لماذا لا نرعى للعلماء حرمة ؟

لقد صرنا فى زمن لا يرعى فيه الأكثرية من الموسومين باسم العلم " طلبة العلم اواهل العلم" -صغارا كانوا ام كبارا - حرمة للعلماء من المتقدمين والمتأخرين .
فنسمع كلاما من فلان فى من هو اعلم منه بيقين يسلب العلم عن الأعلم منه .
وهذا الذى تكلم فى غيره يوكل الله له من يتكلم فيه .
اقوال مجملها فى التالى :
ابو حنيفة كافر .
أبوحامد الغزالى الكافر.
ابوحنيفة القائل بخلق القرآن.
البخارى القائل بخلق القرآن .
داود بن على الظاهرى المبتدع ، والقائل بخلق القرآن .
ابن حزم معطل ومفوض وجهمى جلد .
الألبانى جهمى جلد ، وما قاله الألبانى فى ابن حزم مقلدا فيه ابن عبدالهادى قيض الله له من يقول له نفس الكلمة ، وقد استشاط الشيخ الالبانى منها لما علم ان شابا موتوراهو الذى قالها .
الألبانى ليس بفقيه .
الشوكانى عقلانى وشيعى .
فلان وفلان .
والقائمة طويلة .
الفاظ يتم التراشق بها ، وعناوين لا تصلح إلا للحرب والقتال مثل " لهيب من نار فى الرد على صاحب المنار"
وسب وإقذاع من اناس المفروض فيهم انهم مناهل العلم وانهم يعلمون قول النبى " ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذىء".
ويعلمون قول النبى " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعطى لعالمنا حقه" .
وغير ذلك كثير.
لم يتعاملوا مع أهل العلم بمنطق " العلم رحم بين اهله" .
وإذا قلت لهم لم التلفظ بالفاظ كهذه ألم ينه النبى عن ذلك ؟
يقيم الدنيا ولا يقعدها ، ويروح يحتج بكلام من هنا وهناك على استخدام ألفاظ ليست بمستحبة اصلا بين اهل العلم .
ويقول نحن فى مجال جرح وتعديل ، ولابد من التبيين .
ومن يتخاذل فليس من الصالحين ولا من الراشدين ، وهو مقلد من المقلدين ، ومشغب من المشغبين.
نتيجة لهذه الصولة ولهذا الاستنفار نجد جيوشا من اتباع هذا وذاك ممن سب واقذع واسرف فى النقد تبعون الكلام كانه كلام نبى .
فلان كذا .
إذا انتهى الأمر لو قامت القيامة لا يمكن ان تثنيه عنهذه القولة التى سمعها من شيخ مبجل .
والسؤال المطروح .
ما هو العمل؟
وما هو الحل ؟
وكيف يفهم طالب العلم هذا الأمر؟
وكيف يناى بنفسه عن كل هذه المهاترات ؟
الإجابة ليست عسيرة بل هى جد يسيرة.
" اعرف الحق تعرف الرجال"
انظر للمتمسك بالنصوص ، والمتدين ، والوقاف على حدود الله .
لا تنظر للمظهر الخارجى .
هذا رجل صاحب جلباب كذا ولحية كذا .
هذا شيخ مبجل .
هذا وهذا.
لكن انظر لتصرفاته ولأخلاقه ، ولمعاملاته .
فمن ذلك تعرف هل هو من اهل الحق ؟
ام من غيرهم ؟
وفى النهاية أهل الحق هم الذين ينصرون الحق لأجل الحق لايقلدون ، ولا يسخطون ، ولا يجهلون ، ولا يتحامقون ، ومع الدليل يقفون ويذعنون .
ويجعلون شعارهم " إن صح الحديث فهو مذهبى"
ويجعلون تعصبهم للدليل لا لمشايخهم .
ليتنا نرفع شعار ابن حزم رضى اله تعالى عنه " وما نسر بمن ينصر اقوالنا . إنما نسر بمن ينصر الحق ...." .
وفقنى الله وإياكم لكل خير .