حديث الرحمة المسلسل بالأولية

حديث الرحمة المسلسل بالأولية([1])
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فيقول أبو الحجاج – عُفِيَ عنه -: حديث الرحمة المسلسل بالأولية هو الحديث الذي يلقيه الشيخ على تلميذه في أول لقاء بينهما وقد يكون التلميذ تلقاه من شيخه بعد سماع شيء من الأحاديث قبل ذلك فيسمى هنا بالأولية الإضافية .
وقد امتنّ الله على الفقير بسماع هذاا لحديث بأولية حقيقية وإضافية من جماعات من أهل العلم فاقوا المائة منهم الشيخ المعمر محمد درويش الخطيب والشيخ المعمر إدريس بن محمد جعفر الكتاني والشيخ المعمر محمد بن إسماعيل العمراني والشيخ المعمر عبد الرحمن بن سعد العياف وغيرهم .
وأعلى ما وقع لي منه ما حدثني به الشيخان المعمران محمد فؤاد طه الدمشقي ومحمد زهير الشاويش البيروتي عن المحدث الأكبر محمدب در الدين الحسني([2]) عن إبراهيم السقا عن ثعيلب محمد بن سالم الفشني عن الشهابين أحمد الجوهري وأحمد الملوي كلاهما عن عبد الله بن سالم البصري([3]) عن محمد بن العلاء البابلي عن الشهاب أحمد الشبلي الحنفي عن يوسف بن زكريا الأنصاري عن إبراهيم القلقشندي عن أحمد بن أبي بكر المقدسي عن الصدر المَيْدُومي ...
ح وما حدثني به الشيخان المعمران عبدالرحمن بن عبد الحي الكتاني والحسن بن الصديق الغماري عن والد الأول([4]) عن أحمد الجمل النهطيهي حدثني به شيخنا البهي الطندتائي عن الحافظ المرتضى الزبيدي حدثني به المعمر داود بن سليمان الخربتاوي عن المعمر الشمس الفيومي عن السيد يوسف الأرميوني عن الحافظ جلال الدين السيوطي عن الجلال عبد الرحمن ابن الملقن عن جده السراج عمر بن علي بن الملقن عن الصدر المَيْدُومي ...
قال الصدر الميدومي حدثنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني عن أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي عن إسماعيل بن أبي صالح المؤذن عن والده أحمد بن عبد الملك النيسابوري عن أبي طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزيادي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن سفيان بن عيينة([5]) عن عمر بن دينار عن أبي قابوس عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله rقال :
"الراحمون([6]) يرحَمُهم الرحمن [تبارك وتعالى]([7]) ارحموا من في الأرض يرحمُكم من في السماء".
وفي رواية بجزم (يرحمْكم) ([8]).
كل راو يقول وهو أول حديث سمعته منه .
قال أبو الحجاج – عفي عنه - :وفي هذا الحديث دليل لأهل السنة والجماعة على معتقدهم الصحيح أن الله في السماء وأنه له صفات علية تليق بجلاله سبحانه جل في علاه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولذريته

([1]) سمي بذلك لأنه أول حديث يسمعه الراوي من شيخه فيقول حدثني شيخي وهو أول حديث سمعته منه.

([2]) انظرفتح العزيز في أسانيد السيد عبد العزيز (8-9).

([3]) انظر الإمداد في معرفة علو الإسناد للبصري(65-66).

([4]) فهرس الفهارس (1/92وبعدها).

([5])قلت : التسلسل بالأولية ينتهي إلى سفيان رحمه الله قال شيخ شيوخنا محمد عبد الباقي الأنصاري في المناهل السلسلة ناقلا عن ابن الجزري قوله:
"الصواب أن التسلسل من سفيان بن عيينة إلى آخر السند منقطع ومن رفع تسلسله فقد غلط.

([6])قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على كشف الشبهات(ص15) :" فمبنى العلم على التراحم المعلم ينشر العلم رحمة مع أمور أُخر والمتعلم يتلقى العلم وهو مرحوم به أو وهو مرحوم بنشر هذا العلم ولهذا قال العلماء إنّ الحديث الذي اختاره طائفة من أهل العلم ليكون الحديث المسلسل بالأولية هو حديث"الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وهذا هو الحديث المعروف في رواية الحديث وعند المهتمين بالإسناد بالحديث المسلسل بالأولية لأنّ الرواة فيه يقول كل واحد منهم وهذا أول حديث سمعته - يعني من شيخه فالشيخ أول ما يقرئ من الأحاديث هذا الحديث "الراحمون يرحمهم الرحمن" ذكر طائفة من أهل العلم منهم الذهبي وغيره أن سبب تسلسل هذا الحديث بالأولية أنّ هذا العلم علم الحديث وعلم السنة بل علم الشريعة جميعا مبناه على التراحم فيعلم المعلم هذا الحديث أولا "الراحمون يرحمهم الرحمن" ويكون أول ما يسديه إلى التلميذ أن يعلمه الرحمة والتراحم لأنه لا يكون العلم إلا عند رحيم أما من لم يكن رحيما بالخلق فلا يكون العلم مستقرا في قلبه ويكون أكثر استقرارا إذا كان أرحم بعباد الله جل وعلا وكلما ازدادت الرحمة في قلبه كلما زاد العلم ثباتا في صدره لأن الرحمة مأمور بها "ارحموا من في الأرض"والله جل وعلا{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}ومن التّثبيت التثبيت في العلم".أهـ.

([7]) وهذه الزيادة ليست في الحديث وإنما هي من باب التقديس لله جل في علاه.

([8])أخرجه أحمد(6494) وأبو داود ( 4941) والترمذي(1924)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (925)..

بارك الله فيك أخى الحبيب ، زدنا مما علمكم الله زادك الله من فضله وكرمه وعفوه وعلمه .
ونتمنى أن تفرد لنا موضوعا عن الصفات بتأصيل جلى .
وهل نقول أن للرحمن صفات ؟ أم نكتفى بذكر ما ذكره القرآن فى قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "

» التذكير بسماع الحديث المسلسل بيوم عاشوراء
» وقفات مع حديث القردة التى زنت فى الجاهلية فرجمت
» ما صحة حديث : " لا طَلاَقَ ولا عِتاقَ في إغْلاقٍ " ؟
» حديث ابليس الطويل هل هو صحيح ام ضعيف ؟
» حديث معاوية اللهم اهده واهدي به