هى واحده من النظريات الحديثه ـ مصطلحا ـ القديمه مضمونا وفكرا , حيث ان الليبراليه المعاصره هى الجاهليه القديمه فى خطوط افكارها العامه , فالجاهليه كانت تقر بوجود اله لكنها لم تكن تريد النزول على حكمه ومنهجه
واكثر الليبراليين يقرون بوجود الله ولايريدون مع ذلك النزول على حكمه ومنهجه الا فيما وافق اهواءهم .
ولو عدنا لجذور الليبراليه المعاصره لوجدنا انها نشات فى احضان الراسماليه التى قامت على انقاض نظام
الاقطاع وتحكم رجال الكنيسه فى الحياه وبيع صكوك الغفران , فنشات ردا على هذا النظام , وثوره فى مواجهه هذه الاوضاع , وكانت البدايه بالثوره الامريكيه عام 1766 , ثم الثوره الفرنسيه عام 1789 .
ومع توالى هذه الثورات بدات هذه النظم تتهاوى , لكنها لم تكن لتسقط بين عشيه وضحاها .
وهنا انقسم الراسماليون بين مناد بتقويض تلك الاعراف دفعه واحده , بضربه خاطفه , وتطبيق الحريات بوتيره سريعه , وهم ماسموا بالاحرار او المتحررين ( الليبراليين ) , والطرف الاخر نادوا بتطبيق الحريات تدريجيا
وضروره اخذ الواقع بعين الاعتبار والعمل على التخلص من هذه الاعراف رويدا رويدا وتلك الجماعه او الفئه
سموا بالمحافظين .
ويقوم الفكر الليبرالى على تصور مغلوط لطبيعه الانسان , وللعلاقه بين الفرد والمجتمع .
ففى نظرته لطبيعه الانسان يرى ان الانسان هو السيد وانه بطبيعته خير وليس شريرا وان الشر الذى يصدر عنه احيانا سببه تقييد ارادته , فهى مناداه باطلاق اراده الانسان حتى يعبر عن طبيعته الخيره , وليس مجالنا الان الرد على تلك الافكار حيث اننا بصدد عرض لهذه الافكار فقط .
فهم جعلوا من الدوله تامين لمصلحه الفرد وصيانتها فقط , فلو تم تامين مصالح الفرد فقد ضمنت مصالح المجتمع بطريقه تلقائيه .
وخلاصه نظريه المبدا الراسمالى هى المناداه بحريات اربع هى : حريه العقيده , حريه الراى , حريه التملك ,
الحريه الشخصيه .
وهذا مانتعرض لشرحه باستفاضه فى لقاء اخر انشاء الله تعالى .