عائلة حسين من عائلات المنشاة الصغرى - مركز كفر شكر - محافظة القليوبية

حيا الله الأحبة

هذه المشاركة التى أحببت ان أجعلها منفصلة أقتنصها من كتابنا " جولة فى آفاق التاريخ"

وقد تعمدت أن أخص عائلتنا بمشاركة منفصلة لاستنفار همم الأحبة لكتابة وتدوين تاريخ عائلاتهم

وهذا التدوين سيفيد إلى حد بعيد فى تدوين تاريخ كفر شكر .

فلا يتوانى أحد ممن يجيد الكتابة والتدوين التاريخى فى كتابة تاريخ عائلته أو حث واستنفار همة من ينتسب لعائلة أخرى على أن يكتب تاريخ العائلة التى ينتسب إليها ، وفى ذلك من الفوائد ما فيه .

وفى الاثر " من ورخ مؤمنا فكانما أحياه"

بداية المنشاة الصغرى - تتبع مركز كفر شكر بمحافظة القليوبية - كانت تعرف قديما باسم تل طاروت كما حدثنى بذلك أكثر من واحد من الكبار ، وكانت على الرياح التوفيقى مباشرة، والذى سمى بهذا الإسم نسبة إلى الخديوى توفيق بن الخديوى إسماعيل [1]، ونظرا لهجمات الإنجليز المتعددة أثناء دورياتهم انتقل الأهالى إلى الداخل وقامت قائمة جديدة للبلد ، وهى ما عليه الآن ، وإن كان التوسع السكانى قد دفع ببعض العائلات للخروج إلى خارج البلد والاقتراب من الموقع الاصلى لهذه البلدة .

وقد حدثنى أكثر من واحد أن أصل البلد راجع إلى شخص يدعى أبوشادوف الذى أنجب ثلاثة أبناء هم رزق مؤسس عائلة آل رزق، وخيرالله مؤسس عائلة آل خيرالله ، وسعد مؤسس عائلة آل سعد .

عائلة حسين أو الحسينه نسبة إلى الجد الأكبر حسين ، وكانت العائلة من فرعين أحدهما :فرع الشحات أو داوود أبوحسين .
والثانى : فرع محمد أو حسين ابوحسين .

ونسبتى إلى الفرع الأول ، وآخر اسم أعرفه من نسبى هو داود ولا أعلم من من هذا الفرع كان يعرف بحسين او من أين اتت النسبة إلى حسين ؟
رغم تأكيد جدنا رحمه الله على هذه النسبة ، وكذا والدنا نضر الله وجه .

وهذه نسبتى
عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى بن أحمد بن الشحات بن داوود .

لا أعرف أكثر من ذلك وإن كان أبى قد اكد لى غير مرة ان لقب حسين ياتى بعد داود .
ولا أدرى هل يأتى بعده مباشرة أم بعد عدة أسماء بعده .
ومن رجال هذا الفرع الذى أنتسب إليه

1- الشحات والد جد أبينا ، لم نعرف له تاريخ مولد ولا وفاة ولا ممن تزوج ، وقد أنجب ذكرين هما أحمد وداود ، وأربع نسوة هن ستيته، وفاطمة، والست، وغنيمة ، وكان والد الشحات يدعى داود ولذا سمى أحد ولديه باسم أبيه ، وكان داود بن الشحات هذا قويا يضرب به المثل فى القوة ، وكان شديد الحنو على أخيه أحمد ومن شدة ارتباطه مع أخيه وارتباط أخيه به كان يضرب بهما المثل فى البلد فيقال " يا بركة الأخوين المتفقين أحمد وداود".
وكان داود وأحمد يعملان بحراسة بستان للعنب لأحد أقارب العائلة وهو محمد حسين وكان جدنا الأكبر الشحات خالا له ، وكان الشحات يوصى ولديه بالبستان خيرا .
وفى يوم من الأيام تعرض محمد بن حسين لخاله بالسباب لما طلب منه أن يخرج بعض النفقة للفقراء فرد عليه ابن أخته قائلا "وماذا تريد يا أعمى العين أنت الآخر" وكان جدنا الشحات قد طعن فى السن ، وضعف بصره ، ومع ذلك كان الشحات لينا رحيما فطلب من ابنيه أن يستمرا فى العمل بالبستان .
هنا رد داود على أبيه قائلا " يا ابتاه إن أردتنا أن نخلع شجرها فسنذهب فقط لذلك ، أما العمل عند هذا الرجل ثانية فلا" فسكت الأب بعد لومه لابنه ، وهذه الحادثة حادثة تطاول هذا الفرع من العائلة على أخوالهم تكررت مرارا بالعائلة.

2- أحمد الشحات تزوج من فاطمة سالم سعد من عائلة آل سعد أكبر عائلات البلدة ، كانت أختا لرضوان سعد والد مهدى رضوان أحد رجال عائلة سعد وله نسل ثلاثة ذكور هم محمد ورضوان وفايز وعدة نسوة .

أنجب أحمد جدنا عبدالهادى وسنفصل الحديث عنه لاحقا .
والست التى تزوجت من حسين محمد حسن حسين وأنجبت منه على حسين زوج عمتنا فاطمة .
وثالثة أبناء جدنا أحمد أم الفرح التى تزوجت من الشيخ مصطفى حسن من عائلة آل مصطفى ثالث أكبر عائلة بالبلد ، وأنجبت منه عمنا الدكتور عبدالفتاح متعه الله بالصحة والعافية ، وعمتنا وروحية ولكليهما نسب .

أما عمنا عبدالفتاح فقد تخرج من كلية العلوم وعمل فى إحدى الشركات الحكومية وقد توفيت أمه فى أول يوم استلم فيه العمل ، ثم عمل فى شركة فيزر الأمريكية ووصل بها إلى درجة مستشار بالشركة ثم حصل على توكيل لشركة ايبكو ، وهو بصحة وعافية ، وقد بلغ من العمر ما يربو على السبعين بقليل .
وله ثلاثة ذكور هم الدكتور مصطفى الذى حل محل أبيه بشركة فيزر ثم بعد حصوله على توكيل شركة إيبكو أصبح هو مدير الشركة الجديدة .
وأحمد يعمل ضابطا بالشرطة برتبة رائد .
ومحمد تخرج من كلية التجارة جامعة عين شمس ، وحصل على الماجستير من إحدى جامعات أمريكا بعد أحداث سبتمبر 2001م ، وعمل بمصر فترة ثم حصل على فرصة كمدير لإحدى الشركات الكندية ، وتزوج منذ أشهر .

أما عمتنا روحية رحمه الله فلها ولدين هما الحاج عبدالحى فتحى مصطفى ، والأستاذ وعادل ، واثنتين من البنات توفيت أحدهما واسمها فوزية رحمها الله ، ولم تتزوج لمرض القلب الذى أصابها وظل متعلقا بها لسنوات.
يتبع إن شاء الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] عنهما أنظر بالتفصيل كتابنا تاريخ أسرة محمد على .

3- داود الشحات داود تزوج من عدة نسوة منهن أمونة، ورقية، والجارية، وأم الخير.

أما أمونة ورقية فلم أعرف عنهما شىء وكذا من لقيته من أكابر العائلة وسألته عنهما.

والجارية كانت من المعصرة التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية أنجب منها امرأة تدعى نصره ، ورجلا يدعى محمود وماتت مسمومة، وقد مات ابنهما محمود فى الثامنة عشر من عمره ولم يعقب.

أما أم الخير فهى بنت محمد حسن حسين أنجب منها ملكه،وحنيفه.
تزوجت ملكه من الشيخ عثمان أبوالمناديل كان أحد متصوفة قرية الربع التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وله مقام هناك، وأنجبت منه رضوان الذى أنجب صابرا وكان صابر أحد مشايخ منشية بطاش القريبة من قرية الربع، التابعة لمركز السنبلاوين ، وقد توفى قريبا وكان متصوفا شديدا.

أما حنيفه فتزوجت من عبدالسميع شاهين وأنجبت منه عوض، وعزيزة ، وقد توفيا.
ولعوض نسل من الذكور هم عبدالسميع وبيومى وعبدالعزيز، والنسوة أم الخير وحياة ، وألطاف، وحميدة ، أما عزيزة فليس لها سوى بنت واحدة تدعى بسيمة زوجة الحاج عبدالسلام الضامن .

4- جدنا عبدالهادى بن أحمد بن الشحات بن داود ولد عام1898م ودرس بالأزهر الشريف وكاد أن يحصل على درجة العالمية إلا أن وفاة أبيه أحمد والتى كانت فى عام1941م جعلته يترك الدراسة ليباشر أرضه ، وكان جدنا رحمه الله حافظا لكتاب الله فقيها على المذهب الشافعى يقصده الناس للفتيا وكانوا يلقبونه بالشيخ وكان مداوما على قراءة القرآن كل يوم ، وكان قد تعرض لحادثة فى عام 1969م[1] أدت إلى كسر إحدى رجليه ، كسرا أعاق حركته ، حتى أنه لم يكن يستطيع السير إلا بالتوكؤ على عصا .
وقد شهد ثورة 1919م ( سعد زغلول) وكان وقتها يدرس بالأزهر الشريف ، وكان صاحبه بالأزهر الشيخ سليمان نوار ، والد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز سليمان نوار - كان أستاذا للتاريخ الحديث بكلية الآداب ، جامعة عين شمس وعميد كلية الآداب الاسبق -.

كان جدى رحمه الله قد تزوج السيدة / مفيدة حجازى مصطفى جدتنا رحمها الله ، وكان أبوها من بلدتنا إلا أنه اشترى قطعة أرض وهاجر إلى مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وعاش هناك وكون أسرة ، ومن إخوة جدتى عبدالهادى خال والدنا والذى أنجب ولدين هما مصطفى وعثمان ، ومصطفى هذا ولد فى 13 يناير 1937م من مواليد برج الجدى ، توفى رضى الله عنه يوم الاثنين 14 رجب 1427هـ/ 7 أغسطس2006م عن عمر يناهز تسع وستين عاما وأشهر، وكان رضى الله عنه محبا لنا ولأبينا ، ودائم السؤال عنا ، وكان رجلا شجاعا شهما دينا خلوقا ذاكرا لله ، ما دخلت عليه إلا ووجدته يذكر الله تعالى ، وقد ربى أولاده تربية دينية ، علمهم القرآن والطاعة ، ورباهم تربية حسنة ، وقد توفى رضى الله عنه وهو ممسك بأصابعة إذ كان يذكر الله رغم أنه أصيب بغيبوبة استمرت عدة أيام قبل الوفاة، حضرت غسله رحمه الله ، وهى المرة الأولى التى أحضر فيها تغسيل ميت، وكنت أنا وأبى وابنيه أحمد ومحمد ، وصلينا عليه الجنازة فى المنزل أنا وابنيه وبناته وبعض أزواج بناته ، ثم نقلناه إلى المسجد ، فصلينا عليه الجنازة بعد صلاة الظهر ، فرحمة الله عليه ورضوانه .

أما عثمان ابن خال والدنا فكان رجلا طيب الخلق عابدا لله متقربا إليه توفى وهو فى الخامسة والخمسين من عمره ، وكنت أنا فى العاشرة من عمرى وحضرت جنازته ، وكان محبا رحمه الله لنا ولعمته مفيدة ولأبينا جدا ، وكان مداوما على زيارتها واصلا لرحمه ، خلافا لما عليه أولاده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

(1) كان جدى قد ذهب إلى والدى بشبين القناطر بمحافظة القليوبية حيث كان يعمل والدى مدرسا فى شبابه هناك ، وذلك ليشترى الخشب اللازم لبناء الطابق الثانى من المنزل كى يتزوج فيه أبى ، وأثناء العودة بالأخشاب على سيارة يجرها حصان ، تعرضت السيارة لحادثة إذ اصطدمت بها سيارة أخرى وقع جدى خلالها على الأرض فكسرت ساقه ، ومن وقتها ظل لا يتنقل إلا على عصا حتى وفاته رضى الله عنه .

وقفت على وثيقة هى عقد للبيت الذى نحيا فيه ، ويعود تاريخ العقد إلى عام 1926م ، والذى حددت مساحته وموقعه حسب خريطة ترجع لعام 1903م .
ومن هذه الوثيقة تتأكد نسبة حسين الجد الاكبر لهذه العائلة .
ومن ثم فحسين هو آخر اسم وقفت عليه لعائلتى .
وحسين هذا هو جد جدنا الشحات الاكبر .

وتكون نسبتى كالتالى
عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى بن أحمد بن الشحات بن داود بن حسين

وقد أنجب حسين ثلاثة من البنين وهم
1- داود والد جدنا الشحات الأكبر .
2- حسن وهو والد محمد رأس فرع العائلة الثانى والمعروف بمحمد أبوحسين .
3- إبراهيم والذى اختلف مع ابن أخيه محمد بن حسن بن حسين وقال له "البلد لن تسعنى وتسعك" وترك البلد وهاجر إلى مديرية المنوفية واستوطن شنشور وعمل فى جمع القطن وبيعه وعرف بإبراهيم القطان ، وأسس هناك فرعا للعائلة بالمنوفية ، وهم الآن كثرة كاثرة فيهم من يعمل بالقضاء فى الدولة ومنهم الأطباء وأساتذة الجامعات وغير ذلك .
وهذا الفرع يمتلك من الأراضى والأطيان الكثير .
وكان خروج إبراهيم بن حسين من البلد إلى المنوفية فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ولعل ذلك كان فى عهد الخديوى اسماعيل .

ومن جملة الوثائق التى يقتنيها والدنا نضر الله وجهه عن آبائه وقفنا على تاريخ وفاة داود والد جدنا الأكبر الشحات وذلك فى العام 1825م ، وكان ذلك فى عهد الوالى محمد على مؤسس الاسرة العلية .
ويكون بذلك موت داود رحمه الله فى العام العشرين من تولية محمد على حكم مصر .

ونستطيع ان نستخلص من واقع تاريخ مصر ان داود بن حسين الأكبر أدرك من الأحداث البارزة فى مصر التالى :
1- الحملة الفرنسية عام 1798م برجالها الثلاثة نابليون وكليبر ومينو.
2- خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801م ، وفراغ الحكم فى مصر وتصارع القوى السياسية علي الحكم والمتمثلة فى المماليك والعثمانيين والإنجليز .
3- تولية خسرو باشا حكم مصر وقيام الانقلاب عليه وما تبع ذلك من تولية ولاة غيره
4- الثورة ضد البرديسى زعيم المماليك .
5- تولية خورشيد باشا حاكما على مصر عام 1804م.
6- تولية محمد على واليا على مصر عام 1805م
7- الحملة الإنجليزية على مصر والمعروفة بحملة فريزر 1807م .
9- كارثة انخفاض النيل فى العام 1808م وتأثيرها على مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية .
10- تخلص محمد على من الزعامة الشعبية فى العام 1809م
11- مذبحة القلعة فى العام 1811م
12 تأسيس محمد على للجيش والأسطول .
وغير ذلك من الأحداث التى عاصرها رحمه الله .

أما حسين رأس العائلة وجدنا الأكبر فعاش فى القرن الثامن عشر ، ولعلنا نعثر على بعض الأحداث فى حياته من خلال ما بين أيدينا من وثائق تفيدنا فى الطرح . وإلا سنكتفى بطرح معاصرته لبعض الاحداث المصرية خلال القرن الثامن عشر.
ورحم الله أجدادنا عبدالهادى ، وأحمد ، وداود ، والشحات ، وداود ووالده حسين .
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل .

وقبل أن أنتحى للحديث عن جدنا عبدالهادى رحمه الله فقد نسيت بعض المعلومات عن إبراهيم بن حسين راس العائلة وتتمثل فى الآتى :

أولا : كان إبراهيم عندما ارتحل إلى المنوفية قد تزوج بفتاة أمها كانت تعمل بجمع القطن فامتهن هذه المهنة ومن ثم عرف بالقطان .

ثانيا : كان إبراهيم رحمه الله أمينا ثقة مباركا حتى ان المسئولين كانوا يرسلون إليه ويجبرونه أن يأخذ أرضهم ويزرعها ، ومن كثرة الأراضى كان يرفض ، وتعرض للضرب أكثر من مرة لإجباره على زراعة أراضى الدولة.

ثالثا : مات إبراهيم وكان فى ملكه ألف فدان قسمهما شريط القطار إلى شطرين ، هذا رغم أنه ارتحل ولم يكن يمتلك فلسا واحدا بعد رحيله للمنوفيه ، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لا سيما المخلصين من عباده .

رابعا : أنجب إبراهيم ولدين هما عبدالمجيد وصبحى .
وأنجب عبدالمجيد ولدا سماه محمود وهو الذى زار جدنا عبدالهادى رحمه الله فى النصف الأول من القرن العشرين .
وتحديدا فى أربعينيات القرن العشرين ، وكانت الزيارة فى موقع دارنا الحالية إلا أنها كانت على البناء القديم الاول الذى بناه جدنا الشحات والد جد أبينا.
ثم هدمها جدنا عبدالهادى فى اربعينيات القرن العشرين وبناها.
وبقيت كذلك حتى بناها والدنا متعه الله بالصحة والعافية فى ثمانينيات القرن العشرين وهى التى نحيا فيها حاليا.

ظل هذا الفرع على ود لنا وللعائلة وقد اخبرنى الحاج ألفى عميد عائلة الألفى وهى فرع من عائلة عبدالرحمن التى هى فرع من عائلة مصطفى أخبرنى أن عائلة حسين بالمنوفية كانوا يزورون أهلهم وكانوا يأتون لزيارتنا - يعنى عائلة الألفى-.

قلت وذلك لأن جدة الحاج ألفى كانت ابنة محمد أبوحسين الذى تسبب فى رحيل إبراهيم حسين إلى المنوفية .
عموما ظل هذا الفرع وفيا لأهله بالمنشاة الصغرى حتى تسبب فى القطيعة احد السفلة والأراذل من خلال عملية نصب إذ طلب مبلغا من المال ولم يرده على ما أخبرنى الثقات .
وهذا الفرع فشى فيه اسم عبدالهادى وحسين .

وانقسم هذا الفرع إلى فرعين
أحدهما أبوحسين .
والآخر القطان .

وقد التقى بعض رجال بلدنا – من عائلة حلس وتحديدا حسن أبوحلس رحمه الله- بأحد رجال هذا الفرع بالمنوفية وكان اسمه عبدالهادى وكان مستشارا .
والمستشار عبدالهادى هذا كان يمتلك من الأراضى والضياع الكثير ومن جملتها حديقة برتقال وهى التى اشترى منها الحاج حسن أبوحلس ، وكان ذلك سبب اللقيا .
وقد سال المستشار عبدالهادى الحاج حسن عن بلده فأخبره انها كفر شكر ن قال له من أى البلاد بكفر شكر قال له من المنشاة الصغرى .
فأخبره عبدالهادى أنها بلد آبائه .

أما عن داود أخى أحمد جد أبينا فقد أخبرنى أبى نضر الله وجهه بأنه اطلع على بعض الوثائق التى تفيد وفاته عام 1925م .
وتكون وفاته بذلك فى عهد الملك فؤاد بن الخديوى اسماعيل الذى تولى حكم مصر بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل سنة 1917م ، وتلقب بلقب سلطان حتى عام 1923م ثم تلقب بلقب ملك بعد صدور دستور 1923م .
وكان فؤاد مثل اخيه حسين كامل خاضعا للإنجليز ومتشددا فى معاملة الوطنيين حتى ضاق الناس به وبأعوانه .
وتزوج فؤاد من نازلى بنت وزير الزراعة فى عهده عبدالرحيم باشا صبرى سنة 1919م .
وقد ورثت نازلى 3695 فدانا ، وخرجت بمجوهراتها وتقدر بنصف مليون جنيه مع ابنتها إلى أمريكا فى عهد ابنها فاروق .
وقد عاصر جدنا داود بن الشحات بن داود بن حسين الأكبركل من:
1- الخديوى اسماعيل والذى حكم مصر من العام 1863 حتى العام 1879م حيث اقيل بتدخل انجلترا وفرنسا ليتولى ابنه توفيق .
2- توفيق بن اسماعيل الذى توفى عام 1892م ليحل محله ابنه عباس حلمى الثانى .
3- عباس حلمى الثانى بن توفيق الذى أقالته انجلترا وهو بتركيا عام 1914 أثناء الحرب العالمية الأولى وأحلت محله عمه حسين كامل بن اسماعيل .
4- حسن كامل بن الخديوى اسماعيل الذى حكم ثلاث سنوات وتوفى عام 1917م ليحل محله أخوه فؤاد بن اسماعيل .
5- فؤاد بن اسماعيل والذى ادرك جدنا داود من حكمه ثمان سنوات .

ومن أبرز الأحداث التى عايشها جدنا داود الآتى :
1- إقامة مجلس شورى النواب فى عهد اسماعيل عام 1866م .
2- إقالة الخديوى اسماعيل 1879م .
3- التدخل الانجليزى فى عهد توفيق .
4- الثورة العرابية 1881م .
5- الاحتلال الانجليزى لمصر 1882م .
6- حادثة فاشودة 1898م .
7- الوفاق الودى بين انجلترا وفرنسا 1904م .
8- حادثة دنشواى بالمنوفية 1906 ولا أدرى هل كان لفرع العائلة بالمنوفية صلة بهذه الحاتدثة او وقع عليهم ضرر ام لا .
9- وفاة مصطفى كامل 1908م .
10- إنشاء الجامعة المصرية 1908م .
11- قيام الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية الانجليزية على مصر 1914م.
12- نفى سعد زغلول إلى مالطة وقيام ثورة 1919م .
13- تصريح 28 فبراير 1922م .
14- دستور 1923 .
15- تشكيل حكومة شعبية برئاسة سعد زغلول عام 1924م لتكون أول وزارة يراسها فلاح مصرى هو سعد زغلول .
16- سقوط الخلافة العثمانية بتركيا واثرها على مصر والعالم الإسلامى عام 1924م .

وكان جدنا عبدالهادى رضى الله عنه ضليعا فى اللغة العربية حتى أن أحد أقاربنا وكان مدرسا للغة العربية قد حدث بينه وبين بعض زملائه وموجه اللغة العربية شجار حول إعراب كلمة فى قوله تعالى ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) وطلب منه جدى أن يدعه فترة حتى يأتى له بالوجه الصحيح ، وظل يطالع كتبه حتى ظفر بإعرابها ، وأبلغه بأن كلمة تعرب تمييز ، وانتصر السائل على أقرانه بإجابة جدنا رضى الله عنه .

وكان جدنا رضى الله عنه قويا شجاعا ، ودائما يردد قوله " والله لولا تعب رجلى لفعلت كذا وكذا ، ولكن مع تعبى هذا لو أمسكت بشخص لمزقته تمزيقا " ، ولقد شاهدته وأنا واعيا مدركا ، فقد كان طويلا مهيبا.

ومن فرط قوته وشجاعته أنه فى يوم من الأيام وقعت مشكلة بينه وبين عمدة البلد -فروح- من عائلة فروح وكان رجلا ضخم الجثة قوى البنية ، فهم أن يضرب جدى بقدمه فأمسك جدى بقدمه وجذبها بشدة فطرحه على الأرض ، فأغمى على العمدة مدة طويلة ، فأمسك الخفر بجدنا ووضعوه فى الحجز ، مخافة أن يحدث شىء للعمدة ، وبعد أن أفاق العمدة ، قال الخفر له " إننا تحفظنا على عبدالهادى " فقال أخرجوه وأمر بإخراجه من الحجز ، ومن بعدها تبدلت العلاقة بينهما إلى المحبة والاحترام .

وقد ترك لنا جدنا رحمه الله العديد من الكتب التى أفادتنى فى تحصيل العلم والدراسة منها على سبيل المثال لا الحصر تفسير الخازن وهو شافعى المذهب ، والمصباح المنير للفيومى وديوان الحماسة للمتنبى، وفقه أبى شجاع وعدة كتب للشيخ زكريا الأنصارى ، وفقه الشيخ البيجورى ، ومذكرات الزعيم مصطفى كامل ، وجريدة العروة الوثقى للسيد جمال الدين الأفغانى الحسينى ، وخرائط متعددة للقطر المصرى ومديرياته ، وبعض الكتب فى نقد العقيدة النصرانية ، ونتف من تفسير السيوطى وشيخه المحلى ، وغير ذلك كثير.

وقد توفى جدنا عبدالهادى رضى الله عنه عام1987م وكان والدى وقتها بالسعودية وكنت أنا فى السنة الخامسة من التعليم الابتدائى.

وكان رضى الله عنه قد أحس بدنو أجله قبل أن يقبض بساعات فنادى على أمى ليلا وقال لها أحضرى لى الأبناء حتى أراهم لأننى سوف أقبض اليوم فأحضرتنا فسلم علينا واحتضننا ثم قرأ فى كتاب الله بعض الشىء وبعد ذلك تركه ونام فذهبت أمى بعد وقت قليل لتطمئن عليه قلقا من مقولته إذ إنه لم يمرض بل كان صحيح الجسم حتى موته فوجدته قد قبض رضى الله عنه .

وأذكر أننى لما دخلت عليه وقد أيقظتنا أمنا من النوم فوجدت الكرسى الذى كان بحجرته قد سقط على الأرض بما عليه ، ولعل هذا دليل مادى على ملك الموت ومعاونية من الملائكة.
وكانت جنازته رحمه الله مهيبة جدا ، إذ حضرها الجمع الغفير من الناس .

وأذكر اننا فتحنا قبره رحمه الله بعد ما يقرب من عشر سنوات من وفاته لنضع فيه المزيد من الرمال فإذا بجثته والله كانت كما هى على حالها ، وكذا الكفن كان كما هو على حالته .
وهذا والله من كراماته رضى الله عنه ، وكذا إخباره عن وفاته.

وأكثر من ذلك ان ابنته فاطمة كانت قد عقته قبل وفاته ، وذلك بتحريض من بعض اهل الإفك والفساد وكان والدنا فى عمل بالسعودية ، فدعا عليها جدنا رحمه الله أن تشل حركة يديها ورجليها وتذل لأخيها ، فكان والله ما قال ، وكنت طالما أسمع منه هذا الدعاء ليل نهار.

ولقد شاهدناها وهى قعيدة ، لا تستطيع الحركة ، ومحتاجة دائما لأبينا كثيرة السؤال عنه ليل نهار ، والله هو المعز المذل ، نسأله الستر لنا وللمسلمين ، وأن يعافينا فى أبداننا وأسماعنا وأبصارنا .
ولقد طهرها ربنا بمرضها هذا مما جنته يداها ، وتحقق لجدنا بدعائه هذا كرامة رحمه الله .

رحم الله جدنا عبدالهادى رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، فلطالما دافع عن الحق وأهله ضد المجرمين والظالمين وآكلى حقوق الناس ظلما وعدوانا .
وما سمينا وليدنا باسم جدنا إلا تبركا به ، فقد كان جدنا رحمه الله حافظا لكتاب الله ، وعارفا بسنة النبى ، وعلى دراية بالشرع الإسلامى.
فتوسمنا الخير فى تسمية ابننا باسم جدنا لعل الله أن يجعله من العلماء والصالحين .

رحم الله جدنا عبدالهادى رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.
فولله الذى لا اله غيرة مهما فعلنا من أجلة وقلنا عنة فلا نوفية حقه فكان رحمه الله عطوفا حنونا علينا ونحن فى الصغر فقد توفى وانا فى الصف الاول من التعليم الابتدائى ، وأذكر ليلة وفاتة بعد أن طلب من والدتنا ان تصحبنا الى غرفة نومة ليودعنا الوداع الاخير فلما ذهبنا اليه اذا به يمسك بعمامتة ويضعها على رأس أخى عبدالباقى ويقول له .
أريدك أن تلبس هذه وتمشى بها أمامى سأشهر أن أباك سائر أمامى ، فقفزت انا وأمسكت بالعمامة وقلت له أنا يا جدى سألبسها وأمشى أمامك فاذا به يجذبنى اليه ويقبلنى ويدعو لنا الله أن يبارك فينا .
وتركناة وذهبنا الى حجرة نومنا وبعد وقت قليل ذهبت والدتنا لتطمئن عليه فنادت عليه فلم يرد عليها ووجدته لايتحرك فذهبت الى البيت الذى بجوارنا وهو منزل الحاج عبدالخالق حجازى ، وطلبت منه ان ياتى ليرى مابه فاذا به يخبرها أنه قد قبض .
رحمه الله ، وأسكنه فسيح جناته .

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وأمواتنا من المسلمين

اللهم آمين
أسأل الله أن يفسح له فى قبره وأن يمد له مد البصر وأن يقدس روحه وينور ضريحه ، ويصب عليه الخير فى قبره صبا ، وأن يشفع فيه القرآن الذى لطالما كان يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، وكانت آخر قراءة له فى كتاب ربه قبل ان يمون بساعة تقريبا .
رحمه الله رحمة واسعة .

وقد اخبرنى أخى الدكتور عبدالباقى أن أحد مشايخ الأزهر والبالغ من العمر 75 عاما ويدعى فاروق سعد كان يجلس مع جدنا عبدالهادى رحمه الله هو وجماعة منهم سلام أمين سعد ، وعبدالدايم رضوان ، وآخر يدعى حامد سقط عنى اسم والده ، وكان جدنا يدارسهم القرآن وبعض مبادىء النحو ، ولطالما حذرهم من النحو والصرف وضرورة استذكار دروسه جيدا ، وكان يلفت نظرهم إلى جمع التكسير الذى طالما أتعبه وأتعب غيره أثناء دراسته بالأزهر رحمه الله ونور ضريحه .

» فكرة دعائية مبتكرة ... لائتلاف شباب المنشاة الصغرى
» مولود جديد لعائلة حسين بالمنشاة الصغرى فباركوا وهنئوا
» بدء انتخابات اللجان النقابية لصيادلة القليوبية - مستوى مراكز المحافظة
» مقتدى دخل الغيبة الصغرى
» جريدة القليوبية: أحمد أبو الفتوح"كفر شكر"يحقق المركز الثاني لجامعة بنها على الجمهورية