هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 هل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم تعم الملائكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

هل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم تعم الملائكة  Empty
مُساهمةموضوع: هل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم تعم الملائكة    هل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم تعم الملائكة  Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:38 pm

الإخوة الفضلاء هذه إشكالية شغلتنى منذ فترة ، ثم تركتها ريثما اتحقق من الأمر ، ثم منذ يومين وانا أقلب فى الكتب وجدت كلاما للحافظ عبدالله بن الصديق الغمارى حول هذه المسألة جمع فيه اقوال أهل العلم
فقلت أطرح ما قاله بتصرف ليكون نواة للمدارسة حول هذا الموضوع
وخلاصة أقوال العلماء على ثلاثة أضرب
الأول : أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة ، وقد حكى الفخر الرازى فى تفسيره الإجماع على ذلك .
الثانى : أن النبى كان مرسلا إلى الملائكة رسالة تشريف لا رسالة تكليف ، وهو قول جمهور الاشاعرة .
الثالث : أن النبى كان مرسلا إلى الملائكة رسالة تكليف وهذا الرأى اختاره تقى الدين السبكى ، وتبعه الحافظ السيوطى .
واستدلا على ذلك بأدلة منها أن الملائكة جاهدوا مع النبى ولم يجاهدوا مع غيره من الأنبياء ، ولو لم يكونوا مكلفين برسالته ما جاهدوا معه .
ومن الأدلة تأمين الملائكة مع تأمين الإمام فى الصلاة ، فهذا يدل على أنهم مكلفون بالصلاة التى فرضها الله على نبيه وأمته .
ومن الأدلة قوله تعالى " ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين" قال الحافظ السيوطى هذا إنذار من الله للملائكة على لسان نبيه فى القرآن أن من ادعى منهم الألوهية يجزى جهنم ،وهوأقوى دليل على رسالته إليهم لقوله تعالى ط لأنذركم به ومن بلغ" والقرآن بلغ الملائكة .
ومن الأدلة أيضا قوله تعالى " تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" والعالمين يشمل الملائكة بلفظه
وللحافظ السيوطى رسالة حول هذا المعنى .

وقال الإمام أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله، في كتابه العظيم: "خبيئة الكون" بتحقيق صاحبنا الدكتور حمزة الكتانى سليل الاسرة الكتانية:
"وإنما الواقع فيه النزاع هل أرسل إليهم أم لا: الملائكة - عليهم السلام - ولكن الذي رجحه السبكي والبارزي والحافظ الأسيوطي والجلال المحلي في خصائصه من الشافعية، وابن تيمية وابن حامد وابن مفلح في كتابه "الفروع" من الحنابلة، وعبد الحق وغيره من المالكية، وابن حزم، أنه  مرسَل إليهم.
قال ابن حجر [289] الهيتمي: "وهو الأصح عند جمع محققين". ونقل بعضهم الإجماع عليه كما في "فتح الباري"؛ لأنهم مكلفون بالطاعات العملية، كما قال تعالى: {لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ}. [التحريم: 6]. وإن لم يكونوا مكلفين بالوحدانية لظهورها لهم، فتكليفهم بها تحصيلٌ للحاصل.

ودليل رجحان هذا القول: ما قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}. [الفرقان:1]. ولا نزاع في أن المراد من العبد ههنا هو: سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؛ إذ الإضافة عهدية، وجاء استعماله بهذا اللفظ منه: {أَسْرَى بِعَبْدِه}. [الإسراء:1]، {أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ}. [الكهف:1]. واشتهر حتى صار كالعلَم المخصوص به .

والعالَم بالفَتح هو: ما سوى الله تعالى، فيتناول جميع المكلَّفين من الجن والإنس والملائكة.

وبطل بذلك قول من قال: إنه كان رسولاً إلى البعض دون البعض؛ لأن لفظ "العالمين" يتناول جميع المخلوقات، فتدل الآية على أنه أرسل للخلق كلهم – ومنهم: الملائكة - فثبت المطلوب.

ولو قيل لمدعي خروج الملائكة من هذا العموم: أقم الدليل عليه!. ربما عجز عنه، فإن اعتل بأنه قال: {نَذِيرًا}. [الفرقان:1] فيخرج الملائكة لعصمتهم، ولأنه لم ينذرهم؛ لم تقبل علته؛ فإنه يحتمل أن يكون من الملائكة من أنذره صلى الله تعالى عليه وسلم، إما ليلة الإسراء، وإما غيرها، وإذا احتمل ذلك؛ بطل تخصيصها بالملائكة؛ إذ لا يثبت إلا بدليل، وظاهر الآية شمولها لهم، وهو كافٍ في الاستدلال، إذ ليس كل احتمال يقدح [290] فيه، بل إنما يقدح الاحتمال القوي، وكذا لا يلزم من العصمة: عدم الإنذار. {ومن يقل منهم إني إله}. [الأنبياء/ 29]. فقد أنذرهم مع العصمة، لكن لا يلزم من الإنذار والرسالة إليهم في شيء خاص أن يكون بالشريعة كلها، إذ لا تتأتى كلها فيهم.

ومما يدل على شمول الآية الكريمة للملائكة: قوله تعالى: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}. [الأنبياء:29]. قال الأسيوطي: "لم أقف على إنذار في القرآن للملائكة سوى هذه الآية".

والحكمة في ذلك واضحة: لأن غالب المعاصي راجعة إلى البطن والفرج، وذلك ممتنع عليهم من حيث الخلقة استغناء عن إنذارهم فيه.

وإذا قلنا: إن الملائكة هم: مؤمنوا الجن السماوية كما ذهب إليه من زعمه، فإذا ركب هذا مع القول بعموم الرسالة للجن الذي قام الإجماع عليه؛ لزم عموم الرسالة لهم. لكن القول بأن الملائكة من الجن قول شاذ لا اعتداد به؛ لقيام الأدلة على خلافه، والجمهور على أن "العالمين" في آية الفرقان عام مخصوص بالإنس والجن، فيخرج الملائكة، كما فسر بهما حديث: "وأرسلت إلى الناس كافة"( ) المروي في الصحيحين.

وإلى القول بعدم بعثته إليهم جزم الحليمي، والبيهقي في الباب الرابع من "شعب الإيمان"، والجلال المحلي في شرح "جمع الجوامع"، والزين العراقي في نكته على ابن الصلاح من الشافعية. ومحمود بن حمزة في كتابه "العجائب والغرائب" من الحنفية.

بل حكى الفخر الرازي والبرهان النسفي الإجماع على أنه لم يكن رسولاً [291] إليهم كما حكاه الجلال المحلي في الكتاب السابع من شرحه على "جمع الجوامع"، وتعقبه الكمال ابن أبي شريف في حواشيه حيث قال: "اعلم أن البيهقي نقل ذلك عن الحليمي؛ فإنه قال: هذا معنى كلام الحليمي". وفي قوله هذا إشعار بالتبري من عهدته، وبتقدير أن لا إشعار فيه بالتبري؛ فلم يصرح بأنه مروي عنده.

وأما الحليمي؛ فإنه - وإن كان من أهل السنة - فقد وافق المعتزلة في تفضيل الملائكة على الأنبياء - عليهم السلام - وما نقل عنهم موافق لقوله بأفضلية الملائكة، فلعله بناه عليه.

وأما ما ذكره من حكاية الرازي والنسفي الإجماع على أنه  لم يكن رسولاً إليهم؛ فقد وقع في نسخ من تفسير الرازي: "لكننا بينا" بدل: "أجمعنا"، وهذا لا إشعار فيه بالإجماع. على أن قوله: "أجمعنا" ليس صريحًا في إجماع الأمة؛ لأن مثل هذه العبارة تُستعمل لإجماع الخصمين المتناظرين، فلا يلزم منها عدم الخلاف، فضلاً عن الإجماع، فلو صرح به؛ لمنع.

فقد قال الإمام السبكي في قوله تعالى: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}. [الفرقان:1]: "قال المفسرون كلهم في تفسيرها: للجن والإنس. وقال بعضهم: وللملائكة". انتهى. فدعوى الإجماع على بعضها باطلة، فمن حفظ حجة.

وبالجملة؛ فالاعتماد على تفسير الرازي والنسفي في حكاية إجماع انفردا بحكايته لا ينهض حجة على طريق علماء النقل؛ لأن مدارك نقل الإجماع من كلام الأئمة وحفاظ الأمة - كابن المنذر المجتهد، وابن عبد البر، ومن فوقهما في الاطلاع [292]، كأصحاب المذاهب المتبوعة؛ أي: كالأربعة المشهورة، والسفيانين، والليث، وابن راهوية، وابن جرير، وداود الظاهري، والأوزاعي، والحسن البصري، وأبي ثور...وغيرهم ممن ذكره عياض في "المدارك"، في باب: ترجيح مذهب مالك على غيره، ثم قال الكمال: ومن يلحق بهما في سعة دائرة الاطلاع والحفظ والإتقان - لها من الشهرة عند علماء النقل ما يغني عن بسط الكلام فيها، فكيف يعتمد على إجماع انفرد بنقله رجلان ليسا من الحُفَّاظ، ولا لهما سعة اطلاع؟!.

وقد ذكر الحافظ أن الرازي نوزع في ذلك، قال في "الإصابة": "هل يدخل الملائكة في حديث الصحابي؟. محل نظر. وقال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه: كان مبعوثًا إليهم أم لا؟. وقد نقل الرازي الإجماع على أنه لم يرسل إليهم، ونوزع في هذا النقل، ورجّح الشيخ تقي الدين السبكي إرساله إليهم، واحتج بأشياء يطول شرحها، وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى". انتهى.

وفي "الإصابة" أيضًا: "أنكر ابن الأثير على أبي موسى المدني ترجمة الجن في الصحابة، ولا وجه لإنكاره؛ لأنهم مكلفون، وقد أرسل إليهم النبي  وعلى آله".

وأما قوله: "كان الأولى أن يذكر جبريل". فيه نظر؛ لأن الخلاف في أنه: أرسل إلى الملائكة مشهور، بخلاف الجن. انتهى .

قلت : وقد حكى العلامة الكتانى عن ابن حزم أن هذا القول الذى صدرنا المقالة به هو قول ابن حزم ، على ما أخبرنا صاحبنا الدكتور حمزة الكتانى .
ودمتم بخير .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
هل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم تعم الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل نص النبى صلى الله عليه وسلم على خلافة الصديق أبي بكر ام لا؟
» الغزوات التى قاتل فيها النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه
» الرد على أكاذيب القس المشلوح زكريا بطرس بشأن جناب النبى صلى الله عليه وسلم
» رؤية النبى(صلى الله عليه و سلم ) فى المنام ؟
» حكم الأخذ من اللحية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الرسمى للدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى :: أخبار الدكتور عبدالباقى وإنتاجه العلمى :: المقالات والردود-
انتقل الى: