عبد الله بن قاسم الظاهرى مؤسس المذهب بالأندلس

اشتهر بين العامة أن المذهب الظاهرى ليس له إلا ابن حزم فهو إمامه وهو مؤسسه فى الشرق والغرب ،
فالعامة لا يعرفون أمر داود ، وإذا قلت لهم إن داود بن على مؤسس المذهب ذهلوا ثم ترونهم يخلطون بينه وبين أبى داود صاحب السنن ، ولقد وقع هذا معى وأنا أتحدث مع قاض من أصحابنا حول الوصية الواجبة فقال لى أول من قال بذلك أبوداود الظاهرى
فاعترتنى الدهشة
ثم إن شارعا بالقاهرة بمدينة نصر يسمونه بأبى داود الظاهرى

ومن الأخطاء الشائعة بين العامة أن الأندلس لم تعرف أحدا ظاهريا قبل ابن حزم ، وكاد عبدالله بن قاسم أن ينسى تماما ، وهو أول من نشر المذهب بالأندلس ، وحمل كتب داود بن على بعد أن تلقى المذهب على يديه ونشرها بالأندلس ، ثم جاء المنذر إلى أن تم التمكين للمذهب
هذه مشاركة أضعها حول عبدالله بن قاسم لتبصيرإخواننا وغيرهم بحقيقة هذا الرجل وحياته

هو
عبدالله بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسى ابومحمد من أهل قرطبة فقيه جليل نشا مالكيا بحكم البيئة الأندلسية وقتها ثم خرج فى رحلة لطلب العلم ، ودخل العراق فالتقى بداود بن على الأصبهانى الظاهرى
فكتب عنه كتبه كلها وأدخلها الأندلس ، واجتهد فى نشرها . فكان ذلك سببا فى انتقاد علماء عصره له والإخلال به عندهم لتمكن المذهب المالكى من الناس فاضطره هذا الأمر إلى النظر فى علم مالك لكن بنظر حسن ، وظل يقول بالظاهر وبالحجة ، وكان ابن قاسم عارفا بمذهب الشافعى أيضا إذ التقى بالمزنى صاحب الشافعى وحدث عنه.
توفى رضى الله عنه سنة 272هـ (1)
ــــــــــــ
(1) أنظر عنه : الحميدى ، جذوة المقتبس ، 2/418 ، الضبى ، بغية الملتمس ، 1/454