هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى  Empty
مُساهمةموضوع: سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى    سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى  Icon_minitime1الخميس أكتوبر 28, 2010 11:12 pm

هذا سؤال من صاحبنا الحبيب المهندس وائل السنهورى الظاهرى ونصه :
" سيدى الجليل و أستاذى الدكتور عبد الباقى
هل يطمع متطفل (مثلى) على موائد العلماء (مثلك) أن يسأل منتظراً إجابة
وسؤالى هو عن قصيدة لا أدرى لم استسخفتها نفسى ولكن هذا ما حدث وهى قصيدة صوت صفير البلبل !!!
وهى على سماجتها -فى رأيى المتواضع- ركيكة جداً
حتى وقعت على قول فى أحد المنتديات بكذب واختلاق هذه القصة عن الأصمعى والخليفة المنصور !!!!
ولقد وافق هواى هذا القول Smile ولكنى إن شاء الله لا أتبع الهوى
بل أتبع علمائنا الأفاضل مثلك على الحق والصواب
وأنقل لك أدلة تكذيب تلك القصة
هذه القصة أو الحكاية مكذوبة على الأصمعي وغير صحيحة من عدة وجوه.
أولاً: الأصمعي كان نديماً لهارون الرشيد، واشتهرت القصص معه لا مع أبي جعفر المنصور، ولم يورد إلا هذا الخبر مع المنصور، وجُل أخباره كانت مع هارون الرشيد، فكان من الخاصة لديه ومن ندمائه.
ثانيا: كانت حياة الأصمعي ما بين 123 هـ…. إلى 216 هـ
وكانت فترة حكم أبي جعفر المنصور 136 هـ…. إلى 158 هـ
أي كان عمر الأصمعي وقت ما كان حاكم مابين العشرين والثلاثين، وأرى أنه إلى الآن لم يكن شيخ زمانه في الشعر والأدب إلا بعد هذا العمر، وفي هذا الوقت كان تلميذاً لدى خلف الأحمر وعمرو بن العلاء، وكان كثير الطواف في البلدان وسماع الأخبار بها؛ لذلك أقول: إنه كان غير مقيم في بغداد إلا وقت المهدي وبعدها.
ثالثا: قال الأخفش كان الأصمعي ((أعلم الناس بالشعر))، وكان يميز الغث من السمين، وكان راوية العرب، وكان يحفظ أكثر من عشرة ألاف أرجوزة غير الشعر، ولكنه لم يكن شاعراً أبداً.
رابعا: لم يُرْوَ من شعر الأصمعي إلا هذه القصيدة،فهل يا ترى العالم الأصمعي الذي كان يدرس تلاميذه أجود الشعر يقول هذه القصيدة التي لا معنى لها، وركيكة جداً، وألفاظها هجينة؟
قيل للأصمعي: لماذا لا تقول الشعر؟ قال: الذي أريده لا يواتيني، والذي يواتيني لا أريده، أنا كالمِسَنّ أشحذ ولا أقطع.
وهذا دليل على أن الأصمعي ليس بشاعر.
خامسا: تفرد بهذه القصة ونشرها الأتليدي في كتابه "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس"، ولم تُرْوَ في غير هذا الموضع.
والأتليدي معروف بالكذب ونسب الأخبار الغير صحيحة منها البراكمة والكذب عليهم، كما أن هذا الكتاب من قرأ عنوانه ظن أنه فقط خاص بالبراكمة، ولكن ما تكلم عن البرامكة فيه صفحات قليلة فهذا من كذبه.

فما علمكم دام فضلكم ؟
وجزاكم الله عنى خير الجزاء وأجزل لكم العطاء وأبقى علمكم باقياً ينهل منه الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
ــــــــــــــــــــــــ
وهذا جوابنا :
أحسن الله إليك أيها الناقد البصير والصاحب الفضيل على هذا الطرح الماتع لإشكالية جد خطيرة تمس تراثنا وموروثنا الثقافى والفكرى وهى
"موقفنا تجاه ما تم الترويج له من روايات وقصص قد تصح وقد لا تصح "
حقيقة بالامس ترددت كثيرا على إبداء رايي بصدد حادثة الاصمعى والمنصور العباسى لأمور :
اولها : اننى ما وقفت على هذه القصيدة إلا من خلال كتب الادب الحديثة ، ولم تقع عيناى على مصدر من مصادرنا التاريخية أو الأدبية الموثوق فيها تؤكد وقوع الحادثة .

