى .
ومن ثم لم يغير أبو حيان مذهبه إنما حاول ان يتعايش مع طبيعة التعصب التى كانت منتشرة فى وقته ، وهى نفسها التى عانى منها ابن برهان الظاهرى ، والمقريزى وغيرهما .
المهم مال ابو حيان إلى محبة الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه . فاتهمه البعض لأجل ذلك بانه شيعى .
فهل هذا صحيح ؟
لا يمكن باى حال من الأحوال ان نصدق مثل هذه التهم لأنها تفتقد إلى الدليل اولا .
وثانيا ان المتهم بهذه التهمة قد اتى عليها أصلا لما رد على الشيعة وأبطل معتقدها فى غير ما موضع من كتبه ومن ذلك قوله فى تفسير الآية 74 من سورة الأنعام بتفسيره البحر المحيط " وقيل إن آزر عم إبراهيم وليس بابيه ، وهو قول الشيعة ، ويزعمون أن آباء الأنبياء لا يكونون كفارا ، وظواهر القرآن ترد عليهم ، ولا سيما محاورة إبراهيم أبيه فى غير ما آية" (1)
فهذا قول الإمام رضى الله عنه يؤكد فيه بطلان معتقد الشيعة ، كما يؤكد فيه على ظاهريته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر : البحر المحيط ، 4/164.