هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:04 pm

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون
من هو الإمام أحمد ابن حنبل


هو إمام السنة والصابر على المحنة أبو عبد الله ، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي
الإمام في الحديث ، والفقه ، والعقيدة والدعوة إلى طاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم
* طاف البلاد في طلب العلم ، ودخل الكوفة ، والبصرة ، ومكة ، والمدينة ، واليمن ، والشام ، والجزيرة.
* تلقى العلم على يدي كبار علماء هذه الأمة ، في علم الحديث النبوي الشريف ، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر:
إسماعيل بن إبراهيم ابن علية ، والأسود بن عامر شاذان ، والحسن بن موسى الأشيب ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن داود الطيالسي ، وعبد الله بن أدريس ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرحمان بن مهدي ، وعفان بن مسلم ، ومحمد بن أدريس الشافعي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن هارون ، ومئات غيرهم ، أورد الذهبي عامتهم في ((سير أعلام النبلاء)) ، والمزي في ((تهذيب الكمال)).
* كما تلقى العلم عنه ، رحمه الله ، جمع من كبار أئمة الحديث من الطبقة التي عاصرت ، والتي تلت الإمام أحمد ، رضي الله عنه.
ويقف في مقدمة من تعلم بين يديه : البخاري محمد بن إسماعيل ، ومسلم بن الحجاج _ صاحبا الصحيحين _ وأبو داود _ صاحب ((السنن)) ، وأبو بكر أحمد بن محمد المروذي ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الأثرم , وإسحاق بن منصور الكوسج ، والحسين بن حريث المروزي ، وابن عمه حنبل بن إسحاق ، وابناه عبد الله ، وصالح ، وعباس العنبري ، وعباس الدوري ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، وأبو زرعة الرازي ، وغيرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:05 pm

كيف نشأت المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة :
من الفتن التي ترسبت في أعماق الكثيرين ممن يدعون طلب العلم، وخلع الناس عليهم ألقاب العلم والعلماء ، والخطباء ، والدعاة ، أن المذاهب الأربعة من أركان الإسلام ، وأنه من لا مذهب له ، لا دين له ، وأن الفرقة والخلاف ، هما روح الدين وذروة سنامه ، بل صار الخلاف رحمة وصار البحث عن الدليل من الكتاب والسنة من أصول الكفر كما زعم الصاوي المالكي !
ومثله في الشناعة والقبح من قال من الأحناف (الكرخى) : كل آية أو حديث تخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ !!
لقد نزل على الأمة كتاب واحد…وأرسل الله لها نبياً واحداً….وقال : ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا)) وقال : ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) وقال : ((فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه)).
وترك النبي – صلى الله عليه وسلم – أمة , كانت خير أمة.
أليسوا هم الذين قال ربك فيهم ((وألزمهم كلمة التقوى))…و شهد الله لهم فقال : ((وكانوا أحق بها وأهلها)).
ورحل النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى، ورحل بعده الرجال الذين ما بدلوا تبديلا ، والذين كانوا أحق بها وأهلها.
كل ذلك قبل أن تظهر هذه المذاهب ، لقد جاء بعد الخير شر ، وأي شر.
وخلع الشيطان على هذه الفتنة عباءة أخرى ،وسمى تلك المذاهب بأسماء أناس فضلاء علماء للحديث الشريف وصنفوا فيه الكتب وعاشوا حياتهم في الدعوة إلى الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم ، وقاوموا طاعة السادة وكبراء القوم .
فأبى الخلف إلا التقليد الأعمى ، وادعوا زورًا وبهتانًا على هؤلاء العلماء ، فنسبوا لهم ما لا نسب لهم به ، فقدوا قمصانهم من دبر !!.
فأصبحنا نسمع عن مذهب الإمام مالك ، ومذهب الإمام الشافعي ، ومذهب الإمام أحمد بن حنبل.
ونسمع الإمام أحمد يرى في المسألة كذا ، وخالفه الإمام مالك فرأى كذا.
ولو تتبعنا المسألة لوجدنا أن هؤلاء الأئمة لا ناقة لهم في الأمر ولا جمل . بل هي أقوال مجموعة من المتأخرين ، من الذين آدمنوا تعاطي الفرقة والخلاف ، حتى سكرت أبصارهم ، فهم يعمهون ، ثم ألبسوا خلافهم وفُرقتهم عباءة قالوا : هي للإمام أحمد ، أو للإمام مالك ، حتى يتمكن إبليس من الوصول إلى فرقة هذه الأمة ، والى الفشل الناتج عن النزاع.
يقول أبو شامة المقدسي رحمه الله في كتابه العجاب (مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول، ط مكتبة الصحوة الإسلامية – الكويت ص 36)
” … ومنهم من قنع بزبالة أذهان الرجال وكناسة أفكارهم وبالنقل عن أهل مذهبه
وقد سئل بعض العارفين عن معنى المذهب فأجاب أن معناه دين مبدل قال الله تعالى ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )
ألا ومع هذا يخيل إليه أنه من رؤوس العلماء وهو عند الله وعند علماء الدين من أجهل الجهال بل بمنزلة قسيس النصارى أو حبر اليهود لأن اليهود والنصارى ما كفروا إلا بابداعهم في الأصول والفروع
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) الحديث ” أ.هـ كلام أبي شامة رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:06 pm

موقف الإمام أحمد من التقليد والمذهبية والرأي والقياس :


ونحن هنا نذكر من أقوال الإمام أحمد نفسه ، ما يكشف هذا البهتان ، ويبين أن منهجه كان في اتباع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع كراهة شديدة لأقوال فلان وفلان ، ورأي فلان وفلان.
_ قال أبو داود _ صاحب ((السنن )) _ : سمعت أحمد يقول : ليس أحد إلا ويؤخذ من رأيه ويترك ، ما خلا النبي – صلى الله عليه وسلم – ((االمسائل)) صفحة 276.
_ وقال أبو داود : قلت لأحمد : الأوزاعي هو أتبع من مالك ؟ قال : لا تقلد دينك أحدأ من هؤلاء ، ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فخذ به . ((المسائل)) 276.
_ وقال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا يعجبني رأي مالك ، ولا رأي أحد. ((المسائل)) 275.
وحذر الإمام أحمد ، رحمه الله ، من هؤلاء الذين غرهم بالله الغرور ، فنبذوا كتاب الله ، وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – خلف ظهورهم ، وجعلوا بدلا منهما الرأي والقياس ، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
_ قال ابن هانىء ، عن الإمام أحمد قال : اترك رأي أبي حنيفة وأصحابه.
وقال أبو داود : سمعت أحمد ذكر شيئاً من أمر أصحاب الرأي . فقال : يحتالون لنقض سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
_ وقال الميموني : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، وسئل عن أصحاب الرأي ، يكتب عنهم ؟ فقال : قال عبد الرحمان ، هو ابن مهدي ، : إذا وضع الرجل كتابا ، من هذه الكتب ، أرى أن لا يكتب عنه الحديث.
قال أحمد : وما تصنع بالرأي ، وفي الحديث ما يغنيك عنه.
ويقول : من دل على صاحب رأي ، فقد أعان على هدم الإسلام . راجع كتاب ابن عبد الهادي ، فيمن تكلم فيه الإمام أحمد _ الفقرة (5) _
وجاء أيضاً في طبقات الحنابلة ج1 ص53-54
روى احمد بن الفرات بن خالد الرازي أبو مسعود الضبي الأصبهاني عن الإمام أحمد قوله ((قال احمد من دل على صاحب رأي ليفتنه فقد أعان على هدم الإسلام))
لقد عاش الإمام أحمد حياته يرى أن أخذ الدين بالرأي ، ومن أقوال هذا وذاك ، إنما هو هدم للإسلام ، ولذا فكان ، رحمه الله ، يأمر بتتبع هذه الكتب ، التي تحتوي على الأحاديث الشريفة ، ثم يقوم مؤلفو الكتب بحشر أراء الناس بين هذه الأحاديث ، فيخلطون الخبيث بالطيب ، فكان الإمام أحمد يأمر بطرح هذه الأقوال ، وحذفها ، وتجريد الكتاب على الحديث الشريف وحده ، ففيه الكفاية لمن كان له قلب ، وفيه الغنى لمن أنار الله بصيرته ، ومن لم يكفه حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فالنار تكفيه.
قال ابن هانىء : سئل أحمد بن حنبل ، عن أبي حنيفة ، يروى عنه ؟ قال : لا . قيل : فأبو يوسف (صاحب أبي حنيفة ) ؟ قال : كأنه أمثلهم . ثم قال : كل من وضع الكتب ، فلا يعجبني ، ويجرد الحديث . ((مسائل ابن هانىء)) 2368_ 2369.
وقال أحمد : لا يعجبني شيء من وضع الكتب ، ومن وضع شيئًا فهو مبتدع.
وقال ابن هانى : سألت أحمد عن كتاب مالك والشافعي أحب إليك أو كتب أبي حنيفة وأبي يوسف ؟ فقال : الشافعي أعجب الي ، هذا إن كان وضع كتابا ، فهؤلاء يفتون بالحديث (يعني مالكًا والشافعي) وهذا يفتي بالرأي (يعني أبا حنيفة) فكم بين هذين . ((المسائل)) 1908 و1909.
وقال ابن هانىء : سمعت أحمد ، وسأله رجل من أردبيل ، عن رجل يقال له : عبد الرحمان ، وضع كتابا . فقال الإمام أحمد : قولوا له : أحد من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل هذا ؟ أو أحد من التابعين ؟ فاغتاظ الإمام أحمد ، وشدد في أمره ، ونهى عنه . وقال : انهوا الناس عنه ، وعليك بالحديث. ((المسائل)) 1911.
وقال عبد الوهاب الوراق ما رأيت مثل احمد بن حنبل قالوا له وإيش الذي بان لك من علمه وفضله على سائر من رأيت قال رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال أخبرنا وحدثنا (طبقات الحنابلة ج1 ص6)
وروى احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري في طبقات الحنابلة (ج1ص24-35)
((9 احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله أبو العباس الفارسي الاصطخري روى عن إمامنا أشياء
منها ما قرأت على المبارك عن علي بن عمر البرمكي قال أخبرنا احمد بن عبدالله المالكي لفظا حدثنا أبي حدثنا محمد بن ابراهيم بن عبدالله بن يعقوب بن زوران حدثنا ابو العباس احمد بن جعفر بن يعقوب بن عبدالله الفارسي الاصطخري قال قال ابو عبدالله احمد بن محمد بن حنبل
…… والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم والمتمسكين بالسنة والمتعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا بأصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك أبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلال …… وأصحاب الرأي وهم مبتدعة ضلال أعداء للسنة والأثر يبطلون الحديث ويردون على الرسول عليه الصلاة والسلام ويتخذون أبا حنيفة ومن قارب قوله إماما ويدينون بدينهم وأي ضلالة أبين ممن قال بهذا وترك قول الرسول وأصحابه واتبع قول أبي حنيفة وأصحابه فكفى بهذا غيا مرديا وطغيانا ….. وأما أصحاب الرأي فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وحشوية وكذب أصحاب الرأي أعداء الله بل هم النابتة والحشوية تركوا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي وقاسوا الدين بالاستحسان وحكموا بخلاف الكتاب والسنة وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال وطلاب دنيا بالكذب والبهتان …..))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:06 pm

مدرسة النص فى الإسلام:


وجاء في نفس عصر الإمام أحمد .. داوود بن علي الظاهري والبخاري ومسلم وساروا على نفس المنهج المستقيم وبعدهم جاء فخر القرن الخامس الهجري الإمام ابن حزم فاتبع نفس المدرسة … مدرسة الصحابة والتابعين بإحسان … مدرسة السير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ..ونبذ الرأى والظن والتقليد وفى كل عصر ومصر أتباع لنفس المدرسة فأبى المنتفعون بفرقة الأمة إلا الخلاف .والله المستعان.
إلا أن المنصفون من أصحاب أحمد بقوا على مبدئه فنفوا القياس والرأي بل كانوا يعتبرون داوود موافقاً لهم فى منهجهم .
يقول صاحب الرسائل الكمالية العلامة الشطي الحنبليوالإمام أحمد من أئمة الظاهر ولما كان الإمام أحمد من أئمة الظاهر كداود بن علي الظاهري، وابن حزم، وغيرهما، إلتزم البعض من متقدمي فقهاء الحنابلة نقل أحكام مذهب داود وغيره، ككتاب ( رؤوس المسائل ) لأبي الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن الكلوذاني ، والرعايتين الصغرى والكبرى لابن حمدان، وغيرها من الكتب المعتمدة في المذهب..أ.هـ
* هنا نجد العلامة الشطي نسب الإمام أحمد إلى الظاهر واعتبره من أئمة الظاهر، وهذا بمعنى الأخذ بظاهر النصوص دون تأوليها وصرفها عن معناها الظاهر الحقيقي، كذلك الإعراض عن القياس والرأي .. وهذا منهج أهل الظاهر بل وأتباع مدرسة النص أصحاب الحديث والأثر كلهم لا منهج لهم غيره، يؤيده روايات الإمام أحمد في ذم الرأي والقياس وهي الروايات المتعددة التي تأولها بعض أصحابه بشتى الطرق، وبقى بعضهم على الجادة ونفوا الرأي والقياس. والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:07 pm

تحرير قول الإمام أحمد في القياس :



قال ابن تيمية رحمه الله في المسودة كتاب القياس (ص 367-404-452-481)
…. قال أحمد فى رواية الميموني يجتنب المتكلم فى الفقه هذين الأصلين المجمل والقياس
….فى رواية أبى الحارث فقال ما تصنع بالرأى والقياس وفى الحديث ما يغنيك عنه
…. وفى رواية مهنا وقد سأله : هل نقيس بالرأى ؟ فقال : لا ، هو أن يسمع الرجل الحديث فيقيس عليه .
…وقال في رواية أبي طالب : أصحاب أبي حنيفة إذا قالوا شيئاً خلاف القياس : نستحسن هذا وندع القياس فيدعون ما يزعمون أنه حق بالاستحسان ، وأنا أذهب إلى كل حديث جاء ولا أقيس عليه .
وقال في رواية عبدوس : ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تدرك بالعقول إنما هو الاتباع … أ.هـ
وقال في المسودة (ص 368)
وذهبت الزيدية الى المنع منه عقلا وشرعا وكذلك صرح به أبو الخطاب عن النظام وداود وأهل الظاهر كالقاشاني والمعري والنهرواني وغيرهما قال وقد أومأ إليه أحمد فقال يجتنب المتكلم فى الفقه هذين الاصلين المجمل والقياس وقد تأوله شيخنا على استعمال القياس مع وجود السنة والظاهر خلافه … أ.هـ
قلت : وهذا التأويل لكلام أحمد رحمه الله باطل … كيف وهو يقول في رواية أبى الحارث فقال ما تصنع بالرأى والقياس وفى الحديث ما يغنيك عنه 0
وصدق رحمه الله في الكتاب والسنة إحاطة بجميع الحوادث إلى يوم القيامة فخالق الحوادث هو من أنزل القرآن والسنة وأجرى مقتضيات الحوادث على ما أنزل بعلمه وأحاط به
وهذا ما اعترف به ابن تيمية وابن القيم بأن النصوص محيطة بجميع الحوادث عرفها من عرفها وجهلها من جهلهما … بل وشنعا على الجويني إمام الحرمين في قوله البغيض ((النصوص لا تفي بعشر معشار الشريعة)) قبحها الله من مقولة . كما سيأتي بعد قليل…
و في المسودة (ص 372-373) نقل ابن تيمية أن من أصحابهم الحنابلة من قال بعدم حجية القياس واستدلوا بالروايات والنقول السابقة عن الإمام أحمد .
وهذا هو الحق ولا شك لدينا أن المنع من القياس فى الشرع هو صريح كلام أحمد رحمه الله …إلا أن جمهور الحنابلة وبخاصة متأخريهم القائلون بحجية القياس لم يستطيعوا رد الروايات السابقة فتأولوها بشتى الطرق مجاراة منهم للمذاهب الأخرى وهذه شبهاتهم :
1- زعموا أن الإمام أحمد ينفي القياس مع وجود النص …قال في المسودة (وهذا لا يدل على أنه ليس بحجة وانما يدل على أنه لا يجوز استعماله مع النص ولا يعارض الاخبار اذا كانت خاصة أو منصوصة)
2- احتجوا بعبارات منقولة عن الإمام (( سألت الشافعى عن القياس فقال عند الضرورة وأعجبه ذلك ))
وكذا في رواية محمد بن الحكم ((لا يستغنى أحد عن القياس ، وعلى الإمام يرد عليه الأمر أن يجمع له الناس ويقيس)) وكذلك نقل أحمد بن القاسم عن الإمام ((لا يجوز بيع الحديد والرصاص متفاضلاً قياساً على الذهب والفضة))
* وهذه الروايات الأخيرة لا تصح لما يلي :
1- تصريح الإمام أحمد ونص كلامه على أن المتكلم في الفقه يجتنب المجمل والقياس كما سبق فى الروايات .
وهذا يذكره أتباع المذهب الحنبلي، ويغلبوا رواية أخرى أنه قاس شيئاً بشيء، وهذا بخلاف المعهود من الخطاب، فإن قول القائل أولى من فعله، ولعله لا يراه من القياس، وإلا فقد قال قولاً ناقض به قوله الآخر، والإمام أكبر من هذا وأجل.
2- صريح كلام الإمام أحمد أن الحديث يغنى عن القياس أي أن النصوص تكفي لحوادث المكلفين ومحيطة بجميع ما يحتاجونه من أحكام وهو ما اعترف به ابن تيمية وابن القيم بل أنكرا بشدة على من ظن أن النصوص لا تحيط بأحكام الحوادث (كما زعم الجويني إمام الحرمين) كالآتي :
قال ابن القيم فى أعلام الموقعين (1/333) ((…فرقة قالت : إن النصوص لا تحيط بأحكام الحوادث ، وغلا بعض هؤلاء حتى قال : ولا بعشر معشارها ، قالوا : فالحاجة إلى القياس فوق الحاجة إلى النصوص ، ولعمر الله إن هذا مقدار النصوص في فهمه وعلمه ومعرفته لا مقدارها في نفس الأمر ، واحتج هذا القائل بأن النصوص متناهية ، وحوادث العباد غير متناهية ، وإحاطة المتناهي بغير المتناهي ممتنع ، وهذا احتجاج فاسد جدا من وجوه : أحدها أن ما لا تتناهى أفراده لا يمتنع أن يجعل أنواعا ، فيحكم لكل نوع منها بحكم واحد فتدخل الأفراد التي لا تتناهى تحت ذلك .
النوع الثاني : أن أنواع الأفعال بل والأعراض كلها متناهية .
الثالث : أنه لو قدر عدم تناهيها فإن أفعال العباد الموجودة إلى يوم القيامة متناهية ، وهذا كما تجعل الأقارب نوعين : نوعا مباحا ، وهو بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة ، وما سوى ذلك حرام ، وكذلك يجعل ما ينقض الوضوء محصورا ، وما سوى ذلك لا ينقضه ؛ وكذلك ما يفسد الصوم ، وما يوجب الغسل وما يوجب العدة ، وما يمنع منه المحرم ، وأمثال ذلك ، وإذا كان أرباب المذاهب يضبطون مذاهبهم ويحصرونها بجوامع تحيط بما يحل ويحرم عندهم مع قصور بيانهم فالله ورسوله المبعوث بجوامع الكلم أقدر على ذلك ، فإنه صلى الله عليه وسلم يأتي بالكلمة الجامعة وهي قاعدة عامة وقضية كلية تجمع أنواعا وأفرادا وتدل دلالتين دلالة طرد ودلالة عكس .
وهذا كما سئل صلى الله عليه وسلم عن أنواع من الأشربة كالبتع والمزر ، وكان قد أوتي جوامع الكلم فقال ” { كل مسكر حرام } ، و { كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد } { وكل قرض جر نفعا فهو ربا } { وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل } { وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } { وكل أحد أحق بماله من ولده ووالده والناس أجمعين } { وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } { وكل معروف صدقة } وسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية جامعة فاذة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } …… .أ.هـ وذكر ابن القيم أمثلة عديدة أكتفي بما سبق خشيةً للإطالة .
وقال ابن تيمية في رسالة معارج الوصول من مجموعة الرسائل الكبرىص 209((وهذا كقولهم : إن أكثر الحوادث يحتاج فيها إلى القياس لعدم دلالة النصوص عليها ؛ فإنما هذا قول من لا معرفة له بالكتاب والسنة ودلالتهما على الأحكام…أ.هـ))
3- القياس الذي ينسب للإمام أحمد إن صح هو العموم في الصيغة الذي يفهم بالاستنباط من النص وليس بالرأى ويساعد على هذا التأويل أن ابن تيمية نقل عن الإمام أحمد أنه قال ((إنما يقاس الشئ على الشئ إذا كان مثله في كل أحواله فأما إذا أشبهه في حال وخالفه في حال فليس مثله ))… المسودة 377
وهذه عبارة صريحة من الإمام تقصر القياس على الأمور التى تتماثل في أحوالها كلها ولا يتصور ذلك إلا في الأشياء التى تنتظم في عموم صيغة أو عموم فعل من النص نفسه وليس بالرأى ….بل لو أخذنا بقول الإمام في منع القياس بين شيئين إذا تشابها في حال واختلفا في أخرى لأبطل كثير بل جميع قياسات المتأخرين ….
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
أبو محمد المصرى
مراقب عا م
مراقب عا م



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون   الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون Icon_minitime1السبت ديسمبر 04, 2010 7:08 pm

إذن كيف ظهر المذهب المخترع المنسوب إلى الإمام أحمد رحمه الله ؟
تسمية مذهب فقهى للإمام أحمد وتدوينه كان عن طريق القاضي أبي يعلى الفراء فى القرن الرابع الهجرى ولذلك تتعدد الروايات المتضاربة عنه لبعد الفترة الزمنية كذلك لنهى الإمام أحمد عن كتابة أقواله لكراهيته لذلك وحثه على الأخذ من الكتاب والسنة .(1)
* ثم انتشر الانتساب للمذهب فى المشرق فيما بعد القرن الرابع وتحول المنتسبين للإمام أحمد من أقلية إلى مذهب له أتباع يضاهون في أعدادهم الشافعية أو الأحناف إلا أن الحنابلة جاروا أتباع المذاهب الأخرى في اتباع الرأي والقياس وتقليد أحمد رحمه الله وتعاملهم مع كلامه بالمنطوق والمفهوم…كأنه نص شرعى مجاراة لأتباع المذاهب الأخرى تحكمهم عقدة مخالفة الجمهور بينما بقيت طائفة مخلصة تنفي القياس والرأى فى إطار مدرسة النص .
* في القرن السابع الهجري ظهر ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وطائفة من تلاميذهم وبعثوا روح التجديد واتباع الأدلة (فخالفوا الجمهور في مسائل عديدة في العقيدة والفقه إتباعاً للدليل) إلا أن هذه النهضة لم تكتمل .(2)
* في عصر الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب كان يتبع الدليل ولما هاجمه الجهلة وادعوا أنه مذهب خامس اتبع أتباعه من بعده سياسة رد الفعل المنهزم وقالوا نحن حنابلة !!! .
تحركهم العقدة النفسية القديمة وهى تجنب مخالفة الجمهور رغم أنهم خالفوهم في العقيدة إلا أنهم استهانوا بالرأي والقياس ومرروهما وكان الواجب إلتزام أتباع الدعوة الوهابية المتأخرين بمنهج مدرسة النص في الفقه وأصوله كما اتبعتها فى العقيدة والأخلاق .
وجرى على نفس النهج أتباع السلفية المتأخرة بعدما أنشأوا دولة وزادوا في تقليدهم ولو كان قول المذهب خلاف الدليل (وتعاملهم مع كلام أئمتهم بالمنطوق والمفهوم…كأنه نص شرعى) .
حتى بعد إنشاء الجامعات الشرعية في بلادهم أصبحوا يدرسون في أصول الفقه كتب الجويني الأشعري !! وعندما طبعوا كتاب السنة لعبد الله بن أحمد قاموا بحذف باب كامل في ذم الرأي وطريقة أبي حنيفة مجاملة للأحناف !! بل استغلهم أهل الرأى وجندوهم لمحاربة الاجتهاد والإلتزام بالنص .والله المستعان .
*********************
(1) مذهب بالحنابلة مر بثلاث طبقات زمنية:
الطبقة الأولى: طبقة المتقدمين (241هـ-403هـ): وتبدأ هذه المرحلة من بعض تلامذة الإمام أحمد إلى زمن ابن حامد. ولا بد من الإشارة هنا إلى دور عمر بن حسين الخرقي (ت343هـ) وأبي بكر عبد العزيز بن جعفر (غلام الخلال) في تكوين المذهب الحنبلي. فمن المعلوم أنهما اختصرا جامع الخلال، ورجح كل منهما رواية من بين الروايات التي أوردها الخلال في جامعه في كل مسألة، واعتمدها على أنها هي المذهب. واتفقا في الترجيح إلا في بضع وثمانين مسألة أوردها ابن أبي يعلى في طبقاته في ترجمة غلام الخلال. واعتمد ابن قدامة في المغني ترجيحات الخرقي غالباً، حيث إن المغني هو شرح على مختصر الخرقي. وعادة تكون أشهر رواية بعد الرواية التي اختارها الخرقي هي الرواية التي اختارها أبو بكر.
الطبقة الثانية: طبقة المتوسطين (403هـ-884هـ): وتبدأ هذه المرحلة من زمن تلاميذ ابن حامد، على رأسهم القاضي أبو يعلي، وهذه المرحلة هي التي كان فيها كثير من أئمة الفقه الحنبلي. وأبرز من أثر في أوائل هذه الطبقة في صياغة المذهب هم القاضي أبو يعلي (واتهم أنه كان يميل إلى التجسيم)، وابن عقيل (وكان يميل إلى الاعتزال ثم رجع عنه)، وأبو الخطاب الكلوذاني. وهم يعتمدون كثيراً على ذكر المسائل عن أحمد، لكن الملاحظ أنهم ليسوا أصحاب استقراء تام لنصوص أحمد، بمثل ما هم أصحاب تخريج. ولهذا كان للقاضي أبي يعلى أخطاء كثيرة على الإمام أحمد سواء في باب الاعتقاد، أو في أصول الفقه، أو في المسائل الفقهية. وقد أدى انتشار كتبه إلى انتشار تلك الأغلاط، ودخولها على المتأخرين.
وإذا نظر إلى أصول فقه مذهب الحنابلة تجد أنه اعتمد على ثلاث أشخاص: الأول: القاضي أبو يعلى، ومن أهم كتبه العدة. الثاني: ابن عقيل البغدادي (431-513هـ)، ومن أهم كتبه الواضح. الثالث: أبو الخطاب، ومن أهم كتبه التمهيد.
وحين النظر إلى في طريقتهم أنهم أرادوا أن يخدموا مذهب الحنابلة، فأتوا إلى كتب أصول الفقه من المذاهب الأخرى (وهي طبعاً مرتكزة على علم الكلام الذي حاربه الإمام أحمد) وتلمسوا من كلام أحمد ما يدل على أقواله. ومن نظر في كتاب العدة تبين له ذلك بكل وضوح. ولذلك تجد أن القاضي كثيراً ما يقول أومأ إليه أحمد، يفهم من كلام أحمد. بل وينسب أقوالاً للإمام أحمد لا يمكن أن يقولها الإمام قطعاً! .
ويلاحظ من جهة أخرى أن ابن تيمية، وابن رجب كانا من أعلم الناس بأصول أحمد، وكتاباتهم دالة على ذلك، والسبب الواضح في ذلك أن كلا منهما من أصحاب الاستقراء لكلام أحمد، إضافة إلى سلوكهم لطريقة الإمام في الفقه والحديث والاعتناء بآثار الصحابة والأئمة، وبعدهم عن التأثر بعلم الكلام.
ولعل أحسن أهم من خدم المذهب الحنبلي هم آل قدامة. فإن “روضة الناظر” الذي كتبه موفق الدين المقدسي ثمّ الدمشقي الصالحي (541ـ620هـ)، يعد من أهم كتب الأصول عند الحنابلة، وإن كان أشبه بمختصر عن كتاب “المستصفى” للغزالي الشافعي، لكن مادته الحنبلية لم تخرج عن الكتب الثلاثة السابقة. ولهذا يجزم في أقوال كثيرة أنها مذهب أحمد، أو أنه مروي عنه، وهو متابع لمن قبله في هذا، فلا تجد أنه يتتبع مسائل أحمد لاستنباط القواعد الأصولية منها. مع أن ابن قدامة هو أفقه من قدم إلى الشام بعد الأوزاعي، كما قال ابن تيمية. وكذلك كتاب “المغني” صار من أهم الكتب الفقهية حتى عند غير الحنابلة، نظراً لاهتمام ابن قدامة بجمع أقوال باقي المذاهب. لكنه في المذهب الحنبلي اعتمد ترجيحات الخرقي غالباً، كما سبق بيانه. أما أهم من حاول إصلاح المذهب هو تقي الدين بن تيمية، حيث قام باستقراء أقوال أحمد، وتحرر بقدر كبير من تقليد فقهاء المذهب وترجيحاتهم. وسار على نفس خطه ابن القيم وابن رجب وإلى حد ما ابن مفلح.
الطبقة الثالثة: طبقة المتأخرين (885 هـ -….): وهذه الطبقة تبدأ بشيخ المذهب في زمانه المرداوي، إلى زماننا هذا. وقد أصيب المذهب الحنبلي خلالها بانحطاط (مثله مثل بقية المذاهب)، إلى أن تبناه أئمة الدعوة النجدية، وحاولوا تطويره بالرجوع إلى الكتاب والسنة أولاً. ولم تظهر الدعوات إلى إعادة استقراء كلام أحمد إلا في وقت قريب نسبياً. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في “الدرر السنية” (1|45): «فهؤلاء الحنابلة: (على الرغم من أنهم) من أقل الناس بدعة، (فإن) وأكثر “الإقناع” و “المنتهى” (وهما عمدة فقهائهم المتأخرين) مخالف لمذهب أحمد ونصه. يعرف ذلك من عرفه». فما بالك بكتب المذاهب الأخرى؟
لكن مما ينبغي ملاحظته أن كل طبقة من الطبقات السابقة مرت بمراحل انتقل فيها المهذب من طور إلى طور في التصحيح والاجتهاد، والمتابعة والتقليد. فمثلا: فالخلال لا يقارن بأي حال مع ابن حامد مع أنهما في طبقة واحدة. وكذاك في الطبقة المتوسطة نجد هناك اختلافاً كثيراً في علماء زمانهم. وهذا يفيدك فائدة دقيقة، وهي أن أكثر المؤلفين في هذه الفترات لا يمثلون جميع الطبقة التي يعيشونها، بل يمثلون اجتهادهم في تصحيح المذهب في الجملة. فتصحيحات المرداوي ليست على كل حال هي المذهب عند المتأخرين، بل العمدة عند المتأخرين على ما في الإقناع والمنتهى.
جاء في المدخل (ص434): «واعلم أن لأصحابنا ثلاثة متون حازت اشتهاراً أيما اشتهار. أولها مختصر الخرقي، فإن شهرته عند المتقدمين سارت مشرقاً ومغرباً، إلى أن ألف الموفق كتابه “المقنع”، فاشتهر عند علماء المذهب قريباً من اشتهار الخرقي إلى عصر التسعمئة، حيث ألف القاضي علاء الدين المرداوي “التنقيح المشبع”. ثم جاء بعده تقي الدين أحمد ابن النجار الشهير بالفتوحي (898-972هـ) فجمع “المقنع” مع “التنقيح” في كتاب سماه “منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات”. فعكف الناس عليه، وهجروا ما سواه من كتب المتقدمين كسلاً منهم ونسياناً لمقاصد علماء هذا المذهب التي ذكرناها آنفاً. وكذلك الشيخ موسى الحجاوي (المقدسي، ت968هـ) ألف كتابه “الإقناع”، وحذا به حذو صاحب “المستوعب” (للسامري 535-616هـ). بل أخذ معظم كتابه ومن “المحرر” (لابن تيمية الجد، ت652هـ) و”الفروع” و”المقنع”، وجعله على قول واحد. فصار معول المتأخرين على هذين الكتابين وعلى شرحيهما».
(2) ابن تيمية لم يكن ملتزماً بمذهب أحمد في تقريراته، بل يمكن القول أن له مذهباً منفصلاً عن المذاهب الأخرى، وفي كثير من اختياراته خالف اتفاق الأئمة الأربعة. كما أن له اختيارات مخالفة لما يظنه بعض الناس إجماعاً. ويمكن بناء على هذا اعتبار مرحلة ابن تيمية وتلاميذه الحنابلة (مثل ابن مفلح وابن القيم وابن عبد الهادي وغيرهم) هي بداية طبقة جديدة ومرحلة مختلفة في الفقه الحنبلي. فابن تيمية لم يلتزم أبداً بترجيحات الخرقي وغلام الخلال. وبالرغم من اطلاعه الواسع على روايات أحمد وأقوال الحنابلة، فلم يلتزم بها دوماً. بل تجده أحياناً يختار أقوالاً مخالفة لنص الإمام أحمد، فتصير هذه الأقوال هي القول المعتمد في المذهب. فابن تيمية يرجّح في المذهب الحنبلي ليس بناءً على الروايات عن أحمد، ولا بناءً على تقريرات الأصحاب واختيارات الخرقي، بل بناء على اجتهاده الشخصي، وإن كان خلاف المنصوص عن أحمد. وأضرب هنا مثالاً لا أظن أحداً يخالفني به. قال ابن تيمية في الفتاوى (22|116): «وأما صلاة الرجل بادي الفخذين، مع القدرة على الأزار، فهذا لا يجوز. ولا ينبغي أن يكون فيه خلاف (!!). ومن بنى ذلك على الروايتين في العورة -كما فعل طائفة- فقد غلطوا. ولم يقل أحمد ولا غيره: أن المصلي يصلي على هذه الحال! كيف وأحمد يأمره بستر المنكبين؟ فكيف يبيح له كشف الفخذ؟».
فرد عليه قال الحافظ ابن رجب في فتح البخاري شرح صحيح البخاري (2|412): «فأما الصلاة فمن متأخري أصحابنا من أنكر أن يكون في صحة الصلاة مع كشفها عن أحمد فيها خلاف. قال: لأن أحمد لا تصح الصلاة مع كشف المنكب، فالفخذ أولى. وقال: لا ينبغي أن يكون في هذا خلاف، فإن الصلاة المأمور فيها بأخذ الزينة (…) يكتفي فيها بستر العورة. والمنصوص عن أحمد يخالف هذا. قال مهنا: سألت أحمد عن رجل صلى في ثوب ليس بصفيق؟ قال: “إن بدت عورته يعيد، وإن كان الفخذ فلا”. قلتُ لأحمد: ما العورة؟ قال: “الفرج والدبر”».



وهذا الذي نقلناه فيه الكفاية للدلالة على ما عاش ومات عليه عليه أحمد بن حنبل ،
_ فالرجل برىء من هذا المذهب الذي تقوله عليه الناس.
- وكل قول ينسب للإمام أحمد فهو باطل ، من أنه كان يأخذ بقياسٍ , أو رأي ، أو غير ذلك من مصطلحات الذين لا يكادون يفقهون حديثا.
- وأنه عاش داعيا إلى نبذ التقليد الأعمى ، وجعل تقليده واتباعه لهذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
_ ولم يفرق أحمد بن حنبل بين رأي ورأي ، ولو كان رأي العظماء كمالك ، والشافعي ، والأوزاعي ، فالرأي كله سواء ، والرأي كله هدم للإسلام .
- وهذه الكتب الفقهية المذهبية المظلمة التي بين أيدينا ، والتي جمعت الحديث الشريف ، بجانب آراء الناس ، كان أحمد بن حنبل يؤمن أن الهداية والكفاية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما عداه فهو ضلال وعمى ، وإن كان رأي العظماء ، فما بالك بهراء غيرهم .
فرحم الله أحمد بن حنبل ، رحمة تسع ذنبه ، وتستر عيبه ، وحشره الله يوم القيامة مع من أحب واتبع .
أبو محمد المصري



* نقاشات حول الموضوع : هنا :
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=2255
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aldahereyah.net/forums/index.php
 
الإمام أحمد بن حنبل والحنابلة والسلفيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى والخباز
» تزكية وإجازة من شيخ مؤرخى جامعة عين شمس استاذنا الدكتور أحمد رمضان أحمد
» الشيخ أحمد الغماري يكفر أحمد التيجاني ويصفه بأكبر دجال عرفته الأمة
» أحمد بن الجسور شيخ ابن حزم كان صاحب نزعة ظاهرية
» حمل فضل آل البيت للإمام أحمد بن على المقريزى الظاهرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منهج أهل الظاهر :: مقالات أهل الظاهر من المعاصرين :: قسم عام-
انتقل الى: