هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 العلامة ابن عقيل: لا يجوز القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق ويجب التوقف.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتور عبدالباقى السيد
مدير المنتدى
مدير المنتدى



عدد المساهمات : 1147
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 48

العلامة ابن عقيل: لا يجوز القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق ويجب التوقف.  Empty
مُساهمةموضوع: العلامة ابن عقيل: لا يجوز القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق ويجب التوقف.    العلامة ابن عقيل: لا يجوز القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق ويجب التوقف.  Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 15, 2010 4:09 pm

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

فإن من فوائد اللقاء بالشيخ العلامة ابن عقيل الظاهري الكثيرة الاطلاع على ما يذهب إليه في مسائل شتى من مسائل الديانة، ومن تلك الفوائد معرفة قوله في مسألة خلق القرآن ومدى صحة هذه المسألة أو هذا القول.

وكنت قبل أشهر في بيت الشيخ فحدثني عن بعض ما يخالف فيه الاعتقاد السائد في الجزيرة العربية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، وأنه لا يتابع الإمام ابن تيمية رحمه الله في مسائل معينة.

وفي سياق هذا الكلام أخرج لي خطاباته التي أرسلها لسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الفوزان، وما جرى من اختلاف بينهما في مسائل منها خلق آدم على صورة الرحمن، ومسألة خلق القرآن، وكان قد أمرني بعدم الكلام عن تلك الخطابات وما قرأته فيها.

وبلقائي به يوم السبت الماضي تكلم حفظه الله في مسألة خلق القرآن، ومسألة الكلام عن الله تعالى والتقسيم بأنه ذات وصفة، وأنكر على من يقول بهذا التقسيم.

ويهمني اليوم الحديث عن مسألة خلق القرآن، فإن الشيخ حفظه الله يقول: يجب التوقف في هذه المسألة، ولا يجوز أن يقال: القرآن مخلوق، أو أن يقال: القرآن غير مخلوق.

وعند الشيخ مسوغ أوجب عنده هذا التوقف، فهو يرى أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على السكوت عن هذه المسألة، وما خاضوا فيها ؛ لأن القرآن لم يأت بها نصاً يزيل كل إشكال، فوجب السكوت عن مثل هذه المسائل، فيسعنا ما وسع الصحابة رضي الله عنه، وأن توقفنا في ذلك لا يوجب علينا إثماً ولا عقوبة، وقد ذهب إلى هذا من المتأخرين العلامة المقبلي رحمه الله.

قال أبو عبد الله: المسألة هذه ذكرها الأئمة والعلماء في كتبهم، وشنعوا على من قال بأن القرآن مخلوق، أو توقف، ووصفوا المتوقف بأنه شاك، ووصفوا المتوقف أيضاً بأنه جهمي !

وهذه الأوصاف ينبغي أن يعتني بها طالب العلم، فليس كل من وصف بأنه جهمي فهو وصف صحيح متحقق في الموصوف ؛ لأن الجهمية يوافقون أهل الإسلام في الشهادتين وكثير من أصول الإسلام، فلا تعني الموافقة لهم في أصل أو فرع كما يصطلح العلماء دالة على أن القائل منهم، خاصة وأن الجهمية يقولون بأن القرآن مخلوق.

أما وصف من توقف بأنه جهمي أيضاً فهذا عدم تحقيق، وإنما وصف بعض العلماء من توقف بهذا الوصف من باب النكير ولئلا يتخذ هذا ذريعة للقول بخلق القرآن، ولم يكن مرادهم أن قائل ذلك من الجهمية تحقيقاً ؛ لأن القول بخلق القرآن والتوقف ليس قولاً واحداً، ولا يتحقق منه نفس المعنى، فوجب حمل كلامهم على التحذير والتنبيه لا على تحقق التجهم في المتوقف.

وهذه مسألة من المسائل التي يقع فيها الاختلاف وسبب ذلك: أن الله تعالى لم يبين للناس الفصل في المسألة هذه بعينها، وإنما أوجب على الناس الإيمان به على قاعدة ليس كمثله شيء، ولكن أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة وغيرهم تكلموا على الله تعالى بعقولهم واستعملوا المقاييس فضلوا وأضلوا.

وهناك من العلماء من اعتبر القرآن من علم الله تعالى، فلذلك أبى أن يقال عنه بأنه مخلوق، وهو أبو محمد بن حزم رحمه الله، فهذه من المسائل التي اختلف فيها نظر ابن حزم ونظر ابن عقيل.

وقد وافق أبو محمد كثير من أهل الظاهر، وهو مذهبي في المسألة، ووافق ابن عقيل بعض من علمت قوله من أهل الظاهر، وكما وافقهما كثير من الناس ممن ليسوا من أهل الظاهر.

والشيخ ابن عقيل حفظه الله لم يقل بهذا تشهياً، ولا قاله متهجماً على المسألة، وإنما قاله بعد اطلاع ومعرفة أدلة كل قول، فلم ير فيها برهاناً دالاً على صحة قول من قال بأنه مخلوق، ولا صحة قول من قال بأنه غير مخلوق، وقد ذكر بعض ما استدل به أهل هذه الأقوال في مجلسه يوم السبت الماضي وبين بطلانه أو ضعفه.

