هل تاب عبدالله بن أبى بن سلول من النفاق قبل الممات

إخوانى الكرام سالنى أحد الأحباب وهو الصاحب والأخ المفضال أبوحذيفة الظاهرية عن كلام ابن حزم بشان عبدالله بن أبى بن سلول وأنه تاب ن ومن ثم عده النبى من اصحابه وصلى عليه ... إلى آخر ما قام به النبى تجاه ابن سلول بعد مماته .

وجاء جوابى على النحو التالى :
أخى ابا حذيفة بارك الله فيكم
وعدتك أخى المفضال ببحث موضوع صحبة عبدالله بن أبى بن سلول
وقد فعلت كما وعدتك
وانا أوافق العلامة ابن حزم رضى الله عنه فيما ذهب إليه بشأن ابن أبى بن سلول ثم أوافقكك من بعد.
وهذه بعض الأدلة على صحة كلام ابن حزم

أولا : حكم النبى بصحبة عبدالله بن أبى فى قوله صلى الله عليه وسلم " دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ، والنبى كان من قبل قد أخبر عن الرجل الذى قال له اعدل يا محمد أخبر أنه من أصحابه لما أراد عمر قتله وقال دعنى يا رسول الله اقتل هذا المنافق فقال له الرسول " معاذ الله أن يتحدث الناس أنى أقتل أصحابى ..."
فالنبى حكم لهذا الرجل بالصحبة ، وحكم لعبدالله بن أبى بن سلول بالصحبة ، ولو لم يكن ابن أبى من صحابة النبى لما حكم له النبى بالصحبة .

ثانيا : أن الله نهى النبى والمؤمنين عن الاستغفار للمشركين جملة ، ومعلوم أن المنافقين معلومى النفاق من أهل جهنم والله حكم عليهم بقوله "إن المنافقين فى الدرك اأسفل من النار" فلو أن ابن أبى كان من هؤلاء لما صلى عليه النبى أصلا وهو الذى نهاه الله من قبل عن الاستغفار للمشركين
كيف لا ورغم نزول قوله تعالى "استغفر لهم أو لا تستغفر..." ومع ذلك صلى النبى على عبدالله بن أبى بن سلول بل إنه أخرجه من قبره وألبسه قميصه ونفث عليه من ريقه ، ومعلوم أن صلاة النبى على العبد استغفار له ، وهو صلى الله عليه وسلم لايصلى على أحد قد نهاه الله عن الصلاة عليه أبدا فحاشاه من ذلك

ثالثا : أن البعض يقول نهى الله النبى عن الصلاة على المنافقين بعد ذلك بقوله " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره" وهذا حق لكن وماذا فيما فعله النبى من صلاته على عبدالله بن أبى إما أنه خطا وإما صواب
فإن كانت خطا فكان على النبى أن يوضح مثلما وقع فى قضية أسرى بدر من قوله لعمر كدنا أن نهلك لخلافك يا عمر
وإن كان صواب فالنبى لم يعقب على ما فعله فعلمنا من ذلك بان فعله هو الصواب إن شاء الله إذ لم ينسخه بكلام.

رابعا : أن النبى صلى الله عليه وسلم مشرع للأمة فلو كانت صلاته على ابن أبى خطا لما تركه الوحى يتم صلاته عليه دون تبيين ولأخبر الله نبيه بذلك إما وقت الصلاة أوبعدها ومن ثم يبلغ النبى مراد ربه لكنا لم نر شيئا من ذلك

خامسا : أن النبى لما طلب من الله زيارة قبر أمه أذن الله له ، ولما طلب أن يستغفر لها لم يأذن الله له ، فكيف يصلى النبى على منافق معلوم النفاق لميتب من نفاقه ويدعه الله على فعله هذا
فهذا من المحال.

وهناك وجهان آخران
الأول : أن قول الله تعالى " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" هذه الآية قاضية على أن فعل النبى صلى الله عليه وسلم بالصلاة على عبدالله بن أبى بن سلول له حكم خاص بشأن ابن أبى وإلا لما صلى النبى عليه أبدا ، ومن ثم نعلم بأن ما عناه الله تعالى فى هذه الآية هم المنافقون الذين لم يتوبوا ، وليس عبدالله بن أبى ، فالآية قاضية على أن الله لن يغفر لهذا الصنف وإن استغفر لهم النبى ، إذا فلماذا صلى النبى على ابن أبى إن لم يكن هو خارج هذا الصنف ، أظن أن الإجابة على هذا السؤال توضح حقيقة الأمر .

الثانى : أن الله تعالى بعد ان أنزل قوله تعالى " ولا تصل على أحد مات منهم " أمر النبى بعبدالله بن أبى بن سلول فأخرج من قبره فالبسه قميصه ونفث فيه من ريقه
فهذا دليل قاطع على أن النهى عن الصلاة كان للمنافقين من غير ابن أبى ،ومن ثم علمنا بأن ابن أبى تاب وقبل الله منه ، وإلا لما فعل النبى ذلك بعدأن نهاه الله تعالى

هذا ما أردت التنبيه عليه فى عجالة
والله الموفق
وللحديث بقية