العقيقة

موضوع: العقيقة الإثنين نوفمبر 15, 2010 8:32 pm

ما الحكم الشريعى فى العقيقة ؟
وما هو وقتها و مقدراها ؟
وما هى مواصفات الذبيحة؟

موضوع: رد: العقيقة الإثنين نوفمبر 15, 2010 9:29 pm

حيا الله الحبيب المهندس سعيد ذكى
بارك الله فيك ودمت دوما سائلا عن الفقد والدين مستبصرا عن ما ينفعنا فى دنيانا

قلت فى رسالتنا " القول الحق فى حكم العق" ضمن كتابنا أطروحات فقهية وهو الجزء الأول من سلسلة الفقه التأصيلى الميسر ما نصه :

وهى واجبة على كل مستطيع ويجبر عليها جبرا برهان ذلك قوله (ص) (كل غلام رهينة بعقيقته حتى تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمى) ([1]) وقوله (ص) عن أم كرز أنها قالت أتيت رسول الله (ص) بالحديبية أسأله عن لحوم الهدى فسمعته يقول على الغلام شاتان وعلى الجارية شاة لا يضركم ذكرانا كانت أم إناثا) ([2]) وبقولنا هذا يقول الليث بن سعد وأبو سليمان داود بن على الأصفهاني الظاهري وأبو محمد على ابن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي وأهل الظاهر ورواية عن أحمد بن حنبل وقول أبى الزناد والحسن.

وقوله (ص) (رهينة بعقيقته) فيه خلاف في تفسيره وأجود ما قيل فيها ما ذهب إليه أحمد بن حنبل بأنها في الشفاعة يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلا لم يشفع في أبويه، وقيل معناه أنها لازمة لابد منها فشبه المولود فى لزومها وعدم انفكاكه منها بالرهن في يد المرتهن، وهذا التفسير يقوى قولنا بالوجوب فضلا عما أخرجه ابن حزم عن بريده الاسلمى وفاطمة بنت الحسين من أن الناس يعرضون يوم القيامة على العقيقة كما يعرضون على الصلوات الخمس.

وقد ذهب أبوحنيفه وأصحابه من أهل الرأي إلى أن العقيقة بدعة واستدل بعضهم بما رواه مالك في الموطأ برقم945 من أن النبي(ص) سئل عن العقيقة فقال لا أحب العقوق وهذا لاحجة لهم فيه لأنه عن رجل لم يسم فهو مجهول الحال وكذا أبيه لم يعرف من هو ومثله ما رواه أحمد في مسنده برقم 22536 ولو صح لكان حجة عليهم لالهم لأن في آخره انه قال ولكن من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل.

وادعى محمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبي حنيفة نسخ العقيقة بحديث (نسخ الأضحى كل ذبح) والحديث رواه الدارقطنى وليس من قول النبي (ص) بل هو من قول محمد بن على بن الحسين رضى الله تعالى عنهم، وذهب الشافعي وإبراهيم النخعى إلى أنها ليست واجبة واحتجوا برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي (ص) سئل عن العقيقة فقال: (لاأحب العقوق من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاه ) ([3]) وهذا الحديث ليس بحجة لأن فيه عمرو ابن شعيب وفيه مقال وإذا كان البخارى قد قال رأيت أحمد وعلى بن المدينى وابن راهوية وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ما تركه أحد من المسلمين، فإن أحمد بن حنبل قال ربما احتججنا به وقال أيضا أصحاب الحديث إذا شاؤا احتجوا بحديث عمر وبن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاؤا تركوه، وقال أبو زرعة إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه وجده من المنكر، وقال ابن حجر أما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ عن فإذا قال حدثني أبى فلا ريب في صحتها كما يقتضيه كلام ابوزرعة، وقال ابن حزم هذا صحيفة ولم يصح حديثه، وقال المنذرى فيه مقال.

قلت وما روى عنه في العقيقة كله بصيغة عن أبيه عن جده وليست بصيغة حدثني أبى، ثم لو تركنا عمرو بن شعيب إلى والده محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص لوجدناه مجهول الحال لم يذكر بتوثيق ولابلين كما قال الذهبي في الميزان.

وممن ذهب إلى عدم وجوب العقيقة مالك بن أنس ورواية عن أحمد وتقى الدين أبى بكر بن محمد الحسيني الدمشقي والشيخ عبد الله الشرقاوى من الشافعية وغيرهم.

ولو تركنا الكلام على سند الحديث إلى متنه لوجدنا فيه أن الرسول(ص) سئل عن العقيقة فقال لا أحب العقوق وكأنه كره الاسم كما ذكر الرواة ثم إنه فيه رواية أخرى لأبى داود من طريق آخر يقول (ص) ( كل غلام رهينة بعقيقته) وفى رواية للترمذى من طريق آخر يقول (ص)( الغلام مرتهن بعقيقته) وهذان الحديثان يوضحان أن النبي (ص) لم يكره اسم العقيقة بل استخدمه في كلامه مما يوحي بعدم صحة حديث عمرو بن شعيب من ناحية المتن كذلك لمعارضته لرواية الترمذى وأبى داود وهما صحيحان سندا ومتنا وبالله تعالى التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــ

([1]) أخرجه البخارى فى كتاب العقيقة من صحيحه رقم 5050، الترمذى بإسناد صحيح فى كتاب الصلاة والأضاحى من جامعه رقم 167، 1442، وأخرجه أبوداود بإسناد صحيح، والنسائى وابن ماجه وأحمد .
([2]) أخرجه الترمذى فى كتاب الأضاحى رقم 1435 وقال حسن صحيح، وأخرجه أبوداود والنسائى والدارمى وابن ماجه وابن حزم فى المحلى بإسناد صحيح .
([3] ) رواه أحمد فى مسنده برقم6530 وأبو داود فى سننه برقم 2459والنسائى فى سننه برقم4141

موضوع: رد: العقيقة الجمعة نوفمبر 19, 2010 9:48 pm

جزاك الله كل خير دكتورنا العزيز
و كنت اود ان اعرف هل العقيقة تكون فى اليوم السابع فقط ؟
و كيف تقسم ؟
وهل تطهى ؟
وماذا افعل فى الجلد؟

موضوع: رد: العقيقة السبت نوفمبر 20, 2010 8:23 pm

الصحيح فيها أنها فى السابع كما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم (كل غلام رهينة بعقيقته حتى تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمى) ([1])
وقد نقل الترمذى عن بعض أهل العلم أنها إن لم تتيسر في اليوم السابع فتكون في اليوم الرابع عشر وإلا ففي اليوم الواحد والعشرين. ولا حجة لهم فى ذلك لضعف الحديث الوارد بخصوص هذا الشأن، والذي رواه الطبرانى من طريق إسماعيل بن مسلم وذكر أنه تفرد به وإسماعيل هذا ضعيف. أضف إلى ذلك أنهم محجوجون بالحديث المذكور أعلاه، وهذا القول نسب صريحا لأبى عبد الله البوشنجى ونقله صالح بن أحمد ابن حنبل عن أبيه، وقد ذكر الرافعى من الشافعية أن ذكر السابع فى الخبر بمعنى أن لا تؤخر عنه اختيارا والاختيار أن لا تؤخر عن البلوغ فإن أخرت عن البلوغ سقطت عمن كان يريد أن يعق عنه لكن إن أراد أن يعق عن نفسه فعل.
قلت: أما تفسير الاختيار بأن لاتؤخرعن البلوغ فلاحجة له في ذلك والصواب أن الاختيار أن لا يتركها تهاونا وهو مستطيع فإن فعل ذلك فهو آثم، وأما قوله لكن من أراد أن يعق عن نفسه فعل فهو خطأ وكأنه يشير إلى حديث الرسول(ص) الذي جاء فيه أنه عق عن نفسه بعد النبوة وهذا ضعيف فقد رواه البزار من رواية عبد الله بن محرر وقال تفرد به عبد الله وهو ضعيف، وقال أحمد هذا منكر وضعف عبد الله، وأخرجه أبو الشيخ من وجهين آخرين أحدهما من رواية إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف وثانيها من رواية داود بن المحبر وهو ضعيف ايضا، ورواه ابن أيمن فى مسنده والطبرانى فى الأوسط كلاهما عن عبد الله بن المثنى ولاحجة فيه، قال عنه يحيى بن معين ليس بشىء، وقال النسائي ليس بقوى، وقال أبو داود لا أخرج حديثه، وقال الساجى فيه ضعف لم يكن من أهل الحديث روى مناكير، وقال العقيلى لا يتابع على أكثر حديثه، وقال ابن حبان ربما أخطأ، وقال ابن حجر هذا من الشيوخ الذين إذا انفرد أحدهم بالحديث لم يكن حجه، ووثقه العجلى والترمذى والجرح مقدم على التعديل إذا غلب التجريح.
ـــــــ

([1]) أخرجه البخارى فى كتاب العقيقة من صحيحه رقم 5050، الترمذى بإسناد صحيح فى كتاب الصلاة والأضاحى من جامعه رقم 167، 1442، وأخرجه أبوداود بإسناد صحيح، والنسائى وابن ماجه وأحمد .

موضوع: رد: العقيقة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 8:09 pm

جزاك الله كل خير

موضوع: رد: العقيقة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 9:40 pm

وجزاك كل الخير اخى الحبيب
وبخصوص التقسيم والطهى فلم يرد فيهما نص يعول عليه فيما أعلم ، اللهم إلا بعض الأقوال بشان الطهى عن بعض الائمة ، ولا حجة فى أحد دون النبى صلى الله عليه وسلم .
وعموما العقيقة تختلف عن الأضحية فى امور كثيرة ، ولعلى ارفع لكم رسالتنا عن العقيقة قريبا إن شاء الله

موضوع: رد: العقيقة السبت نوفمبر 27, 2010 12:41 am

بارك الله فيك شيخنا عبدالباقى وننتظر ان تتحفنا برسائلك ومصنفاتك ، فما عهدناك إلا محققا رصينا ، ومنافحا عن الظاهرية وأهلها .
أدام الله عليك هذا الفضل وزادنا وإياك من نعمه .
وعذرا على تأخر مشاركاتى على هذا المنتدى المبارك

» هل تسقط العقيقة بعد اليوم الواحد والعشرين ؟