والذي يعنيني من هذه المسألة قاعدة الشيخ التي ذكرها: أن الصحابة رضي الله عنهم سكتوا عن هذا التفصيل، ولا يمكن إدراك ذلك العلم إلا بنص قرآن، فيسعنا ما يسعهم.

وهذا ما ذكرته حين الكلام عن الخوض في أمور مغيبة متعلقة بالله تعالى، فكل ما لم يأت نصاً في القرآن، أو لم يجمع عليه الصحابة رضي الله عنه فهو من باب التزيد في الدين والبدعة.

فالسلامة في هذه المسائل وما كان مثلها: أن نقول: إن صح عن الله تعالى ذلك القول أو التفصيل أو التفريع قلنا به، وإن لم يصح ذلك إلا باستدراك العقول واستحداثها ما لم يكن في نص القرآن والسنة فهو باطل مردود، لا نقول به ألبتة، ولا ننسبه لله عز وجل، فما يدرينا أن الأمر كما ظنت عقولنا الضعيفة، وكيف صح للعقل الضعيف أن يدرك تفصيل خالقه عز وجل، فسبحان من له علم كل شيء، له الحمد على ما أنعم، نؤمن به على ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة.

فقد علمنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كيف نتطهر من الغائط ومن البول، ولو كان تفصيل هذه المسائل التي خاض الناس فيها واجباً: لما سكت الشرع عنه، ولبينه البيان الكافي والشافي، ولو علمه الصحابة ما كتموا حرفاً منه، ولنقلوه لنا كما نقلوا التطهر من قضاء الحاجة والاستجمار والاستنجاء.

فإن ظهر لي شيء غير ما ذكره العلامة ابن عقيل وهو يقوي قوله: رجعت عن قولي، وصرحت برجوعي دون استحياء، فالرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الخطأ.

ورأي الشيخ في هذه المسألة رأي قديم لم يحدث الآن، فلا يظن أحدكم أنه غير اجتهاده ورأيه، فقد أشار لي أنه من قديم أقواله، وهو أيضاً منشور في تقديمه لكتاب التقريب.

لكن ثمة مسألة: إن كان القائل بالتوقف سواء الشيخ أو من وافقه يستدل بسكوت الصحابة عن التفصيل في ذلك ولا يقبل بالتشنيع عليه في اجتهاده، فكذلك يجب أن يعذر من خالفه في مسائل وافق فيها الشيخ أو المستدل قول المتأخر في تفصيل مسائل الاعتقاد.

فمن ذلك انتقاد الشيخ وغيره لابن حزم لأنه امتنع من تسمية معاني أسماء الله تعالى باسم الصفة، وقال: أسماء الله تدل على الله ولا تدل على غيره، وأن لها معاني، وذكر الكثير من هذه المعاني الإجمالية.

وقد احتج أبو محمد بما احتج به أبو عبد الرحمن، وذكر أن هذا اللفظ لم يأت بنص، ولا جاء عن صحابي ولا تابعي، وإنما نشأ هذا اللفظ عند المعتزلة فتابعهم عليه بعض الفقهاء والعلماء، وعذرهم في ذلك ووصف موافقتهم للمعتزلة بأنها وهلة من عالم وزلة من فاضل ونحو هذا الكلام، وهو بنحو ما احتج به الشيخ حفظه الله، والقاعدة واحدة.

وقد وُصِفَ الممتنع من تسمية معاني أسماء الله تعالى باسم الصفة بأنه جهمي، وهذا معلوم لا يخفى عليكم، مع أن الواصف هذا وغيره يقولون: التجهم هو إبطال أسماء الله تعالى ومعانيها.

فكيف صح عندهم أن يكون أبو محمد من الجهمية وهو يثبت الأسماء، ويثبت معانيها ؟ فمن شك في ذلك فليرجع إلى الفصل ويقرأ كلام الإمام ابن حزم ونقله الإجماع على جواز الدعاء بمعاني أسماء الله تعالى، وبيانه لكثير من هذه المعاني.

فلا يأتي رجل لم يقرأ هذا الكلام عند أبي محمد فيتهمني بالتقليد والعصبية لأبي محمد، فهذا من الكذب الصريح، فقد نقلت كلام أبي محمد كما هو في شريط محاكمة الإمامين، وما زدت عليه حرفاً.

فلما بُهِتَ المقلد الذي يقلد ما عليه المتأخر في مسائل الاعتقاد صار يطعن بأبي محمد وبي وبالدارة وبكل ظاهري يخالف ابن عقيل الظاهري، ويدعي أن ابن عقيل الظاهري أعلم الناس بالظاهر وبابن حزم وقد نفى أن يكون ابن حزم قال ذلك !

والشيخ ينفي ذلك عن نفسه، ويصرح بأنه ليس أعلم الناس بالظاهر، وأنه يصيب ويخطئ وليس بمعصوم، وأنه يستفيد من الظاهرية ما فاته، كما أنهم يستفيدون منه ما فاته، وكل ذلك إن صح برهان القائل في أي مسألة كانت، وأنه لم يكتب في تأصيل منهج أهل الظاهر ما يذكر حتى يعتمد على كلامه هذا القائل وغيره لتجويز تقليده.

وقد صرح الشيخ بأن مثبت الأسماء ومعانيها فليس بجهمي أصلاً، فلا أدري من نصدق ؟ الجاهل الذي طعن في غيره وهو لا يحرر معنى التجهم أو الشيخ الذي ينفي ذلك بلسانه ؟

فهل طبقنا قوله على أبي محمد ؟ فأبو محمد يثبت الأسماء، ويثبت معانيها، شئت أم أبيت، فكتابه موجودة لا نحتاج إلى متحذلق لإثبات هذه النصوص الصريحة، فأبو محمد ليس بجهمي أصلاً على هذه القاعدة، وعلى معرفتنا للتجهم وهو إبطال الأسماء والمعاني بحجة أن فيها تشبيه بالخلق ! بل نثبت كل اسم ومعناه الإجمالي من غير تفصيل في طبيعة الشيء وماهيته ولا كيفيته ؛ لأن الله تعالى لم يذكر ذلك لنا.

فنقول: يسمع الأصوات، ويرى المرئي وغير المرئي لنا وينزل كل ليلة، ويضحك، ويجيء، وغير ذلك كما ثبت، من غير حد ولا تفسير كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من الأئمة، ومنعهم من الخوض بالحد هو منع من التفصيل في طبيعة الشيء وماهيته ؛ لأن الحد هو المنع، فلا تحد الله تعالى بشيء وتظن أنك منزه، ولن تجد إماماً من أئمة السنة يقول بأن الله تعالى يحد، فهذه قولة زور وباطل، ولكن من لم يعرف هذه الألفاظ وما تدل عليه أنكرها أو أنكر على أبطلها لجهله بها.

وقد نقل الشيخ عن أبي محمد مسألة البول وأخطأ في النقل، ونقل عنه مسألة نفي معاني أسماء الله تعالى وأخطأ في النقل، وقد قرأت النقل من كتابه الفصل في شريط المحاكمة وهو بخلاف ما نقله الشيخ حفظه الله، فهل نكذب ابن حزم أيضاً لأن الشيخ قد نقل عنه بخلاف قول ابن حزم ؟ !

فالشيخ بشر يصيب ويخطئ وينسى كغيره من العلماء، لكن المدعي كاد أن يجعله معصوماً ! فوالله إني أعلم من نفسي محبة الشيخ وإجلاله وتعظيمه، ولكن ذلك لا يمنعني من انتقاده وخاصة فيما نقله عن أبي محمد وأخطأ في نقله، أما مخالفته لأبي محمد فقد صرحت عند الشيخ بأنك إمام مجتهد لك أن توافق وتخالف من تريد، ولم يكن من همي أن أناقشك في شيء أصلاً، وإنما همي الذب عن أبي محمد ما دام ميتاً.

أما من يعطي الشيخ مكانة التقديس بحيث يقلده فيما يقول فهو عند الشيخ إمعة كما صرح لي، وقال: لو لم تخالفني حين ظهر لك برهان خطأ قولي لقلت هذا إمعة !

فلا يتزيد علي أحد ويدعي عدم محبتي للشيخ لذلك أخالفه وأعارضه في مجلسه، فإني على الأقل أخالفه وهو حي، ولا أنتظر وفاة الشيخ - أطال الله في عمره - لأسل سيفي وقلمي لأنازل من مات كما يفعل كثير ممن وصف بأنه طالب علم !

ولا يكون الإنسان عقيلياً أكثر من ابن عقيل نفسه، وليكن صدره كصدر الشيخ يتسع لكل مخالف له ما دام قد خالفه ببرهان كما يقول الشيخ حفظه الله، لا بشبهات يظنها من البرهان ثم يكابر ويعاند فيها !

وما نقلت قول الشيخ الذي أمرني بعدم نقله إلا بعد استئذاني منه، فقبل خروجي من بيته يوم السبت للتوجه إلى الكويت استأذنته في نقل ذلك عنه فقال: انقله لا بأس، أنا لا أخفي ما أعتقد أنه حق.

فهذا آخر ما أكتبه في المسألة، أسأل الله أن يوفقني وإياكم لمعرفة الحق فيما اختلف فيه الناس، وأن يقربه إلينا، وأن يجعلنا من الخاضعين للقرآن والسنة، إنه سميع مجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhadyalzahry.yoo7.com/index.htm?sid=c2228a5c38d098018d4d
 
العلامة ابن عقيل: لا يجوز القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق ويجب التوقف.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تساؤلات لشيخنا العلامة ابن عقيل الظاهرى
» الجديد في مكتبة العلامة الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
» العلامة ابن عقيل الظاهري يقول: أهذه أُمِّيَّةٌ فكرية ، أو تأميم علمي؟!
» العلامة ابن عقيل : الظاهرية كانت المذهب الرابع قبل أن يوجد المذهب الحنبلي
» هل يجوز أن يبول الرجل قائماً ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم الشيخ محمد بن إبراهيم الريحان-
انتقل الى: