سؤال عن حكم العادة السرية وراى ابن حزم

هذا سؤال من الأخ الحبيب أحمد ابوفهر ونصه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أليست ممارسة العادة السرية تأتي بالضرر على الشخص سواء الجسمي أو النفسي فلماذا لا تحرم من باب لا ضرر ولا ضرار ثم هل صح حديث ناكح يده كناكح أمه ففي ذلك دليل على أنه اشد من زنا الأم ثم ألم يخالف باقي الظواهر ابن حزم فيما ذهب إليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـــــــــ
وهذا جوابنا
بخصوص الحديث اخى أحمد فهو لا يصح اصلا ، وليس هناك دليل يرقى للتحريم فى سنة المصطفى .
وبشان ابن حزم فكلامه رحمه الله جاء بناء على عدم ثبوت أدلة تحرم الاستمناء ، ومع ذلك فهو لم يقل بالإباحة .
إنما ذهب إلى أنها عادة لا تليق بخلق المسلم .
أما عن مخالفة الظاهرية لابن حزم بشأن هذه المسألة فلا شك ان من اهل الظاهر من يرى حرمتها ، ومنهم من يذهب إلى ما ذهب إليه ابن حزم .
ـــــــــــــــــــــ
وهذان سؤالان عن نفس الموضوع من الأخ أحمد أبوفره ونصهما :
بارك الله فيك شيخي
وجزاك الله خير الجزاء وأجزل لك العطاء
وجزيت الفردوس على حسن الإجابة ورصانة العبارة
ولي سؤال
هل العادة السرية تشبه العزل بين الرجل وامرأته ؟
وهل يأثم من عزل عن زجته ؟
أتمنى أن تعتبرهما سؤال واحد ، ونعتذر عن كثرة الأسئلة
بورك فيكم
ـــــــــ
وهذا الجواب
وفيكم بارك الرحمن أخى الحبيب.
العادة السرية إن ثبت طبيا ضررها فهى واقعة تحت قاعدة " لا ضرر ولا ضرارا ".
,إن كنت سئمت من كلام الأطباء البعض قال لى تضر !!!!
والبعض قال لا تضر !!!
لذا الأمر موكول بتحقيق طبى صارم .

اما عن العزل ففيه نصوص بين المنع والجواز ومنها على سبيل المثال

عن جذامة بنت وهب -رضي الله عنها- قالت: حضرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أناس، وهو يقول: لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون، فلا يضر ذلك أولادهم شيئا، ثم سألوه عن العزل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذلك الوأد الخفي رواه مسلم.
وصح عن ابن مسعود أنه قال هو الموءودة الصغرى .
وعن أبى أمامة قال ما كنت أرى مسلما يفعله .
وعن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان انهما كانا ينهيان عن العزل .
وعن ابن عمر ان عمر ضرب بعض بنيه على العزل .
هذا عن النصوص التى وردت عن النبى واصحابه بشان النهى عن العزل .

اما عن ما ورد بشأن الإباحة فيتمثل فى التالى :

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلا قال يا رسول الله: إن لي جارية وأنا أعزل عنها، وأنا أكره أن تحمل، وأنا أريد ما يريد الرجال، وإن اليهود تحدث أن العزل الموءودة الصغرى، قال: كذبت اليهود، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، والنسائي والطحاوي ورجاله ثقات.

وعن جابر -رضي الله عنه-ما قال: كنا نعزل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرآن ينزل، ولو كان شيئا ينهى عنه لنهانا القرآن متفق عليه .
ولمسلم: فبلغ ذلك نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ينهنا عنه .
وفي صحيح مسلم أيضا سأل رجل النبي فقال إن عندي جارية وأنا أعزل عنها قال : رسول الله إن ذلك لا يمنع شيئا أراده الله . فجاء الرجل فقال يا رسول إن الجارية التي كنت ذكرتها لك حملت فقال رسول الله أنا عبد الله ورسوله

وأخرج أبو يعلى بإسناده عن عبيد بن رفاعة عن أبيه قال جلس إلى علي والزبير وسعد رضي الله عنهم في نفر من أصحاب رسول الله وتذاكروا العزل لا بأس به رجل إنهم يزعمون أنها الموؤودة الصغرى فقال علي رضي الله عنه لا تكون موؤودة تمر عليها التارات السبع حتى تكون من سلالة من طين ثم تكون نطفة ثم تكون علقة تكون مضغة ثم تكون عظاما ثم تكون لحما ثم تكون خلقا آخر فقال عمر رضي الله عنه أطال الله بقاءك .

وقد رويت الرخصة فيه عن عشرة من الصحابة علي بن أبى طالب وسعد بن أبي وقاص وأبي أيوب وزيد بن ثابت وجابر وابن عباس والحسن بن علي وخباب وأبي سعيد الخدري وابن مسعود رضي الله عنهم .
قال ابن حزم وجاءت الإباحة للعزل صحيحة عن جابر وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وزيد ثابت وابن مسعود رضي الله عنهم .

قلت : وقد ذهب العلامة ابن حزم إلى ان ما ورد من منع وإباحة صحيح ، ولكنه رجح التحريم وذهب إلى أن ما ثبت بشان المنع نسخ ما ثبت بشأن الإباحة .
فى حين ذهب الشافعى ومالك وأهل الكوفة والبيهقى وجمهور اهل العلم غير من ذكرنا من الصحابة إلى جواز العزل ورخصوا فيه .
هذا وبالله تعالى التوفيق .

» سؤال ... حول حكم اللحية ... حلقها وتقصيرها
» سؤال عن قاعدة عدم النقل
» سؤال عن صلاة التراويح من الأخ العلاء
» سؤال عن نسبة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعى
» سؤال للدكتور عبدالباقي حول الميراث