ثانيا : ان من نفى الحادثة اعتمد على طروحات وآراء قد تقبل وقد ترد على ما سنوضح لاحقا.

ثالثا : انه ليس لدينا من المصادر التى بين ايدينا ولو مصدر واحد يؤكد نفى وقوع لقاء بين الاصمعى والمنصور . كما أننا لم نعثر على إسناد متصل لهذه القصة مما يوقعنا فى إشكال حقيقى تجاه هذه الرواية .

وقبل ان اطرح وجهة نظرى تجاه الموضوع أجدنى مضطرا لعرض حجج من رد هذه القصة وتتمثل فى الآتى :

أولا : ابو جعفر المنصور لم تقع عينه على الأصمعى ولم يسمع باسمه .. فالأصمعى لم يظهر الا عن طريق " الفضل بن ربيع" حاجب ووزير هارون الرشيد الذى سعى لتقديمه الى الرشيد فأحبه وقربه منه ، ليكون مدافعا عن العرب والإسلام ضد الشعوبية.

ثانيا : كيف ان الأصمعى يجر كلمة الثمل ( هيّج قلبى الثمل ) على اي اساس يا ترى ؟ انها صفة لمفعول به أو هى فاعل اذا اعتبرناها مصدرا , فكيف يجرها شيخ مدرسة البصرة وأمام الخليفة؟؟؟ كذلك ) يعجز عنها الأدب لى ) ما معنى الأدب لى ؟

ثالثا : كلام القصيدة من بحر الرجز ( مستفعلن ) وقوله ( قال لا لا لا لا ) مكسور كسرا بينا وكذلك ( فقالت لا تولولى ) .. فهل يمكن ان يقف اي انسان امام الخليفة ليقول له كلاما بدون معنى مع اخطاء فى النحو والوزن ؟

رابعا : الخليفة ابو جعفر المنصور لا يمكن ان يكون نصابا ويفعل مثل هذه الأفاعيل . كان يكفيه ان يعطى عطايا قليلة وهو فعلا كان معروفا بالحرص .. طبعا الشاعر لن يخدع عن قصيدته فاذا اضطر الى التزام الصمت امام الخليفة فإنه سيخرج وهو واثق ان الخليفة يكذب .
إن تكرار هذا الموقف حتما كان سيجعل الشعراء يتوقفون عن مدحه أو حتى عن الذهاب اليه ؟

خامسا : أن كل كتب الأدب لم تذكر هذه القصة الأعجوبة ؟ و لم ترد في مصدر موثوق ، إلا في كتابين ، الأول : إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ ) وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .
والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) . ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء.

سادسا : ان ابا جعفر المنصور توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ، ويُتّخذ نديماً وجليساً .

سابعا : أن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا مخالف لما جاء في القصة ، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟

ثامنا : أن هذا النظم الركيك للقصيدة أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب له شيء كثير ، لكثرة رواياته ، وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه.

هذا جملة ما احتج به الرافضون لقصيدة صوت صفير البلبل وقصتها المثيرة مع أبى جعفر المنصور .
ولنا وقفات لاحقة حول بعض هذه الحجج .
يتبع إن شاء الله .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال عن قاعدة عدم النقل
» قصيدة التأشيرة..... لهشام الجخ
» قصيدة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حادثة الغار
» سؤال للدكتور عبدالباقي حول الميراث
» سؤال عن حكم العادة السرية وراى ابن حزم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الرسمى للدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى :: أخبار الدكتور عبدالباقى وإنتاجه العلمى :: حوارات واستشارات وبيانات ووثائق وفتاوى-
انتقل الى: