هل من رأى النبى فى المنام سيراه فى اليقظة على الحقيقة أم ان ذلك ممتنع عقلا ونقلا ؟

حيا الله الأحبة فهذه مدارسة لموضوع طالما أرق الكثيرين من أهل العلم القدامى والمحدثين ، ألا وهو موضوع رؤية النبى فى اليقظة هل تقع على الحقيقة أم أن ذلك ممتنع شرعا وعقلا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه ولا يتمثل الشيطان بى)متفق عليه.
هل من رأى النبى فى المنام سيراه فى اليقظة ؟
وهل ذلك ليس بممتنع عقلا ونقلا ؟
ام أن للحديث تأويلات أخرى ؟

وهذه أقوال للعلماء بصدد امتناع وقوع رؤية النبى فى اليقظة عقلا وشرعا:
قال الامام النووى :قوله صلى الله عليه وسلم Sad

من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه او لكأنما رأنى فى اليقظه)
قال العلماء ان كان الواقع فى نفس الامر فكأنما رأنى فهو كقوله صلى الله عليه وسلم فكأنما رأنى او فقد رأى الحق وان كان سيرانى فى اليقظه ففيه اقوال.
احدها:المراد به اهل عصره .ومعناه ان من رأه فى النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجره ورؤيته فى اليقظه عيانا.
والثانى :معناه انه يرى تصديق تلك الرؤيا فى اليقظه فى الدار الاخره لانه يراه فى الاخره جميع امته من رأه فى الدنيا ومن لم يره.
والثالث:يراه فى الاخره رؤيه خاصه فى القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك والله اعلم.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلانى نحوه فى الفتح ثم قال:
وشذ بعض الصالحين فزعم انها تقع بعينى الرأس حقيقه . ثم نقل عن القرطبى قوله:قال القرطبى: اختلف فى معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رأه فى النوم رأى حقيقته كمن رأه فى اليقظه سواء قال: وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول . ويلزم عليه ان لا يراه احد الا على صورته التى مات عليها وان لا يراه رائيان فى ان واحد فى مكانيين وان يحيا الان ويخرج من قبره ويمشى فى الاسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه . ويلزم من ذلك ان يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيئ فيزار مجرد القبر . ويسلم على غائب لانه جائز ان يرى فى الليل والنهار مع اتصال الاوقات على حقيقته فى غير قبر. وهذه جهالات لايلتزم بها من له ادنى مسكه من عقل.اه.

وقال صاحب كتاب التجانيه
ويستحيل شرعا رؤيه النبى صلى الله عليه وسلم يقظه . ووجه ذلك:
ان النبى صلى الله عليه وسلم قد مات فادعاء حياته بعد موته صلى الله عليه وسلم قبل يوم القيامه مستحيل شرعا لما يلزم منه مخالفته لقوله تعالى Sad

انك ميت وانهم ميتون) ولا يتأتى ذلك ان الانبياء احياء فى قبورهم . وكذلك الشهداء . ولا ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فان تلك الحياه برزخيه تختلف عن هذه الحياه ولذا يقتصر فى شأنها على ما ورد فى النصوص.
ثم انه يلزم من ذلك ان يطالبوا بالتكاليف وان يخرجوا ليجاهدوا اعداء الله واللازم باطل واذا بطل اللازم بطل الملزوم.
- ان حمله على رؤيه النبى صلى الله عليه وسلم يقظه فى الدنيا بعد وفاته يلزم منه ادعاء الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك مستحيل.
لان النبى صلى الله عليه وسلم معصوم عن الكذب وبيان ذلك : ان النبى صلى الله عليه وسلم قال Sad

من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظه) فعلق الجواب على الشرط.
ومن المعلوم ان جمعا كثيرا من سلف الامه وخلفها قد رأوه فى المنام ولم يذكر احدمنهم انه رأه فى اليقظه. وخبر الصادق صلى الله عليه وسلم لا يختلف. اه مختصرا.

وقد نقل ابن تيمية الاجماع على انه لن يراه احد في الدنيا بعينه.
قلت : وهذا الإجماع لا يسلم من نقد إذ هناك من ذكر انه رأى النبى يقظة كالسيوطى وغيره .
ثم إن هذا الإجماع ليس بمتيقن وحسب شيخ الإسلام انه نقل عن الفقهاء المتقدمين امتناع وقوع ذلك .

قلت : ذكر الحافظ السيوطى رحمه الله أنه رأى النبى فى اليقظة مرارا ، وكان ذلك سببا من اسباب النفور بينه وبين السخاوى .
وذكر الدكتور على جمعه مفتى مصر أنه رآه أيضا فى اليقظة مرارا .
ولنا عدة تساؤلات لعل بالإجابة عليها يحسم النقاش حول هذا الموضوع .
هل هناك نهى عن رؤية النبى فى اليقظة ؟
هل ذكر النبى لرؤيته فى اليقظة لمن رآه فى المنام قاصر على ما خرجه الأئمة من تخريجات؟
وهل هناك من قرائن تصرف الرؤية فى اليقظة غلى ما ذهب إليه الائمة المتقدمون ؟
ثم كيف نفسر قول النبى بأنه رأى فى رحلة الإسراء يونس ملبيا ؟
ورأى موسى عند الكثيب الأحمر ؟
ثم ماذا نقول فى جمع الأنبياء للنبى فى بيت المقدس ؟
هل كان ذلك على الحقيقة أم ماذا ؟
ودمتم بخير .

بارك الله فيكم , على هذا الموضوع

والحديث على ظاهره , وما يمنع ذلك مانع عقلي ولا شرعي , ولا قرينة صارفة لهذا الحديث
ومحاولة تضعيف هذه الرواية غير سديد عند البعض

فالصحيح ان الحديث على ظاهره , وان من رآه في المنام سيراه في اليقظة .
والذي يمتنع ان يكون هنالك تشريعاً في هذه الرؤيا ,فهذا غير ممكن وكل من ادعى ذلك فهو كاذب !

واما نثر الاشكالات في كون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة فمن يكون في القبر
فهذا لا اشكال فيه , فاما ان تكون صورته
أو يكون ذلك بمثابة كشف عن عالم البرزخ الذي هو فيه على الحقيقة والله اعلم

وكذا كونه يصير صحابيّاً , فليس كذلك لكون النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي , وكذا من صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم من انبياء الله , فهم أموات
فعالم البرزخ لا يقاس على عالم الحقيقة
والمكاشفات لا تقاس على الحقيقة
فلكل أحكامها

وقد قال محمد حبيب الله الشنقيطي " اذا
علمت ما قررناه من امكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة كرامة
لبعض خواص اكابر الاولياء .. فاعلم ان فائدة ذلك تعود غالباً على الرائي
فقط , ولا يجوز ان يثبت بها حكم شرعي كائناً ما كان ندباً او غيره من سائر
الاحكام الشرعية كما تعطيه قواعد الشرع المعلومة وكما صرح به الائمة
كالحافظ ابن حجر وغيره فقد قال في فتح الباري بعد بحث طويل عند قوله عليه
الصلاة والسلام " ولا يتمثل الشيطان بي" ما نص لمراد منه ومع ذلك صرح
الائمة بأن الاحكام الشرعية لا تثبت بذلك "

وقد حصلت لنا هذه الرؤيا في اليقظة وفي المنام , ولا ندري اين نحن امن اهل النيران ام من اهل الجنان !

فنسأل الله العظيم بمنه وكرمه وواسع رحمته أن يتجاوز عنا , وان لا يؤاخذنا بزلاتنا وعثراتنا وكثرة ذنوبنا

الحبيب ابوعائش هل هذا الكلام " وقد حصلت لنا هذه الرؤيا في اليقظة وفي المنام , ولا ندري اين نحن امن اهل النيران ام من اهل الجنان !
من جملة كلام الشيخ الشنقيطى ؟
أم انه من إنشائكم ، ووقع هذا الأمر لكم ؟

» رؤية النبى(صلى الله عليه و سلم ) فى المنام ؟
» جحا بين الحقيقة والأسطورة وهل هو من التابعين ؟
» هل دخل الطاعون المدينة بعد بعثة النبى ؟
» هل هذا الحديث صحيح عن النبى ام مكذوب ؟
» للمدارسة : هل رأى النبى ربه فى رحلة الإسراء والمعراج ؟