هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 حكمة الشرع وحكمة الامتثال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

حكمة الشرع وحكمة الامتثال Empty
مُساهمةموضوع: حكمة الشرع وحكمة الامتثال   حكمة الشرع وحكمة الامتثال Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 4:23 pm

حكمة الشرع وحكمة الامتثال


قال أعجوبة الزمان الشيخ ابن عقيل ـ حفظه المولى تعالى ـ في كتابه ” هكذا علمني وُردزورُث ” (ص/49 ـ 50) :

” القاعدة عند جمهور علماء المسلمين كما هو مفهوم الشرع أن الخطاب من الله جل جلاله أو من رسوله صلى الله عليه وسلم يقتضي الامتثال عقداً وقولاً وعملاً .
والغاية من الامتثال تحقيق رضى الرب والنجاة من النار ودخول الجنة بدءا برحمة الله .
هذه هي الحكمة العامة والعلة الكافية .
لأن المكلفين من الجن والإنس ما خلقوا إلا لهذا الامتثال .
وهذا لا يعني المنع من تحري حكمة الشرع في تفصيلاته .
وإنما المحرم أمران :
أولهما : وقف الامتثال على معرفة الحكمة .
فهذا شغب على الشرع ، بل الواجب على المكلف الامتثال فور تبليغه بالنص وفهمه له واستطاعته ما طلب منه امتثاله .
وثانيهما : تأسيس أي حكم شرعي على أي حكمة شرعية إلا بشرط أن تكون هذه الحكمة منصوصاً عليها أو مستنبطة متيقنة أو غالبة الرجحان ، وبشرط أن يكون الحكم المبني على الحكمة اجتهادياً في موضع لم ينص عليه باسمه ؛ لأن النص على المحكوم فيه باسمه أخص من النص على معناه .
وإنما قلت : إن الحكمة مقصد مندوب المجتهد إلى تحريه بذينك القيدين ، لأن الحكيم من أسماء الله ومن صفات تدبيره ، ولأن الله وصف تدبيره الشرعي بالحكمة في عشرين آية من كتاب الله ، ولأن استحث عقول المكلفين على التدبر والاعتبار .
والحكمة تكون مصلحة دنيوية منصوصة كأثر القصاص في تحقيق الأمن ، وتكون مستنبطة لتحقيق مصلحة دينية أو دنيوية كندب الشرع إلى التخفف من المباحات ، فالمجتهد يرجح أن الحكمة دينية وهي التخفف من الحساب يوم العرض الأكبر .
ولن يستوحش المكلف من هذا الاستنباط وهو يجد في دين ربه أنه مسؤول عن النعيم وأن الكفار مبكتون باستهلاك المتعة في حياتهم الدنيا .
وحق على المجتهد إذا لم يجد الحكمة منصوصاً عليها ألا يجزم بأنها مراد للشرع حتى لا يقول على الله بغير علم ، وإنما الحكمة ثمرة لا متثاله .
فعلى سبيل المثال ألف أحد المعاصرين وهو الأستاذ عبدالرزاق نوفل كتاباً عن ( الصلاة ) وأحصى ما فيها من حكم دنيوية لا سيما ما ينفع البدن .
فلا يحق للمجتهد أن يجزم بأن هذه المصالح هي مراد الشرع من فريضة الصلاة أو جزء من مراده ، لأن هذا قفو محرم ، وقول بغير علم يقيني أو راجح .
ولكن المجتهد إذا داوم على الصلاة وتحققت له من الديمومة مصالح دنيوية فليقل بغير خوف ولا وجل : هذه حكمة حققتها من امتثالي لحكم الشرع .
فهذا هو الفارق بين حكمة الشرع وحكمة الامتثال .
وبعكس ذلك تحقق قوة المسلم في مواجهة صعاب حياته بسبب الصلاة ، وتحقق عصمته عن كثير من الخطايا .
فهذه حكمة راجحة لأن الله نص على أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وحثنا ربنا على الاستعانة بالصلاة ، واستراح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعلت قرة عينه فيها .
ولقد تذوق هذه الحلاوة الشيخ يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي رحمه الله فكان إذا دخل المسجد قال لا حنا عن الصلاة :
يارب لا تسلبني حبها أبدا … ويرحم الله عبدا قال آمينا
والبيت في الغزل ، فكان هذا من مليح التمثل ونقل الشاهد .
قال أبو عبدالرحمن : والمواظبون على الصلوات الخمس جماعة أحرص الناس على الدقة والنظام وإنجاز العمل في يومه ، وأبعدهم عن الكسل والتثاؤب .
فهذا ثمرة للامتثال بلا ريب وحكمة التشريع علمها عند الله .
وهناك مواضع لا ينبغي فيها قفو الحكمة مطلقاً كالمتشابه وأوائل السور المقطعة والعبادات المحضة ككون صلاة الظهر أربعاً لا ثلاثاً ، وكون صلاة المغرب ثلاثاً لا ثنتين والرمي بسبع حصيات ، وتقبيل الحجر الأسود ، وكون الحد الفلاني ثمانين جلدة لا خمسين ولا مئة .
والقاعدة في هذا أن الله لا يسأل عما يفعل ، وأن لله غيوباً استأثر بها ، ومن ـحكمة الله ما هو داخل في غيبه والله المستعان ” أ.هـ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
 
حكمة الشرع وحكمة الامتثال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامى :: العلوم الشرعية ( القرآن وعلومه - الحديث وعلومه - الفقه وأصوله- العقيدة والفرق والمذاهب)-
انتقل الى: